المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخبار سياسية لا تنسوا السودان



ابوبلال
05-08-2004, 04:39 PM
ايها المسلمون العرب بالامس ضربت بوابتكم الشرقية وحان دور الجنوبية فهلا تستيقظون ؟؟؟؟؟؟


دارفور...هل بدأت الأفعى تطل على مصر؟!



تقارير رئيسية :عام :الثلاثاء 17 جمادى الآخرة 1425هـ - 3 أغسطس 2004



مفكرة الإسلام: [إذا عطس المصري على سواحل بلاده سمعه السوداني في صحرائها وشمته]. هذا هو التوصيف الدقيق والمختصر لطبيعة العلاقة ما بين القطرين الشقيقين مصر والسودان.

فالسودان في حقيقته امتداد وعمق استراتيجي لمصر, ومن ثم فالأمن القومي لمصر والسودان يصعب اعتبارهما ملفين منفصلين, فما يدور في ذلك القطر العربي مترامي الأطراف, ومهما بلغت خصوصيته, يلقي بظلاله على الأمن القومي المصري.

هذه الحقيقة تدعمها حوادث التاريخ, وترسخها المفردات السياسية, والطبيعة الجغرافية للدولتين, ويأتي نهر النيل ليؤكد صدق ما نقول.

ومن هنا كان الاستنفار المصري من الأيام الحبلى بالمفاجآت غير السارة في ذلك القطر, الذي ما يكاد يخرج من فخ الجنوب حتى يقع في شِراك دارفور.

وبرغم ما تحتويه الأزمة المفتعلة سيًاسيًا في دارفور من مفارقات مذهلة, لاسيما في توقيتها, إلا أنا نريد تسليط الضوء على جانب قد يتوارى وراء تلك المفارقات, حتى لا نفاجأ بأزمة من نوع جديد في قطر جديد, بلاعبين قدامى سئم العالم من مشاهداتهم ومن سذاجة ضحاياهم.

نقول: إن الأفعى بدأت تطل برأسها على مصر من وراء حجب دارفور, والمخاطر الكامنة من وراء هذا الملف قنابل موقوتة, سيعمد زارعوها إلى تفجيرها في الوقت الذي يتراءى لهم, وعلى ذلك فقد أردنا أن ندق ناقوس الخطر, وننبه قبل أن نستيقظ على نغمات نشاز عازفوها معروفون.

المخاطر المحدقة بمصر:

إن قضية دارفور في الوهلة الأولي تبدو وكأنها شأن داخلي, ولكن الأزمة لها خلفيات مسبقة تلقي بظلالها على ما يستجد من حوادث هي بلا شك سيكون له مردودها على مصر, باعتبار أن السودان يمثل عمقًا جغرافيًا لها, وأخذًا في الاعتبار بأن الأمن المصري والسوداني واحد.

ونحن إذ لا نستطيع الوقوف على كل تلك المخاطر وأبعادها ولكن نذكِّر ببعدين منها:

1ـ الأفعى الصهيونية وأدوارها المشبوهة:

الاستنفار العالمي الحادث من أجل قضية دارفور يثير العديد من الأسئلة والشبهات، لعل من أهمها طبيعة القوى التي عملت على إثارة الضجيج حول المشكلة, ومقاصدها.

وفي التعريف بتلك القوى التي وقفت خلف تصعيد الأمور نسوق فقرات من مقال نشرته صحيفة 'الرأي العام' السودانية في عددها الصادر بتاريخ 14/7/2004 للكاتب والأكاديمي الدكتور الطيب زين العابدين.

وتحدث الكاتب في مقاله عن اجتماع دعت إليه في واشنطن منظمة اليهود الأمريكية العالمية لتنظيم حملة للتبرع لأهل دارفور ومناصرتهم، وبادر المركز اليهودي للإصلاحات الدينية إلى تنظيم مظاهرة احتجاجية صاخبة أمام السفارة السودانية في العاصمة الأمريكية، وشارك في الحملة المخططة بعض الأسماء اللامعة التي تجذب الانتباه مثل القيادي اليهودي 'إيلاي ويزيل' الحاصل على جائزة نوبل للسلام, بحجة أنه يريد تسليط الضوء على العنف في السودان تحت شعار: 'أنا لا يمكن أن أكون منعزلاً'.

