كــايتو كيد
10-08-2004, 11:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول خمـس خمّسـه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو أحمد ، عن عبد الله بن العباس ، عن الفضل ، عن إبراهيم ، عن الواقدي قال : قال عبد الله بن جحش :
دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى العشاء ، فقال : (واف مع الصبح أبعثك وجهاً) فوافيت ومعي سيفي وقوسي ، فصلى النبي بالناس الصبح ، فانصرف فوجدني سبقته واقفاً عند بابه واجداً نفراً معي من قريش ، فدعا أبي بن كعب فكتب كتاباً وأعطانيه وقال : (استعملتك على هؤلاء النفر ، فامض حتى إذا سرت ليلتين فانشر كتابي ، ثم امض لما فيه واسلك النجدية) .
قال : فانطلق حتى إذا كان ببئر أبي ضمرة قرأ الكاتب ، فإذا فيه (سر حتى تأتي بطن نخلة على اسم الله وبركته ، ولا تكرهن أحداً من أصحابك، فترصد بها عيراً لقريش) فقدموها فصادفوا العير ففزع أصحابها ، فحلق بعض الصحابة رأسه ليقولوا إنما هم عمار ، فأمنوا ثم قاتلوهم في آخر يوم من رجب ، وقالوا : إن أخرنا دخلوا الحرم .
فأنكر المشركون ذلك وقالوا : أحل محمد من الشهر الحرام ما كان يحرم ، وورد عبد الله بن جحش بالخمس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقسم الباقي بين أصحابه ، فكان أول خمس خمّسه ، فلما أكثر المشركون واليهود الإنكار لما كان منهم من القتل والسبي في رجب أنزل الله تعالى في عذرهم : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل } يعني الكفر ، ففرح المسلمون وسكنوا .
وقد قتل يومئذ عمرو بن الحضرمي ، وهو أول قتيل قتل منهم ، وأسر عثمان بن عبد الله بن المغيرة والحكم بن كيسان ، فكانا أول أسيرين أسرا في الإسلام ، وأسلم الحكم بن كيسان ، ورجع عثمان بن عبد الله كافراً بعد أن فودي ، وكانت غنيمة أهل نخلة أول غنيمة غنمها المسلمون.
أول لواء عقده النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو القاسم عن العقدي، عن أبي جعفر ، عن المدائني عن رجاله قال :أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء أبيض لحمزة بن عبد المطلب ، حمله مرثد حليف حمزة، في السنة التي هاجر فيها ، في شهر رمضان.
بعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين يعترض عير قريش مقبلة من الشام، فلقي أبا جهل وأبا سفيان في ثلاثمائة ، فحجز مجدي بن عمرو الجهني بينهم ، فانصرفوا من غير قتال .
وكان رايته يوم حنين سوداء من برد لعائشة، وأول ما عقدت الرايات يومئذ وكانت قبل ذلك الألوية.
أول غزوة غزاها النبي صـلى الله عليه وسـلم بنفسه
أول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الأبواء ، وهي غزوة ودان .
أول هدية للنبي عليه السلام بالمدينة
قال أبو هلال العسكري
أخبرنا أبو القاسم ، عن العقدي ، عن أبي جعفر ، عن بعض رجاله قال :
أول هدية أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية زيد بن ثابت قصعة مثرودة خبزاً وسمناً ولبناً .
ثم هدية سعد بن عبادة ، قصعة ثريد عليها عراق – والعراق : عظم عليه لحم ، وكذلك العرق بالفتح –.
وهدية فروة بن عمرو الخزامي حين أسلم بعث إليه بثياب فيها قباء سندس محوص بالذهب وفرس وحمار وبغلة شهباء ، فكانت أول شهباء رؤيت في المدينة .
وكان فروة عاملاً من قبل الروم على عمان من أرض البلقاء ، فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الثياب بين نسائه ، وأعطى منها أبا بكر ، ووهب الفرس لأبي أسعد الساعدي ، وأعطى القباء مخرمة ، ومات الحمار عند منصرفه من حجة الوداع .
