Batistuta
26-03-2004, 03:06 AM
ذات يوم التقت وردة رائعة الجمال ، شذية الرائحة ، جذابة الألوان ، بلؤلؤة لا يبدو عليها شيء من هذه الصفات ، فهي تعيش في قاع البحار ، وتقبع بين أحشاء المحار .
تعرفتا إلى بعض ، ثم قالت الوردة : عائلتي كبيرة جداًّ ، فمنّا الورود ومنّا الأزهار ، ومن الصنفين أنواع كثيرة لا أكاد أحصيها ، نتميز بألوان كثيرة وجميلة ، ولكل واحد منا رائحة تميزه . وفجأة علت وجه الوردة مسحة حزن !
فسألتها اللؤلؤة : ليس فيما تقولين ما يدعو للحزن ، فلماذا أنت حزينة ؟ أجابت الوردة : قد يخطر ببالك أننا – معشر الورود – سعداء بما حبانا الله تعالى به من ألوان وروائح ، نعم نحن كذلك ، ولكن بني البشر يعاملوننا باستهتار ، فهم يزرعوننا ليس حباًّ فينا ، وإنما ليتمتعوا بمنظرنا الجميل ورائحتنا الشذية ، ثم يلقوننا على قارعة الطريق ، أو في سلال المهملات ، وذلك بعد أن يسلبوا منّا أعز ما نملك ، النضارة والعطر .
تنهدت الوردة ثم قالت للؤلؤة : حدثيني عن حياتك ، كيف تعيشين ؟ وما شعورك وأنت مدفونة في قاع البحار ؟ أجابت اللؤلؤة : رغم أني لا أتمتع بالألوان الجميلة والروائح العبقة مثلك ، إلا أنني غالية جداًّ في نظر البشر ، فهم يصنعون المستحيل ليظفروا بي ! إنهم يشدون الرحال ، ويخوضون البحار ، ويغوصون في الأعماق بحثاً عني ، قد تصيبك الدهشة إذا أخبرتك أنني كلما ابتعدت عن أعين البشر ، ازددت جمالاً ولمعاناً ، وزاد تقديرهم لي .
أنا أعيش في صدفة سميكة ، وأقبع في ظلمات البحار ، إلا أنني سعيدة ، بل وسعيدة جداًّ ؛ لأنني بعيدة عن الأيدي العابثة ، وثمني غالٍ جداًّ جداًّ جداًّ لدى بني البشر .
وأخيراً لا يخفى على ذكائك أيها القارىء الفطن أن :
اللؤلؤة : هي المسلمة العفيفة
وأن الوردة : هي السافرة المتبرجة
منقول
تعرفتا إلى بعض ، ثم قالت الوردة : عائلتي كبيرة جداًّ ، فمنّا الورود ومنّا الأزهار ، ومن الصنفين أنواع كثيرة لا أكاد أحصيها ، نتميز بألوان كثيرة وجميلة ، ولكل واحد منا رائحة تميزه . وفجأة علت وجه الوردة مسحة حزن !
فسألتها اللؤلؤة : ليس فيما تقولين ما يدعو للحزن ، فلماذا أنت حزينة ؟ أجابت الوردة : قد يخطر ببالك أننا – معشر الورود – سعداء بما حبانا الله تعالى به من ألوان وروائح ، نعم نحن كذلك ، ولكن بني البشر يعاملوننا باستهتار ، فهم يزرعوننا ليس حباًّ فينا ، وإنما ليتمتعوا بمنظرنا الجميل ورائحتنا الشذية ، ثم يلقوننا على قارعة الطريق ، أو في سلال المهملات ، وذلك بعد أن يسلبوا منّا أعز ما نملك ، النضارة والعطر .
تنهدت الوردة ثم قالت للؤلؤة : حدثيني عن حياتك ، كيف تعيشين ؟ وما شعورك وأنت مدفونة في قاع البحار ؟ أجابت اللؤلؤة : رغم أني لا أتمتع بالألوان الجميلة والروائح العبقة مثلك ، إلا أنني غالية جداًّ في نظر البشر ، فهم يصنعون المستحيل ليظفروا بي ! إنهم يشدون الرحال ، ويخوضون البحار ، ويغوصون في الأعماق بحثاً عني ، قد تصيبك الدهشة إذا أخبرتك أنني كلما ابتعدت عن أعين البشر ، ازددت جمالاً ولمعاناً ، وزاد تقديرهم لي .
أنا أعيش في صدفة سميكة ، وأقبع في ظلمات البحار ، إلا أنني سعيدة ، بل وسعيدة جداًّ ؛ لأنني بعيدة عن الأيدي العابثة ، وثمني غالٍ جداًّ جداًّ جداًّ لدى بني البشر .
وأخيراً لا يخفى على ذكائك أيها القارىء الفطن أن :
اللؤلؤة : هي المسلمة العفيفة
وأن الوردة : هي السافرة المتبرجة
منقول