Administrator
01-06-2004, 01:08 AM
1/2
ما حصل في مدينة قندوزالأفغانية كان أبشع مما حصل في سجن أبو غريب العراقي. الأميركيون ذهبوا إلى هناك من أجل (التحرير) أيضا, وكان لا بد أن يذوق الأسرى طعم الحرية المغموس بالدم.
حدث ذلك في أواخر شهر تشرين الثاني(نوفمبر) 2002. بعد حصار مرير لقندوز وافق مقاتلو حركة طالبان على التفاوض لتسليم المدينة للتحالف الشمالي الأفغاني الذي تدعمه القوات الأميركية, وأشارت مجلة نيوزويك إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق بإشراف أميركي بعد ثلاثة أيام من المفاوضات يقضي بعودة المقاتلين الأفغان إلى بيوتهم وقراهم, وعودة الباكستانيين إلى بلدهم بعد فرزهم من قبل الأميركيين واعتقال المشتبه منهم بانتمائه إلى منظمة القاعدة, وتسليم المقاتلين العرب والأجانب إلى الأمم المتحدة أو منظمات دولية أخرى. لكن الأسرى هلكوا في مقتلة جماعية على يد القوات الأميركية وحلفائها الأفغان. عدد كبير من المقاتلين العرب والباكستانيين المتهمين بالانتماء إلى القاعدة, ويقدرون ب 800 مقاتل اقتيدوا إلى قلعة جانجي, حيث تمرد بعضهم, وهاجمتهم القوات الأميركية بطائرات إف 18 وأمطرتهم بعشرات القنابل العنقودية التي قلبت الأرض, مخلفة مئات الجثث المتفحمة لرجال كان كثير منهم مقيد اليدين, وهو ما ينفي رواية تمرد هؤلاء الأسرى, أو على الأقل اشتراكهم جميعا في التمرد.
قرابة 3000 أسير آخرين (خليط من أفغان وعرب وباكستانيين وشيشان) قيدت سواعدهم, وعصبت أعينهم, واقتيدوا لوضعهم في حاويات ضخمة لسيارات شحن, تمهيدا لنقلهم – كما قيل - إلى سجن شبرقان. الذين قاوموا حملوا بأيديهم وأرجلهم ورموا على وجوههم داخل الحاويات. كانت كل حاوية تحتوي 200 – 300 شخص. عرف السجناء وقتها أنهم غدر بهم, وأنهم لن يذهبوا إلى بيوتهم, وربما أدركوا كما قالت مجلة نيوزويك أنهم سيموتون بطريقة مبتكرة, طريقة رخيصة للقتل الجماعي البطيء – الموت بالحاوية
بعد ساعات من حشر الأسرى في الحاويات بدأوا يصيحون ويولولون ويضربون جوانب زنازنهم المكتظة. كانوا يصرخون: " نحن نموت, أعطونا ماء, نحن بشر ولسنا حيوانات". نيوزويك التقت شابا بشتونيا نجا من جحيم الحاوية أو الهاوية. قال الشاب: بعد مضي 24 ساعة من بقاء الأسرى بلا ماء, استبد بهم العطش, فبدأ كل واحد منهم يلعق عرق جسد الآخر. من الأسرى من فقد رشده, وبدأ يعض ويمضغ جلد من حوله. ويقول ناج من حاوية أخرى إنه بعد ثمان ساعات تقريبا بدأ الأسرى يستغيثون طلبا للماء والهواء, ولما لم يجب أحد, بدأ بعضهم في استخدام عمامته لاعتصار العرق وشربه. وبعد مرور بضع ساعات أخرى بدا الجنون على كثير من الأسرى, وشرع كل منهم يعض أصابع الآخر وذراعيه وساقيه. اقتربت رحلة الموت التي استغرقت 24 ساعة من سجن شبرقان, و حينها كان الهدوء المخيف يخيم على القافلة برمتها.إحدى الحاويات التي كانت تضم نحو 200 أسير, لم ينج منها أحد. يقول سائقها: " لقد فتحوا الأبواب, فاندلقت الجثث مثل السمك, كانت كل ملابسهم ممزقة ومبللة"(مجلة نيوزويك, 26 آب/ أغسطس 2002).
يقول المنتج الاسكتلندي جيمي دوران - منتج البرنامج التلفزيوني الوثائقي " قافلة الموت" - إن أسرى طالبان كانوا يتوسلون طلبا للرحمة, وإن أحد الجنود أطلق النار على إحدى الحاويات من أجل التهوية – كما قال – فانسكب الدم من خلالها, وقتل عدد من الناس داخلها. لكن أمانة هذا الجندي – كما يقول دوران – تخفي وراءها وحشية هائلة. لقد كانت أكثر الرصاصات في وسط الحاوية وأسفلها لا في أعلاها, ما يعني أن الهدف لم يكن التهوية, بل القتل. ويشير دوران إلى أن بعض السجناء تركوا أربعة أو خمسة أيام ليموتوا من الاختناق أو الجوع أو العطش.. "عندما فتحت الحاويات في النهاية, لم يكن هناك سوى خليط من البول والدم والغائط والقيء واللحم المتعفن". يؤكد دوران أن جنودا أميركيين حضروا المشهد, وأنهم طلبوا من أهل شبرقان محو آثار المحرقة, ونقل الجثث إلى خارج المدينة قبل أن تلتقطها صور الأقمار الصناعية( ليموند ديبلوماتيك, أيلول/ سبتمبر 2002).
