المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة من الحياة: متى تعود؟



أبوجمـــال
27-07-2004, 04:39 PM
قصة من الحياة: متى تعود؟

الأم: هي التي سهرت وعانت وتألمت واهتمت به حتى لو لم تنجبه,

رعاية وحنان ثم يغيب فجأة!!!!

لم تكن قلقة عليه فهو في وسط عائلته في الليث بين والديه الحقيقيين وإخوته وإخوانه.

عند بلوغه 26 سنه جاء كهدية مقدمة إليها . شاء القدر أن يضعه في طريقها متخرج من الجامعة مبرمج حاسب موظف شهم طموح عاطفي يكره أن يراها تتألم أو تبكي يسأل عنها دوماً يريد أن يرد شيء من جمائلها عليه .هي تنظر إليه بأنه الابن السند الذي سيقف إلى جانبها.



الابن خالد: هي أمي الثانية وخالتي وأختي

الأم: هو حافظ أسراري ويدي اليمنى

الابن: هي الأم الحنون التي اشكي إليها أكثر مما أتحدث مع أمي الحقيقية

الأم: تطلب منه أن يعطيها رقم جواله وعنوانه ومكان عمله حتى تطمئن عليه

الابن: يكفيك الايميل أرسلي رسالتك وستجديني عندك

الأم: وان أصبت بأزمة قلبية كالسابق

الابن: أنا كل يوم سأتصل على تلفونك وجوالك وافتح النت وان لم أجدك خلال يوم واحد ستجديني عند باب غرفتك بالمستشفى.

الأم: تنتظره كل يوم لتطمئن عليه هل أكل هل شرب هل تأخر في النوم هل حدث له مكروه ثم تهدأ عندما تسمع صوته أو تشاهده ظهر لها على النت فتحمد ربها وتسجد سجود الشكر انه عائش وبخير

الأم: تحلم متى تزوجه وتربي أبنائه ومتى يحصل على الماجستير لأنه كان طموح ....... وتقول لقد عادت إلي الحياة .

أي حياة لقد ثار البركان وتزلزلت الأرض من تحت أقدامها وجاءتها العاصفة مهرولة وأعاصير اجتاحت سعادتها.

بعد شهرين:::

الابن: سحب المكالمات// ثم الرسائل // ثم أصبح قاسي في المعاملة والحديث// تشاجر معها وتتضجر بسبب قلقها وسؤالها الدائم وكان يقول لها أمي اللي أنجبتني لم تسأل عني هل أنا عايش ولا ميت وأنت تقلقي علي أنا أخليك تبطلي قلق.

الأم: لم يطاوعها قلبها لتتركه كأي أم تريد أن تمد له يد العون فلم يحقق لها أحلامها بل تركها بجملة واحده عندما انتظرته ذات ليلة على الموعد ولم يتصل ففتحت النت وجلست تراقبه وعندما ظهر إليها اعتقدت انه سامحها فهرعت إليه وكتبت له وحشتني ياولدي من زمان أنا انتظرك هل أنت بخير؟

أجاب نعم وأنت؟.......

وبعد دقيقة واحده قال لها انه مشغول مع السلامة. واقفل النت.

جلست على الأرض تبكي . لم يرحم مرض قلبها وضغطها الذي من الممكن أن تموت في لحظة ولم ينفع الندم. الم يعدها أن يكون سند لها ولأبنائها خاصة أنها بدون زوج. الم يأخذ على عاتقه أن يكون أخ للولد الصغير وللإبنتان. كيف ذلك وهو من قال حتى لو أقفلت بابك ذات يوم سأفتحه وادخل فأنت أمي ولن أتخلى عن حنانك.



وفي الصباح أرسلت له على أيميله باقة ورد وكلمات صباح الخير. ولم تجد الرد . وفي الظهر والعصر ... وآخر الليل .. ولكن دون جدوى وتعاقبت الأيام والليالي تريد أن تسمع صوته أن تشاهد صورته على الكمبيوتر وهو يطل عليها ليطمئنها بوصوله من العمل تريد منه رسالة يقول لها بأنه بخير أو مريض أو أو أو لكن ......... ضاعت الأيام بين دموع ومرض وسرير ابيض وأدوية ونحل جسمها وتغير لونها من الأبيض المشرق إلى الشاحب الهزيل ومن العيون الجميلة إلى ذات الهالات السمراء ومن الابتسامة إلى الحزن القاتل. وانتكست حالتها الصحية وزاد مرض قلبها وقرروا الأطباء إجراء عملية جراحية. أرسلت له كل هذا في الايميل طلبته ترجته أن يقف معها يوم العملية أن يسأل عنها وعن أبنائها . طلبت منه السماح والصفح لأنها جعلته يضجر منها بسبب قلقها عليه. هل تذهب لقرية أمه وتبحث عنه؟ هل مات تلك الليلة؟ هل حدث له حادث وهو في غيبوبة؟ هل هو في المستشفى لذلك لم يشاهد البريد؟ هل هاجر؟ هل اخذ إجازة وذهب لقرية أهله لزيارتهم؟ هل وهل وهل ؟؟؟؟؟ ليته أعطاها عنوان أهله كي تزورهم وتطمأن عليه وتعرف ماذا حصل له.

ماذا تعمل؟ تفتح الإذاعة والتلفزيون لربما تسمع أو تشاهد شيء عنه. تقرأ الصحف يومياً لعلها تشاهده. تفتح النت لعلها تشاهده على المسنجر. ترسل رسالة لعلها يقرأها. ولكن دون جدوى وهل تتوقعوا أنها كلت أو ملت لا أنها أم بل ظلت تراقب في كل مكان كل صوت هو له كل صورة هي له كل رنة جوال هي له

(((إلى متى يا أماه تنتظرين إلى متى,, ومتى يعود وهل سيعود؟ أنت فقط كنت أم ثانية وليست أمه الحقيقية. أماه أين أنت ؟

إنا ابنتك الكبرى التي حملتني في أحشائك وهذه أختي وهذا أخي وليعوضنا الله . قلبك الحنون الدافئ لانريد أن نخسره قاومي من اجلنا ليس لنا بعد الله سواك.....))))

Pr.Game
29-07-2004, 01:00 AM
قصة رائعة جدا
أشكرك أخي محمود أبو جمال على هذه القصة
وننتظر جديدك :) ...

Misao.
30-07-2004, 01:55 PM
مشكووور على القصه الرائعه:)

الهادئة
07-08-2004, 05:31 PM
مشكور على هالقصة 0 :31:

أبوجمـــال
08-08-2004, 03:10 PM
حياكم الله وشكرا على المرور....