وشاركته في الحملة 'روث ميسنجر' رئيسة منظمة اليهود الأمريكية, التي صرحت بأنها تستطيع عن طريق هذه الحملة جمع أموال طائلة لأكثر من غرض, خاصة وأن مشكلة السودان أصبحت شأنًا عالميًا، واعتذرت بأن الحملة قد تأخرت لأننا لم نفهم مشكلة غرب السودان إلا أخيرًا, هكذا.

وساهمت مجموعة 'يهود منطقة واشنطن' بتنظيم ورشة عمل دينية لتتخذ مواقف احتجاجية ضد ما وصفته بالعنف المستشري في غرب السودان، وعلق الحاخام 'ديفيد سابرستين' على أحداث دارفور بقوله: عندما ترتكب أعمال إبادة عرقية ينبغي على اليهود أن يكونوا في مقدمة المحتجين, لأننا سبق أن كنا ضحايا وشهودًا لمثل تلك الأعمال!!

وقام جيري فاولر مدير لجنة الضمير اليهودي بزيارة معسكرات اللاجئين السودانيين في تشاد ثم كتب بعدها لجريدة 'واشنطن بوست' يقول: لقد صدرت إشارات وتحذيرات مهمة قبيل محرقة رواندا ولكنها لم تحرك ساكنًا، وها نحن نقول: 'لا', مرة أخرى, فهل سيتم تجاهل هذه التحذيرات المبكرة وأفارقة دارفور يبادون.

ولم يفسر مدير لجنة الضمير اليهودي لماذا لم يتحرك اللوبي الصهيوني في تلك المحرقة الأفريقية التي ذهب ضحيتها 800 ألف قتيل على مدى سنتين.

كما أوقف متحف المحرقة اليهودي نشاطه اليومي لمدة نصف ساعة ليلفت الأنظار إلى أحداث دارفور.

وقامت مجموعة 'ائتلاف' اليهودية التي تضم 45 مجموعة بإنشاء مكتب خاص مهمته جمع التبرعات لدعم احتياجات اللاجئين السودانيين في تشاد.

وعلق الدكتور الطيب زين العابدين على هذه الحملة قائلاً: هل يعقل أن اللوبي الصهيوني فجأة أدرك ما يعانيه الزغاوة والفور والمساليت في غرب السودان ومن ثم هب لنجدتهم؟ أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟!

نقول إذن: إن الأصابع اليهودية قد حركت الأحداث ودفعتها لتأخذ شكلاً تصاعديًا, وهذا جاء متناغمًا مع طبيعة التغلغل الصهيوني في القارة الأفريقية, ومنها السودان, الذي كان منذ البداية أداة استخدمتها 'إسرائيل' لتحقيق هدف استراتيجي بعيد المدى هو: إضعاف العالم العربي بصورة عامة وتهديد مصر وتطويقها من الخلف بصور أكثر تأكدًا, وهذا اعتراف 'إسرائيلي' صريح وموثق, وليس من قبيل العيش في جيتو 'نظرية المؤامرة'.

ففي كتاب أصدره مركز ديان لأبحاث الشرق الأوسط وإفريقيا, التابع لجامعة تل أبيب, حول 'إسرائيل وحركة تحرير السودان'، كتبه ضابط الموساد السابق العميد المتقاعد موشي فرجي, ونقل مقتطفات منه فهمي هويدي في مقال بتاريخ 8/6/2004, سرد المؤلف مجموعة من الحقائق التي توضح أن الأصابع اليهودية ما عبثت بأفريقيا ـ لاسيما السودان ـ إلا من أجل أن تضع حذاءها على العتبة الجنوبية لمصر.

ـ شرح كتاب العميد فرجي بتفصيل مذهل ما فعلته 'إسرائيل' لكي تحقق مرادها في إضعاف مصر وتهديدها من الظهر، وكيف أنها انتشرت في قلب إفريقيا لكي تحيط بالسودان وتخترق جنوبه.

