المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فسيولوجيا السمو الروحي... " أدخل لهذه المعجزة" !!!



bandar3000
06-08-2001, 12:52 AM
قرأت هذا المقال أثناء رحلتي بالطائرة من مجلتها الرسمية ، عندها شد انتباهي هذا الخبر المؤثر على عقيدة المؤمن ، فقلت لعل أخواني في المنتدى ينتفعون مثل ما كان لي ، وإليكم هو :
منذ زمن طويل وعلماء الأعصاب والدماغ يحاولون دراسة التأثيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الدماغ في حالات العبادة وما ينتج عنها من خشوع وارتقاء روحي ، ونتج عن ذلك علم يسمى بـ"علم فسيولوجية الأعصاب في الدين والروحانيات " وقد خطا هذا العلم خطوات إيجابية بفضل الله ثم بفضل الجهاز الذي يسمى "SPECT" .

يعمل الجهاز على تتبع مجرى الدم وبذلك يمكن للباحثين دراسة النشاط العصبي .
وأصبح هدف العلماء والباحثين تحديد المناطق التي تضيء والتي تنطفئ عندما يعيش الإنسان لحظات من السمو الروحي واستشعار وجود الخالق ، وقد كان هذا هو الموضوع الرئيسي لمجلة "Newsweek" في عددها الصادر منذ أكثر من شهرين ، ولا يسعني في حيز هذا المقال التبحر في نتائج هذه الدراسات ولكني سأورد أهم نتائجها :
فقد وجد العلماء الباحثون أثناء دراستهم لظاهرة السمو السمو الروحي والخشوع ، أن المنطقة الأمامية (الناصية) من الدماغ قد أضاءت "كما هو متوقع" فهذه هي منطقة التركيز ، ولمن الشيء الغير متوقع هو ما حدث للمناطق الأخرى في الدماغ من هدوء وانعدام تام للنشاط العصبي ، بل وإن هناك منطقة في الدماغ تسمى الفص الجداري العلوي قد انطفأت تماماً ، وهذه المنطقة هي المسؤولة عن قدرة الإنسان على إدراك ومعرفة الوقت والزمن وتحديد اتجاه الجسد في الفضاء ، وهي المسؤولة عن الشعور بأبعاد الجسد (أين يبدأ وأين ينتهي) وعلاقته بما حوله من ماديات وأشياء .
وبالتحديد فإن الجزء الأيسر من هذه المنطقة في الدماغ هو المسؤول عن تحديد أبعاد الجسد البشري ، أما الجزء الأيمن فهو المسؤول عن خلق الإحساس بالأشياء التي تحيط بالإنسان ، وأي خلل أو إصابة في الجزء من الدماغ تفقد الإنسان قدرته على التحرك وتحديد المسافات بينه وبين ما حوله . وهذا يحدث للإنسان أثناء لحظات الخشوع والسمو الروحي من فقدان للشعور بالزمن والمكان ، وهذه اللحظات هي التي يصفها البعض بأنها اللحظات التي يستشعر الإنسان فيها ربه ويحس بوجوده .
ويعتقد الباحثون أن هذه اللحظات تنشأ من حدوث ما يشبه التيار الكهربائي في منطقة من الدماغ تسمى الفص الصدغي ، وقد ينشأ هذا التيار نتيجة ضغط عصبي أو نفسي أو حدوث كارثة شخصية أو إنهاك جسدي ، وهذا يفسر ما يشعر به بعض الناس من قربهم لربهم أثناء الضغوط الجسدية أو النفسية أو العصبية أو حدوث الكوارث الشخصية
(( وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه )) –الإسراء 67-
((وإذا مس الإنسان الضر دعانا لجنبه أو قاعداً أو قائماً))-يونس12- .
