الحصّاد
09-08-2004, 04:42 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأعضاء:
أحببت أن تكون لي مشاركة وبصمة مميزة في هذا المنتدى الجميل، للذلك أحب أن أقدم لكم أول سلسلة قصصية أقوم بتأليفها، وهي بعنوان: فرسان الإسلام
ولا أريد أن أكذبكم القول بأن هذه السلسلة حصرية على هذا المنتدى الرائع، ولكنني أعدكم بسلسلة جديدة فور انتهائي من هذه السلسلة، وستكون بإذن الله بعنوان: وحدة الشيطان، وستكون حصرية على هذا المنتدى فقط
وحتى لا أطيل عليكم الحديث، سأترككم مع أول أعداد هذه السلسلة، وهو بعنوان: إخوة الموت
أرجو لمن سيقرأ هذه القصة المتعة، وأرجو أيضا أن يوجه لي أية نصائح من شأنها أن ترتق بمستوى السلسلة القصصي والبنائي (أتقبل النقد بشتى أنواعه)
فرسان الإسلام
هم تلك الفئة المميزة من الناس، الذين تركوا كل الدنيا وراءهم، وسعوا إلى نصرة دين الله، وإن اختلفت طرق نصرتهم، ولكنهم جميعا يحملون لقبا واحدا، لقب: فرسان الإسلام
إخوة الموت
كانت الشمس قد انتصفت في كبدالسماء، ولم يكن يحجبها عن الأرض أي سحابة أو حتى غيمة، فكانت حرارتها أبدا لا تطاق
ولكن ما كان يدور على تلك الأرض، أنسى من فيها تلك الحرارة، بل حتى إنهم لميحسوا بها من الأساس..
فالغبار المتصاعد، وصهيل الخيول، وصليل السيوف،والتحام الأجساد بشكل عنيف، كان كفيلا بأن ينسي الشيطان نفسه حرارة الشمس العاليةالتي تضرب تلك المنطقة الواقعة في أحد أركان الربع الخالي في الجزيرة العربية أيامبدايات انتشار الدعوة الإسلامية.
ومن بين كل تلك السيوف المتقارعة، سيفواحد فقط كان رابضا بيد صاحبه، الذي وقف بين الجموع المتحاربة وكأنه ينتظر شخصاما.. ولم تكن وقفته إلا وقفة متربص..
ومضى الزمن، والعراك يشتد بين جموعالمسلمين والكفار في تلك المعركة، وذلك المحارب ما يزال واقفا مكانه، ينتظر.. وفجأة، تغيرت وقفة هذا المحارب، وضاقت حدقتاه وهو يحدق في نقطة بعينها، قبل أن يرفعسيفه، وينطلق إلى تلك النقطة..
ووجها لوجه، وقف أما شاب آخر يفوقه طولا،يمسك بسيفين، ولم يكد يره الشاب الضخم حتى التفت إليه بجسده كله، وقال بتهكم:
- إذن فما زلت مصمما على الموت يا شقيقي (نجد(
حدجه (نجد) بنظرة نارية، وأمسكسيفه بكلتا يديه، وقال:
- لست مصمما على الموت يا (نوفل) قدر تصميمي علىالشهادة
لم يفهم (نوفل) مقصد (نجد) من هذا القول، إلا أنه أدار السيف الذيفي قبضته اليمنى دورة كاملة، قبل أن ينقض بكل قوته على شقيقه..
وكان (نجد)ينتظر هذه الانقضاضة، فصد السيف الأيمن بسيفه، ثم قفز إلى الخلف متفاديا انقضاضةالسيف الآخر.. ولم تكد قدماه تثبتان على الأرض، حتى أسرع ينقض بدوره على (نوفل) الذي قاطع سيفيه أمام وجهه، ليصد بتقاطعهما ضربة سيف (نجد) القوية، قبل أن يفردذراعيه دفعة واحدة، مسببا بذلك رد فعل عنيف على ذراعي (نجد)، الذي وجد نفسه يندفعإلى الخلف بقوة، قبل أن يرى (نوفل) ينقض عليه بذراعين مفرودتين عن آخرهما، ثم يهويبهما على جسد (نجد)..
