المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تفجيرات البصرة والرياض - الأشباه والنظائر (مهم)



tahrer
22-04-2004, 07:45 PM
تفجيرات البصرة والرياض - الأشباه والنظائر



شبكة البصرة

www.albasrah.net

د نوري المرادي

أيها الأمريكان، لقد خسرتم الحرب، فعجلوا بالخروج، قبل لحظة لا يتاح لكم فيها حتى النعوش!!

إذا تحول شخص إلى ببغاء فاحتقره! وإذا تحول حزب إلى ببغاء فاهمله! وإذا تحول العدو ومحضياته إلى ببغاوات، فابتهج! فقد استنفذوا أنفسهم وأفكارهم، ولم يعد لهم سوى التكرار اللاشعوري. ويوم النصر إذن قريب!

سمعنا ورأينا يوم أمس عدة إنفجارات طالت مراكز شرطة عراقية في البصرة وضاحيتها الزبير. ووصل عدد القتلى إلى 73 شخصا والجرحى ناهزوا المئتين. كما ضرب إنفجار مجمع أمني في السعودية دمره بمن فيه.

وأحداث السعودية، حقيقة ليست من تلك الأهمية التي تستحق التناول، اللهم سوى الترحم على أرواح الضحايا. لكن ملاحظة عابرة في إنفجار السعودية مثيرة للإنتباه، ومجبرة على العودة إلى الإنفجار الذي ضرب فندق (جبل لبنان) في بغداد وذهب بما لا يقل عن 200 من خيرة جنرالات المخابرات وأكثرهم تأثيرا في الشرق الأوسط. الأمر الذي نلحظ نتائجة الآن بالتخبط الواضح على قيادات جيوش الإحتلال والإنهيار المتسارع للحلف غير المقدس لعسكر الشر الذي إحتل العراق.

والتشابه بين أنفجاري (جبل لبنان) والمجمع الأمني في السعودية، هو قوتهما الجبارة. ففي مجمع الأمن السعودي تدمرت كما أظهرت الشاشات ما لا يقل عن 100 سيارة تدميرا كاملا، حالها حال المبنى ذاته الذي لم يعد به شيء صالحا حتى أعمدة خرسانته المسلحة.

والتشابه الثاني، هو محاولة حشر الأطفال بين الضحايا حيث قال مسؤول سعودي: (( كانت هناك حافلة صغيرة تسير أمام المبنى تحمل أطفال، لكن لم يطالها الإنفجار لأن السيارة دخلت من الباب الآخر )) بينما قال نوري بدران وقتها: (( أن بين الضحايا طفلتان من عائلة واحدة تهدم عليها البيت المجاور للفندق )). والتشابه الثالث هو الرقم الرسمي للخسائر، أو حقيقة، الإبتذال البليد في تقدير الخسائر. حيث صرح وزير داخلية مجلس المحضيات أن خسائر فندق (جبل لبنان) كانوا 6 قتلى بينهم ثلاثة من عائلة واحدة تهدم عليهم البيت، وفي إنفجار السعودية أيضا قال وزير الداخلية أن القتلى 6 بينهم طفلة سودانية وصبية سورية وعابري سبيل. وهو على أية حال الأسلوب الأمريكي ذاته، في التقليل من الخسائر عددا وشأنا. ربما يقللون الخسائر أما لإظهار مراجلهم الذاتية، وأنهم أقوى من حديد السيارت وأنهم رامبوهات لا يموتون بقنابل من حفنة من الإرهابيين،، أو شيء من هذا القبيل.

ولن نسأل نوري بدران، لأنه إنقلع، وحين كان وزيرا لم نسأله لأننا أصلا نعتبره مجرد خادم عند محضية محتل،، بدليل أن إقالته لم تحتج سوى لهاتف من بريمر قال له فيه أخرج، فخرج! لكننا نسأل وزير الداخلية السعودي، أو نتساءل، هل حقا هناك من يفترض أن عقول العامة ساذجة ليعتقد أن قتلى هكذا إنفجار هائل هم 6 ؟ ثم ما الذي كانت تفعله طفلة سودانية وصبية عمرها 11 عاما في مبنى مجمع أخطر دوائر الأمن السري السعودية؟! بل ونتساءل عماذا يعنيه تقليل الخسائر، غير الإستهزاء من قبل العامة التي رأت كيف تمزق حديد 100 سيارة وخرسانة البناء المسلحة كالورق العتيق؟!

