المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاش الرسامين فناني الكاريكاتير ( 6 ) : خضير الحميري



aziz rash
14-08-2004, 01:30 AM
رسومه الصاخبة الضاجة بالضحك المر والسخرية والآلام لاتدل عليه، فهو هادىء خجول كثير التأمل قليل الكلام تشعر أنه دائماً يحاول الهرب من مواجهة الآخرين· هذا هو رسام الكاريكاتير العراقي خضير الحميري ولد في محافظة بابل عام 1955 ويحمل شهادة الماجستير في العلوم الاقتصادية لكنه مع ذلك كثير النشاط تنشر رسومه أسبوعيا في مجلة ألف باء أشهر مجلة عراقية منذ عام 1979 وحتى الآن عمل في بعض الصحف العربية ومازال ينشر رسومه حتى اليوم في جريدة العرب اليوم الأردنية شارك في العديد من المعارض العربية والعالمية··
يتعاطى رسم الكاريكاتير بشكل يومي وذلك لكثرة التزاماته مع الصحف والمجلات وهذا ما جعله يلزم بيته منشغلا ما بين الرسم والكومبيوتر زرناه في بيته واستدرجناه الى هذا الحوار سألناه أولا عن أول رسم كاريكاتير شاهده في حياته فأجاب·
أول رسم كاريكاتير شاهدته كان للفنان العراقي عامر رشاد وكنت قادما لتوي من ريف محافظة بابل ولم اعرف ما هي الصحافة وما هو الكاريكاتير·· تأملت كلمة كاريكاتير فاستغربت من تكرار الحروف، الكاف، الراء، الياء، وبدت لي الكلمة وأنا أكررها مع نفسي اشبه بالكركرة·· في المساء قلدت الرسم وأضفت عليه وامتلأت بالشخابيط·
ü وهل كانت هذه هي البداية؟
üü البداية كانت في النشرات المدرسية واذكر ان أول رسم لي يعود لعام 1973 في نشرة أعددناها أنا وأحد الأصدقاء·· وحين لاقى هذا الرسم استحسان الطلاب عاودت الكرة·· ولم تخطر ببالي الصحافة حينها·
ü اذن من الذي قادك الى الصحافة؟
üü قلت بأنني أمارس النشاطات المدرسية وأرسم فيها الملصقات ورسوم الكاريكاتير وأنقل هذا الولع معي الى الجامعة، فأقمت في الجامعة معرضا لرسوم الكاريكاتير في نيسان عام ،1979 واحترنا في اختيار الشخص الذي يفتتح المعرض فاقترح أحد الاصدقاء ان نوجه دعوة الى رئيس تحرير مجلة ألف باء ليقوم بذلك كون المجلة تهتم بفن الكاريكاتير بشكل متميز وبكثرة·· وكان ذلك وتم الافتتاح وأمام جميع الزملاء وجه لي رئيس تحرير مجلة ألف باء الدعوة للالتحاق فورا بكادر المجلة كرسام كاريكاتير، وكانت أولى خطواتي الحقيقية في دنيا الصحافة·