ويعتقد الباحثون أن التركيز العقلي و العاطفي أثناء العبادة – سواء كانت صلاةً أو تسبيحاً أو تأملاً وتفكراً- يقوم بدفع الدماغ إلى نشاط عصبي "كهربائي" متزايد ، تماماً كما يفعل الخوف والكوارث ، وعندما يحدث ذلك يقوم جزء من الدماغ – وهو المسؤول عن إعادة التوازن في الدماغ ويسمى هيبوكامبس – بكبح جماح النشاطات العصبية ، فالهيوكامبس هو المسؤول عن حركة مرور الأنشطة العصبية لأجزاء الدماغ المختلفة ، وقد اتضح أنه يقوم في هذه الحالات بمنع وصول الإشارات العصبية لمناطق الدماغ ، مثل المنطقة المذكورة سابقاً والمسؤولة عن القدرة على تحديد المكان والزمان ، ولذلك يشعر الإنسان في حالات الخشوع والسمو الروحي أن الحدود والحواجز المادية التي تحيط به قد سقطت وأصبحت روحه طليقة تجوب الفضاء الواسع بحرية ، وتستشعر عظمة خالقها وتذوب في وحدانية الكون.
بل وجد الباحثون أن المنطقة المضاءة والمستثارة أثناء لحظات الخشوع ( الفص الصدغي ) هي المنطقة المسؤولة عن إدراك الكلام ، وهذا يفسر دور قراءة أو سماع كلام الله أثناء الصلاة وتأثيره في إدراك السمو الروحي والخشوع ، بل إننا عندما نتأمل ما يحدث أثناء الصلاة التي كتبت علينا كمسلمين – والبشرية جمعاء – وننظر إلى طريقة عمل الدماغ ، كما نعرفه اليوم بعملنا المتواضع ، فإننا نجد توافقاً لا نجده في غيرها من العبادات ، حيث تعمل قراءة أو سماع كلام الله أثناء الصلاة على استشارة وتنشيط المنطقة المفترض فيها أن تكون نشطة لإحداث وإدراك الخشوع والسمو الروحي ، في حين تحرم مناطق أخرى في الدماغ من أي نشاط عصبي كما شرحنا سابقاً مثل المنطقة المسؤولة عن تحديد المكان والزمان ، فتكسر الحواجز المادية ويتلاشى عامل الزمن وترتقي النفس لخالقها وتسبح في ملكوته ، بل إن الدراسات الحديثة التي يقوم بها الغرب لتكشف لنا وجهاً آخر في حكمة اختيار الله للمعجزة الخالدة لتكون كلاماً يسمع ويقرأ ( القرآن الكريم )
(( أولم يكفهم أنّـا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم إن في ذلك لرحمة وذكرى لقوم يؤمنون )) –العنكبوت 51 –
(( الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله )) – الزمر 23 - .
وقد أدرك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم معنى الصلاة ، فارتقت بهم مدارج السالكين ، وكانوا يخرجون من هذه الدنيا فور دخولهم في الصلاة ، فلا يحدهم مكان أو زمان خمس مرات في اليوم .
قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز يوماً لابن أبي مليكة : صف لنا عبد الله بن الزبير ، فقال " والله ما رأيت نفساً ركبت بين جنبين مثل نفسه ، ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شيء إليها ، وكان يركع أو يسجد ، فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله لا تحسبه من طول ركوعه أو سجوده إلا جداراً أو ثوباً مطروحاً ، ولقد مرت قذيفة منجنيق بين لحييه وصدره وهو يصلي ، فوالله ما أحس بها ولا اهتز لها ولا قطع من أجلها قراءته ولا تعجل ركوعه " .

انتهى المقال …

بقلم : د/ وليد فتيحي
طبيب استشاري حاصل على البورد الأمريكي في الأمراض الباطنية والغدد الصماء والسكر ، وحاصل على الزمالة الأمريكية من جامعة هارفرد ، رئيس برنامج في مركز جوزلن العالمي للسكر في بوسطن ، وعضو هيئة تدريس كلية طب جامعة هارفرد .














والسلام

the_lion_heart
06-08-2001, 02:01 AM
جزاك الله خير معلومات جدا طيبة