المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : زوجـــــــــه خائنه/الجزء الثانى



المواطن كين
14-05-2004, 09:05 PM
زوجة خائنه أليس كذلك‏!..‏ أنا أحمل علي عاتقي أمانة نقاذها من براثن العهر والخيانة‏..‏ لو كانت بها ذرة من النقاء أو الامانة ما تركت هذا الرجل الجداري داخل الحائط وتفرغت لدعارة الجسد‏..‏ وما كان لي الآن أن أحترق في بوتقة أمانة المسئولية‏..‏ انها تخون زوجها وتخون رجال الارض‏..‏ لا تخشي الفضيحة‏..‏ لا تخاف الله‏..‏ لا تحترم العرف والقيم‏..‏ لا تبالي بهذا الزوج الكامن في هذا الحائط الجداري‏..‏ ولكن أي زوج هو؟ أنا لا أعرفه‏..‏ بل ليس هناك أي معلومات عنه‏..‏ ولكن الذي يحيرني هو خروج هذا الرجل المطعون في كرامته من جدار الحائط الجداري‏!..‏ لا أدري‏..‏ بل لا أعرف كم مكث في هذا الجدار‏..‏ أكان مختبئا فيه منذ زمن بعيد‏..‏ منذ أيام‏..‏ سنوات‏..‏ وما الذي يفعله داخل هذا الجدار‏..‏ ثم لماذا ظهر لي أنا بالذات‏..‏ ان في هذا المكان أكثر من عشرين غرفة‏..‏ فلماذا اختار أن يظهر في غرفتي أنا ولماذا طلب مني أنا بالذات أن أحمي شرفه وعرضه وأن أحافظ وأنقذ جسد وروح زوجته‏..‏ لماذا تقع علي هذه المهمة؟‏..‏ هناك أكثر من خمسمائة موظف في هذه الشركة‏..‏ فلماذا أنا بالذات‏..‏ كل هذه الأسئلة تحيرني‏..‏ تربكني‏..‏ تمزقني‏..‏ كل شيء كان بالنسبة لي واضحا وبسيطا‏..‏ أما الآن فكل شيء قد تغير وتبدل‏..‏ كنت أستيقظ كل يوم في تمام الساعة السادسة‏..‏ أذهب إلي عملي في الثامنة‏..‏ أعود إلي منزلي في الرابعة‏..‏ ثم أنام في العاشرة‏..‏ وهكذا حافظت جاهدا قدر استطاعتي علي هذا النظام السرمدي‏..‏ لم أتزوج لهذا السبب‏..‏ لم أحلم بطفل‏..‏ لم أشته شيئا خوفا وحرصا علي نظامي اليومي الصارم والذي لا تبديل فيه‏.‏

لم أطمع في شيء في هذا العالم‏..‏ فلماذا يهاجمني هذا الرجل بقوة ويعكر صفو هذا النظام وهذا الهدوء‏..‏ ولماذا أنا المقصود‏..‏ لا أعرف‏..‏ لا أعرف كيف يمكن مساعدة هذا الرجل الجداري‏..‏ أي رجل هو؟‏.!‏ أنا لاأعرفه‏..‏ ولم أره مطلقا‏..‏ بل لو كان يعرفني ما ظهر لي لكي يقلب اتزان يومي وحياتي‏..‏ أيها الشهود‏..‏ أيها الحضور الشهود علي احتراقي‏..‏ ساعدوني ساعدوني‏..‏ لكي ننقذ كرامة هذا الرجل‏..‏ إنه حتما سيعود ولا أملك إجابة قاطعة‏..‏ بل ليس في إمكاني أن أساعده‏..‏ كل شيء غامض‏..‏ إن في مساعدته‏..‏ خروجي من هذا المأزق‏..‏ من هذا الجحيم الذي لايطاق‏..‏ ساعدوني‏..‏ ساعدوني أيها الشهود‏..‏ عقلي قد توقف عن التفكير‏..‏ قلبي يخفق خفقانا شديدا إني أدور في حلقة مفرغة‏..‏ إني أختنق‏..‏ إني أحتضر‏..‏ أحتضر‏..‏ وأنا أنسل من هذه الناحية‏..‏ أود لو أختفي من هذا العالم‏..‏ أود ألا أكون قد وجدت في هذا العالم القاسي والذي يفرض علي مهمة‏..‏ مهمة هلامية‏..‏ سرابية‏..‏أيها الرجل الجداري‏..‏ أستحلفك بالله‏..‏ بل استحلفك بحبك الجارف لهذه الزوجة الخائنه أن تعفيني من هذه المهمة‏..‏ من هذه المهمة التي ينوء لها ظهري والتي تثقل روحي‏..‏ رجاء من الأعماق أن تسمح لي بالإنسلال الخفي من هذا المكان‏..‏ أن ترفع عن كاهلي هذا الحمل الثقيل الذي انتزعني من حياتي البسيطة‏..‏ أنا‏..‏ أنا أضعف من أن أتكلم عن فقد اتزاني إزاء ظهورك الجرئ‏..‏ المقتحم‏..‏ ولكن لا أملك لك شيئا‏.‏ أن تسير علي الماء وعبور السراب أسهل من معرفة كنه ما تطلبه مني‏..‏ أيها الشهود‏..‏ أيها الشهود الذين يحملقون في وجهي كأني مجنون يهذي أمامكم ألم يمر أحد منكم بهذا الموقف‏.‏ ألم يخرج لاحد منكم رجل جداري من الحائط لكي يربك حياته‏..‏ لاشك في أنكم لم تعانوا من تلك التجربة‏..‏ لم تهزكم الصدمة التي صدمتني وأرقتني‏..‏ أنتم السعداء الذين لم يحملوا أمانة انقاذ شرف رجل جداري مجهول الاسم‏..‏ انقاذ زوجة خائنه من براثن الخيانة‏.‏ بل أن الأمر قد اختلط علي‏..‏ فكيف يمكن لي أن أخرجه من الحائط وأعود به إلي عالم البشر‏..‏؟‏..‏ كيف يمكن لي انتزاعه من الجدار؟‏..‏ بل أنا لا أدري هل أمسك بزوجته وأدخلها الحائط كيف يمكن لي أن أفعل ذلك‏.

