Abdullah-III
12-06-2004, 06:36 PM
بدايةً الخبر كما جاء في موقع Silicon.com هو أن مايكروسوفت تنفذ حملة اسمها "هاكَ الحقائق Get The Facts" ، وهي عبارة عن حملة تعريفية تشبه الحملات السياسية التي يشنها مرشحو الرئاسة لحصد أكبر قدر من أصوات الناخبين. مايكروسوفت في حملتها هذه تعلن الحرب مجدداً على لينكس، ذلك الصداع المزمن والذي يبدو أنه تحوّل في منظورها إلى ورمٍ غير حميد. وهي تحاول التأكيد على أن عالم لينكس مليء بالخرافات والمغالطات عن الأمن والانفتاحية والمجانية. كما تسعى لإزالة الغمة والسمعة السيئة التي أحاطت بنُظمها نتيجة الهجمات الفايروسية الشرسة مؤخراً، وإرجاع المستخدمين المترددين بينَ بينَ إلى صفوف ويندوز.
الرابط الأصلي للخبر
http://software.silicon.com/os/0,39024651,39121241,00.htm (http://software.silicon.com/os/0,39024651,39121241,00.htm)
وفقاً لما جاء في نصّ الخبر، فإن أحد تنفيذيّي مايكروسوفت وصف المشاعر المعادية لمايكروسوفت بانها مشاعر "جهادية". مامن شك بأن هذا التنفيذي يشبّه مجتمع لينكس بأنهم مجاهدون ضد "العولمة المايكروسوفتية" على طريقة المجاهدين المسلمين. والله أعلم بما كان يدور بذهنه وقت أن اندلق هذا الكلام من بين فكيه. من الواضح جداً أن الطاقم الإداري لمايكروسوفت أصبح لايتحكم كثيراً ببعض التصريحات المثيرة للجدل.
مايهمني هو بعض النقاط التي ألخصها على النحو الآتي:
1. يقول المثل الشعبي "مادون الرقاب الا الايادي". ربما يختلف المثل من مكان لآخر والفكرة واحدة. إن شركة عملاقة ضخمة بحجم مايكروسوفت تجوب أرجاء الولايات المتحدة طولاً وعرضاً وتُشغّل حملةً ترويجية على نطاق واسع من أجل دحض "خرافات وخزعبلات" لينكس، لهو خطوة مثيرة لانتباه المراقبين. هذا التحرك الأخير يحمل في طياته اعترافاً مبطناً من لدن مايكروسوفت بأن لينكس أصبح يمثل هاجساً تقنياً وليس مجرد خصم تجاري تقليدي. لا يساورني أدنى شكٍ بأن هذا التحرك لمايكروسوفت كان بعد دراسة فاحصة ودقيقة لأوضاع سوق الأجهزة المكتبية وتوجهاته العامة Mainstream Direction .
2. لا أدري لماذا خطرت بذهني فكرة "حرب الشوارع"؟ مايكروسوفت تشبه في ضخامتها وتقنياتها الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد السوفييتي "سابقا". هاتان الدولتان تستطيعان أن تهزما أعتى وأقوى الجيوش في العالم حين تكون الحرب نظامية، أي بين جيشٍ وجيش مقابل. لكنهما فشلتا فشلاً ذريعاً في حروب الشوارع، في فيتنام وأفغانستان والآن في العراق. يمكنني أن أشبه حرب الاستعمار المايكروسوفتي ضد مجتمع لينكس بحرب الشوارع.
لقد شنت مايكروسوفت حروباً تجاريةً طاحنة ضد العديد من الشركات وكسبت جلّها، اللهم إلا قضية صن مايكروسستمز وبعضاً من القضايا هنا وهناك. وقد خلفت وراءها ضحايا بالعشرات، مابين شركات اقفلت، وموظفين شردوا، وتقنيات ماتت. لكن الوضع مع لينكس يختلف كثيراً. هو ليس بشركةٍ أو كيانٍ تجاري أو مؤسسة ضخمة. إنه مجتمع زئبقي كبير، تطلق عليه مايكروسوفت مصطلح Viral Communtity ، أي المجتع الفايروسي. ليس هناك عدوٌ واضح الملامح والمعالم، هناك مطورون وموظفون وتقنيون ومهندسون يعملون بشكل خلايا منفصلة أو مترابطة، حسبما تستدعي الحاجة، يشكلون مجتمع لينكس، يؤمنون تقريباً بنفس المباديء والقيم والمثل والحريات التي يجدونها في البطريق الصغير.
