Rewayah
20-07-2004, 02:32 PM
"الكارتون"..يسرق الأضواء من أفلام السينما!
الملك الأسد.. وطرزان.. الأرنب روجرز.. "والكلاب المنقطة".. تحقق أعلي المبيعات
كتب : محمد صلاح الدين
انتشرت في الآونة الأخيرة في الشوارع وعلي الارصفة وعند باعة الصحف والمجلات شرائط فيديو وسيديهات لافلام الكارتون الشهيرة التي انتجتها السينما العالمية أمثال: "الملك الأسد" و"طرزان" و"قصة لعبة" و"كتاب الغابة" و"الكلاب المنقطة" و"الارنب روجرز" وغيرها!
والغريب أن هناك اقبالا واضحا علي هذه النوعية من الشرائط والاسطوانات الممغنطة وتحقق اعلي المبيعات في الاجازات الصيفية وعشق قطاع كبير من صغار السن بل وكبارهم لهذه النوعية من افلام الكارتون التي تعتمد علي الدقة في الصناعة والابهار في التحريك فضلا عن الافكار والموضوعات الشيقة التي تتضمنها.. وايضا بعض المخاطر والافكار السيئة في بعضها الآخر!
من هنا يثور السؤال.. وأين نحن من هذا الفن الذي برعنا فيه تليفزيونيا ولو في حدود مثل "بكار" وغيرها. وفشلنا فيه سينمائيا برغم التاريخ الممتد لمائة عام وانتاج يتجاوز ثلاثة الاف فيلم.. ومع ذلك يخلو من فيلم واحد ينتمي الي نوعية الرسوم المتحركة .. والذي يكاد لايخلو بيت مصري به فيديو أو كمبيوتر ولايوجد به فيلم تحريك!!
* يقول المؤلف والمخرج بشير الديك صاحب التجربة الوحيدة في هذا المجال بفيلمه الطويل "الفارس والأميرة" والذي لم يظهر بعد للنور:
- سبب اختفاء فيلم الكرتون يرجع الي عدم وجود المبادرة الفردية مثلما كان يحدث في الماضي من أنور وجدي مثلا في تبنيه للاطفال أو اسيا في الوجوه الجديدة والانتاج المتميز والمختلف.. لايوجد للاسف الآن مهتم يبادر بعمل فيلم روائي كرتون.
وحتي فيلمي الذي اصنعه الآن وباشتغل فيه منذ 4 سنوات كان مغامرة من صديقي المرحوم محمد حسيب أحد المشاركين في انتاج الفيلم.. هو الذي استدعاني وهو الذي شجعني علي خوض هذه التجربة والمضي فيها برغم كل الصعوبات.. لان طبيعة أفلام الرسوم تستغرق وقتا أطول بكثير من الافلام الروائية.. وتكلفتها قد تصل الي 2 مليون دولار ولانعرف حتي الآن هل ستحقق ايرادات جيدة أم لا؟!
ولكنها المغامرة.. المحسوبة طبعا وفي حدود.
غابت الكوادر
فيلم "الفارس والأميرة" يعتمد اساسا علي الرسم فكل دقيقة بها 24 كادرا يعمل به جيش من الرسامين للشخصيات والخلفيات وخلافه.. والغريب أن كل أسرة الآن اصبحت تهتم بشراء افلام رسوم متحركة لاطفالها واحفادها.. وهناك أقبال علي الافلام الاجنبية بسبب وجود شركات كبري مثل "ديزني" وغيرها متخصصة في هذا المجال.. أما نحن فلاوجود لها عندنا وبالتالي غابت الكوادر المربية لهذه التخصصات للاسف الشديد!
* ويقول المخرج الكبير كمال عطية:
- النقص في انتاج فيلم الكارتون لامبرر له علي الاطلاق.. وأنا اتعجب من وجود رسامين علي أعلي مستوي تزخر بهم الصحف والمجلات المصرية ومنهم من يبتكر شخصيات في غاية الطرافة.. ومع ذلك لاتفكر أية جهة انتاج في عمل فيلم كارتون.. وخاصة التليفزيون بقطاعاته المختلفة الذي فشل في استثمار قسم الرسوم المتحركة لديه والذي برع فيه الراحل فهمي عبدالحميد وكان معه كتيبة من المتخصصين ومع ذلك لم يفكر في عمل دراما طويلة وتفرغ لعمل الاعلانات فقط.
وأذكر أنني فكرت في اوائل الستينيات أنا والراحل صلاح جاهين في عمل فيلم كارتون لدرجة أننا اشترينا علي نفقتنا الخاصة بعض الادوات.. ولكن للاسف كنا نعمل وحدنا ولم يعاونا أحد.. لادعم ولاتشجيع من الدولة ولامن الشركات الخاصة.. وكانت النتيجة ان صرفنا النظر وتوقفنا! ثم ظهرت بعدها المحاولات الاعلانية التي قام بها رحمي وحسيب وغيرهما.. وفكرنا مرة أخري في الاستعانة بهما ولكن وقف الجميع ضدنا.
