المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاش الرسامين فناني الكاريكاتير ( 5 ) : سليمان المالك



aziz rash
14-08-2004, 01:28 AM
ارتبط ظهور الكاريكاتير بظهور الصحافة، وهو يعتمد على موقف الفنان من حدث معين يبدأ بومضة في فكره ثم يتحول إلى لوحة تختزل الموضوع وكثيراً ما ترافقها عبارة بسيطة تمنح اللوحة تعبيراً أدق· وفنان الكاريكاتير لابد أن يتمتع بالذكاء وسرعة البديهة والقدرة على الالتقاط النافع والتناول المفصح·
والفنان القطري سلمان المالك فنان تشكيلي ورسام كاريكاتير، فنان مثابر صنع ألقه الفني بنفسه وبنى تاريخه معتمداً على قدراته في استكشاف مكامن القوة في هذه اللوحة الكاريكاتيرية أو تلك، لم يكن تلميذا لأحد سوى لحدسه الفني الذي يزيل عن الأشياء ضبابيتها ويمنحها دلالتها الحقيقية أنه يحمل عين الناقد وروح الفنان، لكنه يعتز بتتلمذه عن بعد على رسومات الراحل ناجي العلي دون غيره، فكان نموذجه الذي يسعى للوصول إلى مكانته، وإذا كان رحيل الفنان العلي المبكر فجع المتعاملين بالثقافة فإنه ترك بصماته الواضحة هنا وهناك في وجدان الناس ومن خلال ريشة الفنانين من بعده·
سليمان المالك فنان يثق بريشته التي لا تخونه فهي تعبر عن النبض الصادق، وان ازعجت احياناً من أزعجت، وهو غير مستعد لمراجعة ما رسمه لأنه موقفه في لحظة من لحظات ألق الفنان وصفائه، إنه يرى أن فنان الكاريكاتير يسير في حقل ألغام لا يدري متى ينفجر فيه·
فنان يأخذه الفن بعيداً في أجوائه حتى يبعده أحياناً عن بيته وأولاده، انه طراز خاص من العشاق، عشاق الفن·
وهو لا يرى الفن ترفاً وجمالاً بل يدرك تماماً ما له من وظيفة مهمة تقوم على الهدم و البناء عند المتلقي هدم ما هو سلبي وبناء واعلاء ما هو ايجابي، فالفن يرتقي بالمجتمعات عن طريق الأخذ بها نحو جماليات الحياة وجانبها المشرق، وإن بدت بعض المعالجات لا تخلو من التشاؤم أحيانا، غير أنه تشاؤم يفضي إلى مستقبل أكثر اشراقاً وسعادة أنه محاولة لتشكيل الواقع من جديد وفق رؤية الفنان وحدسه المرهف·
يسعى الفنان سلمان إلى التعامل مع الواقع دون أن يعني ذلك بحثه عن المباشر والعادي من الاشياء انه يقدم رؤيته بوعي وحرفة يستمدها من تاريخه الفني الطويل·
هذا الفنان صاحب التاريخ الطويل والكم الهائل من الجوائز ما كان يحقق كل ذلك لولا المثابرة على العمل والعطاء بلا حدود والأمل الكبير في مستقبل هذه الأمة رغم كل منغصات الواقع·
التقينا الفنان سلمان المالك في مكتبه في المركز الشبابي للابد اع الفني وهي مؤسسة شبابية يرأس الفنان المالك مجلس ادارتها، ورغم حداثة تأسيسها لكنها أسهمت في صقل الكثير من الشباب ومازالت هناك طموحات كثيرة لتطوير هذه المؤسسة التي استطاعت استقطاب الكثيرين إليها·

ü تداخل ما هو سياسي مع ما هو اجتماعي يجعل الحياة أكثر تشابكاً وتعقيداً، وفن الكاريكاتير يتعامل مع الاثنين، فأي الاشكال أكثر تعبيراً في نظرك عند المتلقي السياسي أم الاجتماعي؟
üü في البداية لابد من القول أن فن الكاريكاتير مشروع سياسي، وكل كاريكاتير يجب أن يكون محرضاً وبالتالي فإنه سيأخذ طابع العمل السياسي أو العمل التحريضي، وهذا في تقديري هو فن الكاريكاتير الصادق وليس الكاريكاتير الساذج أو الباحث عن قهقهة الآخرين المجانية·
فحديثي عن فن الكاريكاتير الملتزم الذي يقف في صدق مع رجل الشارع ويصبر عن هواجسه وأمانيه، لذلك أنا أرفض هذه التقسيمات· وكل كاريكاتير يمس مشاعر الناس ويصل إلى قلوبهم ويخلق بينه وبينهم تفاعلاً بناء هو في حد ذاته مشروع ناجح وملتزم وصادق · هكذا أفهم فن الكاريكاتير الذي أسعى إليه وأشعر من خلاله بأنني أسير في الطريق الصحيح·

