المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دمعة ام في زمن العقوق



Batistuta
26-03-2004, 03:21 AM
يا بني ..
هذهِ رسالةٌ مكلومه من أمــــك المسكينه ..

كتبتها على إستحياء ..

بعد تردد و طول إنتظار ..

أمسكت بالقلم مراتٍ فحجزتــه الدموع ..

و أوقفت الدمع مراتٍ .. فجــرى أنين القلب ..




يا بني ..
بعد هذا العمر الطويل .. أراك رجلاً سوياً مكتمل العقل ..

و متزن العاطفه ..

و من حقي عليك أن تقرأ رسالتي .. و إن شئت بعد ..!
مزقها كما مزّقت أطراف قلبي .. مــــــــن قبل ..!!



يا بني ..
منذ أكثر من عشرين عاماً .. كان يوماً مشرقاً في حياتي ..
عندما علمت بأني حامل ..
و الأمهات يا بني .. يعرفن معنى هذهِ الكلمة جيدا..

فهي مزيجٌ من الفرح و السرور ..
و رحلةٌ من التغيرات الجسديه و النفسيه ..!

و بعد هذه البشرى ..
حملتك تسعة أشهرٍ في بطني ..

فرحـــــةً .. جـــــذلا

أقوم بصعوبه .. و أنام بصعوبه .. وأتنفس بصعوبه

و لكن ..
كل ذلك لم ينقص محبتي لك..
و فرحي بك .. بل نمت محبتك مع الأيام ..
و ترعرع الشوق إليك ..!

حملت وهناً على وهناً ..
ألمــــــــاً .. و أمـــــــــلا ..!

أفرح بحركتك ..
و أسر بزيادة وزنك .. وهي علّي حملٌ ثقيل ..

إنها معاناة طويله .. أتى بعدها فجر تلك الليله ..
فنالني من الألــــــم و الرهبة و الخوف الكثير..

و مالا يصفه القلم .. و يعجز عن شرحه اللسان ..
و رأيت بأم عيني المــــــوت مراتٍ و مـــــرات ..
حتى خرجت للدنيا ..
فمتزجت دموع صراخك .. بدموع فرحي ..
و أزلت كل الآمي .. و جراحي ..




يا بني ..
مــــــضت سنوات من عمرك .. و أنا أحملك في قلبي
و أغسلك بيدي ..
جعلت حجري لك فراشا ..
و صدري لك غذاء ..!

أسهرت ليلي لتنام .. و أتعبت ليلي لتسعد ..
أمنيتي أن أرى إبتسامتك .. و سروري في طلباتك ..

فتلك هي منتهى سعادتي ..

و مـــــــــرت الليالي و الأيام ..
و أنا خادمتك .. و مرضعتك .. عاملةٌ لـــــم تفتر ..

حتى أشتد عودك .. و استقام شبابك ..
و بدت عليك معالــم الرجوله ..

فإذا بي أبحث لك عن شريكه ..
وأتى موعد زفافك .. و تقطّع قلبي ..
و جرت مدامعي ..
فرحةً بحياتك الجديده .. و حزناً على فراقك ..

و مــــــــــرت الساعات طويله ..!

فإذا بـــك لست أبني الذي أعرفه .. و أنكرتني و تناسيتني
تمـــــــــر الأيام و لا أراك .. و لا أسمع حتى صوتك ..!

و تجاهلت من قامتك بك .. خير قيــــــــــام ..



يا بني ..
لا أطلب إلاّ القليل ..

إجعلني في منزلةِ أطرف أصدقائك .. و أبعدهم حظوةً لديك ..

فــــــقـــــــد
إحدودب ظهري .. و أرتعشت أطرافي ..
و أصبحت سقيمه .. تعبةً من دنياي ..!

و لكـــــــــن..!
مازال قلبي ينبض بمحبتـــــــــــك ..




يا بني ..
لو أكرمك شخصٌ يوما .. لأكرمته على حسن صنيعه ..
و جميل إحسانه .. و أمك أحسنت إليك إحساناً لا تراه ..

فلقد خدمتك سنواتٍ و سنـــــــوات ..
فأين الجزاء .. و الوفاء ..

أإلى هذا الحد بلغت بك القسوه .. و أضاعتك الأيام ..؟!




يا بني ..
إني أتعجب و أنت صنيع يدي ..!!
فأي ذنبٍ جنيته .. حتى أصبح عدوةً لـــك ..؟!
فلا تتطيق رؤيتي .. و تتثاقل زيارتي ..!

فهل أخطأت يوماً في معاملــــتك .. أو قصـــرّت في خدمتك ..؟!




يا بني ..

أمنحي جزاءًا من رحمتك .. و أعد لي بعض أجري ..
و أحسن فإن الله يحب المحسنين ..

فأنا أتمنى رؤيتك .. و لا أريد سوى ذلك ..
دعني أرى عبوس وجهك ..
و تقاطيع غضبك .. و نظراتك الحارقه ..!


يا بني ..
تفطّر قلبي .. و سالت مدامعي ..
و أنت حيٌ تُــــــرزق .. و الناس يتحدثون عن حسن خلقك ..
فما آن لقلبك أن يحـــن لإمراءةٍ ضعيفةٍ أضناها الشــوق ..؟!

فلقد جعلت الكـــمد شعارها .. و الغم دثارها ..
و أجريت لها دمعها .. و أحزنت قلبها .. و قطّعت رحمها ..

و أنـــــــــــــــــــا لــــــــــــــــــــــــن
أرفـــــــــــــــع الشكــــــــــــــــــــوى

و لن أبث الحزن لك .. لأنها لو طارت للغمام ..
و اعتلت لباب السماء .. أصابك شؤم العقوق ..
و نزلت بك العقوبه ..

لا .. لا .. لــــــــــن أفعل
فلا تزال يا بني فلذة كبدي .. و ريحانة حياتي ..
و بهجة دنياي ..

فهيّا أفق يا بني .. فقد بدأ الشيب يعلو مفرقك ..
و ستمـــــر السنوات و تصبح أباً .. شيخا ..

و الجــــــزاء مــــــن جنـــس العمــــــل ..

و ستكتب رسائلك لإبنك بالدموع .. مثلما كتبتها إلــيك ..
و تبكي دماً .. على أمٍ أصبحت تحت التــــراب ..




و عنــــد الله تجتـــــــــــــــمع الخصــــــــــــــوم

Pr.Game
26-03-2004, 09:59 AM
جزاك الله خير أخي والله رسالة جميلة تدمع العين