وبلغ ملك الروم صنيع فروة فأراده على الرجوع إلى دينه فأبى فأمر بصلبه فقال حين يصلب :
ألا هل أتى هنداً ًبأن خليلها..على ماء عفر فوق إحدى الرواحل
على ناقة لا يضرب الفحل أمها......مشربة أطرافها بالمناجل
أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم في الاسلام
أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم محمد صلى الله عليه وسلم:
أخبرنا أبو أحمد قال:
أخبرنا الصولي قال: سألت أبا خليفة عن كتاب بسم الله الرحمن الرحيم قال: سئل ابن عائشة عن ذلك فقال : حدثني أبي أن قريشاً كتبت في جاهليتها باسمك اللهم ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب كذلك.
ثم أنزلت : ( بسم الله مجريها ومرساها) فأمر أن يكتب في صدور الكتب بسم الله ، ثم نزلت : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) فكتب بسم الله الرحمن، ثم نزلت : (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فجعل ذلك في صدور الكتب، ثم كتب في أول كل سورة من سور القرآن سوى براءة- لتشبهها بالأنفال- .
ومعنى بسم الله أي أبدأ بسم الله فحذف
أول ما جالت خيل النبي صـلى الله عليـه وسـلم وأول من قتل بيده يوم أحد
أخبرنا أبو أحمد ، عن عبدالله ، عن الفضل ، عن إبراهيم ، عن الواقدي. وأبو القاسم ، عن العقدي ، عن أبي جعفر ، عن المدائني عن رجالهم قالوا:
خرجت قريش في شوال سنة ثلاث من مكة حنقين يطلبون ثأرهم ببدر في ثلاث آلاف ، وفيهم مائتا فرس ، وقيل مائة وسبعمائة دارع ، فلما دنوا من المدينة راح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الجمعة في سبعمائة ولواؤه مع علي بن أبي طالب وفيهم فرسان فرس لرسول الله وفرس لأبي بردة بن (نيار).
فلما صلى الغداة يوم السبت قدم لواءه والتقى الجمعان ، فقتل من المشركين تسعة ثم انهزموا وحوى المسلمون عسكرهم ، فبصر خالد بن الوليد وهو على خيل المشركين خلو موضع الرماة ، فحمل على المسلمين فانكشفوا وقتل أربعة من المهاجرين. حمزة بن عبد المطلب ، وعبد الله بن جحش ، وشماس بن عثمان ، ومصعب بن عمير ، وستة وستين رجلاً من الأنصار ، وأصيبت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم ، وشج في وجنته ، وعلاه ابن قمئة بالسيف فوقاه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فسلت أصبعه- أي قطعته - .
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه في الوادي وتبعه أبي بن خلف ، فعطف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده حربه فطعنه بها طعنة خفيفة فوجد منها ألماً شديداً ، فقيل له : ما عليك بأس لو كانت هذه بعين أحدنا لم يألم ، فقال : لو أن ما أجده بجميع الناس لماتوا ثم مات ، فلما أراد المشركون الانصراف أشرف أبو سفيان على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرض الجبل فنادى بأعلى صوته:اعل هبل ، فقال عمر بن الخطاب : الله أعلى وأجل ، فقال : قد أنعمت يا ابن الخطاب ، ثم قال : أين ابن أبي كبشة ؟ أين ابن أبي قحافة ؟ أين ابن الخطاب ؟ فقال عمر : هذا رسول الله ، وهذا أبو بكر ، وها أنا ذا عمر. فقال أبو سفيان : يوم بيوم بدر الأيام دول والحرب سجال. فقال عمر : لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. قال : إنكم لتقولون ذلك لقد خبنا إذاً وخسرنا ، ثم قال : لنا العزى ولا عزى لكم. فقال عمر: الله مولانا ولا مولى لكم ، ثم قال : قم يا ابن الخطاب أكلمك فقام ، فقال : أنشدك بدينك هل قتلنا محمداً؟ فقال: اللهم لا وإنه ليسمع كلامك ، قال : أنت أصدق عندي من ابن قمئة وكان أخبرهم أنه قتله ، ثم قال : ليس الذي تجدونه من المثلى في قتلاكم من رأس سراتنا ، ثم أدركته الحمية فقال : بل لم نكره ما كان منها ، وانصرف ، وقال : موعدكم البدر الصغرى في العام المقبل.