ففي الفصل الأول من الكتاب الذي حمل عنوان 'أفريقيا كمدخل إلى السودان', يقول: إن 'إسرائيل' قررت احتواء أفريقيا والانتشار في قلبها للاقتراب من السودان والإحاطة به، ومن ثم يتسنى لها الضغط على مصر وتهديد بعدها الاستراتيجي الجنوبي, وقد استطاعت 'إسرائيل' في الفترة من عام 56 إلى 77 إقامة علاقات مع 32 دولة إفريقية.

ـ وأشار المؤلف إلى أن هذا المخطط بدأ تنفيذه في أواخر الخمسينات وأوائل الستينات, وأن مهندس العملية كلها 'أروي لوبراني' فهو مستشار ابن جوريون للشؤون العربية.

وهو الذي قال بوضوح: لا بد من رصد وملاحظة كل ما يجري في السودان، ذلك القطر الذي يشكل عمقًا استراتيجيًا لمصر، بالإضافة إلى سواحله المترامية على البحر الأحمر، وهو ما يوفر للسودان موقعًا استراتيجيًا متميزًا, لذلك فمن الضروري العمل على إيجاد ركائز إما حول السودان أو في داخله, ولأجل ذلك فإن دعم حركات التمرد والانفصال يغدو مهمًا لأمن 'إسرائيل'.

ـ تبنت 'إسرائيل' في سبيل ذلك استراتيجية 'شد الأطراف ثم بترها'، على حد تعبير الكاتب, بمعنى مد الجسور مع الأقليات وجذبها خارج النطاق الوطني، ثم تشجيعها على الانفصال، لإضعاف العالم العربي وتفتيته، وتهديد مصالحه في الوقت ذاته.

ـ وفي إطار تلك الاستراتيجية كانت جبهة السودان هي الأهم، لأسباب عدة, في مقدمتها أنها تمثل ظهيرًا وعمقًا استراتيجيًا لمصر، التي هي أكبر دولة عربية, وطبقًا للعقيدة العسكرية 'الإسرائيلية' فإنها تمثل العدو الأول والأخطر لها في المنطقة، ولذلك فإن التركيز عليها كان قويًا للغاية.

ـ وأشار الكاتب في معرض حديثه عن المخططات الصهيونية ضد مصر إلى أن 'إسرائيل' هي التي أقنعت الجنوبيين بتعطيل تنفيذ مشروع قناة 'جونجلي'، الذي تضمن حفر قناة في منطقة أعالي النيل لنقل المياه إلى مجرى جديد بين جونجلي وملكال لتخزين 5 ملايين متر مكعب من المياه سنويًا، ويفترض أن يسهم المشروع في إنعاش منطقة الشمال والاقتصاد المصري.

فالأفعى الصهيونية تتربص بمصر صباح مساء, ويبدو أنها عازمة على المضي في مخططها إلى مداه البعيد, وإن كانت أقدامها في قلب أفريقيا السمراء إلا أن عينيها على النيل, بعد أن وطئت الأقدام دجلة والفرات.

2ـ الرغبة الأمريكية في 'تليين' مصر:

ـ وإن كانت قضية دارفور تتعلق بشأن يخص السودان فإن الأجندة الأمريكية سلطت الضوء عليها وباتت شغلها الشاغل, وكأنها ـ عن حق ـ المعضلة الوحيدة في عالمنا اليوم.

ـ وباتت تلك القضية تثير أكثر من علامة استفهام, غالبها يتركز حول السبب الرئيس الذي حدا بأمريكا ومَن وراءها أو أمامها إلى القفز مباشرة إلى مجلس الأمن دون المرور بإجراءات مبدئية كان من الممكن البدء بها.

وما هو السبب في الموقف الأمريكي الحاد حيال قضية دارفور والذي دفع بها إلى أن تمارس حصارًا للسودان من خلال ضغوط مكثفة على الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي لتبني رؤيتها ثم محاولتها ثني دول مثل روسيا والصين وباكستان عن رفضها لصيغة فرض العقوبات؟

ـ نقول: إنه لا غرابة في ذلك, فالمشكلة في حقيقتها تمهد الطريق أمام أمريكا لفتح جبهة جديدة بعد العراق في إطار إعادة رسم الخريطة في المنطقة.