في رأيي لابد ان يكون هناك دافع قوي خاصة في عصر الكمبيوتر الذي يمكن ان يسد نقصا كبيراً في هذا المجال وعلي التليفزيون او جهاز السينما ومدينة الانتاج الاعلامي ان يتبني هذه الافكار بدلا من الصرف علي مسلسلات يظهر كثير منها دون المستوي.. فالكارتون أولي وعائده مضمون.
بها حرية أكثر
* أما د. فاروق الرشيدي الاستاذ بمعهد السينما فيقول:
- بداية هذه الافلام مكلفة جداً وثانيا تحتاج الي فن رفيع وتقنيات عالية.. ومع ذلك فهي مادة مشوقة لكل الاعمار ويقبل عليها الناس بشدة.. ولكن المشكلة ان المنتجين يحجبون عنها بسبب ارتفاع تكلفة الخامات فيها كما انها تستغرق وقتا أطول في التنفيذ من الفيلم الروائي الحي.. وهناك حل لا أعلم لماذا لم ينتبه اليه المخرجون.. وهو الجمع بين التمثيل الحر والكرتون كما حدث في فيلم "الأرنب روجرز" وهنا قد تقل التكلفة وتزيد من اقبال المشاهدين عليه.. خاصة الأسر في البيوت.
ويستطرد د. الرشيدي قائلا:
- يوجد بالمعهد العالي للسينما قسم خاص بالرسوم المتحركة ويتخرج فيه سنويا "8" أو أكثر من المخرجين المتخصصين في الرسوم.. ولكنهم للاسف يعملون في سوق الاعلانات بسبب غياب افلام ومسلسلات الكرتون.. أما الطريف أننا نشترك بأفلام هؤلاء الخريجين ومدة الفيلم الواحد دقيقة أو دقيقتان في المهرجانات الدولية وتحصل علي جوائز عالمية.. لان هذه الافلام تكون حرة اكثر من افلام التمثيل البشري.. ويمكن ان تحتوي علي مضامين سياسية وقد تكون جنسية ايضا أو ساخرة
بصورة لاتستطيع الافلام الروائية تقديمها.. وبشكل راق وغير مبتذل.
الحقيقة هي انها قضية مهمة وتحتاج لجهود عديدة من الدولة والشركات الكبري لتساعد فيها وتكون هناك الرغبة والحماس.. لان المتخصصين موجودون.. ولو قدر لهذا الاتجاه ان يتواجد علي الساحة سيصبح له قيمة كبيرة وتثري المشاهد وفن السينما.
منقول من موقع: الجمهورية أون لاين - قسم: فنون.
بقلم: محمد صلاح الدين
نقله رواية.
الملك الأسد.. وطرزان.. الأرنب روجرز.. "والكلاب المنقطة".. تحقق أعلي المبيعات
كتب : محمد صلاح الدين
انتشرت في الآونة الأخيرة في الشوارع وعلي الارصفة وعند باعة الصحف والمجلات شرائط فيديو وسيديهات لافلام الكارتون الشهيرة التي انتجتها السينما العالمية أمثال: "الملك الأسد" و"طرزان" و"قصة لعبة" و"كتاب الغابة" و"الكلاب المنقطة" و"الارنب روجرز" وغيرها!
والغريب أن هناك اقبالا واضحا علي هذه النوعية من الشرائط والاسطوانات الممغنطة وتحقق اعلي المبيعات في الاجازات الصيفية وعشق قطاع كبير من صغار السن بل وكبارهم لهذه النوعية من افلام الكارتون التي تعتمد علي الدقة في الصناعة والابهار في التحريك فضلا عن الافكار والموضوعات الشيقة التي تتضمنها.. وايضا بعض المخاطر والافكار السيئة في بعضها الآخر!
من هنا يثور السؤال.. وأين نحن من هذا الفن الذي برعنا فيه تليفزيونيا ولو في حدود مثل "بكار" وغيرها. وفشلنا فيه سينمائيا برغم التاريخ الممتد لمائة عام وانتاج يتجاوز ثلاثة الاف فيلم.. ومع ذلك يخلو من فيلم واحد ينتمي الي نوعية الرسوم المتحركة .. والذي يكاد لايخلو بيت مصري به فيديو أو كمبيوتر ولايوجد به فيلم تحريك!!
* يقول المؤلف والمخرج بشير الديك صاحب التجربة الوحيدة في هذا المجال بفيلمه الطويل "الفارس والأميرة" والذي لم يظهر بعد للنور:
- سبب اختفاء فيلم الكرتون يرجع الي عدم وجود المبادرة الفردية مثلما كان يحدث في الماضي من أنور وجدي مثلا في تبنيه للاطفال أو اسيا في الوجوه الجديدة والانتاج المتميز والمختلف.. لايوجد للاسف الآن مهتم يبادر بعمل فيلم روائي كرتون.