السبب في تخليق المساجد
أخبرنا أبو أحمد ، عن الجوهري ، عن أبي زيد ، عن عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن عمر بن سليم ، عن أبي الوليد قال: قلت لابن عمر: ما بدء الزعفران يطلى به المسجد ؟
فقال : رأى رسول الله نخامة في المسجد فقال : (ما أقبح هذا! من فعل هذا) ؟ فجاء صاحبها فحكها ، وطلاها بالزعفران ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هذا أحسن من ذلك).
وفي غير هذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكها بعرجون كان بيده وقال : (ائتوني عنبراً) فأتي به ، فجعله على رأس العرجون ولطخ به على أثر النخامة ، فمن هنالك جعلتم الخلوق في مساجدكم.
أول مـن أسـلم من المهـاجرين
قال أبو هلال العسكري :
اختلف في ذلك فروي أن أول من أسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وابو بكر الصديق رضي الله عنه وخديجة بنت خويلد رضي الله عنها من النساء .
اول من اسلم من الانصار
قال أبو هلال العسكري:
أخبرنا أبو أحمد بإسناده ، عن الواقدي قال : حدثنا بن أبي حنيفة عن داود بن الحصين قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ، فمر في أهل يثرب على يمينه نفر : معاذ بن عفراء ، وأسعد بن زرارة ، ورافع بن مالك ، وذكوان بن عبد قيس ، وعبادة بن الصامت ، ويزيد بن ثعلبه ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وعويمر بن ساعدة ، فعرض عليهم الإسلام فأسلم معاذ ، وقال رافع بن مالك : دعني أستخير ، فكتب على بعض سهامه محمد رسول الله وضرب بها فخرج المكتوب عليه ذلك ثلاث مرات فأسلم ، ثم أسلم الباقون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تمنعون لي ظهري حتى أبلغ رسالة ربي) فقالوا : إنما نحن أعداء متباغضون وإنما كان بعاث العام الأول ، وأن تقدم ونحن كذلك لا يكون لنا عليك اجتماع وموعدك الموسم من العام المقبل.
ثم قال رافع: اكتب لي بعض ما معك. قال: (إني لا أخط بيدي) قال: فأمل علي فإني آخذ الكلمة ، وكان الكامل في الجاهلية الشاعر الكاتب الرامي الذي يحسن العوم ، فأملي عليه وعلى ابن عفراء سورة يوسف وطه ، فقدموا المدينة فجاء رافع قومه وهم في مشرقة – أي في موضع القعود في الشمس بالشتاء- ، فقال : إني قد أهديت لكم هدية ما أهدى رجل لقومه خيراً منها إلا ابن عفراء ، فقرأ عليهم السورتين فرموه بالحجارة والمحايض – أي خرق الحيض- ، وكان إبناه خلاد ورفاعة أشد الناس عليه ثم أسلما وشهدا بدراً ، وقتل رافع يوم أحد أصابته رمية فلم يزل ضمناً – أي مريضاً - حتى مات في كلام هذا معناه.
