عروبي
29-06-2004, 03:42 PM
السلام عليكم
مقالة للشيخ محمد بن عبدالله الدويش
يا بنتي:
لو دوّن المرء الأمور المهمة في حياته فسيجد قائمة طويلة، لكنه حين يعمد إلى ترتيبها حسب الأولويات فسيأتي في رأس القائمة (أولاده وذريته) فهم أغلى من المال، من الراحة، من رغباته وشهواته ومطالبه في الدنيا، والدليل على ذلك يا بنتي أنه حين يمرض أحد أولاده مرضاً مزعجاً فهو يسهر ويسافر هنا وهناك، ويدفع من أمواله ما يدفع، بل ربما اقترض واستدان، كل ذلك من أجل ولده.
لذلك فهو حين يخاطب ولده ويناصحه فسوف يكون صادقاً غاية الصدق، ومخلصاً غاية الإخلاص، وقديماً قيل "الرائد لا يكذب أهله".
يا بنتي:
لقد صدمت اليوم بما رأيته من واقع الفتاة المسلمة، تعيش في دوامة من الصراع، فتسمع تارة ذلك الصوت النشاز الذي يدعوها إلى الارتكاس والتخلي عن كل معاني العفة، وتسمع أخرى الصوت الصادق يهزها من داخلها عزاً عنيفاً ليقول لها رويدك فهو طريق الغواية وبوابة الهلاك، وتتصارع هذه الأصوات أمام سمعها وتتموج هذه الأفكار في خاطرها.
يا بنتي:
لنكن صريحين صراحة منبطة بضوابط الشرع، وواضحين وضوحاً محاطاَ بسياج الحياء والعفة لتكون خطوة للتصحيح ونقلة للإصلاح.
بعيداً عن العاطفة، وعن سرابها الخادع، لو كانت تلك الفتاة التي تقيم العلاقة المحرمة منطقية مع نفسها وطرحت هذا السؤال: ماذا يريد هذا الشاب؟ ما الذي يدفعه لهذه العلاقة؟ بل ماذا يقول لزملائه حين يلتقي بهم؟ وبأي لغة يتحدثون عني؟
إنني أجزن يا بنتي أنها حين تزيح وهم العاطفة عن تفكيرها فستقول وبملء صوتها: إن مراده هي الشهوة والشهوة الحرام ليس إلا، إذا ألا تخشين الخيانة؟ أترين هذا أهلاً للثقة؟ شاب خاطر لأجل بناء علاقة محرمة، شاب لا يحميه دين أو خلق أو وفاء، شاب لا يدفعه إلا الشهوة أولاً وآخراً أتأمنيه على نفسك بعد ذلك؟
لقد خان ربه ودينه وأمته ولن تكون هذه الفتاة أعز ما لديه، وما أسرع ما يحقق مقصوده لتبقى لا سمح الله صريعة الأسى والحزن والتندم.
وحين يخلو هؤلاء الشباب التائهون. يا بنتي بأنفسهم تعلو ضحكاتهم بتلك التي خدعوها، أو التي ينطلي عليها الوعد الكاذب والأحاديث المعسولة.
يا بنتي:
إن الله حكيم عليم ما خلق شيئاً إلا لحكمة، علم ابن آدم أو جهل. لقد شاء الله بحكمته أن تكون المرأة ذات عاطفة جياشة تتجاوب مع ما يثيرها لتتفجر رصيداً هائلاً من المشاعر التي تصنع سلوكها أو توجهه. وحين تصاب الفتاة بالتعلق بفلان من الناس قرب أو بعد فأي هيام سيبلغ بها؟ فتاة تعشق رجلاً فتقبل شاشة التلفاز حين ترى صورته، وأخرى تعشق حديثه وصوته فتنتظره على أحر من الجمر لتشنف سمعها بأحاديثه. وحين تغيب عن ناظرها صورته، أو تفقد أذنها صوته يرتفع مؤشر القلق لديها، ويتعالى انزعاجها فقد غدا هو البلسم الشافي.
يا بنتي:
بعيداً عن تحريم ذلك وعما فيه من مخالفة شرعية ، ماذا بقي في قلب هذه الفتاة من حب الله ورسوله وحب الصالحين بحب الله. ماذا بقي لتلاوة كلام الله تعالى والتلذذ به. أين تلك التي تنتظر موعد المكالمة على أحر من الجمر في وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الأخير، أين هي عن الانطراح بين يدي الله والتلذذ بمناجاته، بل وأين هي عن مصالح دنياها؟ فهي على أتم استعداد لأن تتخلف عن الدراسة من أجل اللقاء به، لأن تهمل شؤون منزلها من أجله.
إن هذا الركام الهائل من العواطف المهدرة ليتدفق فيغرق كل مشاعر الخير والوفاء للوالدين الذين لم يعد لهما في القلب مكانة ن ويقضي على كل مشاعر الحب والعاطفة لشريك العمر الزوج الذي تسكن إليه ويسكن إليها. وبعد حين ترزق أبناء تتطلع لبرهم فلن تجد رصيداً من العواطف تصرفه لهم فينشؤون نشأة شاذة ويتربون تربية نشازا.
