المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متى ياتي هذا اليوم



الساحر الاشقر
03-08-2001, 02:13 PM
بعد أن فرغوا من بلاد الشام وجهوا جزءاً من قواتهم إلى فلسطين وفتحوا مناطق عديدة منها وحاصروا إيلياء زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، واستمات الروم في الدفاع عن بيت المقدس، بيد أن الدين الجديد وما يزرعه في نفوس قواته قد انتصر على عناد الروم ودب الضعف في نفوسهم، ولما اشتد الحصار لبيت المقدس 636 م ظهر البطريرك "صفر ونيوس" من فوق أسوار المدينة وقال لهم : إنا نريد أن نسلم لكن بشرط أن يكون ذلك لأميركم فقدموا له أمير الجيش فقال: لا ، إنما نريد الأمير الأكبر أمير المؤمنين، فكتب أمير الجيش إلى عمر بن الخطاب

فخرج عمر بن الخطاب إلى مدينة القدس ولما أطل على مشارفها وجد المسلمين في استقباله خارج بابها المسمى بباب دمشق وعلى رأسهم البطريرك "صفر ونيوس " وقد كان عمر على راحلة واحدة ومعه غلامه ، فظهر لهم وهو آخذاً بمقود الراحلة وغلامه فوقها الذي اشترط على غلامه أن يسير كل منهما نفس المسافة واحدا راكب والآخر يسير على الأقدام بالتساوي، فعندما وصلا كان دور الغلام وعمر بن الخطاب يأخذ بمقود الراحلة

فبينما رأوه كذلك خروا له ساجدين فأشاح الغلام عليهم بعصاه من فوق رحلته وصاح فيهم
" ويحكم ارفعوا روؤسكم لا ينبغي السجود إلا لله، فلما رفعوا رؤوسهم انتحى البطريرك "صفر ونيوس "ناحية وبكى، فتأثر عمر وأقبل عليه يواسيه قائلا :" لا تحزن هو عليك ، فالدنيا دواليك يوم لك ويوم عليك " فقال صفر ونيوس اظننتني لضياع الملك بكيت ؟ والله ما لهذا بكيت ، أنما بكيت لما أيقنت أن دولتكم على الدهر باقية ترق ولا تنقطع ….فدولة الظلم ساعة ودولة العدل إلى قيام الساعة ، وكنت حسبتها دولة فاتحين ثم تنقرض مع السنين

وتسلم ابن الخطاب مفاتيح القدس من البطريرك " صفر ونيوس " وخطب في تلك الجموع قائلا : " يا أهل ايلياء لكم مالنا وعليكم ما علينا . ثم دعا البطريرك لتفقد كنيسة القيامة، فلبى دعوته، و أدركته الصلاة وهو فيها فتلفت إلى البطريرك وقال له أين أصلى، فقال " مكانك صل " فقال : ما كان لعمر أن يصلي في كنيسة القيامة فيأتي المسلمون من بعدي ويقولون هنا صلى عمر ويبنون عليه مسجدا . وابتعد عنها رمية حجر وفرش عباءته وصلى ، وجاء المسلمون من بعده وبنوا على ذلك المكان مسجدا وهو قائما إلى يومنا هذا
متى ياتي هذا اليوم ونرى فيه بيت المقدس حرا من اعداء الله وتعود عزة الاسلام