أول من سمى القرآن مصحفاً
أول من سمى القرآن مصحفاً وأول من جمعه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، قال أبو هلال العسكري :
أخبرنا أبو أحمد ، عن الجوهري ، عن أبي زيد ، عن إبراهيم بن المنذر ، عن محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب قال : لما أصيب المسلمون باليمامة خاف أبو بكر أن يهلك طائفة من أهل القرآن ، وإنما كان في العسب والرقاع فأمر الناس فأتوه بما كان عندهم فأمر به فكتب في الورق ، فلما كان أيام عثمان كثر اختلاف الناس في القراءات ، فقالوا : حرف عبد الله وحرف أبي موسى ، فاستشار الصحابة فأشاروا عليه بجمع الناس على مصحف واحد ، فجمع ما كان بأيدي الناس من المصاحف وأحرقها أو قالوا غسلها ، وأمر سعد بن العاص ، وكان أفصح الناس فأملى على زيد بن ثابت فكتب مصاحف وفرقها على البلدان ، فأبو بكر أول من جمع القرآن وعثمان أول من جمع الناس على مصحف واحد في كلام هذا معناه.
والمصحف ، بالكسر لغة أهل الحجاز ، وهي رديئة لأنه أخرج مخرج ما يتبادل ويتعاطي باليد ، والمصحف أكرم من ذلك ، وأهل نجد يقولون : مصحف من قولك أصحفته فهو مصحف إذا جعلت بعضه على بعض وهي أعجب اللغتين إليّ .
وقالوا: أول من جمع القرآن عمر ، وكان لا يقبل من أحد شيئاً منه حتى يشهد شاهدان ، فمات عمر قبل أن يجمع .
وقد روينا أيضاً حديثاً دل على أن علياً عليه السلام أول من شرع في جمع القرآن. حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا الصولي قال : حدثنا الغلابي قال : حدثنا أحمد بن عيسى قال : حدثني عمي الحسين بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم تشاغل علي بدفنه ، فبايع الناس أبا بكر فجلس علي يجمع القرآن وكتبه في الخزف وأكتاف الإبل وفي الرق فمكث ثلاثة أيام ، واجتمعت بنو هاشم كلها معه ولم يبايعوا أبا بكر والزبير معهم ، فلما كان اليوم الثالث قال أبو بكر لعمر : قد تخلف بنو هاشم عني ولم يتم لي الأمر حتى يبايعوني ، فجاءا إلى علي فدخلا عليه ، فقال أبو بكر: أبا حسن ما أبطأ بك عنا ؟ قال : يا أبا بكر ما كنت أظن أنك تقدم على أمر وأنا فيكم. قال: أبا حسن أكرهت إمارتي ؟ ابسط يديك أبايعك. قال: أو تفعل ذلك ؟ قال : نعم. قال : ما كنت لأفعل. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رضيك لديننا فرضيناك لدنيانا ، ما كان يخلفني عن بيعتك كراهة مني لها ، ولكن كنت أجمع ما أنزل الله على نبيه عليه السلام من القرآن وهو ذا قد جمعته في هذه الصحيفة الملأى ، ثم بايعه ، كذا سمعته. والصواب فيها (هو ذا) قد جمعته ولا يقال (وهو ذا).
والصواب أن هذا الخبر عن علي رضي الله عنه موضوع لا أصل له، فيه الحسين بن زيد بن علي ومحمد بن زكريا الغلابي وكلاهما من الضعفاء. والمتن منكر جداً، نقلاً عن محقق الكتاب باختصار.
اول من تكلم به في المدينة
قال أبو هلال العسكري:
عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله [ أي ذهبوا إليه مسرعين ] ، فقالوا : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجئت في الناس ، فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس وجه كذاب ، وكان أول شيء تكلم به أن قال : ( أيها الناس ، أطعموا الطعام ، وأفشوا السلام ، وصلوا الأرحام ، وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام )
أول خمـس خمّسـه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو أحمد ، عن عبد الله بن العباس ، عن الفضل ، عن إبراهيم ، عن الواقدي قال : قال عبد الله بن جحش :
دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى العشاء ، فقال : (واف مع الصبح أبعثك وجهاً) فوافيت ومعي سيفي وقوسي ، فصلى النبي بالناس الصبح ، فانصرف فوجدني سبقته واقفاً عند بابه واجداً نفراً معي من قريش ، فدعا أبي بن كعب فكتب كتاباً وأعطانيه وقال : (استعملتك على هؤلاء النفر ، فامض حتى إذا سرت ليلتين فانشر كتابي ، ثم امض لما فيه واسلك النجدية) .
