Lucky guy
23-06-2004, 08:53 AM
في ساعة متأخرة من ليل ذلك الشتاء وانا في غرفة تلفني جدرانها بالوحدة استلقيت على السرير وأنا أستمع إلى المسجل وأعبث بأوراق قديمة تملاء تلك الحقيبة الجلدية كانت هدية من جدي الذي أحضرها معه من أمريكا...
وقعت يداي على ورقة تفوح منها رائحة ذكرى ما ضي جميل وسرحت في تفكير بعيد وكأن هذه الورقة الصغيرة استحالت إلى ثقل كبير يشدني إلى أعماق الخليج،آه يا خليج......آه ما أحلا تلك الأيام!!...
وفجأة سمعت صوت قطرات المطر تدق نافذتي تدعوني للاستمتاع،تدعوني أن أغسل همومي تحتها،لبست معطفي وخرجت من طوق الوحدة الذي كان يقيدني مشيت ومشيت في ذلك الجو القارس والمطر ينهمر بغزارة يغسل ما بداخلي فأحسست أنه يبعث في نفسي الحياة من جديد...
يقول لي أصرخ ما شئت فالشارع خال والناس في بيوتهم يلتفون حول مدافئهم يقول لي اجر إن أحببت وهرب من قيود الحاظر إلى فسحة الماضي الجميل وبينما أنا أهم بالجري تحت زخات المطر لمحت من بعيد رجلا تبدو علية آثار السنين الطويلة منحني الظهر أشيب الشعر ممسكاً بعصا...
وهو جالس على صندوق من الخشب تحت عمود إنارة وقطرات المطر تتلألأ خلال الضوء المنبع منه وهي تنهمر على ثيابه القديمة الرثة فيتقاطر منها على الرصيف اقتربت منه وألقيت عليه السلام فرد علي ثم قال لي تفضل بالجلوس،استغربت من تلك الدعوة!!
قلت: أين تريدني أن أجلس؟!
قال:على هذا الرصيف.
قلت:ولكن لماذا؟!
قال:قد ينفعك ذلك،فإنك تبدو مهموماً،والمهموم يجب أن يكسر كل شئ اعتاده حتى يقهر الملل.
قلت:وكيف عرفت أني مهموم؟!
قال: يا بني ألا ترى شعري المشتعل شيباً ألا ترى ظهري المنحني ألا ترى أخاديد الزمان على وجهي،يا بني لقد ربيت أولادي وأحفادي وقد دارت علي الدوائر حتى أصبحت متبصراً ذا فراسة بأحوال الناس.
يتبع ..
وقعت يداي على ورقة تفوح منها رائحة ذكرى ما ضي جميل وسرحت في تفكير بعيد وكأن هذه الورقة الصغيرة استحالت إلى ثقل كبير يشدني إلى أعماق الخليج،آه يا خليج......آه ما أحلا تلك الأيام!!...
وفجأة سمعت صوت قطرات المطر تدق نافذتي تدعوني للاستمتاع،تدعوني أن أغسل همومي تحتها،لبست معطفي وخرجت من طوق الوحدة الذي كان يقيدني مشيت ومشيت في ذلك الجو القارس والمطر ينهمر بغزارة يغسل ما بداخلي فأحسست أنه يبعث في نفسي الحياة من جديد...
يقول لي أصرخ ما شئت فالشارع خال والناس في بيوتهم يلتفون حول مدافئهم يقول لي اجر إن أحببت وهرب من قيود الحاظر إلى فسحة الماضي الجميل وبينما أنا أهم بالجري تحت زخات المطر لمحت من بعيد رجلا تبدو علية آثار السنين الطويلة منحني الظهر أشيب الشعر ممسكاً بعصا...
وهو جالس على صندوق من الخشب تحت عمود إنارة وقطرات المطر تتلألأ خلال الضوء المنبع منه وهي تنهمر على ثيابه القديمة الرثة فيتقاطر منها على الرصيف اقتربت منه وألقيت عليه السلام فرد علي ثم قال لي تفضل بالجلوس،استغربت من تلك الدعوة!!
قلت: أين تريدني أن أجلس؟!
قال:على هذا الرصيف.
قلت:ولكن لماذا؟!
قال:قد ينفعك ذلك،فإنك تبدو مهموماً،والمهموم يجب أن يكسر كل شئ اعتاده حتى يقهر الملل.
قلت:وكيف عرفت أني مهموم؟!
قال: يا بني ألا ترى شعري المشتعل شيباً ألا ترى ظهري المنحني ألا ترى أخاديد الزمان على وجهي،يا بني لقد ربيت أولادي وأحفادي وقد دارت علي الدوائر حتى أصبحت متبصراً ذا فراسة بأحوال الناس.
يتبع ..