المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية الحزن والغضب يخيمان على الموصل بعد الخميس الدامي



Pr.Game
26-06-2004, 03:51 PM
http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/6/24/1_233430_1_6.jpg
أهالي الموصل لا يبرئون الاحتلال من هجمات الخميس الدامي(رويترز)


جمعة الموصل كانت حزينة بعد أن سبقها خميس دام، والشوارع بدت هادئة توحي بأن تغييرا وقع في مدينة الزحام. مفارز الشرطة والحرس الوطني انتشرت في كل مكان، وخيم هدوء مطبق وغريب على المدينة منذ الساعة الثامنة من مساء الخميس واستمر إلى الثامنة من صباح اليوم التالي بسبب منع التجول الذي فرض على الأهالي.

المفارز تفتش كل سيارة تمر تحوطا لأي طارئ، والمسؤولون في المدينة اتخذوا إجراءات وقائية تجنبا لتكرار ما حدث، حتى المساجد توزعت على أبوابها مفارز من الشباب يفتشون كل قادم لصلاة الجمعة.

وحمل خطيب مسجد هيبة خاتون في حي الجامعة بالموصل خلال خطبته الاحتلال كل المسؤولية في أحداث الخميس، فيما نسب آخرون هذه المسؤولية إلى أياد خارجية.

لكن المواطن عمر مصلاوي الذي كان شاهد عيان على عملية تفجير أحد مراكز الشرطة أكد للجزيرة نت أن طائرة أميركية قصفت المركز أولا ثم انفجرت سيارة كانت تقف بالقرب منه. ويردد الكثير من سكان المدينة هذه المعلومات.

غير أن اتهامات الاحتلال والحكومة العراقية لجماعة المدعو أبو مصعب الزرقاوي بالمسؤولية عن هذا التفجير دفعت بعض أهالي المدينة إلى تكرار هذه الاتهامات، لكن الاحتلال يظل الأبرز الذي يوجه له أهالي الموصل أصابع الاتهام.

وفي مستشفى الجمهورية بالمدينة كان المشهد مروعا نظرا لكثرة الجرحى ومعظمهم من رجال الشرطة، وأحد هؤلاء قال للجزيرة نت "ما حدث لنا لا يمكن أن يفعله بنا إلا يهود أو من له علاقة بهم، لماذا يستهدفوننا نحن؟ لم نلتحق بسلك الشرطة إلا لخدمة شعبنا وتخليصه من الاحتلال، وباسم التخلص من الاحتلال يفعلون بنا هذا؟".

وبشق الأنفس قال أحد شرطة النجدة الذي يعاني من إصابة بليغة "نحن نعمل في النجدة ونمنع السلب والنهب ونطارد اللصوص فهل يعقل ما مورس ضدنا أن يكون جهادا؟". وحول كيفية تعرضه للإصابة قال أحد المدنيين الموجودين في المستشفى "عندما انفجرت السيارة توجهنا لنجدة الجرحى وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وفجأة رأينا أن مدرعات أميركية قد أطلقت النار علينا وأصبت أنا في ظهري".

التوتر كان هو سيد الموقف في الشارع، لذا كان صعبا على الصحفيين حتى الاستفسار من شيء أو استنطاق أحد. وقد تعرض بعض الصحفيين للضرب من شدة ردة الفعل سواء من أهالي المدينة أو حتى من عربات القوات الأميركية التي تطلق النار في كل الاتجاهات، حتى أنها أطلقت النار أمس على مقدم شرطة أصابته في رأسه بثلاث طلقات نارية وهو في حالة خطرة حسب ما ذكره لنا مصدر في شرطة الموصل.
_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر :الجزيرة