ALcATRAZ
12-08-2004, 07:32 PM
"سفراء الأرض"رواية قديمة تدور احداثها في المستقبل.
ففي عام 2400تكتشف المراصد الفلكية نيزكا ضخما ينطلق نحو الارضي بسرعة خارقة. وبسبب حجمه الهائل وسرعته الكبيرة يدرك العلماء انه سيتسبب في تدمير الحياة على الكوكب الأرض (مثلما تسبب نيزك مشابه في اندثار معظم المخلوقات قبل 65مليون عام). وحينها اجتمع قادة الدول للتداول في هذه الازمة الطارئة - وفي النهاية - لم يجدوا امامهم غير حل واحد.
اختيار شاب وشابة من كل دولة وإرسالهم في سفينة فضائية الى احد الكواكب البعيدة لتأسيس حضارة بشرية جديدة. وقد روعي في عملية الاختيار - التي تمت على عجل - توازن الاعراق وتساوي الاديان وتعادل الثقافات واللغات. كما روعي في اختيار الشباب (ممن سيحملون بذرة الحياة) الكمال الجسماني والقدرة على الانجاب والخلو من العيوب الوراثية والخلقية.. وفي الوقت الذي ضرب فيه النيزك كوكب الارض - وحوله الى كتلة من الجحيم أحرقت 24مليار انسان - كانت مركبة "السفراء" تخرج من وسط اللهب في رحلة طويلة لبدء حياة جديدة.
ورغم ان احداث الرواية تدور في المستقبل الا انها تكرار مطور لسفينة نوح - حيث يتم اصطفاء المخلوقات لبدء حياة جديدة بعد الطوفان -.. وبين سفينة نوح العتيقة - وسفينة السفراء المتقدمة - ظهرت في عصرنا الحالي مشاريع حقيقية لحفظ بذور الحياة لفترة (ما بعد الكارثة).
ففي سنوات الحرب الباردة - وفيما كانت دول اوروبا تبني ملاجئ ضد الهجمات النووية - دعت السويد شبابها الى تجميد (ودفن) بويضاتهم وحيواناتهم المنوية لتخصيبها عند الحاجة. وفي نهاية القرن العشرين - وضمن الاحتفال بنهاية الالفية الثانية - دفنت مدينة ستراسبورج في فرنسا كبسولة زمنية تضم اصولاً وراثية لابناء المدينة (وكبسولة الزمن مصطلح يطلق على كل حاوية تضم مقتنيات من الزمن الحاضر تدفن في الارض ليفتحها ابناء المستقبل)!!
اما آخر محاولة من هذا النوع - وان لم تطل الانسان بعد - فتم الإعلان عنها في بريطانيا في يوليو الماضي؛ فمن خلال مشروع تبنته جامعة توتنجهام يسعى الخبراء الى تخزين الاصول الوراثية للكائنات المهددة بالانقراض من خلال تجميد انسجتها واعضائها المهمة. ففي عصرنا الحالي يتسارع معدل انقراض المخلوقات لدرجة ان بعض العلماء يرون اننا نعيش في موجة انقراض سادسة (حيث مرت الارض بخمس موجات سابقة سببت إحداها اختفاء الديناصورات).
ويأمل القائمون على هذا المشروع (ويطلق عليه الفلك المجمد) ان تتمكن اجيال المستقبل من استنساخ هذه المخلوقات بفضل اصولها الوراثية المحفوظة في حاويات خاصة (حسب وكالة رويترز في 26يوليو المنصرم)!!
على اي حال قد يكون الفراعنة (والايسلنديون لاحقا) هم اصحاب الاسبقية في حفظ اصولهم الوراثية - طمعاً في الانتقال بسلام الى العالم الآخر. فالمقابر التي شيدها الفراعنة قبل 4000عام ضمت موميات خزنت بحرص لتجاوز جميع الكوارث التي ستحصل على سطح الارض (- وما تزال الاهرامات في نظري اعظم ثلاث كبسولات زمنية لم تبح بأسرارها بعد).. اما الآيسلنديون فقد دأبوا خلال الالفي عام الماضية على الاحتفاظ بأجزاء من رفات اسلافهم ويملكون اليوم ارشيفا وطنيا تجاوزت محتوياته 277ألف عينة بشرية (كان يحتفظ بها المواطنون في بيوتهم حتى وقت قريب)!!
إذاَ.. قد تكون سفينة نوح اقدم محاولة لإنقاذ بذور الحياة؛ ولكنها منذ ذلك الحين لا تزال تظهر بأشكال مختلفة!
