المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية تسليم صدام حسين يسبب أزمة للأميركيين



MA7ROM
16-06-2004, 07:32 PM
واشنطن - من كريستوف دو روكفوي



يشكل تسليم صدام حسين الى السلطات العراقية مسألة حساسة للولايات المتحدة التي تريد احترام الوعد الذي قطعته بمحاكمته من قبل مواطنيه لكنها تريد في الوقت ذاته التأكد انه سيبقى مسجونا.

وتوخى الرئيس الاميركي جورج بوش الحذر عندما اعلن الثلاثاء ان عملية التسليم ستتم "في الوقت المناسب" ما ان تسمح الظروف الامنية بذلك من دون ان يحدد ما اذا كان ذلك سيحصل قبل نقل السلطات الى العراقيين في 30 حزيران/يونيو او بعده.

وتواجه الولايات المتحدة قرارات صعبة على الصعيدين السياسي والامني وبدأت تعد العدة على الصعيد القانوني لمواجهة اي بلبلة قانونية محتملة.

ففي حال ترددت واشنطن طويلا في تسليم صدام حسين فان صدقية الحكم العراقي الجديد الذي يفترض ان يتولى السيادة كاملة، ستتراجع وهي في الاساس هشة.

ومن شأن التمهل طويلا بسب الظروف الامنية غير الكافية ان يغذي الانتقادات العديدة حول الفوضى المتواصلة في البلاد والتحضير السيء لنقل السلطة.

في المقابل ان التسرع في تسليم صدام حسين الى حكم عراقي لا يزال هشا قد يعزز التوتر القائم حيث يشتبه في ان انصار الرئيس المخلوع يقفون وراء جزء كبير من اعمال العنف.

وتحدث بوش ضمنا عن سيناريو كارثي حول احتمال فرار الرئيس العراقي السابق او تحريره.

واوضح بوش "اريد التأكد من ان صدام سيبقى في السجن. هذا جل ما نقوله. واعرف انه سيبقى في السجن في نهاية المطاف".

وعبر تخليهم بسرعة عن صدام حسين قد يضطر الاميركيون الى وقف استجوابهم لهذا "السجين القيم جدا" حسب تعبيرهم، اسرع مما يرغبون به.

وفي حين فشلت الولايات المتحدة حتى الان في بحثها عن اسلحة الدمار الشامل في النظام السابق، فان المعلومات التي يملكها صدام حسين المعتقل منذ كانون الاول/ديسمبر في مكان سري، قد تكون قيمة للغاية.

ويعتبر دانيال سيروير الخبير في شؤون العراق في "يو اس اينستيتوت اوف بيس" وهو مركز دراسات دولية في واشنطن "قد تكون هناك اسباب عديدة للاحتفاظ بصدام حسين في عهدة الاميركيين" اكانت هذه الاسباب امنية او استخبارية.

لكنه يضيف ان "الالتزام بتسليمه الى العراقيين اوضح مما كان عليه في السابق ما ان يتأكد الاميركيون من حل المسائل العملية".

واكد ريتشارد باوتشر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية من جهته "لطالما قلنا اننا مستعدون لتسليم صدام حسين ومعتقلين اخرين عندما يصبح العراقيون في وضع يسمح لهم بتولي امرهم ومحاكمتهم".

وتحدث باوتشر خصوصا عن ضرورة ان تكون المحكمة الخاصة التي انشئت قبل ستة اشهر "حاضرة للعمل" وهو امر غير متوافر حاليا.

وحاول ايضا دحض المقولات التي تفيد ان اعتقال القوات الاميركية لصدام حسين في بلد استعاد السيادة بعد 30 حزيران/يونيو، سيكون مخالفا للقانون الدولي.

وشدد باوتشر على ان رسالة من وزير الخارجية كولن باول مرفقة بالقرار الاخير لمجلس الامن الدولي حول العراق الذي اقر الاسبوع الماضي تنص "على امكانية احتجاز (اشخاص) عندما تقتضي الضرورات الامنية ذلك". واضاف "اظن ان القانون الدولي ينص على استمرار اعتقال اسرى الحرب طالما ان الاعمال الحربية متواصلة" مشيرا الى ان واشنطن تمتلك "اساسا قانونيا مناسبا" لاعتقال صدام حسين بانتظار تسليمه الى العراقيين.