ـ وثمة حالة تقترب من اليقين بأن الاستراتيجية الأمريكية تهدف إلي زعزعة أوضاع السودان الداخلية تنفيذًا لمخططها في إعادة رسم خريطة المنطقة, والتي هي بطبيعة الحال تتركز على الدول المحورية وعلى رأسها مصر.

ـ وإن كان التدخل السافر في شؤون مصر قد يجر المنطقة إلى ما لا يحمد عقباه, فلا أقل من ممارسة الضغوط في حدها الأقصى, طلبًا للرضوخ وإمعانًا في الوصول إلى المراد.

ـ وإذا ذهبنا ندلل على ذلك, فإن مجلة الـ'نيوزويك' الأمريكية فتحت صفحاتها لتحليل تشير فيه إلى أن مصر في حقيقتها 'قاطرة العالم العربي', وأنه لا تغير يرجى ولا إصلاح سيتم إلا من خلال البوابة المصرية.

وذهب التحليل إلى الخطأ الأمريكي بغزو العراق, وأن الأولى تسليط الأضواء على مصر, إذا ما أرادت الولايات المتحدة أن تحدث تغييرًا حقيقيًا في منطقة الشرق الأوسط, وتحقق مرادها في الشرق الأوسط الكبير الذي تقف مصر فيه موقفًا قريبًا من المعارضة, كما هو الحال في موقفها من ملف الإصلاحات كذلك.

ففي طبعتها العربية اعتبرت مجلة 'نيوزويك' أن مصر هي مفتاح الشرق الأوسط، وأن الاتجاهات التي تنادي وترغب بالفعل في نشر الإصلاح في المنطقة فعليها أولاً النظر باتجاه القاهرة.

وفي عدد الأربعاء 16/6/2004 ذكرت المجلة: إن مصر ربما تكون النموذج الأفضل المتاح أمام العالم العربي لنشر 'عدوى الإصلاح السياسي' الذي تحتاجه المنطقة بشدة.

وساقت المجلة على لسان مصادرها عددًا من الأسباب التي تبرر ذلك.

فقد نقلت عن أحد مسؤولي الخارجية الأمريكية قوله: 'من الواضح أن الآمال الكبرى التي يعلقها البعض في إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش على العراق ليكون منارة التغيير لن تتحقق على المدى القريب'.

ويقول المسؤول نفسه: 'إن مصر تملك مزايا أشبه ببوق النداء الذي يُسَمِّع في مساحات واسعة, فمن دون مصر من غير المرجح أن تكتسب أية حركة نحو الديمقراطية الكثير من الزخم, أما مع وجود مصر فإن فرص التغيير الحقيقي تزداد بشكل كبير'.

وأضافت المجلة أن مصر بسكانها البالغ عددهم 75 مليون نسمة، تعتبر مركز العالم العربي، كما أنها لعبت دورًا تاريخيًا باعتبارها بؤرة الثقافة العربية الحديثة.

وبحسب 'نيوزويك' فإن المادة الخام للإصلاح موجودة في مصر, فالكثير من الدول العربية مضطرة للبدء من نقطة الصفر لإيجاد حكم تمثيلي فيها؛ إذ ليس لديها أي إرث ديمقراطي أو أي مظهر من مظاهر المؤسسات الديمقراطية، أما مصر فتملك الاثنين معًا.

وأضافت أنه خلافًا للكثير من الدول العربية، فإن في مصر شعورًا قويًا بالهوية وبالشرعية، وبالتالي فإن 'إعادة الديمقراطية المصرية إلى مسارها لا يتطلب اختراع العجلة، لكن المطلوب هو جعل هذه العجلة تتدحرج من جديد'.

ـ وعلى ذلك, فإن التدخل في دارفور ربما يكون لإظهار 'العين الأمريكية الحمراء', وإبراز القوى التي من شأنها أن تدحرج العجلة, وتدفعها في الطريق المرسوم.

فالمحافظون الجدد عازمون على المضي في تغيير خريطة المنطقة, بما يتسق ويتواءم مع الرغبات الإسرائيلية والمصالح الأمريكية, ولكون مصر قاطرة المنطقة, فالشباك حولها تنصب, والضغوط ستزيد, وليس أكثر من أن يطرق الأمريكي الباب الخلفي.