إن العاقل حين يملك المال فإنه يكون رشيداً في التصرف فيه حتى لا يفقده حين يحتاجه فما بالها تهدر هذه العواطف والمشاعر فتصرفها في غير مصرفها وهي لا تقارن بالمال، ولا تقاس بالدنيا؟
مقالة للشيخ محمد بن عبدالله الدويش
يا بنتي:
لو دوّن المرء الأمور المهمة في حياته فسيجد قائمة طويلة، لكنه حين يعمد إلى ترتيبها حسب الأولويات فسيأتي في رأس القائمة (أولاده وذريته) فهم أغلى من المال، من الراحة، من رغباته وشهواته ومطالبه في الدنيا، والدليل على ذلك يا بنتي أنه حين يمرض أحد أولاده مرضاً مزعجاً فهو يسهر ويسافر هنا وهناك، ويدفع من أمواله ما يدفع، بل ربما اقترض واستدان، كل ذلك من أجل ولده.
لذلك فهو حين يخاطب ولده ويناصحه فسوف يكون صادقاً غاية الصدق، ومخلصاً غاية الإخلاص، وقديماً قيل "الرائد لا يكذب أهله".
يا بنتي:
لقد صدمت اليوم بما رأيته من واقع الفتاة المسلمة، تعيش في دوامة من الصراع، فتسمع تارة ذلك الصوت النشاز الذي يدعوها إلى الارتكاس والتخلي عن كل معاني العفة، وتسمع أخرى الصوت الصادق يهزها من داخلها عزاً عنيفاً ليقول لها رويدك فهو طريق الغواية وبوابة الهلاك، وتتصارع هذه الأصوات أمام سمعها وتتموج هذه الأفكار في خاطرها.
يا بنتي:
لنكن صريحين صراحة منبطة بضوابط الشرع، وواضحين وضوحاً محاطاَ بسياج الحياء والعفة لتكون خطوة للتصحيح ونقلة للإصلاح.
بعيداً عن العاطفة، وعن سرابها الخادع، لو كانت تلك الفتاة التي تقيم العلاقة المحرمة منطقية مع نفسها وطرحت هذا السؤال: ماذا يريد هذا الشاب؟ ما الذي يدفعه لهذه العلاقة؟ بل ماذا يقول لزملائه حين يلتقي بهم؟ وبأي لغة يتحدثون عني؟
إنني أجزن يا بنتي أنها حين تزيح وهم العاطفة عن تفكيرها فستقول وبملء صوتها: إن مراده هي الشهوة والشهوة الحرام ليس إلا، إذا ألا تخشين الخيانة؟ أترين هذا أهلاً للثقة؟ شاب خاطر لأجل بناء علاقة محرمة، شاب لا يحميه دين أو خلق أو وفاء، شاب لا يدفعه إلا الشهوة أولاً وآخراً أتأمنيه على نفسك بعد ذلك؟
لقد خان ربه ودينه وأمته ولن تكون هذه الفتاة أعز ما لديه، وما أسرع ما يحقق مقصوده لتبقى لا سمح الله صريعة الأسى والحزن والتندم.
وحين يخلو هؤلاء الشباب التائهون. يا بنتي بأنفسهم تعلو ضحكاتهم بتلك التي خدعوها، أو التي ينطلي عليها الوعد الكاذب والأحاديث المعسولة.
يا بنتي:
إن الله حكيم عليم ما خلق شيئاً إلا لحكمة، علم ابن آدم أو جهل. لقد شاء الله بحكمته أن تكون المرأة ذات عاطفة جياشة تتجاوب مع ما يثيرها لتتفجر رصيداً هائلاً من المشاعر التي تصنع سلوكها أو توجهه. وحين تصاب الفتاة بالتعلق بفلان من الناس قرب أو بعد فأي هيام سيبلغ بها؟ فتاة تعشق رجلاً فتقبل شاشة التلفاز حين ترى صورته، وأخرى تعشق حديثه وصوته فتنتظره على أحر من الجمر لتشنف سمعها بأحاديثه. وحين تغيب عن ناظرها صورته، أو تفقد أذنها صوته يرتفع مؤشر القلق لديها، ويتعالى انزعاجها فقد غدا هو البلسم الشافي.
يا بنتي:
بعيداً عن تحريم ذلك وعما فيه من مخالفة شرعية ، ماذا بقي في قلب هذه الفتاة من حب الله ورسوله وحب الصالحين بحب الله. ماذا بقي لتلاوة كلام الله تعالى والتلذذ به. أين تلك التي تنتظر موعد المكالمة على أحر من الجمر في وقت النزول الإلهي حين يبقى ثلث الليل الأخير، أين هي عن الانطراح بين يدي الله والتلذذ بمناجاته، بل وأين هي عن مصالح دنياها؟ فهي على أتم استعداد لأن تتخلف عن الدراسة من أجل اللقاء به، لأن تهمل شؤون منزلها من أجله.
إن هذا الركام الهائل من العواطف المهدرة ليتدفق فيغرق كل مشاعر الخير والوفاء للوالدين الذين لم يعد لهما في القلب مكانة ن ويقضي على كل مشاعر الحب والعاطفة لشريك العمر الزوج الذي تسكن إليه ويسكن إليها. وبعد حين ترزق أبناء تتطلع لبرهم فلن تجد رصيداً من العواطف تصرفه لهم فينشؤون نشأة شاذة ويتربون تربية نشازا.
إن العاقل حين يملك المال فإنه يكون رشيداً في التصرف فيه حتى لا يفقده حين يحتاجه فما بالها تهدر هذه العواطف والمشاعر فتصرفها في غير مصرفها وهي لا تقارن بالمال، ولا تقاس بالدنيا؟