المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نقاش الرسامين فناني الكاريكاتير (9 ): علي حمرا



aziz rash
14-08-2004, 01:38 AM
ينتمي الفنان علي حمرا الى الجيل الجديد من رسامي الكاريكاتيرفي سورية، بدأ خطواته الأولى مع فن الكاريكاتير من خلال صحيفة نضال الفلاحين المحلية، ثم عمل في صحيفة تشرين ومجلة الأسبوعي، واللافت للنظر أنه خريج كلية الصحافة وليس كلية الفنون الجميلة مايعكس وجهة نظره في هذا الفن باعتباره أقرب للصحافة منه الى الفن التشكيلي·
ويتميز الفنان حمرا في لوحاته بوضوح الفكرة، فهو لايحبذ الغموض في الكاريكاتير لأن مهمته كفنان كما يقول هي إيصال الفكرة· موضوعات لوحاته يومية حياتية معاشة، فهو يستمد لوحاته من نبض الشارع لكي تكتسب الصدق الذي يجعل من رسام الكاريكاتيري مقنعاً كما يقول·
لماذا تعتقد أن الكاريكاتير أقرب الى الصحافة منه الى الفن التشكيلي؟
لدي قناعة بأن الكاريكاتير من صلب العمل الصحفي وليس من صلب التشكيل لسبب بسيط وهو اعتماده على الحدث والفكرة الآنية والرأي، وإن كانت أدواته قريبة من الفن التشكيلي نوعاً ما فالكاريكاتير أساساً هو الابن الشرعي للصحافة فقد ولد وشاع عن طريق الصحافة·
ولكن ألا يستخدم فن الكاريكاتيربعض أدوات الفن التشكيلي؟!
هذا صحيح، ولكن لاتوجد مدرسة في العالم تخرج رسام كاريكاتير، فرسام الكاريكاتير هو مزيج من الصحافة والحس والتشكيل ومع ذلك فليس كل من يمتلك أدوات الفن التشكيلي يستطيع أن يرسم كاريكاتيراً، وبالمقابل هناك الكثير من رسامي الكاريكاتير الموهوبين لم يدرسوا الفن التشكيلي، ففن الكاريكاتير وإن كان يستخدم الى حد ما بعض أدوات الفن التشكيلي إلا انه يعتمد بدرجة أكبر على الفكرة والرأي ،هذان العنصران يتزود بهما الرسام الكاريكاتيري من الحياة الواقعية من معيشته وبيئته ومايجري حوله من أحداث تماماً كالصحافة التي تهتم بهذه التفاصيل الحياتية الأكثر التصاقاً بهموم الإنسان، ولهذا أرى أن الصحافة والكاريكاتير يشكلان وجهين لعملة واحدة·

سلبيات يومية

من تتناول بالنقد في لوحاتك ؟وماهي المواضيع التي تطرحها ؟
أتعرض بالنقد لكل السلبيات التي تكتنف ظروف حياة المواطن العادي، فهاجسي المستمر أن أُلاحق الخطأ وأصوب ريشتي لأشير إليه في مكمنه· وعملياً الكاريكاتير هو أول مايشد معظم القراء في الصحيفة وهذا مايمنحه قوة التأثير والفاعلية، وعندما تحاول أن تستفيد من هذه الميزة تستطيع أن تسلط الضوء مباشرة على السلبيات·
من أين تستمد مواضيع لوحاتك؟
يقول نزار قباني إنه استمد الشعر من شفاه الناس، وأنا أقول إن المجتمع هو التربة الغنية التي يستمد منها رسام الكاريكاتير مواضيع لوحاته، فالإنسان العادي هو فيلسوف في الحقيقة·
ارتبط فن الكاريكاتير بالصحافة منذ نشأته لكنه بدأ الآن ينفصل عنها تدريجياً بعد أن عمد بعض رسامي الكاريكاتير الى تضمين اللوحة أفكاراً ومواضيع عامة تحررت من مسألة الزمن والآنية التي تميز العمل الصحفي، هل أنت من هذا الاتجاه؟!
هذا الاسلوب برأيي بعيد عن فن الكاريكاتير، فالكاريكاتير بدأ كتعبير عن موقف تجاه قضايا معينة وكمضمون فكري معين نخاطب به أكبر شريحة ممكنة من القراء فمصدر قوة الكاريكاتير وسبب وجوده باعتقادي هو ذلك التفاعل الذي يحققه مع المتلقي، وهذا هو الاتجاه السائد حالياً، ومن هنا فالكاريكاتير لايحتمل تحويله الى لوحة قائمة بذاتها تعلقها على الجدران في المنازل الفارهة، فبهذا قد يفقد مبرر وجوده·

