المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة الأسرية الابناء والطلاق



foxs80
30-06-2004, 03:36 PM
فجأة ومن دون مقدمات ، تجد الأسرة أنها أصبحت بعائل واحد فتصطدم بالمشاكل وتواجه الصعوبات ..
فما هذه المشاكل والصعوبات ؟ وكيف يمكن لعائلها الوحيد أن يحلها ؟


يظن البعض أن نجاح الوالدين في اختيار الوسيلة المناسبة لإخبار الأبناء بقرار الانفصال وغياب أحدهما عن المنزل هو نهاية المطاف ..

لكنها في الحقيقة بداية وليست نهاية ، بداية لسلسة طويلة من المشاكل التي تنتج عن هذا الموضوع الجديد ، مشاكل لم يعتد عليها الأبوان من قبل ، وليست لديهما خبرة التعامل معها ، خاصة عندما تصدر من أحدهما أخطاء تنعكس سلباً علي سلوكيات الأبناء وربما علي مفاهيمهم أيضاً ..

في السطور القادمة نحاول معالجة هذه الأخطاء ومعرفة المشاكل التي يتعرض لها الأبناء في مثل هذه الظروف ، مع التركيز علي ردود أفعالهم تجاه المواقف والقرارات الأبوية المنفردة . .

ردود أفعال مختلفة

إن ردود أفعال الأبناء تختلف حسب طبيعة الطفل نفسه ، فالطفل الذي اعتاد علي التعبير عن مشاعره ستختلف ردة فعله عن الطفل المكتوم الذي يعبر عن أحاسيسه بأسلوب غير مباشر – فالأول يمكن أن يحتج بصوت عالي ويعبر بصدق عن امتنانه بعودة والديه لبعضهما أما الثاني فإنه يأخذ الموضوع بهدوء يجعل أبواه يعتقدان أنه تفهم الوضع وتقبله – وفي جميع الحالات يجب علي الآباء أن يدركوا أن الانفصال أو الطلاق هو أول أزمة حقيقية يواجهها أطفالهم – فهم يبتعدون عن البيئة التي اعتادوا عليها والأشخاص الذين أحبوهم ووثقوا بهم ويعانون من القلق بشأن مستقبلهم وكل هذه التجارب مجتمعة تؤثر علي البالغين فما بال الأطفال .

صرخة صامتة

إن المربي( وسنستخدم كلمة مربي لكل من الأب والأم ) الذي لم يأخذ حق حضانة أطفاله ، ربما لا تكون لديه الفرصة لمراقبتهم عن كثب – ولكن الفترة التي يقضيها بعيداً عنهم حتي موعد رؤيتهم تعطيه الفرصة لملاحظة أي تغيير يطرأ عليهم ويكون ناتج عن حالة التوتر والقلق لديهم ، فالطفل قضم الأظافر والارتعاش وربما يتحول من طفل هادئ إلي طفل عدواني أو من طفل مرح إلي طفل منطوي – وأحياناً ما يظهر التوتر علي شكل كوابيس متكررة ، أرق ليلي ، تغير في الوزن بالزيادة أو النقصان ، الإصابة المتكررة بالبرد وتراجع في الدراسة كل هذا عبارة عن صرخة صامتة لطلب المساعدة .

ما الحل ؟

علي الأب الذي يهتم بأبنائه أن ينتبه لمثل هذه الرسائل اللاشعورية من أطفاله والتحاور مع الأم بشأنها ، ويجب الانتباه أن هذه الاضطرابات لا تظهر علي الطفل فور الانفصال – فتقديم التوضيحات وبث الاطمئنان في نفس الطفل بشكل متكرر قد يؤجل من ظهورها – ولكن عندما تظهر ،علي المربي أن يطلب من الطفل التعبير عن مشاعره ومخاوفه – فالطفل عندما يقابل ولي أمره الذي لا يعيش معه يتصرف بتهذيب أكثر من اللازم – ولا يحاول أن يعبر عن امتعاضه واستيائه أو حتي خوفه – وكما تقول إحدي الفتيات أخاف أن أعبر عما بداخلي فيبتعد أبي أكثر عنا ، ولهذا فالأطفال يبذلون قصارى جهدهم للتظاهر بأن شيئاً لم يكن – في حين أنه من الأفضل أن يعبروا عن مشاعرهم حتي وإن كانت سيئة – ويقول أحد الأباء الذين تركوا أبناءهم بعد الانفصال لقد شعرت بأن طفلي البالغ العاشرة من العمر يحمل مشاعر عدوانية تجاهي ورغم استيائي من الأمر إلا أنني تفهمت موقفه فأنا بالنسبة له من قمت بإيذائه أولاً بهجره والتخلي عنه لذلك حاولت جاهداً في حثة علي الكلام وعندما لم أستطع فاتحته بالأمر وأخبرته أنني أعرف حقيقة مشاعره وأن من حقه أن يشعر كذلك ، وظل الابن في زياراته الأسبوعية عنيفاً في اللعب مع والده عنفاً يصل إلي درجة الإيذاء ، وتركه الأب ينفس عن غضبه مع الاستمرار في التحدث معه عن مشاعره حتي هدأ الابن وقلت عدوانيته بعد فترة .

