المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كفاح ونضال- قصة قصيرة



بنو الأزد
14-07-2004, 04:57 PM
كفاح ونضال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خرج سامر من منزله لصلاة الفجر ، وإذا بدورية إسرائيلية قد اتجهت إلى يمين الشارع الذي بجانب منزل سامر، وكان طوال تلك الليلة حظر التجول إلى الساعة الثامنة من صباح اليوم التالي، دخل المسجد خلسة ، وكان في المسجد عدداً محدوداً من الذين نذروا حياتهم لله ، وأشرقت قلوبهم بنور الإيمان، وينبوع اليقين، دخل المسجد وصلى مع الجماعة ، ثم حدثهم شيخاً كبيراً عن الجنة ونعيمها، والجحيم وسعيرها، وعن فضل المجاهدين في سبيل الله ، الصابرين على قضائه وقدره، فلقد كان اليهود قدر هذه الأمة ومصابها، ويذكرهم بالله ، وأن الجنة تحت ظلال السيوف، فشحذ الهمم، وأنار الطريق، وأجلى البصائر، وكان في طرف المسجد أسلحة رشاشة ، للمجاهدين وكل واحد منهم أمتشق سلاحه، وتشهد الشهادتين، أما سامر فقد عرضوا عليه ذلك وهو أبن ستة عشر عاماً، ولكنه تردد كثيراً فلم يكن مستعداً لذلك الأمر، وهل سينجوا أم سيموت، وظلت الوساوس تراوده، والتردد يملأ جنبات قلبه، فقالوا له : خذها يا رجل !.

قال سامر : يا إخوة أمهلوني أخبر أهلي عن ذلك.

قال المجاهدون : حسناً .. لك ذلك.



خرج سامر مسرعاً من المسجد فإذا بالدورية الإسرائيلية تلحظه من بعيد ، فأقبلت ومكبر الصوت يهتف ويقول : قف مكانك أيها الفتى قف مكانك.



تجمد سامر مكانه وكأنه صخرة صماء، يشعر بخفقان شديد، وتعرق في جسده، أطلت أمه من النافذة حينما أزاحت الستارة، وكان يسكن الدور الثاني من عمارة قريبة من المسجد بحوالي خمسين متراً، كانت أم سامر في الأربعين من عمرها، أما أبوه فيعيش في دولة عربية كي يجد النفقة على أبناءه، وهو لا يدري حتى اللحظة ماذا يجري في حارته، نظرت أم سامر فإذا باليهود يقيدون أيدي سامر، ويأخذونه إلى السجن ،فهم يعتبرون خروج سامر أثناء حظر التجول جريمة يعاقب عليها القانون ، فتحت أم سامر النافذة وهي تصيح أبني أين ستأخذونه يا مجرمون، أين تأخذونه يا سفلة؟ لكن لا مجيب أدخلوه في السيارة ، وكانت من نوع جيب محصن من جميع الجهات، فلا يخترقه الرصاص، فقد كان مدرعاً تماماً، وهكذا نقل إلى السجن.



قال له الضابط : هاه .. ما أسمك؟

قال سامر : أسمي سامر.



قال الضابط : ماذا كنت تفعل في الشارع؟



قال سامر ذهبت أصلي.



قال الضابط: آه تصلي ! دائماً هذه حججكم تصلون، وتتقربون بقتلنا لإلهكم هاه؟



قال سامر : أنا لم أقتل أحد ولم أنوي ذلك.



قال الضابط : كذبت .. ولطمه على وجهه،فإذا سامر يشعر بدوار في رأسه ثم فقد وعيه، وعندما أفاق وجد نفسه في زنزانة صغيرة لوحده فإذا به يسمع جاره في زنزانته ، يهتف بنشيدة قد أبتكرها للتو قال فيها:



ماذا جنيت وأي شيء يمانعني

من انتقامي من أبناء صهيون

الأرض أرضي ويح من يخالفني

وويلكم يامــن اردتم الهون

المجد لا يأتي لــنا بأمنــية

ولا بالغناء وهمــــنا دون

المجد يأتي برقابــنا ســحا

تصب دماءها لخــالق الكون



هكذا كان حاله ، وهو يسمع التعذيب ، في الزنازين الأخرى ، نام تلك الليلة ، على أصوات المعذبين ، وتقطع نومه ، وهو يسمع المجاهدين يئنون بكاءً، في سجون العدو، فقال في نفسه" ما هذا العدوان، وأين الناصر" ، ولكنه استرجع وتذكر الله العظيم، واستغفر الله، فهذه كربة، وسيصرفها الله عز وجل، فندم أشد الندم إذ لم يكن في صفوف المناضلين ، إخوانه الذين عرضوا عليه ، طريق الكرامة والسؤدد. نزل في الصباح هو و زملائه إلى باحة السجن، وأفطروا فيه، ثم أخذوا سامر للتحقيق مرة أخرى، فجاءه ضابط آخر وسأله : من أي تنظيم أنت؟

قال سامر : تنظيم ماذا تعني ؟

قال الضابط : أتسخر مني يا فتى ؟

وضربه بالعصا التي كانت في يده، فأوجعته ، في عضده الأيسر.

فقال سامر : أنا لا أنتمي لأي فرقة أو تنظيم ، أو أي فريق مما تقول .. وهو في نفسه يقول" آه أتمنى أن أكون حملت ذلك السلاح وأطلقت الرصاص على تلك الدورية وقتلت من فيها".

لمح الضابط شروده الذهني فقال : فيم تفكر هاه ؟ هل تفكر أن تكون إرهابياً على دولتنا ، وعساكرنا الآمنين هاه؟

قال سامر : كلا .. أبداً لا أفكر في ذلك.

فسجنوه لمدة شهر ، رأى فيها الوحدة ، والغربة عن أهله ، حيث منعوا من زيارته، وذات مرة قرر الصليب الأحمر أن يزور السجن ، فقرروا إخراج السجناء الذين لم تلقى إليهم تهمة محددة، فخرج سامر، لكنه هذه المرة قد امتلأ قلبه يقيناً، بأن لا فكاك له ورفاقه من السجن الكبير المطوقين به في أرضهم إلا بقوة السلاح.

$*DeATh*$
15-07-2004, 09:19 AM
مشكور ..

قصة حلوة..

عطنا من ابداعك..

Michaels
25-07-2004, 05:59 PM
الف شكر لك

Pr.Game
29-07-2004, 01:02 AM
قصة رائعة وجميلة جدا
وننتظر جديدك .. ^^.

Misao.
30-07-2004, 01:57 PM
مشكور على القصه
لكن الخط صغيــــــــــــــر:boggled:

إيفل
31-07-2004, 03:09 PM
مشكور قصة جميلة