إلا أن هذا الأخير لم يقف مكتوف اليدين، فما إن رأىذراعي (نوفل) تستعدان للانقضاض، حتى غاص بجسده إلى الأسفل، ثم قفز جانبا في محاولةمنه لتفادي تلك الانقضاضة الرهيبة...
وعلى الرغم من أن حركة (نجد) كانتسريعة، إلا أن السيف الذي مر بمحاذاته كان أسرع منه بجزء من الثانية، فأصابه فيعضده مسببا بذلك جحا عميقا لم يلبث أن أغرق ثوب (نجد) بالدماء..
وحتى لايمنحه فرصة لالتقاط أنفاسه، أسرع (نوفل) يلوّح بسيفه الأيمن في الهواء، قبل أن يهويبه على رأس (نجد) بكل ما أوتي من قوة، ملحقا ضربته اليمنى الرأسية بضربة من سيفهالأيسر بشكل أفقي، حتى لا يمنح (نجدا) الفرصة للفرار..
ولم يكن لـ(نجد) أيفرصة للفرار هذه المرة..
إلا أنه لم ييأس..لأنه أقسم على أن يقتل أخاهالمشرك..
وسيبر بقسمه...مهما كان الثمن..
وكمحاولة منه للفكاك هذهالمرة، رفع سيفه بسرعة ليصد الضربة الرأسية، وبعد ذلك بجزء من الثانية تراجع ببطنهإلى الخلف حتى لا يصيبه السيف الأفقي، الذي لمس بذبابته قميص (نجد)، الذي استجمع كلقوته في ساقه اليمنى، ليطلقها خلف يد (نوفل) اليسر بكل قوته، ليطيح بالسيف..
ولقد باغتت هذه الحركة (نوفل) فعلا، فقد كان قاب قوسين أو أدنى من قتلأخيه، فتراجع إلى الخلف، وهو يلهث، قبل أن يقول:
- يبدو أنك أصبحت تجيد استخدامالسيف فعلا
كانت قوى (نجد) قد بدأت تخور، وصورة أخيه (نوفل) تهتز أمامه، فيحين تابع (نوفل) وهو يتحرك حول (نجد) بخطاً مدروسة:
- لماذا تصر على القتالوأنت تعلم أنني أقوى منك بمراحل، هل هي للشهرة؟؟ حتى يقال أنك قتلت (نوفل) العظيم؟؟أم حتى تنصر جيشك هذا؟؟
غرس (نجد) سيفه في الأرض، واستند عليه وهو يلهثويتصبب عرقا، قبل أن يقول:
- لا لهذا ولا ذاك..إنني أحارب للإسلام، أحارب لدينالله الحق، حتى ترتفع رايته، وتنتشر في ربوع البلاد
قهقه (نوفل)بسخرية،وقال وهو يستعد للانقضاضة الأخيرة على (نجد):
- ولماذا تصر على قتلي أنابالذات؟ ألست شقيقك؟؟
كان (نوفل) يقف الآن على يمين (نجد) الذي غطت الدماءمعظم ملابسه، ولا يفصلهما عن بعض إلا بضع خطوات، وبحسب حسابات (نوفل)، وحساباتالمنطق، فستكون هذه هي الانقضاضة التي ستحسم أمر (نجد) إلى الأبد..
وبعدبرهة من الصمت، قال (نجد) بصعوبة:
- لست شقيقي إلا بالدم، أما إخواني فهم هؤلاءالذين يقاتلون في سبيل الله وليس أنت..
ثم قبض على مقبض سيفه بكل قوة، وهويتابع وقد امتلأ صوته بالشدة والعنفوان:
- وسأقتلك لأنك رأس من الرؤوس التي لاتألوا جهدا في محاربة الإسلام، سواء بمالك أو بسيفك، ولهذا أنا هنا اليوم..هنا حتىأقتلك وأريح الإسلام من شرك، حتى...
ولم يحتمل (نوفل) المزيد..
فبكل قوته وشدته، أطلق صيحة قتالية هادرة، قبل أن ينقض بكل وحشية، وسيفهيتجه بسرعة وقوة ودقة نحو عنق شقيقه (نجد)..