يتبع..
ما حصل في مدينة قندوزالأفغانية كان أبشع مما حصل في سجن أبو غريب العراقي. الأميركيون ذهبوا إلى هناك من أجل (التحرير) أيضا, وكان لا بد أن يذوق الأسرى طعم الحرية المغموس بالدم.
حدث ذلك في أواخر شهر تشرين الثاني(نوفمبر) 2002. بعد حصار مرير لقندوز وافق مقاتلو حركة طالبان على التفاوض لتسليم المدينة للتحالف الشمالي الأفغاني الذي تدعمه القوات الأميركية, وأشارت مجلة نيوزويك إلى أنه تم التوصل إلى اتفاق بإشراف أميركي بعد ثلاثة أيام من المفاوضات يقضي بعودة المقاتلين الأفغان إلى بيوتهم وقراهم, وعودة الباكستانيين إلى بلدهم بعد فرزهم من قبل الأميركيين واعتقال المشتبه منهم بانتمائه إلى منظمة القاعدة, وتسليم المقاتلين العرب والأجانب إلى الأمم المتحدة أو منظمات دولية أخرى. لكن الأسرى هلكوا في مقتلة جماعية على يد القوات الأميركية وحلفائها الأفغان. عدد كبير من المقاتلين العرب والباكستانيين المتهمين بالانتماء إلى القاعدة, ويقدرون ب 800 مقاتل اقتيدوا إلى قلعة جانجي, حيث تمرد بعضهم, وهاجمتهم القوات الأميركية بطائرات إف 18 وأمطرتهم بعشرات القنابل العنقودية التي قلبت الأرض, مخلفة مئات الجثث المتفحمة لرجال كان كثير منهم مقيد اليدين, وهو ما ينفي رواية تمرد هؤلاء الأسرى, أو على الأقل اشتراكهم جميعا في التمرد.
قرابة 3000 أسير آخرين (خليط من أفغان وعرب وباكستانيين وشيشان) قيدت سواعدهم, وعصبت أعينهم, واقتيدوا لوضعهم في حاويات ضخمة لسيارات شحن, تمهيدا لنقلهم – كما قيل - إلى سجن شبرقان. الذين قاوموا حملوا بأيديهم وأرجلهم ورموا على وجوههم داخل الحاويات. كانت كل حاوية تحتوي 200 – 300 شخص. عرف السجناء وقتها أنهم غدر بهم, وأنهم لن يذهبوا إلى بيوتهم, وربما أدركوا كما قالت مجلة نيوزويك أنهم سيموتون بطريقة مبتكرة, طريقة رخيصة للقتل الجماعي البطيء – الموت بالحاوية
بعد ساعات من حشر الأسرى في الحاويات بدأوا يصيحون ويولولون ويضربون جوانب زنازنهم المكتظة. كانوا يصرخون: " نحن نموت, أعطونا ماء, نحن بشر ولسنا حيوانات". نيوزويك التقت شابا بشتونيا نجا من جحيم الحاوية أو الهاوية. قال الشاب: بعد مضي 24 ساعة من بقاء الأسرى بلا ماء, استبد بهم العطش, فبدأ كل واحد منهم يلعق عرق جسد الآخر. من الأسرى من فقد رشده, وبدأ يعض ويمضغ جلد من حوله. ويقول ناج من حاوية أخرى إنه بعد ثمان ساعات تقريبا بدأ الأسرى يستغيثون طلبا للماء والهواء, ولما لم يجب أحد, بدأ بعضهم في استخدام عمامته لاعتصار العرق وشربه. وبعد مرور بضع ساعات أخرى بدا الجنون على كثير من الأسرى, وشرع كل منهم يعض أصابع الآخر وذراعيه وساقيه. اقتربت رحلة الموت التي استغرقت 24 ساعة من سجن شبرقان, و حينها كان الهدوء المخيف يخيم على القافلة برمتها.إحدى الحاويات التي كانت تضم نحو 200 أسير, لم ينج منها أحد. يقول سائقها: " لقد فتحوا الأبواب, فاندلقت الجثث مثل السمك, كانت كل ملابسهم ممزقة ومبللة"(مجلة نيوزويك, 26 آب/ أغسطس 2002).
يقول المنتج الاسكتلندي جيمي دوران - منتج البرنامج التلفزيوني الوثائقي " قافلة الموت" - إن أسرى طالبان كانوا يتوسلون طلبا للرحمة, وإن أحد الجنود أطلق النار على إحدى الحاويات من أجل التهوية – كما قال – فانسكب الدم من خلالها, وقتل عدد من الناس داخلها. لكن أمانة هذا الجندي – كما يقول دوران – تخفي وراءها وحشية هائلة. لقد كانت أكثر الرصاصات في وسط الحاوية وأسفلها لا في أعلاها, ما يعني أن الهدف لم يكن التهوية, بل القتل. ويشير دوران إلى أن بعض السجناء تركوا أربعة أو خمسة أيام ليموتوا من الاختناق أو الجوع أو العطش.. "عندما فتحت الحاويات في النهاية, لم يكن هناك سوى خليط من البول والدم والغائط والقيء واللحم المتعفن". يؤكد دوران أن جنودا أميركيين حضروا المشهد, وأنهم طلبوا من أهل شبرقان محو آثار المحرقة, ونقل الجثث إلى خارج المدينة قبل أن تلتقطها صور الأقمار الصناعية( ليموند ديبلوماتيك, أيلول/ سبتمبر 2002).
يتبع..