الكاريكاتير والنقل

ü فن الكاريكاتير فن ناقد أولاً ويسعى إلى تصحيح وضع ما، فهل تجد صدى لما ترسمه من كاريكاتير عند الآخرين الناس والمسؤولين، فكلاهما معنيان بهذا الهم؟
üü طبعاً من خلال ما أقوم به خلال 15 سنة من العمل في الصحافة اليومية في قطر كان لابد أن يكون له تأثير، وكانت هناك مطبات كثيرة وكان هناك شجن، كما كان هناك اطراء من الآخرين على ما اقدم هذا الاطراء الذي يرضي غروري كفنان واشعر أن هناك صدى لما اقدم، وهو ليس كل ما اصبو إليه فأنا دائم التطلع21 لوحة كاريكارتيرية تعطيني فضاءات أوسع، فهناك أعمل تحرك الشارع فعلى سبيل المثال قامت الدنيا ولم تقعد على مستوى الوطن العربي عندما انتقدت شيخ الأزهر في كاريكاتير لي إلى الحد الذي أصدر فيه الأزهر قراراً ضدي، وبغض النظر عن الكاريكاتير ومعناه والحدث هذا دليل على أن ما أقدمه له تأثير في الناس·
هناك رسومات تحسست فيها مناطق مجهولة وتجاوزت فيها خطوطاً حمراء وسرت في حقول الغام وكل هذا خلال الاعوام الماضية وأنت تعرف أنك تعيش في مجتمع أشبه بالأواني المستطرقة، ما تقوله اليوم يحسب لك غداً أو بعد عشر سنوات· في مجتمعات كهذه تكون مهمة فنان الكاريكاتير أو المبدع بشكل عام مهمة صعبة، فأمامه محاذير كثيرة عندما يتعامل مع العملية الإبداعية فهذه الأمور تقلل اضاءة الابداع وتألقه، وهذا ما يؤثر على جودة الابداع فما بالك بالتعامل مع الكاريكاتير الذي يعتمد على السخرية بعيداً عن الرومانسية، وهو فن تصادمي يبرز المشكلات دون أن يهادن، لذا فإن على رسام الكاريكاتير أن يكون دبلوماسياً أو مثل بهلوان يسير على حبل السيرك وعليه أن يتوازن حتى لا يقع قبل الوصول إلى غايته فالوسائل صعبة والطرق صعبة، تجد الكثير يمدحونك لكن ما أن تصل إليهم في النقد حتى ينقلبوا ضدك، لذا فإني أجد أن فن الكاريكاتير فن مؤثر وقد رسمت رسوماً أثرت في مجتمعي بشكل أو بآخر·

مناخ الحرية

ü ألا تجد ان فسحة الحرية في قطر اتاحت لك فناناً مبدعاً وأن تزيد من ابداعك؟
üü لا أنكر انني أعيش في السنوات الأخيرة ولا ازال عصري الذهبي في تعاملي مع لوحة الكاريكاتير، وقد يغبطني أو يحسدني زملائي في الوطن العربي على هذه الفسحة من الحرية وعلى هذا الهامش الطيب الذي نستطيع من خلاله التعامل مع الكاريكاتير أو مع الكلمة الصادقة·
غير أن هناك نظرة خاصة ينظر بها الناس إلى فناني الكاريكاتير فهم مثل الصعاليك الذين قرأنا عنهم في أدبنا العربي تجدهم متمردين على السلطة لكنهم قريبون من الشعب، وكذلك فنان الكاريكاتير فمتى ما رضت السلطة عنه فلابد إنه فنان فاشل وهو بالتالي لا يؤدي دوره وهناك خلل ما· أي أن الاختلاف بين الفنان والسلطة ضروري لكي نصدق هذا الفنان، وهنا لا أقصد النقد لمجرد النقد ولكن يجب أن يقف مع الناس في همومهم واحلامهم· كما أن الفنان يجب ألا يضع نفسه في مواقف قد يمنع على أثرها ولابد أن يتمتع بقدر كاف من الذكاء يؤهله لايجاد صيغة يمرر خلالها صوت الناس من خلال فنه، حتى لا يخسر موقعاً مهماً وقد يأتي من يهادن ويطبل·