قال : فانطلق حتى إذا كان ببئر أبي ضمرة قرأ الكاتب ، فإذا فيه (سر حتى تأتي بطن نخلة على اسم الله وبركته ، ولا تكرهن أحداً من أصحابك، فترصد بها عيراً لقريش) فقدموها فصادفوا العير ففزع أصحابها ، فحلق بعض الصحابة رأسه ليقولوا إنما هم عمار ، فأمنوا ثم قاتلوهم في آخر يوم من رجب ، وقالوا : إن أخرنا دخلوا الحرم .
فأنكر المشركون ذلك وقالوا : أحل محمد من الشهر الحرام ما كان يحرم ، وورد عبد الله بن جحش بالخمس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقسم الباقي بين أصحابه ، فكان أول خمس خمّسه ، فلما أكثر المشركون واليهود الإنكار لما كان منهم من القتل والسبي في رجب أنزل الله تعالى في عذرهم : { يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصد عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل } يعني الكفر ، ففرح المسلمون وسكنوا .
وقد قتل يومئذ عمرو بن الحضرمي ، وهو أول قتيل قتل منهم ، وأسر عثمان بن عبد الله بن المغيرة والحكم بن كيسان ، فكانا أول أسيرين أسرا في الإسلام ، وأسلم الحكم بن كيسان ، ورجع عثمان بن عبد الله كافراً بعد أن فودي ، وكانت غنيمة أهل نخلة أول غنيمة غنمها المسلمون.
أول لواء عقده النبي صلى الله عليه وسلم
أخبرنا أبو القاسم عن العقدي، عن أبي جعفر ، عن المدائني عن رجاله قال :أول لواء عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء أبيض لحمزة بن عبد المطلب ، حمله مرثد حليف حمزة، في السنة التي هاجر فيها ، في شهر رمضان.
بعثه في ثلاثين رجلاً من المهاجرين يعترض عير قريش مقبلة من الشام، فلقي أبا جهل وأبا سفيان في ثلاثمائة ، فحجز مجدي بن عمرو الجهني بينهم ، فانصرفوا من غير قتال .
وكان رايته يوم حنين سوداء من برد لعائشة، وأول ما عقدت الرايات يومئذ وكانت قبل ذلك الألوية.
أول غزوة غزاها النبي صـلى الله عليه وسـلم بنفسه
أول غزوة غزاها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الأبواء ، وهي غزوة ودان .
أول هدية للنبي عليه السلام بالمدينة
قال أبو هلال العسكري
أخبرنا أبو القاسم ، عن العقدي ، عن أبي جعفر ، عن بعض رجاله قال :
أول هدية أهديت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية زيد بن ثابت قصعة مثرودة خبزاً وسمناً ولبناً .
ثم هدية سعد بن عبادة ، قصعة ثريد عليها عراق – والعراق : عظم عليه لحم ، وكذلك العرق بالفتح –.
وهدية فروة بن عمرو الخزامي حين أسلم بعث إليه بثياب فيها قباء سندس محوص بالذهب وفرس وحمار وبغلة شهباء ، فكانت أول شهباء رؤيت في المدينة .
وكان فروة عاملاً من قبل الروم على عمان من أرض البلقاء ، فقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم الثياب بين نسائه ، وأعطى منها أبا بكر ، ووهب الفرس لأبي أسعد الساعدي ، وأعطى القباء مخرمة ، ومات الحمار عند منصرفه من حجة الوداع .
