ثريول
16-04-2004, 03:04 PM
http://www.trustdot.com/images/bismilah.gif
http://a3ul.jeeran.com/bad2.jpg
هـ ـلوسة .. أو ليست ,,,, لا يهم .. لكنها خيال ..
إنـي أمتلك مخيلة.. تطير بي دائماً في عالم يخرج عن المألوف .. وتحلق في آفاق تصنعها هي لنفسها وتطير فيها .. تحب الطيران .. وتكره الكسل!
خـيالات تحبها .. للمستقبل , تحب تخيل المستقبل .. بل تعشق ذلك .. ودائما ما أتعبت هي نفسها في هذا المجال , تحاول التـنـبؤ بالمستقبل , تمسك قلماً وتخُط تلك المشـــاهد رسماً بالكلمات .. وأحياناً تمسك فرشاة فترسم صورة ثلاثـية البعد على جــدران العقل , ترمي بالتصورات في إطار شامل .. تقذف غرائبها المليئة بعلامات التعجب في تلك اللـوحة!
لا تـفكر غالباً عن المستقبل الشخصي , مستقبلي أنا .. بل تفكر عادة عن مستقبل البشـر .. كل البشـر و ما هو القادم في العقود القائمة ؟
عـقود من الزمان سـتمر , لكن , كيف ؟!
حـاولت مخيلتي التي حدثتكم عنها " الغوص" في لوحــة مرسومه , تحاول فيها التنبؤ بالمستقبل , ولا تعدو كونها مجرد عبث وتراكيب وراء مجهول .. وياله من مجـهولٍ مجـهولْ ! :
وردة ..... وردة وردية .. تـرقص على أنغام الهواء مع أبناء عـمومتهــا من الـورود في إحـدى بقاع العـالم ..
زقـزقة العصافير , تغريد البلابل .. يُحيُون جميعاً سـمفونية الوجود ..
شـجرة احتوت الطيور وحمت الورود من المـطر في عزّة وشموخ ..
رذاذٌ خفيف يـداعب أوراق الشجر ..
أبــي ..
صـوتٌ صدر من طرف الغابة .. ويقترب من تلك الـورود بسرعة ..
أبــي ..
فـتاةٌ في السابعة من العمر , تلبس الأصفر من الثياب , قلادةٌ كبيرة من الـذهب حول عُنقها تُكمل المجموعة الصفراء , لولا خدودها الحمراء ..!
أبــي ..!
الأبُ في الخلف .. رجـلٌ أربعيني ذو ملامح عـربية , لحـية كثة سوداء , ثوبٌ أبيض متسخ قليلاً بالطين والقـليل من الدم ويحـمل كيساً مليئاً بالأرانـب الذي أصطادها بقوسه ..
هـناك تحت إحدى الأشـجار .. فرسٌ أصيلٌ مربوطٌ في شجرة ..
قـالت الـبنت : أبي , أنظر إلى هذا الشيء .. ماهو ؟
قـال : قطعة حديدية .. كانت تسمى في الماضي ( تــرس ) ..!
تـجاهلت الأمر ولم تعره اهتماما .. حاولت الإمساك بـسنجاب رمادي ولكنها لم تستطع ..
مـشت متغلغلة في الـغابة .. فقال لها أبوها : فلنرجع يا بنيتي , لا وقت لدينا!
قـالت : أبي .. تعال !
مـاذا هناك ؟
أنـظر ياأبي , ماهذا ..؟ وأشارت بيدها إلى خراب مسوّى بالأرض وقد نبتت عليه نباتات وطحالب ..
قـال : ديار قومٍ أقاموا هنا , ثم قامت الدنيا عليهم وعلى ما أقاموه من عمران ..
إنها إرادة الله يا بنيّتي .. إرادة الله ! , ( هكَذاْ وَأَوْرَثْناها قَومَاً آخَريْن ) ..