إن ما يحتاجه الطفل لقبول واقع الطلاق هو المزيد من تفريغ طاقته ومشاعره والمزيد من الشعور بالحب والعطف والتفهم للصراع الذي يدور في أعماقه .

الحرب الباردة .

المشكلة الثانية التي يمكن أن يقابلها الأبناء هو استخدام آبائهم لهم كأداة حرب ضد الطرف الثاني .
تبدأ هذه المشكلة عندما يهدد الوالدين الآخر بأنه سيحرمه من رؤية الأبناء إذا لم يحقق له رغباته في إنهاء أمور الطلاق .
والمشكلة تزداد تعقيداً إذا لما استخدم الابن كموصل للرسائل بين الوالدين كأن تقول له الأم : أخبر والدك أن المال الذي يرسله لا يكفي احتياجاتك أو أن يقول الأب : أطلب من والدتك أن تطيل مدة إقامتك معي في نهاية الأسبوع .
وتظهر المشكلة أيضاً في صورة ثالثة عندما يطلب أحد الوالدين من ابنه التجسس ونقل أخبار الطرف الأخر :

والقاعدة الذهبية في هذه الظروف هي : أنه إن لم يكن لديك ما تقوله بالخير في شأن شريكك السابق ، فلا تقل أي شيء .. بل الزم الصمت .. أي فلتقل خيراً أو لتصمت .

يتبع

foxs80
30-06-2004, 03:41 PM
اقتراحات ونصائح :

- يمكن اختيار صديق مشترك ليكون الواسطة للحديث معاً والاتفاق علي ما يود الأهل الاتفاق عليه بشأن الطفل والحذر من اختيار الأطفال ليكونوا هو الواسطة أو وسيلة للانتقام من الطرف الآخر .
- لتكن مصلحة الأبناء هي أولي سلم الأولويات ، لذلك ليكن شعاركما : لنترك الخلافات جانباً ، فنحن ما زلنا الأب والأم لأبنائنا ، ولنكثف جهودنا لتربيتهم وحل مشاكلهم وأمورهم الهامة .
- عدم خرق أوامر الطرف الآخر ، فهذا لن يسعد الطفل بالتأكيد فمثلاً إذا قال أحد الأباء أعلم أن والدتك لا تسمح لك بالنزهة إلا في عطلة نهاية الأسبوع ، ولكننا اليوم بعد المدرسة سنذهب لمشاهدة مباراة كرة قدم فهو يتصرف تصرفاً خاطئاً تماماً ، فالابن سيشعر بالذنب لخرقه أوامر والدته بشكل لن يجعله يستمتع بالمباراة – وربما يحتقر الابن أباه لتصرفه الغير لائق اتجاه أمه – بل سيكون هذا التصرف هو قدوة له في خرق أوامر والدته فيصب عليها فيما بعد توجيهه وهذه كارثة لأنه في حضانتها هي :

إذا تعرف الأب بما يتماشي مع أوامر الأم لابنها فإن ذلك يعزز شعور الطفل بأن كلا والديه يهتم بصالحه .

إن إدراك الطفل بوجود تعاون بين الوالدين يسهل عليه التعامل مع الأب الغائب عن المنزل ( أي الذي لم يأخذ الحضانة ) ويجعل الطفل قادر علي أن تحكي للأب مشاكله مع والدته .

وإن أدرك الطفل أن هناك تعاون فيما بين والديه علي الأقل فيما يخص شؤونه فسوف يصبح من السهل عليه إخبار الأب بمشاكله ... ولنفترض أن الابنة تشاجرت مع والدتها فمن المؤكد أنها لن تخبر الأب بذلك إذا ما شعرت أنه سيستغل هذه المعلومات ضد زوجته السابقة – أما إذا أظهر الأب تعاونه مع الأم – فإن الابنة ستنقل همومها لوالدها وتسأله النصيحة وهذا هو الدور الذي يفترض أن يقوم به الأب .