إن المشكلة تكمن أيضا في كون تلك الزوجة‏..‏ زوجة هلامية‏..‏ امرأة سرابية‏..‏ كل شيء هلامي‏..‏ الرجل‏..‏ الزوجة‏..‏ المهمة‏..‏ حتي هذا الموقف الذي أجد نفسي فيه أمامكم هو موقف هلامي أيضا‏.‏ غير أني لن أستطيع الوقوف عاجزا عن فعل شيء ما‏..‏ لابد أن أفعل شيئا‏..‏ لابد أن أفعل شيئا ما‏..‏ أن أقدم علي خطوة تخرجني من نطاق السلبية والعجز‏...‏ خرج مسرعا إلي خارج غرفته وفي الطرقة‏..‏ كسر بيده وبقوة صندوق المطافيء وأخرج بلطة ضخمة‏..‏ ثم اندفع عائدا إلي غرفته‏..‏ غرفة مكتبه‏..‏ وبدأ يضرب في الحائط الذي خرج منه الرجل الجداري ضربات قوية ومستمرة‏..‏ صائحا في حماس شديد‏..‏ أيها الرجل الجداري‏..‏ سوف أخرجك من الحائط الجداري وسوف أعرف اسمك‏..‏ واسم زوجتك وعنوانها‏..‏ ثم أنصب من نفسي إماما لها لكي تعود إلي أحضان الفضيلة‏..‏ لقد كنت دائما علي حق في عدم ارتباطي بزوجة‏..‏ زوجة تقودني حتما إلي هذه النهاية المأسوية‏...‏ ضربات مستمرة في الحائط الجداري وانهيار في جزء منها‏..‏ ضعفت وخارت قواه‏..‏ سقط علي الأرض باكيا لعجزه عن فتح ثقب في هذا الجدار لكي يخرج منه هذا الرجل الجداري‏..‏ كان سقوطه وحزنه ودموعه‏..‏ دليلا كاملا علي عجزه واستسلامه الكامل لليأس القاتل‏..‏ وساد الصمت‏..‏ وعجز كل الشهود عن فعل شيء لهذا المدير الرقيق‏...‏ وجد أمامه تليفون مكتبه ملقي أمامه علي الأرض‏..‏ أمسك به واتصل بالشرطة لكي تحضر‏...‏ حضر جمع من الرجال الأقوياء ومعهم طبيب وضابط شرطة ومجموعة من الأمناء‏..‏ أعطوا له حقنة‏..‏ ثم اصطحبوه بعيدا عن مكتبه وعن غرفته وساروا معه في صمت‏..‏ قال‏..‏ إن الرجل الجداري مازال في الحائط أجابوه بالصمت ومضوا به أيضا في صمت‏.‏


:vereymad: :vereymad: :vereymad: :vereymad: :vereymad:

تحياتى :ciao:

كـــــــــــــــــــــــــــــــين

sweet_merry
21-05-2004, 08:00 AM
جميل جدا مسكين هذا الرجل يبدو أنه يعاني من شيء أو خائف من الخيانة

شكرا لك

وهل للقصة بقية ؟

mr. anas
05-06-2004, 02:01 PM
غريب ومرعب عندما يرى المرء مشاعره المكبوتة على هيئة شخص حي ..... شخص حي خائف غاضب حانق وقد تخيل فيه نفسه بعد الحادث الذي شعر بالخوف منه منذ زمن طويل ..... خاف منه لدرجة الرعب .

الرعب شئ مرعب يجعل الانسان يشعر بضعف ..بضعف شديد .... بنفسه و بروحه... ولكن هنالك من يستدرك وهناك من يستمر فمن استدرك ارتاح

ومن استمر استمر رعبه حتى موته أو جنونه


___________
الصراحة قصة رائعة جداً وفيها معاني رائعة جدا وتحية خاصة مني لك

Anas