التحدي اليومي

ü للفنان سلمان المالك حضوره اليومي في الصحافة، فناناً مبدعاً في مجال الكاريكاتير، هل صادف أنك تعجز عن أن تجد موضوعاً يومياً، وكيف يتسنى لك اقتناص كل هذا الكم من اللوحات؟
üü شكراً على هذا السؤال فعندما أقلب ارشيقي وأجد هذا الكم الهائل من الرسومات على مدار سنوات عديدة منذ تخرجي من الجامعة وعملي في الصحافة اليومية وأنا أرسم وأرسم، ولا أتصور انني اتصفح جريدة الصباح ولا أجد رسماً لي، فقد تعودت أن أجد مع قهوة الصباح رسومي في الصحف كل يوم، فالقضية قضية التزام وتعود واحساس بأنك تنفس عن نفسك وعن الآخرين، كثير من القراء يتصلون ويقولون انهم كانوا ينوون عمل كذا وقول كذا وأنت قلته وأرحتنا ونحن نشكرك· وآخر يقول انه اعجب برسم لي وكبره ووضعه في المجلس أو في مكتبه لأنه وجده يقول ما يريد هو قوله، وهذا الكلام يسعدني تماماً، وإذا كانت مهنة الكاريكاتير مهنة غير مربحة مادياً لكنها في النهاية أكثر ربما من خلال ردود الأفعال التي ذكرتها·

بين الكاريكاتير والتشكيل

ü أعمالك الفنية التشكيلية تفصح عن فنان من نوع خاص اين تجد نفسك أكثر في الفن التشكيلي أم في الكاريكاتير؟
üü أنا أجد لوحاتي التشكيلية حاجة ابداعية، فأنا أشعر برغبة في الرسم وأحمد الله أن الفن التشكيلي والكاريكاتير ليس مصدر رزقي وأولادي فأنا موظف، وأجد متعة فيما ارسم، ولا أجد أن هناك قيوداً عليّ أو على فني - فإذا أردت أن ارسم لوحة فنية فأحضرخامة وارسم وكذلك عندما ارسم كاريكاتير فلا حدود أو قواعد لعملي·
ü ألا تعتقد أن الفن التشكيلي يحتاج إلى حالة من الاسترخاء الذهني في حين ان الكاريكاتير يحتاج إلى تركيز أم أنك لا تجد فصلاً بين الاثنين؟
üü حتى أعمالي التشكيلية هي مشروع نقدي، فلوحاتي معظمها عن المرأة، المرأة باعتبارها مشروعاً مظـلوما لأنها لم تأخذ دورها الريادي ولم يكن لها حضور في مشروع التنمية، لكنك لو عدت إلى الماضي إلى التراث تجدها موجودة غير أنها الآن مغيبة ومهمشة، فالمرأة في اللوحة تجدها جامدة لا تتحرك، مثل برميل نفط لا روح فيها ولا حياة، تلك هي أعمالي التشكيلية، فالمرأة مسلوبة الارادة، إنسان غير منتج رغم أنها الحبيبة والأم والوطن، وتعاملي مع المرأة بعيد عن النواحي الحسية، ولكنها بشكل عام هي وطن لنا وحضن دافىء أي أن التركيز على الجانب الانساني للمرأة ولا شيء سواه، فتصور أن كل هذه المشاعر الفياضة وهي مبعدة عن المشاركة في التنمية·