بين الابتكار والواقع

ü رسم الكاريكاتير نكته أو حكاية ساخرة·· هل يبتكرها رسام الكاريكاتير ام يلتقطها من الواقع؟
üü رسام الكاريكاتير وبمرور الزمن تتطور لديه حاسة غريبة لفهم مجريات الواقع فينظر في ما حوله وما يمكن تحويله الى رسم الكاريكاتير مع بعض المبالغة اللازمة أو المفارقة المفجرة·· وعموما تكون الحياة اليومية بكل احتشادها هي المصدر الاساسي لعالم مليء بالمفارقات·
ü فن الكاريكاتير لغة عالمية تفهمها جميع الشعوب إذا تخلت عن كتابة التعليق والشرح واكتفت بالرسم هل تعتبر لجوء رسام الكاريكاتير الى الشرح والتعليق عجز الأدوات الفنية أو قل عدم اتقان للغة الكاريكاتير؟
üü الكاريكاتير كما قلت لغة عالمية إذا تناولت هماً إنسانياً ولذلك تكون المعارض العالمية بدون تعليق ليسهل التواصل بين مختلف رسامي الكاريكاتير الا ان التعليق يبقى أحد الاركان المهمة لفن الكاريكاتير، فكما ان الخطوط تمتلك طاقتها التعبيرية فان لغة التعليق والتهكم لديها طاقتها الكبيرة ايضا·· ولذلك فأن النمطين يسيران معا· وغالبا ما يمارسان من قبل الرسام نفسه·· فلكل مجاله الذي يمكن ان يوصل المغزى بشكل أكثر بلاغة·
ü ترسم في صحف ومجلات عراقية وعربية، هل هناك اختلاف في لغة المخاطبة فنيا وفكريا بين ما تنشر عراقيا وعربيا؟
üü في الصحف والمجلات العراقية أتطرق الى الهموم الاجتماعية التي أعايشها وأفهم ما يمكن ان يتقبله المتلقى العراقي ومالا يتقبله واعرف كيف أخاطب القارىء العراقي بالهامش المتاح·· أما في الصحف العربية فغالبا ما تتناول الرسوم الهموم العربية والعالمية المعروفة وبلغة مخاطبة تميل الى تغليب لغة الخطوط اكثر من سواها·
ü الرسم الكاريكاتيري هل هو سخرية أم نقد؟
üü الأمران معا·· وهنالك من يضيف لهما التسلية البصرية ايضا·· وعلى اية حال فالسخرية لاتخلو من النقد والنقد لايخلو من السخرية!!
ü بعض رسامي الكاريكاتير ابتكروا لهم شخصية تعبر عن افكارهم أو تنطق باسمهم مثل حنظلة لناجي العلي وام ستوري لعباس فاضل ما هو رأيك بهذا الاتجاه؟
üü الشخصية يمكن ان تخدم الرسام كثيرا، خاصة إذا كانت بحدود واسعة ومطلقة تتحمل الغرض في كل الأمور الثقافية والاجتماعية والسياسية أما حين تخنق الشخصية باتجاه واحد فأنها سرعان ما تموت، وقد جربت نمط الشخصية في زاوية لو وكان اطارها محدودا أرهقني بعد فترة، وجربتها أيضا في زاوية روتين التعقيدي وكان اطارها واسعا لكني غادرتها بعد ثلاث سنوات لأسباب كثيرة، فالشخصية تتطلب ثبات المعالجة واستمرارية غنية لاتقتصر على ميدان ضيق كلما اطلقت كلما نجحت·

بين الصحافة والتشكيل

ü مازال الخلاف قائما حول مرجعية فن الكاريكاتير بين الفن التشكيلي والصحافة فإلى أيهما تنسبه ولماذا؟
üü لايمكن لرسام الكاريكاتير ان يرسم الكاريكاتير مالم يكن بالأساس فناناً تشكيلياً ولايمكن له ان ينجح ان لم يتمتع بحس صحفي·· فهو يغرف من الشطين·
ü من هو صديق رسام الكاريكاتير ومن هو عدوه؟
üü صديقه أو صديقته هي الحرية وفضاءاتها المفتوحة·· وعدوه من يسلب منه هذه الحرية!!
ü هل دفعت ثمن كونك رسام كاريكاتير في يوم ما وتمنيت ان لاتكون رسام كاريكاتير؟
üü مرة واحدة·· حين أوقفت في احدى نقاط الحدود بين دولتين عربيتين لأربع وعشرين ساعة·· وكانت تهمتي الوحيدة هي رسومي الكاريكاتيرية·· إلا أن الموقف جعلني أعتز برسم الكاريكاتير اكثر·

مدرسة عربية

ü هل هناك مدارس عربية لفن الكاريكاتير؟ أو هل هناك مدرسة عربية شاملة وما هي ملامح هذه المدرسة وتوصيفاتها؟
üü في أحاديثنا المتبادلة نقول مدرسة مصرية ومدرسة عراقية وأخرى لبنانية، ولكن الحقيقة ان هذا القول مبالغ فيه كثيرا فعدا الجهود الكبيرة التي بذلها رسامو الكاريكاتير في مصر في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات والتي علمتنا الكثير يصعب الحديث عن مدرسة هنا وهناك وإذا كانت هناك مدرسة عربية في الكاريكاتير فأنها تأخذ ملامحها من الوضع العربي عموما فتكون محافظة لاتمتاز بالجرأة إلا بالقدر الذي تمنحه الصحيفة ووفقا لتوجهاتها·
ü ظهرت بعض التجارب المتمثلة باصدار كتب برسوم الكاريكاتير وكأنها البوم لرسوم الرسام وأنت أصدرت كتابا في عام ·1987 وما جدوى اصدار مثل هذا النوع من الكتب وهل تعتقد انه سيكون بمنزلة المكتوب ؟
üü كتب الكاريكاتير ظاهرة رائجة في الغرب فكل رسام يحتفظ برسوماته للرسام، بالنسبة لي كان رأي مجلة ألف باء اصدار كتاب كاريكاتيري كل عام·· الا ان التجربة توقفت بعد اصدار الكتاب الأول لاسباب كثيرة·· وكتاب الرسوم الكاريكاتيرية ليس بديلا للكتاب المكتوب أو المؤلف·