وبلغ ملك الروم صنيع فروة فأراده على الرجوع إلى دينه فأبى فأمر بصلبه فقال حين يصلب :
ألا هل أتى هنداً ًبأن خليلها..على ماء عفر فوق إحدى الرواحل
على ناقة لا يضرب الفحل أمها......مشربة أطرافها بالمناجل
أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم في الاسلام
أول من كتب بسم الله الرحمن الرحيم محمد صلى الله عليه وسلم:
أخبرنا أبو أحمد قال:
أخبرنا الصولي قال: سألت أبا خليفة عن كتاب بسم الله الرحمن الرحيم قال: سئل ابن عائشة عن ذلك فقال : حدثني أبي أن قريشاً كتبت في جاهليتها باسمك اللهم ، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يكتب كذلك.
ثم أنزلت : ( بسم الله مجريها ومرساها) فأمر أن يكتب في صدور الكتب بسم الله ، ثم نزلت : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) فكتب بسم الله الرحمن، ثم نزلت : (إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم) فجعل ذلك في صدور الكتب، ثم كتب في أول كل سورة من سور القرآن سوى براءة- لتشبهها بالأنفال- .
ومعنى بسم الله أي أبدأ بسم الله فحذف
أول ما جالت خيل النبي صـلى الله عليـه وسـلم وأول من قتل بيده يوم أحد
أخبرنا أبو أحمد ، عن عبدالله ، عن الفضل ، عن إبراهيم ، عن الواقدي. وأبو القاسم ، عن العقدي ، عن أبي جعفر ، عن المدائني عن رجالهم قالوا:
خرجت قريش في شوال سنة ثلاث من مكة حنقين يطلبون ثأرهم ببدر في ثلاث آلاف ، وفيهم مائتا فرس ، وقيل مائة وسبعمائة دارع ، فلما دنوا من المدينة راح رسول الله صلى الله عليه وسلم حين صلى الجمعة في سبعمائة ولواؤه مع علي بن أبي طالب وفيهم فرسان فرس لرسول الله وفرس لأبي بردة بن (نيار).
فلما صلى الغداة يوم السبت قدم لواءه والتقى الجمعان ، فقتل من المشركين تسعة ثم انهزموا وحوى المسلمون عسكرهم ، فبصر خالد بن الوليد وهو على خيل المشركين خلو موضع الرماة ، فحمل على المسلمين فانكشفوا وقتل أربعة من المهاجرين. حمزة بن عبد المطلب ، وعبد الله بن جحش ، وشماس بن عثمان ، ومصعب بن عمير ، وستة وستين رجلاً من الأنصار ، وأصيبت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم ، وشج في وجنته ، وعلاه ابن قمئة بالسيف فوقاه طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه فسلت أصبعه- أي قطعته - .
وسار رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه في الوادي وتبعه أبي بن خلف ، فعطف عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده حربه فطعنه بها طعنة خفيفة فوجد منها ألماً شديداً ، فقيل له : ما عليك بأس لو كانت هذه بعين أحدنا لم يألم ، فقال : لو أن ما أجده بجميع الناس لماتوا ثم مات ، فلما أراد المشركون الانصراف أشرف أبو سفيان على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرض الجبل فنادى بأعلى صوته:اعل هبل ، فقال عمر بن الخطاب : الله أعلى وأجل ، فقال : قد أنعمت يا ابن الخطاب ، ثم قال : أين ابن أبي كبشة ؟ أين ابن أبي قحافة ؟ أين ابن الخطاب ؟ فقال عمر : هذا رسول الله ، وهذا أبو بكر ، وها أنا ذا عمر. فقال أبو سفيان : يوم بيوم بدر الأيام دول والحرب سجال. فقال عمر : لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار. قال : إنكم لتقولون ذلك لقد خبنا إذاً وخسرنا ، ثم قال : لنا العزى ولا عزى لكم. فقال عمر: الله مولانا ولا مولى لكم ، ثم قال : قم يا ابن الخطاب أكلمك فقام ، فقال : أنشدك بدينك هل قتلنا محمداً؟ فقال: اللهم لا وإنه ليسمع كلامك ، قال : أنت أصدق عندي من ابن قمئة وكان أخبرهم أنه قتله ، ثم قال : ليس الذي تجدونه من المثلى في قتلاكم من رأس سراتنا ، ثم أدركته الحمية فقال : بل لم نكره ما كان منها ، وانصرف ، وقال : موعدكم البدر الصغرى في العام المقبل.