3. لا أعلم أساساً لماذا بدأت مايكروسوفت من الأساس حرباً ضروساً ضد لينكس، لا يُعلم متى نهايتها ولا مآلها؟ هناك مجتمعات وقوائم بريدية ومنتديات كان بطاريقها يهتفون ضد مايكروسوفت ويلعنونها صباح مساء، ويثيرون ضدها العداءات وينشرون ثقافة البطريق في كل مكان. لم تكن أبداً ثقافة خراب، بل كانت ثقافة تحرر وانعتاق كما يصفونها. بيد أنّ الحرب اشتعلت حينما حاول هؤلاء عرضَ بطريقهم على أنه "البديل" الروحي القادم لويندوز. ولازلت أتذكر جيداً أنه وإلى عام 1999م لم تكن مايكروسوفت تبدي اهتماماً يُذكر بلينكس أو مجتمعه. ولكن الأمر تغير كثيراً عندما بدأ البطريق ينخس ويندوز ويناوشه في أضعف مفاصله "الأمن وَ الاستقرارية". في رأيي المتواضع أن مايكروسوفت لو اتبعت سبيلا غير سبيل المواجهة المباشرة لكان خيراً لها. ولو اتبعت سياسة الاحتواء بدلاً من سياسة المجابهة والتعسكر وصفّ القوات لكان أنجح ، كما فعلت مع نظم تشغيل أبل "ماك أو إس وَ ماك أو إس إكس". أمَا وقد دخلت مرحلة المجابهة وكسر العظم، فلا أظن أن بإمكانها أن تهزم "المجاهديــن" على حد وصف تنفيذيّها، بالضبط كما فشلت أمريكا في مجابهة الفيتناميين وأبطال العراق.
هذا بعضٌ مما جال في خاطري، وهي آراء شخصية جداً لاتعبر إلا عن كاتبها فقط، وتحتمل الصح والخطأ. واتمنى أن أسمع وجهات نظرٍ أخرى في إطار الموضوعية والتثبّت في النقل والبعد عن الانفلات العاطفي.
دمتم بخيـــر،
عبدالـــلـــه،،،
الرابط الأصلي للخبر
http://software.silicon.com/os/0,39024651,39121241,00.htm (http://software.silicon.com/os/0,39024651,39121241,00.htm)
وفقاً لما جاء في نصّ الخبر، فإن أحد تنفيذيّي مايكروسوفت وصف المشاعر المعادية لمايكروسوفت بانها مشاعر "جهادية". مامن شك بأن هذا التنفيذي يشبّه مجتمع لينكس بأنهم مجاهدون ضد "العولمة المايكروسوفتية" على طريقة المجاهدين المسلمين. والله أعلم بما كان يدور بذهنه وقت أن اندلق هذا الكلام من بين فكيه. من الواضح جداً أن الطاقم الإداري لمايكروسوفت أصبح لايتحكم كثيراً ببعض التصريحات المثيرة للجدل.
مايهمني هو بعض النقاط التي ألخصها على النحو الآتي:
1. يقول المثل الشعبي "مادون الرقاب الا الايادي". ربما يختلف المثل من مكان لآخر والفكرة واحدة. إن شركة عملاقة ضخمة بحجم مايكروسوفت تجوب أرجاء الولايات المتحدة طولاً وعرضاً وتُشغّل حملةً ترويجية على نطاق واسع من أجل دحض "خرافات وخزعبلات" لينكس، لهو خطوة مثيرة لانتباه المراقبين. هذا التحرك الأخير يحمل في طياته اعترافاً مبطناً من لدن مايكروسوفت بأن لينكس أصبح يمثل هاجساً تقنياً وليس مجرد خصم تجاري تقليدي. لا يساورني أدنى شكٍ بأن هذا التحرك لمايكروسوفت كان بعد دراسة فاحصة ودقيقة لأوضاع سوق الأجهزة المكتبية وتوجهاته العامة Mainstream Direction .