تـنهد تنهداً عميقاً ثم قال :
الله يرحمكم , الله لا يذكر أيامكم بالخير ..
مـن هم يبه ؟
هـم ناس .. مب أي ناس حقيقة .. أهلي وربعي وبلادي ودنياي .. سابقاً ..!
نـظر للأرض قليلاً ثم رفع رأسه للسماء قالاً :
لكل زمان دولةٌ ورجالُ ..!
بـدأ المطر في الهطول بغزارة , وصوت البرق يُخرسُ العصافير وسمفونيتهم الوجودية !
أمـسك الأب بيد البنت مبتسماً وذهب معها فوق فرسه إلى كوخهم الخشبي الصغير قرب ضفة النهر ..
كـوخ جميل .. يذكركم بواقع يرجع لمئات السنين .. دخان نار الطبخ داخل الكوخ تُكسب المكان رائحة اللحم اللذيذ .. صوت مياه الجدول تحفز النفس للقفز فيه والاستحمام ’’ لولا البرد طبعاً‘‘ ..
دلـف الأب داخل الكوخ وفي استقباله زوجته وأولاده السبعة ..
’’حـدثني عنهم يبه ..!‘‘ قالت البنت ..
’’مـن هم ؟‘‘ قال الأب ..
أهـُلك !!
قـال :
كـنت يا بنتي واحد من سبعة مليارات كائن , كانوا هنا .. في نفس المكان .. عمروا الأرض , صنعوا كل شيء من الغريب والعجيب ..
يـكفيكِ أن تعلمي أنه لم يعد منهم في الأرض سوى الملايين فقط .. فقد احتوتهم الحفر والنيران وقيعان البحار ؛ غير من تحول إلى رماد كرماد تلك النار .. " وأشار للنار " ..
تـدافعت الخيالات للأب " والأم " في لحظات الصمت .. تذكرهم بما حصل وترسم لوحات عاشوها في فترات مرت ..
خـيالات .. تمر أمام أعينهم في لقطات متقنة الإخراج .. كأنها من إخراج ألفريد هتشكوك !!
http://a3ul.jeeran.com/bad2.jpg
هـ ـلوسة .. أو ليست ,,,, لا يهم .. لكنها خيال ..
إنـي أمتلك مخيلة.. تطير بي دائماً في عالم يخرج عن المألوف .. وتحلق في آفاق تصنعها هي لنفسها وتطير فيها .. تحب الطيران .. وتكره الكسل!
خـيالات تحبها .. للمستقبل , تحب تخيل المستقبل .. بل تعشق ذلك .. ودائما ما أتعبت هي نفسها في هذا المجال , تحاول التـنـبؤ بالمستقبل , تمسك قلماً وتخُط تلك المشـــاهد رسماً بالكلمات .. وأحياناً تمسك فرشاة فترسم صورة ثلاثـية البعد على جــدران العقل , ترمي بالتصورات في إطار شامل .. تقذف غرائبها المليئة بعلامات التعجب في تلك اللـوحة!
لا تـفكر غالباً عن المستقبل الشخصي , مستقبلي أنا .. بل تفكر عادة عن مستقبل البشـر .. كل البشـر و ما هو القادم في العقود القائمة ؟
عـقود من الزمان سـتمر , لكن , كيف ؟!
حـاولت مخيلتي التي حدثتكم عنها " الغوص" في لوحــة مرسومه , تحاول فيها التنبؤ بالمستقبل , ولا تعدو كونها مجرد عبث وتراكيب وراء مجهول .. وياله من مجـهولٍ مجـهولْ ! :
وردة ..... وردة وردية .. تـرقص على أنغام الهواء مع أبناء عـمومتهــا من الـورود في إحـدى بقاع العـالم ..
زقـزقة العصافير , تغريد البلابل .. يُحيُون جميعاً سـمفونية الوجود ..
شـجرة احتوت الطيور وحمت الورود من المـطر في عزّة وشموخ ..
رذاذٌ خفيف يـداعب أوراق الشجر ..