التدخل المصري وأبعاده:

التفتت مصر إلى الخطر الكامن من وراء التصعيد المتعمد في ملف دارفور من قبل الولايات المتحدة مدعومة بالأمم المتحدة ورئيسها كوفي أنان, وراحت مصر تخطُّ موقفها الدقيق الذي أخذ عدة أبعاد:

الأول: الرفض القاطع للتدخل الأجنبي:

ـ حيث أكد صفوت الشريف رئيس مجلس الشورى المصري والأمين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر رفض بلاده القاطع لأي تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية للسودان باعتباره العمق الاستراتيجي لمصر.

وشدد الشريف على ضرورة أن يترك السودان لأبنائه وحكومته لحل أية مشكلات تواجهه, مؤكدًا قدرة الحكومة السودانية في التصدي لأية مشكلة طارئة وحلها.

ـ ورأت القاهرة أيضًا أن المسارعة إلى اتخاذ إجراءات عقابية‏ ضد السودان,‏ ستكون آثارها السلبية أكثر من الإيجابية.

وعللت ذلك بأن اتساع مساحة إقليم دارفور الذي يعادل مساحة فرنسا‏,‏ فضلاً عن طبيعته الصحراوية القاسية والتكوين القبلي لسكانه‏,‏ كل هذا يجعل تعاون الحكومة السودانية عاملاً أساسيًا من عوامل نجاح أي جهد يبذل في هذا المقام.

الثاني: تهدئة الدوائر الأمريكية الموتورة:

ـ فقد ذكرت صحيفة 'الأنباء' السودانية أن الجهود المصرية أفلحت في الحد من اللهجة الأمريكية تجاه السودان بشأن مشكلة دارفور.

وأشارت الصحيفة إلى أن مصر طلبت من الإدارة الأمريكية منح الحكومة السودانية مزيدًا من الوقت حتى تستطيع الوفاء بتعهداتها بوقف هجمات الميليشيات بدارفور.

ـ كما أظهرت المباحثات المصرية ـ الأمريكية بين الرئيس حسني مبارك وكولن باول وزير الخارجية الأمريكية الحرص المصري على تحقيق أقصى قدر ممكن من الاستقرار الإقليمي, لاسيما في التعامل مع الأزمة الراهنة في إقليم دارفور.

ـ وقد تلقى البشير تقريرًا من السفير السوداني بالقاهرة أحمد عبد الحليم تضمن ما أبلغته به الخارجية المصرية رسميًا عقب انتهاء زيارة باول‏. وأشار التقرير إلى نجاح مصر في انتزاع موافقة الإدارة الأمريكية على إعطاء السودان مهلة إضافية للتعامل مع الأزمة, فضلاً عن معارضتها فرض عقوبات أو إرسال قوات أجنبية ضد رغبة وموافقة الحكومة السودانية‏.

الثالث: الحوار والتواصل مع الحكومة السودانية والأطراف المعنية:

ـ فقد قام وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط بأول زيارة خارجية له برفقة عمر سليمان مدير المخابرات إلى ليبيا للتشاور مع الرئيس القذافي حول أزمة دارفور.

وتزامنت هذه الزيارة مع زيارة قام بها ثلاثة من القيادات السودانية إلى ليبيا, حيث تكون الوفد السوداني من عبد الرحيم محمد حسين وزير الداخلية والممسك بملف دارفور حاليًا برفقة صلاح عبد الله قوش مدير المخابرات ومجذوب الخليفة الممسك بثلاث ملفات مهمة أولها ملف العلاقات السودانية المصرية وثانيها الملف السياسي في المؤتمر الوطني وأخيرًا ملف التفاوض مع متمردي دارفور.

والشأن الليبي في ملف دارفور له بعدان:

ـ رعاية المفاوضات بين الحكومة السودانية والمتمردين.

ـ كونها معبرًا للمعونات الأمريكية إلى دارفور.

ـ كما قام أحمد أبو الغيط بزيارة رسمية للسودان سلم خلالها رسالة من الرئيس حسني مبارك إلى الرئيس السوداني عمر حسن البشير‏. وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن الرسالة تتعلق بتطورات الوضع في السودان‏,‏ وخاصة في إقليم دارفور.

ـ كلف الرئيس حسني مبارك أحمد أبو الغيط بإجراء المزيد من الاتصالات مع بعض القوى الدولية ذات التأثير في أزمة دارفور.