السبب في تخليق المساجد
أخبرنا أبو أحمد ، عن الجوهري ، عن أبي زيد ، عن عبد الصمد بن عبد الوارث ، عن عمر بن سليم ، عن أبي الوليد قال: قلت لابن عمر: ما بدء الزعفران يطلى به المسجد ؟
فقال : رأى رسول الله نخامة في المسجد فقال : (ما أقبح هذا! من فعل هذا) ؟ فجاء صاحبها فحكها ، وطلاها بالزعفران ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (هذا أحسن من ذلك).
وفي غير هذا الإسناد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حكها بعرجون كان بيده وقال : (ائتوني عنبراً) فأتي به ، فجعله على رأس العرجون ولطخ به على أثر النخامة ، فمن هنالك جعلتم الخلوق في مساجدكم.
أول مـن أسـلم من المهـاجرين
قال أبو هلال العسكري :
اختلف في ذلك فروي أن أول من أسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وابو بكر الصديق رضي الله عنه وخديجة بنت خويلد رضي الله عنها من النساء .
اول من اسلم من الانصار
قال أبو هلال العسكري:
أخبرنا أبو أحمد بإسناده ، عن الواقدي قال : حدثنا بن أبي حنيفة عن داود بن الحصين قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة ، فمر في أهل يثرب على يمينه نفر : معاذ بن عفراء ، وأسعد بن زرارة ، ورافع بن مالك ، وذكوان بن عبد قيس ، وعبادة بن الصامت ، ويزيد بن ثعلبه ، وأبو الهيثم بن التيهان ، وعويمر بن ساعدة ، فعرض عليهم الإسلام فأسلم معاذ ، وقال رافع بن مالك : دعني أستخير ، فكتب على بعض سهامه محمد رسول الله وضرب بها فخرج المكتوب عليه ذلك ثلاث مرات فأسلم ، ثم أسلم الباقون ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (تمنعون لي ظهري حتى أبلغ رسالة ربي) فقالوا : إنما نحن أعداء متباغضون وإنما كان بعاث العام الأول ، وأن تقدم ونحن كذلك لا يكون لنا عليك اجتماع وموعدك الموسم من العام المقبل.
ثم قال رافع: اكتب لي بعض ما معك. قال: (إني لا أخط بيدي) قال: فأمل علي فإني آخذ الكلمة ، وكان الكامل في الجاهلية الشاعر الكاتب الرامي الذي يحسن العوم ، فأملي عليه وعلى ابن عفراء سورة يوسف وطه ، فقدموا المدينة فجاء رافع قومه وهم في مشرقة – أي في موضع القعود في الشمس بالشتاء- ، فقال : إني قد أهديت لكم هدية ما أهدى رجل لقومه خيراً منها إلا ابن عفراء ، فقرأ عليهم السورتين فرموه بالحجارة والمحايض – أي خرق الحيض- ، وكان إبناه خلاد ورفاعة أشد الناس عليه ثم أسلما وشهدا بدراً ، وقتل رافع يوم أحد أصابته رمية فلم يزل ضمناً – أي مريضاً - حتى مات في كلام هذا معناه.