أبــي ..
صـوتٌ صدر من طرف الغابة .. ويقترب من تلك الـورود بسرعة ..
أبــي ..
فـتاةٌ في السابعة من العمر , تلبس الأصفر من الثياب , قلادةٌ كبيرة من الـذهب حول عُنقها تُكمل المجموعة الصفراء , لولا خدودها الحمراء ..!
أبــي ..!
الأبُ في الخلف .. رجـلٌ أربعيني ذو ملامح عـربية , لحـية كثة سوداء , ثوبٌ أبيض متسخ قليلاً بالطين والقـليل من الدم ويحـمل كيساً مليئاً بالأرانـب الذي أصطادها بقوسه ..
هـناك تحت إحدى الأشـجار .. فرسٌ أصيلٌ مربوطٌ في شجرة ..
قـالت الـبنت : أبي , أنظر إلى هذا الشيء .. ماهو ؟
قـال : قطعة حديدية .. كانت تسمى في الماضي ( تــرس ) ..!
تـجاهلت الأمر ولم تعره اهتماما .. حاولت الإمساك بـسنجاب رمادي ولكنها لم تستطع ..
مـشت متغلغلة في الـغابة .. فقال لها أبوها : فلنرجع يا بنيتي , لا وقت لدينا!
قـالت : أبي .. تعال !
مـاذا هناك ؟
أنـظر ياأبي , ماهذا ..؟ وأشارت بيدها إلى خراب مسوّى بالأرض وقد نبتت عليه نباتات وطحالب ..
قـال : ديار قومٍ أقاموا هنا , ثم قامت الدنيا عليهم وعلى ما أقاموه من عمران ..
إنها إرادة الله يا بنيّتي .. إرادة الله ! , ( هكَذاْ وَأَوْرَثْناها قَومَاً آخَريْن ) ..
تـنهد تنهداً عميقاً ثم قال :
الله يرحمكم , الله لا يذكر أيامكم بالخير ..
مـن هم يبه ؟
هـم ناس .. مب أي ناس حقيقة .. أهلي وربعي وبلادي ودنياي .. سابقاً ..!
نـظر للأرض قليلاً ثم رفع رأسه للسماء قالاً :
لكل زمان دولةٌ ورجالُ ..!
بـدأ المطر في الهطول بغزارة , وصوت البرق يُخرسُ العصافير وسمفونيتهم الوجودية !
أمـسك الأب بيد البنت مبتسماً وذهب معها فوق فرسه إلى كوخهم الخشبي الصغير قرب ضفة النهر ..
كـوخ جميل .. يذكركم بواقع يرجع لمئات السنين .. دخان نار الطبخ داخل الكوخ تُكسب المكان رائحة اللحم اللذيذ .. صوت مياه الجدول تحفز النفس للقفز فيه والاستحمام ’’ لولا البرد طبعاً‘‘ ..
دلـف الأب داخل الكوخ وفي استقباله زوجته وأولاده السبعة ..
’’حـدثني عنهم يبه ..!‘‘ قالت البنت ..
’’مـن هم ؟‘‘ قال الأب ..
أهـُلك !!
قـال :
كـنت يا بنتي واحد من سبعة مليارات كائن , كانوا هنا .. في نفس المكان .. عمروا الأرض , صنعوا كل شيء من الغريب والعجيب ..
يـكفيكِ أن تعلمي أنه لم يعد منهم في الأرض سوى الملايين فقط .. فقد احتوتهم الحفر والنيران وقيعان البحار ؛ غير من تحول إلى رماد كرماد تلك النار .. " وأشار للنار " ..
تـدافعت الخيالات للأب " والأم " في لحظات الصمت .. تذكرهم بما حصل وترسم لوحات عاشوها في فترات مرت ..
خـيالات .. تمر أمام أعينهم في لقطات متقنة الإخراج .. كأنها من إخراج ألفريد هتشكوك !!