على أية حال، ليست مصادفة أن إنفجارين متباعدين زمنيا ومختلفين في القوة وفي منطقتين بعيدتين عن بعضهما كفندق (جبل لبنان) في بغداد والمجمع الأمني في جدة، يوقعان عددا رسميا للقتلى هو 6. ذلك أننا تعودنا على سماع هذا الرقم ومن جهة واحدة، هي التي تشرف على الإعلام السعودي أو هي التي خرجت كوادره، وهي التي تدير الآن إعلام مجلس المحضيات العراقي وتشرف على تصريحاته. أما إن أصبحت هذه الجهة عاجزة عن الإبداع، لتضطر إلى إعادة نفسها وتكرارها مع إختلاف المكان والزمان، فهذا برهان على أنها استهلكت نفسها، وآن زمان رحيلها الأبدي.

والأمريكان بالمناسبة هم الأكثر كذبا في إعطاء حجم الخسائر. لكن الرقم المقدس عندهم ليس 6 وإنما 1 والإسم المقدس عندهم أيضا هو (جندي) حتى لو كان ملاح طائرة اف16. ولم يقل الأمريكان يوما أن نائب عريف قتل لهم في العراق. وكل القتلى الذين اعترفوا بهم جنود. الأمر الذي سيثير تساؤلا أساسيا، وهو: (( هل أن الأمريكان حقا جبناء إلى هذا الحد بحيث يدفعون جنودهم للموت بينما مراتبهم من درجة نائب عريف فما فوق تتخفى أو تتحصن، فلا يقتل أو يجرح منها أحد؟! وإذا كان الجندي يقود طائرة اف 16 فماذا يقود الضابط، مركبة ما بين النجوم؟! ))

والأمريكان حقيقة أدمنوا وبشكل متفاقم على تقليل الخسائر. وقبل إسبوعين مثلا ضرب فتيان شنعار رتلا من 19 مدرعة أمريكية في اللطيفية، وأحرقوا منها 14 بمن فيها. وبقيت المدرعات إلى يوم أمس كما أفادني سيد من العراق بإتصال. والمدرعة الوحدة تحمل 6 عساكر على الأقل، أي أن الخسائر لا تقل عن 70 قتلوا حرقا،، ومع ذلك وحين أعلن العدو عن العملية وقتها قال أن قد جرح له جندي واحد!!

tahrer
22-04-2004, 07:47 PM
لا يهم. ومن يعد العصي غير من يأكلها. وأمريكا تأكل العصي، وألم جلدها يتناسب طرديا مع العدد الحقيقي للعصي التي تأكل، سواءً أخطأنا نحن أم أصبنا التعداد.

والأمريكان وبعد هزيمتهم النكراء في الموصل والرمادي والفلوجة وكربلاء المقدستين والنجف الأشرف، بعد هذه الهزائم الموجعة لابد وأن يفكروا بإعادة ماء وجه، حتى وإن من أقرب مستنقع.

لكن بأي فعل؟! العسكري؟ محال!

فالكثير من مناطق العراق صارت محرمة عليهم وإن داهموها جيش عادوا بخسائر كبيرة. ففي يوم أمس على سبيل المثال، ورغم عنصر المباغتة التي توخاه داهم جيشهم أحد الأحياء في الفلوجة، لكنه رد وبمقتل 21 جنديا (ليس بينهم نائب عريف حتما) وجرح 26 وتدمير ثلاث دبابات ومدرعتين وإسقاط طائرتي هليوكوبتر. هذه الخسائر حتما ستقف بعبعا بوجه أي قائد ميداني أمريكي يخطط لهجوم. وحدث قبل أمس الأول هجوم مماثل في النجف، وكان بحجم أقل ومن باب جس النبض، لكن الأمريكان أيضا تكبدوا خسائر فادحة، أهمها أن سيطر الصدريون على مدرعة وأسروا من فيها. وفي أبوغريب كادت إنتفاضة السجناء أن تنجح ويكسروا ابواب السجن لكن الأمريكان فتكوا بهم. وسينالون العقاب على هذه المجزرة مضاعفا، كأقل تقدير.

ومن هنا، فلا مجال لعقوبة ما للمقاتلين. حيث وأين تحرك الأمريكان واجهوا موتا ذريحا وخسائر جسيمة. بل وحتى مع الشرطة، التي ربوها ولعنوا أسلاف أسلافها بالبحث والتحري حتى قبلوها، حتى هذه الشرطة وعند لحظة معينة صارت مع وطنها.

وهنا وجدها الأمريكان، وهي عقاب هؤلاء الشرط وفش الخلق بهم. خصوصا وقد مر وقت لم يتهم الأمريكان الزرقاوي أو الشيخ المجاهد بن لادن.