أول من سمى القرآن مصحفاً
أول من سمى القرآن مصحفاً وأول من جمعه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، قال أبو هلال العسكري :
أخبرنا أبو أحمد ، عن الجوهري ، عن أبي زيد ، عن إبراهيم بن المنذر ، عن محمد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب قال : لما أصيب المسلمون باليمامة خاف أبو بكر أن يهلك طائفة من أهل القرآن ، وإنما كان في العسب والرقاع فأمر الناس فأتوه بما كان عندهم فأمر به فكتب في الورق ، فلما كان أيام عثمان كثر اختلاف الناس في القراءات ، فقالوا : حرف عبد الله وحرف أبي موسى ، فاستشار الصحابة فأشاروا عليه بجمع الناس على مصحف واحد ، فجمع ما كان بأيدي الناس من المصاحف وأحرقها أو قالوا غسلها ، وأمر سعد بن العاص ، وكان أفصح الناس فأملى على زيد بن ثابت فكتب مصاحف وفرقها على البلدان ، فأبو بكر أول من جمع القرآن وعثمان أول من جمع الناس على مصحف واحد في كلام هذا معناه.
والمصحف ، بالكسر لغة أهل الحجاز ، وهي رديئة لأنه أخرج مخرج ما يتبادل ويتعاطي باليد ، والمصحف أكرم من ذلك ، وأهل نجد يقولون : مصحف من قولك أصحفته فهو مصحف إذا جعلت بعضه على بعض وهي أعجب اللغتين إليّ .
وقالوا: أول من جمع القرآن عمر ، وكان لا يقبل من أحد شيئاً منه حتى يشهد شاهدان ، فمات عمر قبل أن يجمع .
وقد روينا أيضاً حديثاً دل على أن علياً عليه السلام أول من شرع في جمع القرآن. حدثنا أبو أحمد قال : حدثنا الصولي قال : حدثنا الغلابي قال : حدثنا أحمد بن عيسى قال : حدثني عمي الحسين بن زيد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده قال : لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم تشاغل علي بدفنه ، فبايع الناس أبا بكر فجلس علي يجمع القرآن وكتبه في الخزف وأكتاف الإبل وفي الرق فمكث ثلاثة أيام ، واجتمعت بنو هاشم كلها معه ولم يبايعوا أبا بكر والزبير معهم ، فلما كان اليوم الثالث قال أبو بكر لعمر : قد تخلف بنو هاشم عني ولم يتم لي الأمر حتى يبايعوني ، فجاءا إلى علي فدخلا عليه ، فقال أبو بكر: أبا حسن ما أبطأ بك عنا ؟ قال : يا أبا بكر ما كنت أظن أنك تقدم على أمر وأنا فيكم. قال: أبا حسن أكرهت إمارتي ؟ ابسط يديك أبايعك. قال: أو تفعل ذلك ؟ قال : نعم. قال : ما كنت لأفعل. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم رضيك لديننا فرضيناك لدنيانا ، ما كان يخلفني عن بيعتك كراهة مني لها ، ولكن كنت أجمع ما أنزل الله على نبيه عليه السلام من القرآن وهو ذا قد جمعته في هذه الصحيفة الملأى ، ثم بايعه ، كذا سمعته. والصواب فيها (هو ذا) قد جمعته ولا يقال (وهو ذا).
والصواب أن هذا الخبر عن علي رضي الله عنه موضوع لا أصل له، فيه الحسين بن زيد بن علي ومحمد بن زكريا الغلابي وكلاهما من الضعفاء. والمتن منكر جداً، نقلاً عن محقق الكتاب باختصار.
اول من تكلم به في المدينة
قال أبو هلال العسكري:
عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة انجفل الناس قبله [ أي ذهبوا إليه مسرعين ] ، فقالوا : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجئت في الناس ، فلما رأيت وجهه عرفت أنه ليس وجه كذاب ، وكان أول شيء تكلم به أن قال : ( أيها الناس ، أطعموا الطعام ، وأفشوا السلام ، وصلوا الأرحام ، وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا الجنة بسلام )