فن للنخبة أم للجماهير؟

في نظر الكثيرين يعتبر فن الكاريكاتير فناً شعبياً قاعدته جماهير من مختلف الشرائح والثقافات هل تعتقد ان هذا الأمر يمكن استغلاله للارتقاء بثقافة الجماهير؟
üü وهنالك ايضا من ينظر الى فن الكاريكاتير على انه فن النخبة لانه يميل الى الايجاز واللغة البصرية والاشارية التي تحتاج الى ثقافة مناسبة للتواصل معها·· والكاريكاتير بهذا يجمع الكفتين بنجاح·
ü هذا طبعا يعتمد على ثقافة الرسام، فما هي مصادر ثقافته؟
üü ثقافة رسام الكاريكاتير تتطلب موسوعة من نوع ما لتتيح له امكانية التعامل مع مختلف الأفكار، وفي الفترة الأخيرة اصبح رسام الكاريكاتير يستخدم كل ما يستجد في لغة المخاطبة من اشارات وعلامات وسياسات تكثف لغة الكاريكاتير وتمنحها طاقة المواكبة·· ففي الصحافة هنالك أقسام متخصصة ثقافية وسياسية واقتصادية ومحلية، ويجد رسام الكاريكاتير نفسه معنيا بكل هذه التخصصات وغيرها لكي يتمكن من التواصل·
ü ألا حظك في الاشهر الاخيرة تتابع باستمرار الانترنت وبالتأكيد اطلعت على مدارس عالمية كثيرة من رسوم الكاريكاتير، اين نحن كرسامي كاريكاتير عرب من هذه التطورات والأساليب؟
üü الإنترنت أتاح لرسام الكاريكاتير فرصة عظيمة ليعرض نتاجه على شريحة واسعة لم يحلم سابقا الالتقاء بها وايضا أصبحت الأساليب الفنية في مواجهة مفتوحة·· والأهم من ذلك ان الامكانيات التي وفرها الكومبيوتر من تقنيات لتنفيذ رسوم الكاريكاتير فتحت الرسم الكاريكاتيري على آفاق جديدة غير مطروقة وبأساليب مبتكرة كل يوم·· عالم جديد وواسع يمنح الكاريكاتير طاقة غير محسوبة·

إنارة الفكر

ü وأنت ترسم هل تركز على قوة الوخزة أم على قوة المفارقة لإثارة الضحك؟
üü كل الأدوات التي تمكنني من الوصول الى انارة الفكرة استخدمها بأفضل صورة وفي كل الأحوال أنا لا أستهدف اضحاك الآخرين اطلاقا·· فالرسم بالنسبة لي جيد أو غير جيد·· وليس مثيراً للضحك أو غير مثير للضحك·
ü هل حاولت في يوم ما ان تثأر لنفسك بالرسم؟ وكيف؟
üü مؤكد ان هذا حصل اكثر من مرة فأنا ارسم من الحياة وارسم ما قد يصادفني واذكر اني رسمت يوما ضد أحد رؤساء التحرير وقدمت الرسم له ليوافق عليه فرفضه بشدة مع أني لم أكن قد شخصته في الرسم·· لكنه شعر بأن الرسم يتناوله وفي مرة أخرى رسمت صاحب الدار التي كنت اسكنها مستأجرا·· فطالبني برفع قيمة الايجار··
ü ظهر مؤخرا رسم بالكمبيوتر، هل مارست هذا النوع من الرسم وما رأيك فيه؟
üü لم ارسم بالكمبيوتر وان استفدت من بعض تقنياته قد اجرب الرسم الكمبيوتري قريبا·· ومن ثم فانني لم أشبع من الرسم على الورق بعد·
أشاهد الكثير من الرسوم الجميلة التي تنفذ بواسطة الكومبيوتر وفي الوقت نفسه هنالك تجارب فاشلة أو مقحمة!!