المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر بحر بلقيس



as9999
20-04-2004, 08:05 PM
بحر بلقيس


هذه قصيدة لأخي المستشار / عبدالعزيز السيد آدم




الحب.. يأتي أولاً..
كالوهم...لا ، كالطيف...لا
لكنه شيئاً
كأحلام الطفولة وابتسامات الصغار
والحب..يأتي دون ترتيب...فلا تدري
حكايته..متى بدأت..ولكن
بعض شيءٍ..كالدوار
والحب في القلب اعتصار
رعشةٌ فيها السعادة والعذاب
وفي الحشا..
نبضٌ..وحسٌ..وانكسار
لكنني لك أعترف..أني عشقتك
لم يكن لإرادتي أبداً خيار
وركبت..والأشواق متن الريح
نعلو..فوق هامات السحاب
نجوب أعماق البحار
قد كنت كالدرويش..
أنَّى يلتقي درباً بوجه الأرض..
شد وثاق قدميه على الدرب وسار
فعنده..
كل الدروب على بساط الأرض
تفضى للبنية والمزار
لكنني..لما أتيت..بقيت وحدي
حين ودعني الذي أحببته
أتلمس الأبواب..ألتمها
وأحتضن الجدار
وأنا..على الحال الذي أبقيتني
من قبل عامٍ..في هواك مسافراً
بالحب من دارٍ لدار
زاد المسافر في بحار الشوق نحوك
دمعهُ المسكوب في ألقِ الليالي
أو على وجه النهار
والليل ممتدٌ..وصمت البحر ممتدٌ
بأحشائي
وفي عينيّ شوقٌ يشتهيك..
ولم يمل الانتظار
لكنما..لهفي عليك..أخافني
فبحثت بين النجم عنك
شكوت حالي..
دون تحديدٍ لوجهه..أو مدار
فارسلْ طيوفك..علّها..
لما تعود إليك تحكي..
حال من أودعتهُ في سجن حبك كيف صار
واحرق بخورك في المجامر كي ترى
ماأوقد الحرمان في الأحشاء
من لهبٍ ونار
لازلت أرحل في الخيال مسافراً
كي ألتقيك.. مفارقاً
صحبي وأهلي والديار
لازلت أرحل في الخيال مسافراً
رغم المسافة والموانع والحصار
وأعود من رهق الوقوف
على محطات الوصول..بخيبة المسعى
وقد رحل القطار
دوماً أعود.. كما يعود الزارعون
على الرمال الجدب..
لامطر أفاض عليهموا..
صفر الأيادي عائدون بلا حصاد ولاثمار
أبكي.. على محرابك المهجور أبكي
ثم أبكي..ثم أساله.....
أنالت من تباريح الهوى مانالني؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فأجابني..
لو كان...لانزاح الستار
لو كان ...لانزاح الستار
لو كان ...لانزاح الستار

as9999
20-04-2004, 08:07 PM
وقتها كنت حائر..
وقتها كنت حائر..
لست أدري..
غير أني..كنت أدري
إنه سراً أتاني تحت جنح الليل زائر
لست أدري..أي زائر؟
قد هاج الحس فيني..
فأفاقت في سكون الليل آلاف المشاعر
فسألت الناس..هذا !! من يكون؟
قال بعضٌ..إنه البحر..
ولاتعجبْ.. فإن البحر بالأسرار زاخر
غير أني قد رأيت البحر..لكن
لم أجد بحراً كهذا..
موجه عاتٍ وهادر..
أي بحرٍ..أي بحرٍ !!
لاشواطئ تحتويه..
لامراكب منه تأتي..
لا .. ولا سفن تغادر
أي بحرٍ.. ليس تعلوه النوارس
لا .. ولاريح تهب عليه..
لكني..أرى .. أمواجه
في جوف أوردتي تسافر
موجةٌ في إثر موجه..ثم أخرى
ثم أخرى تتوالى..
لم يعد للموج آخر
قال بعض الناس إن البحر يخفي سره
فاهبط.. لقاع البحر..
إن السر في الأعماق غائر
لاتدع عيناك تحتبسان..
في وجه المياه الزُرق..واعلم
إن آيات الجمال في قاعه والقاع آسر
إن بلغت مكامن الأسرار في الأعماق..
فانظر..حين تنفض السرائر
حينها سيضج قاع البحر بالانوار
حتى تنجلي غيب الظلام
وتسقط الحجب الكثيفة..
حين تنزاح الستار.................
سوف تلقى..سوف تلقى..
وجه بلقيس المجلىَّ بالضياء
وجيدها البضُّ الموشى بالزمرد واللآلئ والجواهر
وحريراً كالنسايم..
في نضار الخد يستلقي على ورق الأزاهر
وعلى الشفتين سرُّ الشهد..
سرُّ الله.. إن الله منّان وقادر
وبعينيها أراني..
آيةٌ للعشق قد كتبت بدخان المجامر
وبقلبي..تزهر الأفراح.. تشدو
للهوى..
للحب غردِّ ألف طائر
وعلى الكفين عهدٌ بيننا..
في الصدر يبقى سره حياً..
فإن متنا..
ستكتمه المقابر
ثم جئنا..ثم جئنا والتقينا
في سكون الليل..لكن
قبل أن ينفض مجلسنا ويذهب كل سامر
قالت لي..سل ياحبيبي ماتريد..
أنا لاأريد سوى الذي
قد كنت أحمله عذاباً..ثم أتلوه خطاباً
ثم سراً..
بات مسطوراً بأوراق الدفاتر
لاأريد سوى الذي..
أغرقت وجهي بالدموع لأجله
أمضيت عاما..شاخصاً بصري إليه
وفي سكون الليل ساهر
كنت لاأرجو سواك..
فكيف تسألني ..وتعلم أنني
رغم ابتعادك والفراق المر صابر
لاتسألني ياحبيبي ماأريد
أنا لست من يهوى المطايا والقصور
ويشتهي لبس الحرائر
كنت تعلم أنني..أمضي الليالي
بين جدراني..وقد نامت
على قلبي على كبدي..على صدري
بجوف الليل آلاف الحناجر
إن من حمل العذاب بجوفه
والشوق..جمرٌ في الحشى
وفؤاده في راحتيه..
ماأتاك لكي يتاجر..
لاتسل..لكن..لتشهد ماأريد؟
أنظر إليَّ بجوف صدري....
هل ترى ماأنت ناظر؟؟؟؟
شيئاً..
تسابقه الدموع إلى العيون
وتكاد تنفطر القلوب لذكره
وتشق رعشته الحناجر