إلا أن (نجدا) كان ينتظر هذاالهجوم، ويتوقعه في أية لحظة..
وما إن أصبحت ذبابة السيف قاب قوسين أو أدنىمن عنق (نجد) حتى تحرك هذا الأخير..
وكان تحركه موفقا فعلا، فقد تراجعبرأسه وعنقه جانبا لتمر ذبابة السيف بجانب عنقه من دون حتى أن تلمسه..
كانهذا في جزء الثانية الأولى، أما في الجزء الثاني فقد كان أن نزع (نجد) سيفه منالأرض، قبل أن يديره بخفة وسرعة، ثم يغرسه بكل ما أوتي من قوة في صدر أخيه...
وانطلقت شهقة قوية من فم (نوفل) الذي لم يصدق ما حدث..
وتراجعببطء، قبل أن يفلت سيفه من يده، ثم ينظر إلى سيف (نجد)بذهول..
وانفجرتالدماء من صدره وفمه، قبل أن يجثو على ركبتيه، ثم يلقي نظرة على شقيقه، وكأنها نظرةوداع، قبل أن يسقط أخيرا على ظهره وقد فاضت روحه..
وما إن سقط (نوفل)، حتى سمع (نجد) الرجال منه ورائه يصيحون:
- الله أكبر الله أكبر، العزة والنصر للإسلام،العزة والنصر للإسلام
وكان هذا الهتاف بمثابة إعلان نصر المسلمين في تلكالمعركة الصعبة..
وبكل ما تبقى له من قوة، ابتسم (نجد) ثم رفع إصبع الشهادةوقال:
- أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
ثم مادت بهالأرض، واسودت الدنيا أمام عينيه، قبل أن تفيض روحه إلى بارئها..
فاضت بعدأن أفنى حياته دفاعا ونصرة لله ورسوله
فاضت بعد أن قضى نحبه واستشهد في سبيلرفعة الإسلام ونصرته
فاضت وهو يرجو من الله تعالى أن يتقبله من الشهداء
تمت بحمد الله
إخواني الأعضاء:
أحببت أن تكون لي مشاركة وبصمة مميزة في هذا المنتدى الجميل، للذلك أحب أن أقدم لكم أول سلسلة قصصية أقوم بتأليفها، وهي بعنوان: فرسان الإسلام
ولا أريد أن أكذبكم القول بأن هذه السلسلة حصرية على هذا المنتدى الرائع، ولكنني أعدكم بسلسلة جديدة فور انتهائي من هذه السلسلة، وستكون بإذن الله بعنوان: وحدة الشيطان، وستكون حصرية على هذا المنتدى فقط
وحتى لا أطيل عليكم الحديث، سأترككم مع أول أعداد هذه السلسلة، وهو بعنوان: إخوة الموت
أرجو لمن سيقرأ هذه القصة المتعة، وأرجو أيضا أن يوجه لي أية نصائح من شأنها أن ترتق بمستوى السلسلة القصصي والبنائي (أتقبل النقد بشتى أنواعه)
فرسان الإسلام
هم تلك الفئة المميزة من الناس، الذين تركوا كل الدنيا وراءهم، وسعوا إلى نصرة دين الله، وإن اختلفت طرق نصرتهم، ولكنهم جميعا يحملون لقبا واحدا، لقب: فرسان الإسلام
إخوة الموت
كانت الشمس قد انتصفت في كبدالسماء، ولم يكن يحجبها عن الأرض أي سحابة أو حتى غيمة، فكانت حرارتها أبدا لا تطاق
ولكن ما كان يدور على تلك الأرض، أنسى من فيها تلك الحرارة، بل حتى إنهم لميحسوا بها من الأساس..
فالغبار المتصاعد، وصهيل الخيول، وصليل السيوف،والتحام الأجساد بشكل عنيف، كان كفيلا بأن ينسي الشيطان نفسه حرارة الشمس العاليةالتي تضرب تلك المنطقة الواقعة في أحد أركان الربع الخالي في الجزيرة العربية أيامبدايات انتشار الدعوة الإسلامية.