وهكذا نفذوا تفجيرات البصرة يوم أمس.

وقبل أيام ذكر الأستاذ سمير عبيد أن سيارة مفخخة طاردتها الشرطة فلجأت إلى القاعدة العسكرية البريطانية في الشعيبا. وباءت جميع محاولات هذه الشرطة بالفشل، حتى للإستفسار عنها من قيادة المعسكر التي أنكرت دخول سيارة إليها جملة وتفصيلا.

على أية حال! فالبريطانيين الشرفاء جدا(!) بالعرف العسكري والشجعان جدا(!) أيضا في أخلاقهم الميدانية، والمخلصين جدا جدا لقاعدة (فرق تسد) لا ولن يعترفوا بأن سيارة مفخخة جاءت من معسكرهم. الإعتراف بالفعل ليس من شأن الجبناء الماكرين. هكذا إعتراف مزية الأحرار كأسامة بن لادن وفتيان شنعار. هؤلاء فقط إن فجروا يقولون نحن فعلناها. أما الأمريكان والبريطانيين فيجرموا وينكرون.

لكن ما الذي يهم اعترف الأمريكان والبريطانيون أم لم يعترفوا. فهذه الحالة هي نظيرة لموضوعة العصي. فالعصي تؤلم الأمريكان حسبناها نحن أم لم نحسب. والجرم أيضا يدل على المجرم، أنكر هو أم لم ينكر. والأمريكان هم الذين فجروا مراكز شرطة البصرة، وبلا أدنى شكوك. والمقاومة الوطنية ومهما كتب عنها سفلة أو مرتدون لا ولن تؤذ مواطنين أبرياء هي ثارت أصلا ل لأجلهم. وعلى أية حال فلتطابق ما بين تفجيرات البصرة وفاجعة عاشوراء والصحن الحيدري يكاد يكون تاما. إبتداءً بالتصريح العاجل لوزير داخلية مجلس المحضيات بأن التفجير (( يحمل بصمات القاعدة، وان أحد الإنتحاريين كان ملتحيا،، وأن المتهمين اعتقلوا واعترفوا بجرمهم )) ثم التصريح الذي يليه مباشرة ولشخص من المؤتمر الوطني ثم من المجلس الأعلى للثورة الإسلاموية، ثم من مجلس الطرزان. مثلما سيسدل الستار على الفاعل، وسينسى المحتلون ومحضياتهم أنهم أفادوا بالقبض على الجناة وأنهم اعترفوا.

هذا ما حدث في فاجعة الصحن، وفي فاجعة عاشوراء ويوم أمس. سوى أن وزير الداخلية هذه المرة ليس بدران وإنما صميدعي. وفي فاجعة الصحن قيل أن عدد المتهمين هو 19 وفي فاجعة عاشوراء 8 وفي فاجعة الأمس 1. وهناك فارق واحد أو هو ربما بدعة جديدة. حيث ومثلما قيل بأن حافلة تحمل أطفالا كادت أن تقع ضحية الإنفجار في السعودية، قال محافظ البصرة، وكررها عنه مجلس المحضيات بأن: ((حافلة صغيرة تحمل أطفال كانت تسير أمام المبنى وطالها احد الانفجارات)). ومثلما نسي الذي حكى قصة إنفجار السعودية أن ساعة الإنفجار كانت الثانية بعد الظهر ولا أطفال ولا أحداث ولا مدارس تعمل أساسا في مثل هذا الوقت في السعودية، نسي المتحدث عن إنفجار البصرة أن مراكز الشرطة المضروبة منعزلة وأن الإنفجارات حدثت بعد التعاسة أي حيث الأطفال وأبناء الذوات حصرا الذين تحملهم سيارات خاصة لمدارسهم، هؤلاء أما في المدارس أو البيوت.

ومع هذه الثغرات البليدة في قصة إنفجارات البصرة، سيكتب بعضهم المناعي أو يحتجبون حزنا على الفاجعة،،،، لأنها من فعل الزرقاوي كما سيقول سيدهم بريمر، وكفى ببريمر شهيدا.

السؤال الآن هو: هل يعتقد الأمريكان أنهم بهذه الفذلكات السفيهة يمكن أن يؤخروا مناياهم ولو ليوم؟! وهل لا يدور بخلدهم أن هذه العمليات القذرة، سيردها الشعب العراقي عليهم وبألم أشد؟!

الخميس 2 ربيع الاول 1425 / 22 نيسان 2004