وبدأ بالفعل أبو الغيط إجراء اتصال مع خافيير سولانا المنسق الأعلى للشؤون السياسية والأمنية في الاتحاد الأوروبي‏,‏ وكولن باول وزير الخارجية الأمريكية‏,‏ وكوفي أنان الأمين العام للأمم المتحدة‏,‏ وعدد من وزراء خارجية الدول المؤثرة‏,‏ بمن فيهم وزير خاردا الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي حاليًا‏.

فالهدف الأساسي للقاهرة هو العمل بالتعاون مع حكومة السودان من ناحية, والأطراف الأخرى المعنية من جهة ثانية, لاحتواء الأزمة‏‏ وتسويتها بما يضمن عدم تصعيدها إلى مستوى العقوبات والتي قد يستتبعها تدخل عسكري.

أبعاد الدور المطلوب من مصر:

يظل مطلوبًا من مصر بالإضافة إلى ما قامت به من أدوار أمور عده منها:

1ـ تفعيل دورها أكثر من خلال إلقاء ثقلها من وراء الحكومة السودانية, سواء من خلال إمدادها بالخبرة اللازمة في إدارة المفاوضات مع المتمردين, أو من خلال استغلال البوق الإعلامي في الترويج للحل السلمي, بصورة تبطل الدعاية الأمريكية والصهيونية السوداء والداعية إلى التعجيل بالعقوبات والحسم العسكري.

2ـ حشد تحالف قوي ومؤثر من خلال الأطر الجماعية, بما يجنبها الصدام المباشر مع الدوائر الأمريكية.

فمن خلال إطار الجامعة العربية, وأمينها المصري عمرو موسى, وكذلك من خلال الأطر الأفريقية تستطيع القيادة المصرية على الأقل الحد من إمكانية التدخل الأجنبي, وتداعياته.

3ـ تجييش البعد الشعبي واستغلاله, وذلك من خلال إعطاء المؤسسات الفاعلة الحرية في التعبير عن سخطها, ورفضها للمؤامرات الأمريكية والصهيونية التي تستهدف دولة وراء الأخرى.

ونظن أن بمصر من المؤسسات والتيارات القوية التي تستطيع أن تنقل بصدق نبض الشارع المصري الغاضب, وهو الأمر الذي تتحسب له الولايات المتحدة.

وأخيرًا:

نقول: إن الذي يمهد الطريق لرسم السياسات 'الصهيو أمريكية' وإنفاذ تلك الأجندة في ديارنا, هو ما أنشأناه من واقع جغرافي فارغ من القوى السياسية الفاعلة, والسياسة لا تسمح بالفراغ، فإما أن تكون لاعبًا قويًا, أو تنتظر, وما بعد الذبح إلا السلخ.

وإذا تركنا السودان اليوم فإننا نكون قد مهدنا الطريق لضحية جديدة قادمة.





أعده للمفكرة: عصـــــــــــام زيدان

Essam_Zedan10@hotmail.com

Fly_Batman
05-08-2004, 04:46 PM
شكوور اخوي...والله ينصرنا...والحق في الاخير بينتصر ....
والسلام خير ختام

Pr.Game
05-08-2004, 05:02 PM
مشكور على الأخبار ..
وإن شاء الله تنتهي أزمة دارفور بأسرع وقت ممكن ...

ابو خالد
05-08-2004, 05:09 PM
ابدا ابدا لم ولن ننساك يا سودان
مشكووووووووووور اخى الكريم على طرحك
وجهدك فى طرح موضوع الساعة وان كنت اتمنى نقلة للمنتدى العام
ليكون هناك فرصة اكبر للمناقشة حولة لانة وكما هو معروف ان منتدى الاخبار
يتجدد باستمرار ............ المهم فعلا الموضوع مش سهل وانا اؤيد كل طرحك
وابد ابدا لم ولن نقف مكتوفى الايدى يا سوداننا الحبيب ابد
ماهو لو نعرف قيمة السودان وانه من الممكن ان تكون السودان هى سلة القمح التى بها نرفع
ايدى المستعمرين الجدد عنا لعرفنا كيف ندافع عنها ؟؟؟