Gattuso
28-06-2004, 10:39 PM
السلام عليكم شباب..
نظراً لفترة الراحة في كأس أوروبا حبيت اقدملكم هذا الموضوع المميز الذي اتمنى أن ينال اعجابكم!
مره سأل أحد الصحافيين المنجمه الألمانيه دوروثي سولل: كيف توضحين لطفل ماهي السعادة؟ فردت عليه: ( لا أوضح له , بل أعطيه كرة ليلعب).
هذه العبارة تكاد توجز مقدار البهجه والسعادة والفرح الذي تثيره كرة القدم في العالم كله، لدى الكبار والصغار على حد سواء، انها اللعبه الاكثر شعبيه في العالم، والأكثر ديمقراطيه أيضاً! يقال ان المباراه النهائيه للمونديال الاخير شوهدت من قبل اكثر من ألف مليون شخص، هذا العدد الهائل من البشر وصف بأنه اكبر جمهور يجتمع على امتداد تاريخ كوكب الأرض لمشاهدة أمر واحد مشترك في الساعه ذاتها ، وحتى دون هذا التحديد يبقى الرقم مهولاً جداً لو أننا تأملنا فيه.
ثمة من يريد أن يذهب بالأمر الى مقام الأسطوره أو الخيال. كما يقول ادواردو غاليانو في كتابه: ( تدور الكرة والعالم يدور). انه يريد ان يلعب لفظياً علىالحقيقه العلمية حول أن الارض تدور حول الشمس. اذا كان للعلم شكوكه دائماً حول افتراضاته أو نظرياته، فان حقيقه ان العالم يدور حول الكرة تبلغ مبلغ اليقين أو القانون، لاشكوك هناك، ان العالم كله يدور حولها بالتواقيت المختلفه لمناطق الكوكب، فان الناس على مدار مساحته الشاسعة، في النهار او في الليل يشاهدون على الهواء مباشرة، وهم يقضمون أظفارهم من شدة التوتر والترقب لأولئك الرجال، البالغ عددهم اثنين وعشرين رجلاً وهم يلاحقون تلك القطعة الكورة ويركلونها بأرجلهم ورؤوسهم في اداء شيق نختبر فيه مهارات الجسد الانساني وخفته ورشاقته، ونختبر فيه في الوقت نفسه، لعبه الحظ! : كيف لضربة مسددة بمهارة ألا تبلغ هدفها، أو كيف يمكن لحارس مرمى مجرب، خفيف الحركه ورشيقها، ألا يصد اندفاعة كرة نحو مرماه حين تأتيه من الزاوية التي لم يكن يتوقعها. انها لعبة للمهارة بالتأكيد ، ولعبة للحظ بالتأكيد أيضاً!
هناك من يرى في أمر كرة القدم شيئاً مدهشاً قد لانلاحظه نحن الذين لانفقه كثيراً فيها. هؤلاء يدعون لكتاية تاريخ لكرة القدم، لأن التاريخ الرسمي تجاهلها. اما لماذا كتابة هذا التاريخ الخاص بالكرة؟... فذلك لأنها تشكل في معنى من المعاني هوية خاصة بكل شعب أو أمة: قل لي كيف تلعب الكرة أقول لك من أنت! لكن الآن يراد للعالم كله أن يلعب بالطريقة كلها في زمن التنميط والتوحيد القسري لكل شيء، لكن تاريخ هذه الكرة يشهد بالتنوع، ثمة تعبيرات متنوعة تنم عن شخصية كل شعب. هذا التعود أو التنوع يجب الحفاظ عليه، فان لم نفعل ذلك فان الناس اذا لم تمت من الجوع أو المرض سوف تموت من الملل والتكرار!
يظل لكرة القدم قدرتها على الادهاش وللمستويات الاجتماعية والثقافيه المختلفة. أشد الناس نفوراً من الرياضة لايمكنهم ان يقاوموا جاذبية مباريات كرة القدم الحاسمة ، كتلك الجارية هذه الايام في البرتغال ، ليس فقط بقوة التماثل الناجم عن هيمنة جو المتابعه على الناس، وانما ايضاً لجاذبية السحر الذي يشع من تحت أقدام اللاعبين الذين يجرون وراء الكرة في الملاعب الخضراء. ها هنا ثمة ثقافة مشتركة توحد البشر تلتبس فيها العديد من الاعتبارات ولاشك ، ولكنها في نهاية المطاف تقدم نموذجاً مشرفاً للمنافسة التي تأسر الألباب في عالم جعل منه التلفزيون وأقماره الصناعية بلدة صغيرة يتابع فيها من يسكن في أقصى طرف أنفاس اللاعبين وحبات عرقهم المنسابة وهم يلعبون في أقصى الطرف الآخر... حقاً انها لساحرة هذه الكرة!