2. لا أدري لماذا خطرت بذهني فكرة "حرب الشوارع"؟ مايكروسوفت تشبه في ضخامتها وتقنياتها الولايات المتحدة الأمريكية أو الاتحاد السوفييتي "سابقا". هاتان الدولتان تستطيعان أن تهزما أعتى وأقوى الجيوش في العالم حين تكون الحرب نظامية، أي بين جيشٍ وجيش مقابل. لكنهما فشلتا فشلاً ذريعاً في حروب الشوارع، في فيتنام وأفغانستان والآن في العراق. يمكنني أن أشبه حرب الاستعمار المايكروسوفتي ضد مجتمع لينكس بحرب الشوارع.
لقد شنت مايكروسوفت حروباً تجاريةً طاحنة ضد العديد من الشركات وكسبت جلّها، اللهم إلا قضية صن مايكروسستمز وبعضاً من القضايا هنا وهناك. وقد خلفت وراءها ضحايا بالعشرات، مابين شركات اقفلت، وموظفين شردوا، وتقنيات ماتت. لكن الوضع مع لينكس يختلف كثيراً. هو ليس بشركةٍ أو كيانٍ تجاري أو مؤسسة ضخمة. إنه مجتمع زئبقي كبير، تطلق عليه مايكروسوفت مصطلح Viral Communtity ، أي المجتع الفايروسي. ليس هناك عدوٌ واضح الملامح والمعالم، هناك مطورون وموظفون وتقنيون ومهندسون يعملون بشكل خلايا منفصلة أو مترابطة، حسبما تستدعي الحاجة، يشكلون مجتمع لينكس، يؤمنون تقريباً بنفس المباديء والقيم والمثل والحريات التي يجدونها في البطريق الصغير.
3. لا أعلم أساساً لماذا بدأت مايكروسوفت من الأساس حرباً ضروساً ضد لينكس، لا يُعلم متى نهايتها ولا مآلها؟ هناك مجتمعات وقوائم بريدية ومنتديات كان بطاريقها يهتفون ضد مايكروسوفت ويلعنونها صباح مساء، ويثيرون ضدها العداءات وينشرون ثقافة البطريق في كل مكان. لم تكن أبداً ثقافة خراب، بل كانت ثقافة تحرر وانعتاق كما يصفونها. بيد أنّ الحرب اشتعلت حينما حاول هؤلاء عرضَ بطريقهم على أنه "البديل" الروحي القادم لويندوز. ولازلت أتذكر جيداً أنه وإلى عام 1999م لم تكن مايكروسوفت تبدي اهتماماً يُذكر بلينكس أو مجتمعه. ولكن الأمر تغير كثيراً عندما بدأ البطريق ينخس ويندوز ويناوشه في أضعف مفاصله "الأمن وَ الاستقرارية". في رأيي المتواضع أن مايكروسوفت لو اتبعت سبيلا غير سبيل المواجهة المباشرة لكان خيراً لها. ولو اتبعت سياسة الاحتواء بدلاً من سياسة المجابهة والتعسكر وصفّ القوات لكان أنجح ، كما فعلت مع نظم تشغيل أبل "ماك أو إس وَ ماك أو إس إكس". أمَا وقد دخلت مرحلة المجابهة وكسر العظم، فلا أظن أن بإمكانها أن تهزم "المجاهديــن" على حد وصف تنفيذيّها، بالضبط كما فشلت أمريكا في مجابهة الفيتناميين وأبطال العراق.
هذا بعضٌ مما جال في خاطري، وهي آراء شخصية جداً لاتعبر إلا عن كاتبها فقط، وتحتمل الصح والخطأ. واتمنى أن أسمع وجهات نظرٍ أخرى في إطار الموضوعية والتثبّت في النقل والبعد عن الانفلات العاطفي.
دمتم بخيـــر،
عبدالـــلـــه،،،