ومن بين كل تلك السيوف المتقارعة، سيفواحد فقط كان رابضا بيد صاحبه، الذي وقف بين الجموع المتحاربة وكأنه ينتظر شخصاما.. ولم تكن وقفته إلا وقفة متربص..
ومضى الزمن، والعراك يشتد بين جموعالمسلمين والكفار في تلك المعركة، وذلك المحارب ما يزال واقفا مكانه، ينتظر.. وفجأة، تغيرت وقفة هذا المحارب، وضاقت حدقتاه وهو يحدق في نقطة بعينها، قبل أن يرفعسيفه، وينطلق إلى تلك النقطة..
ووجها لوجه، وقف أما شاب آخر يفوقه طولا،يمسك بسيفين، ولم يكد يره الشاب الضخم حتى التفت إليه بجسده كله، وقال بتهكم:
- إذن فما زلت مصمما على الموت يا شقيقي (نجد(
حدجه (نجد) بنظرة نارية، وأمسكسيفه بكلتا يديه، وقال:
- لست مصمما على الموت يا (نوفل) قدر تصميمي علىالشهادة
لم يفهم (نوفل) مقصد (نجد) من هذا القول، إلا أنه أدار السيف الذيفي قبضته اليمنى دورة كاملة، قبل أن ينقض بكل قوته على شقيقه..
وكان (نجد)ينتظر هذه الانقضاضة، فصد السيف الأيمن بسيفه، ثم قفز إلى الخلف متفاديا انقضاضةالسيف الآخر.. ولم تكد قدماه تثبتان على الأرض، حتى أسرع ينقض بدوره على (نوفل) الذي قاطع سيفيه أمام وجهه، ليصد بتقاطعهما ضربة سيف (نجد) القوية، قبل أن يفردذراعيه دفعة واحدة، مسببا بذلك رد فعل عنيف على ذراعي (نجد)، الذي وجد نفسه يندفعإلى الخلف بقوة، قبل أن يرى (نوفل) ينقض عليه بذراعين مفرودتين عن آخرهما، ثم يهويبهما على جسد (نجد)..
إلا أن هذا الأخير لم يقف مكتوف اليدين، فما إن رأىذراعي (نوفل) تستعدان للانقضاض، حتى غاص بجسده إلى الأسفل، ثم قفز جانبا في محاولةمنه لتفادي تلك الانقضاضة الرهيبة...
وعلى الرغم من أن حركة (نجد) كانتسريعة، إلا أن السيف الذي مر بمحاذاته كان أسرع منه بجزء من الثانية، فأصابه فيعضده مسببا بذلك جحا عميقا لم يلبث أن أغرق ثوب (نجد) بالدماء..
وحتى لايمنحه فرصة لالتقاط أنفاسه، أسرع (نوفل) يلوّح بسيفه الأيمن في الهواء، قبل أن يهويبه على رأس (نجد) بكل ما أوتي من قوة، ملحقا ضربته اليمنى الرأسية بضربة من سيفهالأيسر بشكل أفقي، حتى لا يمنح (نجدا) الفرصة للفرار..
ولم يكن لـ(نجد) أيفرصة للفرار هذه المرة..
إلا أنه لم ييأس..لأنه أقسم على أن يقتل أخاهالمشرك..
وسيبر بقسمه...مهما كان الثمن..
وكمحاولة منه للفكاك هذهالمرة، رفع سيفه بسرعة ليصد الضربة الرأسية، وبعد ذلك بجزء من الثانية تراجع ببطنهإلى الخلف حتى لا يصيبه السيف الأفقي، الذي لمس بذبابته قميص (نجد)، الذي استجمع كلقوته في ساقه اليمنى، ليطلقها خلف يد (نوفل) اليسر بكل قوته، ليطيح بالسيف..