التعليقات وحرية القارئ

تميل أحياناً الى تضمين اللوحة بعض الشروح والعبارات، ألا تصادر هذه الشروح حرية القارئ في التفسير برأيك؟!
الفكرة هي الأساس، وأنا أستخدم كل ما أجده ضرورياً لخدمة الفكرة وتوضيحها، فالغموض يشتت الفكرة ويجعل اللوحة تسقط في فخ التعميم أو الإبهام،فالتعميم خاطئ لأنه يترك الباب مفتوحاً لتفسير اللوحة عدة تفسيرات وبالتالي للتنصل من الفكرة، وأنا لا أعتقد أن مهمة الكاريكاتير أن يرمي بالقارئ في بحر من التكهنات· فالضرورة تستدعي أحياناً بعض الشروحات أو العبارات التعريفية كما تسمى·
وأنا لا أجد حرجاً في ذلك طالما أن هذه الشروحات ستخدم الفكرة، وفي أحيان أخرى تجد أن الفكرة مكتملة وناجزة من خلال الرسم فقط وبالتالي فإن أي توضيحات أو شروحات ستكون فجة، فالمسألة تعتمد أولاً وأخيراً على تقدير هل وصلت الفكرة إلى المتلقي كما أردتها أم لا وهذا هو المهم برأيي·
متى يكون إغناء الكاريكاتر بالتفاصيل ضرورياً؟
عندما يخدم هذا الإغناء الفكرة، أما إذا كانت الفكرة واضحة فليس هناك ضرورة لإغناء اللوحة بالتفاصيل التي ربما أدت الى تشتيت ذهن المتلقي عن الفكرة الأساسية وتشويشه، فكلما كان الكاريكاتير بسيطاً كان أكثر عمقاً·
ومتى يكون رسام الكاريكاتيرمقنعاً؟
رأينا في الفترة الأخيرة عدة ريش جديدة لرسامين شباب وهم يزدادون يوماً بعد آخر، ففي الماضي كان مجال النشر ضيقاً وغير متاح إلا لبضعة رسامين معدودين على أصابع اليد الواحدة، أما الآن فقد بدأهذا المجال بالاتساع وأصبحنا نرى أسماء جديدة وموهوبة، وهذا شيء إيجابي ومصدر غنى، فالتنوع وتعدد المشارب مطلوب في الكاريكاتيرشأنه في ذلك شأن الصحافة·
هل تشعر أن هؤلاء الفنانين كرسوا على حساب الأجيال التالية من الرسامين أو أعاقوا شهرتهم؟
فرص النشر هي التي كانت قليلة، فالصحيفة الواحدة كانت تستوعب رساماً واحداً فقط، ومنذ فترة وجيزة صرنا نرى أسماء أخرى، وبدا أن الصحيفة لم تعد تكتفي برسام أو أثنين كما أن تزايد عدد الصحف والمجلات مؤخراً أسهم الى حد كبير في إنعاش حركة الكاريكاتير·
بمن تأثرت من رسامي الكاريكاتير السوريين والعرب؟
طبعاً لابد أولاً من ذكر علي فرزات فهو فنان وصل الى مرتبة العالمية وقد تأثرت به كثيراً، وأيضاً حميد قاروط مهم جداً، وعبد الهادي شماع وعبدالله بصمجي، ومن الرسامين العرب أذكر صلاح جاهين من مصر والزواوي من ليبيا وحامد من الامارات وحبيب الذي يرسم في صحيفة الحياة، ومحمود كحيل في الشرق الأوسط·

حلول وسط

إلى أي حد تسمح لرؤساء التحرير بالتدخل في لوحاتك؟
أنا لست متعصباً لأفكاري وأتقبل وجهات النظر الأخرى برحابة صدر، وأحاول دائماً أن أجد حلولاً وسطى بيني وبينهم، وفي أحيان كثيرة يكون النقاش مفيداً ويسهم في بلورة الفكرة واغنائها أو حتى في انتاج أفكار جديدة·
ماهي أهم السمات التي تميز الكاريكاتير السوري برأيك؟
الكاريكاتير السوري معروف بقوة الطرح، والدهاء أيضاً كما أنه قريب من العالمية·
ولماذا ينحو الكاريكاتير السوري منحى عاماً؟بمعنى أنه يتجنب الى أقصى حد ممكن أن يتعرض لأية شخصية محلية أو عالمية خلافاً لما هو سائد في الكاريكاتير العالمي؟
ردات الفعل تجاه الكاريكاتير هي التي تنبئ بنجاحه أو فشله، وغالباً ماتكون ردات الفعل العنيفة من قبل بعض المنتقدين من مدراء شركات ومسؤولين دليلاً ساطعاً على ذلك، وقد تعرضت عدة مرات لردات الفعل العنيفةهذه، حتى أنني رسمت مرة فكرةعامة لم أقصد بها شخصاً بعينه وإنما سلوكاً معيناً وفوجئت بعد ذلك من بعدد المسؤولين الذين أثارهم الكاريكاتير واعتبروا أنهم المقصودون به·
وماذا كنت تتصرف إزاء ردات الفعل العنيفة هذه؟
أكتفي بالسرور لأن انفعالاتهم تدل على أن الفكرة التي عبرت عنها من خلال ريشتي وصلت كما أردتها وأدت رسالتها المطلوبة، أماما يرغي ويزبد به البعض فلا أعيره كثيراً من الاهتمام·
ألاحظ في بعض لوحاتك استخدامك لتقنيات الكومبيوتر ، ألا يضعف هذا الاستخدام قيمة اللوحة الفنية؟
محاولتي للاستفادة من الكمبيوتر تدخل في إطار مواكبة العصر، ولاتقلل من قيمة اللوحة الفنية بل ترفع من مستواها، فأنا أستخدم الكومبيوتر لكتابة العبارات ورسم الدوائر أو بعض الأشكال الهندسية عندما يكون هذا ضرورياً، وأستفيذ منه كثيراً في مسألة التلوين لأنه يتيح إمكانات كبيرة في مزج الألوان، ولكن بالطبع استخدام الكومبيوتر لايمكن أن يعفيني من الرسم باليد، ولكنه يقدم لي إمكانات متطورة ومتقدمة، وأعتقد أن على رسام الكاريكاتير أن يواكب العصر وأن يستفيد من التقنيات المتوفرة حتى يستطيع أن يشق آفاقاً جديدة، وهذا اتجاه رائج كثيراً هذه الأيام ويتبعه كبار الفنانين خصوصاً فيما يتعلق بالتلوين ومزج الألوان·تلوين لأنه يتيح إمكانات كبيرة في مزج ء