ثقافة وحضارة وجمال

ü إذن فأنت لا تنظر إلى الفن التشكيلي كونه قيماً جمالية وإنما لابد أن يكون هادفاً أيضاً؟
üü بالضبط، لقد اكتشفت بعد فترة طويلة من التعامل مع اللوحة التشكيلية ما وصلت إليه دون أن ادرك ذلك· فأنا مشروع لفنان ساخط، فنان غير خاضع إلا لفنه فأنا لا ارتاد المجتمعات المخملية ولا تعنيني ثناء فلان وفلان في معرض تشكيلي بقدر ما يعنيني أن أحل مشكلة داخلية مع نفسي وهو ما يعنيني أكثر، أما ثناء الصالونات المترفة والفنادق خمسة نجوم التي تقام فيها المعارض وتوزع فيها كتيبات أنيقة وتنشغل بها الصحافة بتقديمي فناناً تشكيليا فهذا لا يعنيني، فهذا الأمر يأتي في آخر احتياجاتي، كما ان مشاركاتي الخارجية لا تعنيني بقدر حرصي على ايصال ما أريد ايصاله· فعلى سبيل المثال قدمت معرضي الأول عام 1985 ولم أقدم غيره، رغم وجود كم من الأعمال التي تتيح لي اقامة معرضين أو ثلاثة معارض، ولكن ما دمت لا أقدم جديداً فمن العبث اقامة معرض لتلك الأعمال رغم أن كل الامكانيات متاحة لي وأنت تعرف ذلك· فأنا قادر على اقامة معرض والتقديم له بكتيب فاخر، وكثير من القاعات تحت يدي واستطيع استغلالها ولكن ماذا اقدم؟ فأنا اقول دائماً أن العمل التشكيلي هو مشروع ثقافي ايضاً، ولماذا لا يكون الفن مشروعا ثقافيا ومشروعا جماليا ومشروعا حضاريا في الوقت نفسه، لماذا لا نجمع كل هذه القيم في الفن؟ لماذا نلجأ إلى لوحة عبثية ونتطرف في التجريد ونتعالى على المجتمع؟ أنا أرى أن نمسك بالحد الأدنى من الاصالة والمعاصرة ونحاول التوفيق بين الموروث والقادم إلينا من العالم الأول أن نقدم خلطة معينة نشارك فيها، فبعد مائة عام عندما يقرأنا الجيل القادم كمبدعين، وهو هاجس يشغلني دائماً·
بالتأكيد الفنان يبحث عن الخلود أكثر من غيره لحبه للحياة وتمسكه بها، وأنا ايضاً اهتم باللوحة التي تحمل هدفاً فضلاً عن جماليتها·
ü فنانون الكاريكاتير هم قلة على الدوام لكنهم استطاعوا التعبير عن هموم الناس، كيف ترى ملامح الفن التشكيلي العربي؟ ومستوى تمثله لجمهوره·
üü الفن التشكيلي العربي لا تفرد فيه وأنا اعني ما أقول اتحمل مسؤولية ما أقول هناك حادثة مشهورة لفنان عربي من شمال افريقيا يدرس في باريس في الستينات أقام معرضه وقد حضره الفنان الكبير بيكاسو، فطلب هذا الفنان من بيكاسو ان يقيم اعماله وذهب ليرى أعمال هذا الشاب المتحمس غير أن بيكاسو وقف أمام لوحاته ليقول له اين اعمالك هذه ففننا نحن نريد أن نري فيكم أعمالكم لا أن تعيدوا عرض أعمالنا علينا، ولكن ماذا عن فنكم أنتم فأنت قادم من مجتمع ينبغي أن تقدم فنه ولا بأس بتغليفه بلغة معاصرة لأفهمه غير أن الخصوصية شيء مهم للفنان لابد من المحافظة عليها·
بالمناسبة ان اللوحة الفنية غير موجودة في تراثنا العربي، فتراثنا هو ما قدمته مدرسة الواسطي في بغدا اللوحة ذات البعد الواحد·

هموم عربية

ü الكاريكاتير فن يشغلك وتمارس بحب وباستمرارية ما هي خصوصية الكاريكاتير العربي
üü الكاريكاتير العربي كاريكاتير مأساوي حزين، وناجي العلي هو الذي اكتشف الكاريكاتير الأسود وهو ابن قضيته وكان يعكس هموم الفلسطيني في أعماله من المفارقات التي تتسع وليس لغته·
فالفنان العربي يتعامل مع موضوعات تشغله وتشغل مجتمعه مثل الأسعار وأزمة السكن وزحمة الشوارع وغيرها وهي هموم حياتية، في حين تجد أن المجتمع العربي قد تجاوز هذه الأمور منذ سنوات بعيدة، فهناك مؤسسات توفر لك احتياجاتك، هناك ضمان اجتماعي يؤمن عيشك فهذه الأمور لا تشغل المواطن الغربي·
إذن فالكاريكاتير العربي إنما يعكس هموم المواطن العربي المسحوق والعكس هو الصحيح فالكاريكاتير الغربي يقدم انشغالات الانسان الغربي فتجد موضوعاته عن السكرتيرات وعن عيد الميلاد فهو عبارة عن ابتسامات تشعر معها أنهم يعيشون في ترف لا هموم لهم مثل همومنا وان كانت لهم همومهم الأخرى أما الواقع العربي فهو عبارة عن لوحة كاريكاتورية كبيرة فيها المفارقات والسخرية تضم كل قيم الكاريكاتير ومفرداته وكل الفنون الساخرة·
ü ما هي خصوصية المدرسة العربية للكاريكاتير؟
üü كما تعلم فإن فن الكاريكاتير مرتبط أساساً بظهور الصحافة لذا فإن وجود مدرسة عربية ارتبط بمصر مع ظهور الصحافة هناك، فكان أن تعلم الفنانون المصريون من الفنانين الأجانب الذين اسهموا في تأسيس الصحافة المصرية، فظهر فنانون مصريون مثل رضا وغيره أسسوا لهذا الفن· وقد كان لهذا الفن دوره المهم أيام الصراع بين الأحزاب في تلك الفترة فكان مكملاً للصحافة أو جزءاً منها· غير ان صوت الكاريكاتير خفت بعد ثورة يوليو ويمكن ملاحظة ظهور اتجاه في الكاريكاتير يكون فيه الكلام أكثر من الصورة وأمامها يشعر القارىء أن هناك شيئاً سرق منه·

