المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة الى اختي الغالية



نـــيروز
08-05-2004, 12:16 PM
أختي الغالية ...

من الناس من يرضى أن يعيش عربة تُـشد إلى أجياد الأخرين ....

ومن الناس من يرضى أن يعيش على هامش الحياة ....

ومن الناس من يرضى أن يعيش صفراً لاقيمة له ....

ومن الناس من يرضى أن يكون إمّـعة ... إن أحسن الناس أحسن .. وإن أساء الناس أســـاء ....

ريـشة في مهب الريح ... يتبع كل ناعق ... يتأثر ولايُـؤثر ... يـُصاغ ولا يصيغ ... غثاء كغثاء السيل ...

لكن وفي نفس الوقت من الناس (( وأرجوا الله أن تكوني منهم )) تأبى عليه نفسه إلاّ أن يكون كبيرا ...

إماماً يؤثر فيمن حوله ... ويُـغير ماحوله ... قدوة في كل شي ....

أختاه ... من النساء من رضين بأهداف صغيرة يعشن من أجلها ... أهداف حتى البهائم والحيوانات تشاركهن بها ..

أختاه ... في يومِ من أيام سنة 607 للهجره عندما كان الصليبيون قد دخلوا الشام ووجب النفير على المسلمين ...

كانت هناك فتاة مُـسلمة أسمها (( ميسـون )) .. لقد أحسّت هذه الفتاة أن عليها واجباً يجب أن تؤديه تجاه دينها ..

فماذا فعلت ؟؟ هل فعلت (( فيديو كليب )) لنصرة القضية !!! ؟؟ لا والله ..

بل أخذت المقص فجزّت شعرها وأرسلت ضفائرها إلى خطيب الجامع الأموي ... وقالت : هذا ما أستطيع أن أفعله اتجاه ديني وعقيدتي ..... نعم ... لقد أرادت أن يكون شعرها قيداً لفرس تقاتل في سبيل الله ...

أختي الغالية .... بالطبع لو ذكرتي هذه القصة إلى بنات هذا الجيل الناعم و المُـخدّر لسخروا منها واتهموها بالجنون ... لكن لا والله ... بل هو الأيمان الذي رسخ في قلبها ... والغيرة على شرع الله ......

أختاه ... اليوم ماذا حدث ؟؟ لقد جُـرِّدت المرأة من دينها وحياتها وكرامتها .. ثم جُردت من ملابسها وأصبحت سلاحاً يُستخدم لهدم المجتمع ... وجسداً يُـباع ويُـشترى بأبخس الأثمان .. ودُمية تُعرض عليها أحدث ما أنتجته بيوت الأزياء العالمية .. ..

أختاه ... حذارِ .. حذارِ ... أن يخدعوك بكلمات التحرر والمساواة والحضارة والتقدم ... إن الحرية هي حرية القلب .. والعبودية عبودية القلب ... والحر هو الذي خضع لله فقط ..والمسجون هو المقيّد بأفكار الأخرين وإن كان طليق الجسد .. إنّ المرأة _ اليوم أسيرة .. نعم .. أسرها الرجال .. وقيدوها وكبلوها بالحديد والسلاسل .. لقد أصبحت دُمـية يلبسونها متى يشاؤون .. ويلونونها كما يشاؤون .. وهي تستجيب بلا قيد أو شرط !!.. لقد أصبحت المرأة الآن تُـقاس بجمالها فقط .. فهو المؤهل الوحيد للحياة .. أصبحوا لا يرون إلاّ جسداً مخططا أو مزخرفا .. فلا قيمة تقدمها إلاّ جسدها .. فإذا اختفى الجسد وجماله فلا قيمة لها إذاًً .. هكذا أعداء الأسلام يُخططون ولهذا يرفضون الحجاب .. فهم يريدونها زوجة لجميع الرجال ... زوجة للشارع لا للبيت ...

أختاه ... إنكِ أغلى من أن تكوني لوحة يرسِمُـك الأخرون بألوانٍ هم يختارونها ..
أختاه ... أحرصي على السباق في ميادين الدعوة والتربية والجهاد .. واتركي ميادين الموضة والأزياء ..

أختاه ...كوني لأمتك الأسلامية أداة بناء ولاتكوني معول هدم ..حاربي الكفر وقيمة ولا تكوني سلاحاً يحاربنا الكفر به .

أختاه ... خرِّجي لنا رجالاً ونساءاً تعبر الأمّة بهم إلى العزة والكرامة ... ولا تُـخرِّجي لنا رجالاً يعبر الذل والمهانة بهم إلينا .. كوني محضناً لأجيال مؤمنة أبّـية ولا تكوني مرتعاً لعجماوات لا تسمع ولا تعقل ...

أختاه ... أضيئي لنا شمعة في الظلام الذي نعيشة ... ولا تُـطفئي شموعاً مضــيئة ..

أختاه ... بل أين أنتِ ممّا يحدث لأخوانك وأخواتك المسلمات في فلسطين وأفغانستان والشيشان والفلبين وكشمير وفي كل مكان ؟؟؟ أين أنتِ من كل هذا ؟؟ ما الذي يشغلك ؟؟ وماهو دورك لهم ؟؟ أين أنتِ ؟؟ أم أنتِ مُــخـدّرة ... خدرتك أجهزة الأعلام .. أشغلوكِ بمشاهدة المسلسات والأفلام والأغاني !!!.. فقط وهل هذه حياتك !!!! وفي نفس الوقت هناك أخوات لكِ مسلمات يتفنن أعداء الأسلام بإغتصابهم وتعذيبهم !!!!....

أختاه ... هل تذكرتي أول ليلة لكِ في القبر كيف هو مصيرك ؟؟ ... نعم .. يوم تفارقين الأهل والصديقات .. يوم تُستبدلين العطور بالسدر والكافور .. يوم يُـنزع عنّكِ ذلك الفستان الجميل وتُـدرجين في الأكفان .. يوم تدخلين للمسجد لا لتصلين إنما ليُـصلّى عليك وفي القبر تودعين ... فإمّـا روضة من رياض الجنان .. أو حفره من حفر النيران ...

أختاه ... البدار .. البدار.. بالتوبة قبل فوات الآون ... مازال هناك فرصة لكِ قبل أن يهجم عليكِ ملك الموت وأنتِ في غفلة ومعصية لله .. فالموت لا يرحم ...

أختي الغالية .. إن كنتِ تعتقدين أنني أزعجتك بهذه الرساله فأرجوا منك المعذره ... فولله ما أردت إلاّ تذكيرك بأمرٍ غفلنا عنه جميعا .. وما أردت إلاّ أن تعيشي حياة سعيده وجميله .. مليئه بطاعة الله ... أستودعك الله سائلاً المولى أن يحفظك ويرعاك ويثبتنا وإياك في الحياة وعند الممات

والسلام عليك ورحمة الله وبركاته

منــقوول