ولقد باغتت هذه الحركة (نوفل) فعلا، فقد كان قاب قوسين أو أدنى من قتلأخيه، فتراجع إلى الخلف، وهو يلهث، قبل أن يقول:
- يبدو أنك أصبحت تجيد استخدامالسيف فعلا
كانت قوى (نجد) قد بدأت تخور، وصورة أخيه (نوفل) تهتز أمامه، فيحين تابع (نوفل) وهو يتحرك حول (نجد) بخطاً مدروسة:
- لماذا تصر على القتالوأنت تعلم أنني أقوى منك بمراحل، هل هي للشهرة؟؟ حتى يقال أنك قتلت (نوفل) العظيم؟؟أم حتى تنصر جيشك هذا؟؟
غرس (نجد) سيفه في الأرض، واستند عليه وهو يلهثويتصبب عرقا، قبل أن يقول:
- لا لهذا ولا ذاك..إنني أحارب للإسلام، أحارب لدينالله الحق، حتى ترتفع رايته، وتنتشر في ربوع البلاد
قهقه (نوفل)بسخرية،وقال وهو يستعد للانقضاضة الأخيرة على (نجد):
- ولماذا تصر على قتلي أنابالذات؟ ألست شقيقك؟؟
كان (نوفل) يقف الآن على يمين (نجد) الذي غطت الدماءمعظم ملابسه، ولا يفصلهما عن بعض إلا بضع خطوات، وبحسب حسابات (نوفل)، وحساباتالمنطق، فستكون هذه هي الانقضاضة التي ستحسم أمر (نجد) إلى الأبد..
وبعدبرهة من الصمت، قال (نجد) بصعوبة:
- لست شقيقي إلا بالدم، أما إخواني فهم هؤلاءالذين يقاتلون في سبيل الله وليس أنت..
ثم قبض على مقبض سيفه بكل قوة، وهويتابع وقد امتلأ صوته بالشدة والعنفوان:
- وسأقتلك لأنك رأس من الرؤوس التي لاتألوا جهدا في محاربة الإسلام، سواء بمالك أو بسيفك، ولهذا أنا هنا اليوم..هنا حتىأقتلك وأريح الإسلام من شرك، حتى...
ولم يحتمل (نوفل) المزيد..
فبكل قوته وشدته، أطلق صيحة قتالية هادرة، قبل أن ينقض بكل وحشية، وسيفهيتجه بسرعة وقوة ودقة نحو عنق شقيقه (نجد)..
إلا أن (نجدا) كان ينتظر هذاالهجوم، ويتوقعه في أية لحظة..
وما إن أصبحت ذبابة السيف قاب قوسين أو أدنىمن عنق (نجد) حتى تحرك هذا الأخير..
وكان تحركه موفقا فعلا، فقد تراجعبرأسه وعنقه جانبا لتمر ذبابة السيف بجانب عنقه من دون حتى أن تلمسه..
كانهذا في جزء الثانية الأولى، أما في الجزء الثاني فقد كان أن نزع (نجد) سيفه منالأرض، قبل أن يديره بخفة وسرعة، ثم يغرسه بكل ما أوتي من قوة في صدر أخيه...
وانطلقت شهقة قوية من فم (نوفل) الذي لم يصدق ما حدث..
وتراجعببطء، قبل أن يفلت سيفه من يده، ثم ينظر إلى سيف (نجد)بذهول..
وانفجرتالدماء من صدره وفمه، قبل أن يجثو على ركبتيه، ثم يلقي نظرة على شقيقه، وكأنها نظرةوداع، قبل أن يسقط أخيرا على ظهره وقد فاضت روحه..
وما إن سقط (نوفل)، حتى سمع (نجد) الرجال منه ورائه يصيحون:
- الله أكبر الله أكبر، العزة والنصر للإسلام،العزة والنصر للإسلام
وكان هذا الهتاف بمثابة إعلان نصر المسلمين في تلكالمعركة الصعبة..
وبكل ما تبقى له من قوة، ابتسم (نجد) ثم رفع إصبع الشهادةوقال:
- أشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
ثم مادت بهالأرض، واسودت الدنيا أمام عينيه، قبل أن تفيض روحه إلى بارئها..
فاضت بعدأن أفنى حياته دفاعا ونصرة لله ورسوله
فاضت بعد أن قضى نحبه واستشهد في سبيلرفعة الإسلام ونصرته
فاضت وهو يرجو من الله تعالى أن يتقبله من الشهداء
تمت بحمد الله