كلام الكاريكاتير

ü الفنان سلمان المالك هل يمكن القول إن كثرة الكلام في الرسمة يعود إلى ضعف رسام الكاريكاتير؟
üü لا لا أظن ذلك ولكن العرب كثيرو الكلام أو كما يقال أن العرب ظاهرة صوتية فأمر طبيعي أن نجد ذلك في فن الكاريكاتير، ثم ظهرت المدرسة السامية وهي مدرسة ناجي التي شكلت نقلة نوعية في فن الكاريكاتير إلى الحد الذي جعل صحيفة كبيرة مثل النيويورك تايمز تكتب على صفحتها الأولى إذا أردتم أن تعرفوا رأي الشارع العربي بأميركا فانظروا إلى رسوم ناجي العلي·

مصادر المعرفة

ü من أين يستمد الفنان سلمان المالك مناهله المعرفية غير المدارس الفنية التقليدية؟
üü أذا كنت تقصد الجانب الكاريكاتيري فأنا ابن المجتمع وابن التناقضات الموجودة فيه، وابن هذا المجتمع العربي الكبير وما يحدث في أي مكان فيه فهو يعنيني ويلقي بظلاله عليّ وهذه الأفكار تشكل عندي رأياً أقوم بتنظيمه على شكل لوحة و مع التجربة وصلت إلى مرحلة الآن قدرني على ترجمة أي حدث مهما كان بسيطاً إلى لوحة كاريكاتيرية·
كذلك فإن متابعتي لرسوم زملائي في الصحف تشكل مصدر اثراء لي، فارى كيف تناولوا الحدث ومن اية زاوية، وهذه هي المعارف التي نتعامل معها، ففي الفنون ليس هناك جديد على الدوام غير ان الجديد دائما هو طريقة تناول الموضوع التي تشكل قدرة الفنان على الوصول من خلاله إلى قلوب الناس·
حكمة الحياة

ü تبلور وعي الانسان يفضي إلى فلسفة معينة، والفنان أكثر من غيره احساساً ووعياً بالواقع، بماذا خرج الفنان المالك من رحلته في الحياة والفن؟
üü يقول فولتير إذا احسست بدفء الوسادة تحت رأسك فيجب ان تركلها بعيداً عنك فالقلق هو وسادة الفنان وأنا منذ تخرجي أعمل وأرسم وأحقق علاقات جديدة، أما الآن فأنا بحاجة إلى دفء بسيط، هذا الدفء الذي يفضي إلى ايجاد صيغة للتعامل مع الناس وفي النهاية تجد أن عليك أن تسير مع التيار لا ضده·
وبشكل عام فأنا إنسان بسيط اتعامل مع الحياة ببساطة وعفوية ولا تشغلني قضية فلسفة الأمور وتنوع اتجاهاتها·
ü هل قابلت ناجي العلي شخصيا؟
üü نعم التقيته شخصيا وهو من الناس الذين تسمع عنهم وحين تلتقيهم تجدهم أكثر روعة من الصورة التي رسمتها عنهم في ذهنك على عكس بعض المشاهير الآخرين الذين تسمع عنهم وتجدهم في الواقع شخصيات منحطة لا علاقة لها بقيم الابداع والخلق الفني·
وأتشرف بأني عضو في جماعة رافقت رسوم الراحل ناجي العلي في جولة أوروبية، وأسهمت بثلاثة اصدارات في سوريا عن الفنان العلي·
ü هناك بعض فناني الكاريكاتير لا يعبرون عن هموم الانسان العادي ويهتمون بالاضحاك على حساب الموضوع أين تضع هؤلاء؟
üü أنا لا استطيع تصنيف الناس أو الادعاء بالبطولة والنقاء، غير أن فن الكاريكاتير مثل أي فن آخر فيه الجيد والهابط وهناك من دخل هذا الفن من باب الارتزاق لا من باب الفن والشعور بالمسؤولية وهو ما يسيء إلى نفسه قبل أن يسيء إلى فن الكاريكاتير·