وحتي فيلمي الذي اصنعه الآن وباشتغل فيه منذ 4 سنوات كان مغامرة من صديقي المرحوم محمد حسيب أحد المشاركين في انتاج الفيلم.. هو الذي استدعاني وهو الذي شجعني علي خوض هذه التجربة والمضي فيها برغم كل الصعوبات.. لان طبيعة أفلام الرسوم تستغرق وقتا أطول بكثير من الافلام الروائية.. وتكلفتها قد تصل الي 2 مليون دولار ولانعرف حتي الآن هل ستحقق ايرادات جيدة أم لا؟!
ولكنها المغامرة.. المحسوبة طبعا وفي حدود.
غابت الكوادر
فيلم "الفارس والأميرة" يعتمد اساسا علي الرسم فكل دقيقة بها 24 كادرا يعمل به جيش من الرسامين للشخصيات والخلفيات وخلافه.. والغريب أن كل أسرة الآن اصبحت تهتم بشراء افلام رسوم متحركة لاطفالها واحفادها.. وهناك أقبال علي الافلام الاجنبية بسبب وجود شركات كبري مثل "ديزني" وغيرها متخصصة في هذا المجال.. أما نحن فلاوجود لها عندنا وبالتالي غابت الكوادر المربية لهذه التخصصات للاسف الشديد!
* ويقول المخرج الكبير كمال عطية:
- النقص في انتاج فيلم الكارتون لامبرر له علي الاطلاق.. وأنا اتعجب من وجود رسامين علي أعلي مستوي تزخر بهم الصحف والمجلات المصرية ومنهم من يبتكر شخصيات في غاية الطرافة.. ومع ذلك لاتفكر أية جهة انتاج في عمل فيلم كارتون.. وخاصة التليفزيون بقطاعاته المختلفة الذي فشل في استثمار قسم الرسوم المتحركة لديه والذي برع فيه الراحل فهمي عبدالحميد وكان معه كتيبة من المتخصصين ومع ذلك لم يفكر في عمل دراما طويلة وتفرغ لعمل الاعلانات فقط.
وأذكر أنني فكرت في اوائل الستينيات أنا والراحل صلاح جاهين في عمل فيلم كارتون لدرجة أننا اشترينا علي نفقتنا الخاصة بعض الادوات.. ولكن للاسف كنا نعمل وحدنا ولم يعاونا أحد.. لادعم ولاتشجيع من الدولة ولامن الشركات الخاصة.. وكانت النتيجة ان صرفنا النظر وتوقفنا! ثم ظهرت بعدها المحاولات الاعلانية التي قام بها رحمي وحسيب وغيرهما.. وفكرنا مرة أخري في الاستعانة بهما ولكن وقف الجميع ضدنا.
في رأيي لابد ان يكون هناك دافع قوي خاصة في عصر الكمبيوتر الذي يمكن ان يسد نقصا كبيراً في هذا المجال وعلي التليفزيون او جهاز السينما ومدينة الانتاج الاعلامي ان يتبني هذه الافكار بدلا من الصرف علي مسلسلات يظهر كثير منها دون المستوي.. فالكارتون أولي وعائده مضمون.
بها حرية أكثر
* أما د. فاروق الرشيدي الاستاذ بمعهد السينما فيقول:
- بداية هذه الافلام مكلفة جداً وثانيا تحتاج الي فن رفيع وتقنيات عالية.. ومع ذلك فهي مادة مشوقة لكل الاعمار ويقبل عليها الناس بشدة.. ولكن المشكلة ان المنتجين يحجبون عنها بسبب ارتفاع تكلفة الخامات فيها كما انها تستغرق وقتا أطول في التنفيذ من الفيلم الروائي الحي.. وهناك حل لا أعلم لماذا لم ينتبه اليه المخرجون.. وهو الجمع بين التمثيل الحر والكرتون كما حدث في فيلم "الأرنب روجرز" وهنا قد تقل التكلفة وتزيد من اقبال المشاهدين عليه.. خاصة الأسر في البيوت.
ويستطرد د. الرشيدي قائلا:
- يوجد بالمعهد العالي للسينما قسم خاص بالرسوم المتحركة ويتخرج فيه سنويا "8" أو أكثر من المخرجين المتخصصين في الرسوم.. ولكنهم للاسف يعملون في سوق الاعلانات بسبب غياب افلام ومسلسلات الكرتون.. أما الطريف أننا نشترك بأفلام هؤلاء الخريجين ومدة الفيلم الواحد دقيقة أو دقيقتان في المهرجانات الدولية وتحصل علي جوائز عالمية.. لان هذه الافلام تكون حرة اكثر من افلام التمثيل البشري.. ويمكن ان تحتوي علي مضامين سياسية وقد تكون جنسية ايضا أو ساخرة
بصورة لاتستطيع الافلام الروائية تقديمها.. وبشكل راق وغير مبتذل.
الحقيقة هي انها قضية مهمة وتحتاج لجهود عديدة من الدولة والشركات الكبري لتساعد فيها وتكون هناك الرغبة والحماس.. لان المتخصصين موجودون.. ولو قدر لهذا الاتجاه ان يتواجد علي الساحة سيصبح له قيمة كبيرة وتثري المشاهد وفن السينما.
منقول من موقع: الجمهورية أون لاين - قسم: فنون.
بقلم: محمد صلاح الدين
نقله رواية.