.
منقول
ففي عام 2400تكتشف المراصد الفلكية نيزكا ضخما ينطلق نحو الارضي بسرعة خارقة. وبسبب حجمه الهائل وسرعته الكبيرة يدرك العلماء انه سيتسبب في تدمير الحياة على الكوكب الأرض (مثلما تسبب نيزك مشابه في اندثار معظم المخلوقات قبل 65مليون عام). وحينها اجتمع قادة الدول للتداول في هذه الازمة الطارئة - وفي النهاية - لم يجدوا امامهم غير حل واحد.
اختيار شاب وشابة من كل دولة وإرسالهم في سفينة فضائية الى احد الكواكب البعيدة لتأسيس حضارة بشرية جديدة. وقد روعي في عملية الاختيار - التي تمت على عجل - توازن الاعراق وتساوي الاديان وتعادل الثقافات واللغات. كما روعي في اختيار الشباب (ممن سيحملون بذرة الحياة) الكمال الجسماني والقدرة على الانجاب والخلو من العيوب الوراثية والخلقية.. وفي الوقت الذي ضرب فيه النيزك كوكب الارض - وحوله الى كتلة من الجحيم أحرقت 24مليار انسان - كانت مركبة "السفراء" تخرج من وسط اللهب في رحلة طويلة لبدء حياة جديدة.
ورغم ان احداث الرواية تدور في المستقبل الا انها تكرار مطور لسفينة نوح - حيث يتم اصطفاء المخلوقات لبدء حياة جديدة بعد الطوفان -.. وبين سفينة نوح العتيقة - وسفينة السفراء المتقدمة - ظهرت في عصرنا الحالي مشاريع حقيقية لحفظ بذور الحياة لفترة (ما بعد الكارثة).
ففي سنوات الحرب الباردة - وفيما كانت دول اوروبا تبني ملاجئ ضد الهجمات النووية - دعت السويد شبابها الى تجميد (ودفن) بويضاتهم وحيواناتهم المنوية لتخصيبها عند الحاجة. وفي نهاية القرن العشرين - وضمن الاحتفال بنهاية الالفية الثانية - دفنت مدينة ستراسبورج في فرنسا كبسولة زمنية تضم اصولاً وراثية لابناء المدينة (وكبسولة الزمن مصطلح يطلق على كل حاوية تضم مقتنيات من الزمن الحاضر تدفن في الارض ليفتحها ابناء المستقبل)!!
اما آخر محاولة من هذا النوع - وان لم تطل الانسان بعد - فتم الإعلان عنها في بريطانيا في يوليو الماضي؛ فمن خلال مشروع تبنته جامعة توتنجهام يسعى الخبراء الى تخزين الاصول الوراثية للكائنات المهددة بالانقراض من خلال تجميد انسجتها واعضائها المهمة. ففي عصرنا الحالي يتسارع معدل انقراض المخلوقات لدرجة ان بعض العلماء يرون اننا نعيش في موجة انقراض سادسة (حيث مرت الارض بخمس موجات سابقة سببت إحداها اختفاء الديناصورات).
ويأمل القائمون على هذا المشروع (ويطلق عليه الفلك المجمد) ان تتمكن اجيال المستقبل من استنساخ هذه المخلوقات بفضل اصولها الوراثية المحفوظة في حاويات خاصة (حسب وكالة رويترز في 26يوليو المنصرم)!!
على اي حال قد يكون الفراعنة (والايسلنديون لاحقا) هم اصحاب الاسبقية في حفظ اصولهم الوراثية - طمعاً في الانتقال بسلام الى العالم الآخر. فالمقابر التي شيدها الفراعنة قبل 4000عام ضمت موميات خزنت بحرص لتجاوز جميع الكوارث التي ستحصل على سطح الارض (- وما تزال الاهرامات في نظري اعظم ثلاث كبسولات زمنية لم تبح بأسرارها بعد).. اما الآيسلنديون فقد دأبوا خلال الالفي عام الماضية على الاحتفاظ بأجزاء من رفات اسلافهم ويملكون اليوم ارشيفا وطنيا تجاوزت محتوياته 277ألف عينة بشرية (كان يحتفظ بها المواطنون في بيوتهم حتى وقت قريب)!!
إذاَ.. قد تكون سفينة نوح اقدم محاولة لإنقاذ بذور الحياة؛ ولكنها منذ ذلك الحين لا تزال تظهر بأشكال مختلفة!
.
منقول