المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين المواقيت بين التقدير السماوي والتقدير الأرضي



waleedtr
18-04-2004, 10:28 AM
السلام عليكم

قال تعالى في سورة الحج الاية (47) { ويستعجلونك بالعذاب ولن يخلف الله وعده وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون}

عادة ما يشعر الإنسان في حالات الفرح ، بأن الزمن ينقضي كلمح البرق ، فالأسبوع يمرّ وكأنه يوم ، واليوم وكأنه ساعة ، والساعة وكأنها دقيقة ، أما في حالات الفراغ أو الحزن فيشعر بأن الزمن يسير ببطئ شديد ، ويكاد أن يتوقف ، فالدقيقة تمرّ وكأنها ساعة ، والساعة وكأنها يوم ، واليوم كأنه شهر ، فالإحساس بالزمن أمر نسبي ، يعتمد على الحالة النفسية التي تعتري الإنسان بين حين وآخر .

وحتى لا يتخبّط الإنسان في تقديراته للزمن تبعا لحالته النفسية ، اتُخذت الأيام والشهور والسنون ، وهي مقاييس ثابتة ومنتظمة ، لاعتمادها على الحركة المنتظمة والثابتة للأجرام السماوية ، التي أبدعها رب هذا الكون . وبقيت مسألة كيفية تقدير الزمن بالنسبة لليوم الواحد ، فاصطلح على تقسيم اليوم إلى 24 ساعة ، والساعة إلى 60 دقيقة ، والدقيقة 60 ثانية .

ويرى كثير من المسلمين أن فترة الظلم والإفساد على الأرض طالت جدا ، وربما ستطول أكثر عند البعض . ونقول هي في الميقات السماوي قصيرة جدا ، ولتوضيح الفكرة وتقريبها إلى الأذهان ليس إلا سنقوم بعملية حسابية بسيطة .

اليوم في الميقات السماوي = 1000 سنة ، واليوم في الميقات الأرضي = 24 ساعة

فإذا قمنا بقسمة 1000 سنة على 24 ساعة ، سنكون قادرين على التوصل لمعرفة نسبية لمقدار الساعة الواحدة في الميقات السماوي :

1000 ÷ 24 = 41,6 سنة

إذن الساعة الواحدة في الميقات السماوي تقابل 41,6 سنة أرضية

أي أن الساعة في الميقات السماوي ، تُقابل 42 سنة تقريبا بالمقارنة مع الميقات الأرضي

ولحساب عمر الدولة اليهودية على سبيل المثال بالميقات السماوي ، وبما أن العمر المتوقع لها قد لا يتجاوز 56 سنة ، نجد أن :

( 1 ) ساعة سماوية : 41,6 سنة أرضية

( س ) ساعة سماوية : 56 سنة أرضية

ومن خلال الضرب التبادلي :

نجد أن ( س ) = ( 41,6 × 1 ) ÷ 41,6 = 1,344 ساعة سماوية

أي أن عمرها ، هو ساعة واحدة و 0,344 من الساعة . وبما أن الساعة لدينا ، تتكون من ( 60 ) دقيقة .

فإن 0,344 من الساعة = 0,344 × 60 = 20 دقيقة .

ليتبين لنا ، أن إحساس أهل السماء ، بانقضاء 56 سنة أرضية ، يُماثل إحساسنا بانقضاء ، ساعة واحدة وعشرين دقيقة فقط على الأرض ، وهو زمن قصير جدا بالنسبة لأهل السماء ، وطويل جدا بالنسبة لأهل الأرض .

لذلك يشعر الناس على الأرض بطول الزمن وامتداده ، فتجدهم يستعجلون الوعود الإلهية بإهلاك القرى الظالمة وبنصر المؤمنين ويعجبون من تأخّرها ، وأما أهل السماء فهم على العكس تماما ، يرون أن العذاب أو النصر يتنزل على الناس بسرعة كبيرة جدا ، وأن الأحداث تجري كلمح البصر وهذا ما يؤكده الإخبار الإلهي عن الساعة في القرآن ، حتى ظنّ صحابة رسول الله من كثرة ما أكّد سبحانه وتعالى على قربها أن ستقع في زمانهم ، لذلك كان الناس آنذاك يكثرون السؤال عنها إشفاقا من أمرها ، وها قد مرّ أكثر من 1400 سنة ولم تقم بعد ، وهذه الحقيقة هي ما يُقرّره سبحانه وتعالى في مطلع سورة المعارج ، حيث قال ( سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ (1) لِلْكَافِرينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ (2) مِنَ اللَّهِ ذِي الْمَعَارِجِ (3) تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا (5) إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا (6) وَنَرَاهُ قَرِيبًا (7 المعارج )