المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شعر قصة الحب



Exodia
22-04-2004, 07:13 PM
في قديم الزمان‎

حيث لم يكن على الأرض بشر بعد‎ ....

كانت الفضائل والرذائل.. تطوف العالم معا‎"..

وتشعر بالملل الشديد‎....

ذات يوم... وكحل لمشكلة الملل المستعصية‎...

اقترح الأبداع.. لعبة.. وأسماها الأستغماية.. أو الطميمة‎..

أحب الجميع الفكرة‎...

وصرخ الجنون: أريد أن أبدأ.. أريد أن أبدأ‎...

أنا من سيغمض عينيه.. ويبدأ العدّ‎...

وأنتم عليكم مبشرة الأختفاء‎....

ثم أنه اتكأ بمرفقيه..على شجرة........ وبدأ‎...

احد... اثنين.... ثلاثة‎....

وبدأت الفضائل والرذائل بالأختباء‎..

وجدت الرقة مكانا لنفسها فوق القمر‎..

وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة‎...

دلف الولع... بين الغيوم‎..

ومضى الشوق الى باطن الأرض... الكذب قال بصوت عال: سأخفي نفسي تحت الحجارة.. ثم توجه لقعر البحيرة‎..

واستمر الجنون: تسعة وسبعون... ثمانون.... واحد وثمانون‎..

خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها‎...

ماعدا الحب‎...

كعادته........ لم يكن صاحب قرار... وبالتالي لم يقرر أين يختفي‎..

وهذا غير مفاجيء لأحد... فنحن نعلم كم هو صعب اخفاء الحب‎..

تابع الجنون: خمسة وتسعون....... سبعة وتسعون‎....

وعندما وصل الجنون في تعداده الى: مائة‎

قفز الحب وسط أجمة من الورد.. واختفى بداخلها‎..

فتح الجنون عينيه.. وبدأ البحث صائحا": أنا آت اليكم.... أنا آت اليكم‎..

كان الكسل أول من أنكشف...لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه‎..

ثم ظهرت الرقّة المختفية في القمر‎...

وبعدها........ خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس‎...

واشار على الشوق ان يرجع من باطن الأرض‎...

وجدهم الجنون جميعا".. واحدا بعد الآخر‎....

ماعدا الحب‎...

كاد يصاب بالأحباط والبأس.. في بحثه عن الحب... حين اقترب منه الحسد‎

وهمس في أذنه‎:

الحب مختف في شجيرة الورد‎...

التقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح.. وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش‎

ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب‎...

ظهر الحب.. وهو يحجب عينيه بيديه........ والدم يقطر من بين أصابعه‎...

صاح الجنون نادما": يا الهي ماذا فعلت؟‎..

ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟‎...

أجابه الحب: لن تستطيع إعادة النظر لي... لكن لازال هناك ماتستطيع‎

فعله لأجلي... كن دليلي‎...

وهذا ماحصل من يومها.... يمضي الحب الأعمى... يقوده

الجنون ...