د. حسن مدن ( بتصرف)
شكراً
نظراً لفترة الراحة في كأس أوروبا حبيت اقدملكم هذا الموضوع المميز الذي اتمنى أن ينال اعجابكم!
مره سأل أحد الصحافيين المنجمه الألمانيه دوروثي سولل: كيف توضحين لطفل ماهي السعادة؟ فردت عليه: ( لا أوضح له , بل أعطيه كرة ليلعب).
هذه العبارة تكاد توجز مقدار البهجه والسعادة والفرح الذي تثيره كرة القدم في العالم كله، لدى الكبار والصغار على حد سواء، انها اللعبه الاكثر شعبيه في العالم، والأكثر ديمقراطيه أيضاً! يقال ان المباراه النهائيه للمونديال الاخير شوهدت من قبل اكثر من ألف مليون شخص، هذا العدد الهائل من البشر وصف بأنه اكبر جمهور يجتمع على امتداد تاريخ كوكب الأرض لمشاهدة أمر واحد مشترك في الساعه ذاتها ، وحتى دون هذا التحديد يبقى الرقم مهولاً جداً لو أننا تأملنا فيه.
ثمة من يريد أن يذهب بالأمر الى مقام الأسطوره أو الخيال. كما يقول ادواردو غاليانو في كتابه: ( تدور الكرة والعالم يدور). انه يريد ان يلعب لفظياً علىالحقيقه العلمية حول أن الارض تدور حول الشمس. اذا كان للعلم شكوكه دائماً حول افتراضاته أو نظرياته، فان حقيقه ان العالم يدور حول الكرة تبلغ مبلغ اليقين أو القانون، لاشكوك هناك، ان العالم كله يدور حولها بالتواقيت المختلفه لمناطق الكوكب، فان الناس على مدار مساحته الشاسعة، في النهار او في الليل يشاهدون على الهواء مباشرة، وهم يقضمون أظفارهم من شدة التوتر والترقب لأولئك الرجال، البالغ عددهم اثنين وعشرين رجلاً وهم يلاحقون تلك القطعة الكورة ويركلونها بأرجلهم ورؤوسهم في اداء شيق نختبر فيه مهارات الجسد الانساني وخفته ورشاقته، ونختبر فيه في الوقت نفسه، لعبه الحظ! : كيف لضربة مسددة بمهارة ألا تبلغ هدفها، أو كيف يمكن لحارس مرمى مجرب، خفيف الحركه ورشيقها، ألا يصد اندفاعة كرة نحو مرماه حين تأتيه من الزاوية التي لم يكن يتوقعها. انها لعبة للمهارة بالتأكيد ، ولعبة للحظ بالتأكيد أيضاً!
هناك من يرى في أمر كرة القدم شيئاً مدهشاً قد لانلاحظه نحن الذين لانفقه كثيراً فيها. هؤلاء يدعون لكتاية تاريخ لكرة القدم، لأن التاريخ الرسمي تجاهلها. اما لماذا كتابة هذا التاريخ الخاص بالكرة؟... فذلك لأنها تشكل في معنى من المعاني هوية خاصة بكل شعب أو أمة: قل لي كيف تلعب الكرة أقول لك من أنت! لكن الآن يراد للعالم كله أن يلعب بالطريقة كلها في زمن التنميط والتوحيد القسري لكل شيء، لكن تاريخ هذه الكرة يشهد بالتنوع، ثمة تعبيرات متنوعة تنم عن شخصية كل شعب. هذا التعود أو التنوع يجب الحفاظ عليه، فان لم نفعل ذلك فان الناس اذا لم تمت من الجوع أو المرض سوف تموت من الملل والتكرار!
يظل لكرة القدم قدرتها على الادهاش وللمستويات الاجتماعية والثقافيه المختلفة. أشد الناس نفوراً من الرياضة لايمكنهم ان يقاوموا جاذبية مباريات كرة القدم الحاسمة ، كتلك الجارية هذه الايام في البرتغال ، ليس فقط بقوة التماثل الناجم عن هيمنة جو المتابعه على الناس، وانما ايضاً لجاذبية السحر الذي يشع من تحت أقدام اللاعبين الذين يجرون وراء الكرة في الملاعب الخضراء. ها هنا ثمة ثقافة مشتركة توحد البشر تلتبس فيها العديد من الاعتبارات ولاشك ، ولكنها في نهاية المطاف تقدم نموذجاً مشرفاً للمنافسة التي تأسر الألباب في عالم جعل منه التلفزيون وأقماره الصناعية بلدة صغيرة يتابع فيها من يسكن في أقصى طرف أنفاس اللاعبين وحبات عرقهم المنسابة وهم يلعبون في أقصى الطرف الآخر... حقاً انها لساحرة هذه الكرة!
د. حسن مدن ( بتصرف)
شكراً