aziz rash
14-08-2004, 01:45 AM
الفنان رؤوف عياد آخر من تبقى من جيل العمالقة في مجلة صباح الخير ، ففي الوقت الذي انفرط فيه عقد الكاريكاتير الجميل الذي انتظمت حباته في أوائل السبعينات· وبينما غيب الموت والسفر والاكتئاب رفاق الرحلة·لازال رؤوف عياد باقيا علي العهد· ومنذ أربعين عاما وهو يواصل الرسم في مجلة صباح الخير مدرسة الكاريكاتير المصري وفي غيرها من المجلات العربية·
في هذا الحوار يتحدث رؤوف عياد عن رفاق الرحلة وجدلية الكاريكاتير والسلطة واسباب ازمة الكاريكاتير المصري· يقول: أنا ولدت في السودان·· ثم عدت مع اسرتي من السودان بعد ان انهى والدي خدمته هناك وقرر العودة الى مصر رغم انه مولود في السودان· وبدأت علاقتي بالرسم وأنا طالب في المدرسة الثانوية حيث كنت مغرما بالرسم· وكنت اقلد رسوم جورج البهجوري وحجازي التي اطالعها في مجلة صباح الخير ، ولم يكن لدي طموح في ذلك الوقت سوى ان ارسم في صباح الخير· وعندما حصلت على الثانوية العامة التحقت بجامعة القاهرة فرع الخرطوم في كلية الحقوق، ثم عدت للقاهرة لالتحق بكلية الحقوق جامعة عين شمس، حتى أكون قريبا من الصحافة، وفي احدى المرات وانا طالب بالسنة الثانية بالكلية حملت رسومي وتوجهت لمقابلة الفنان جمال كامل المستشار الفني لروز اليوسف دون ان اعرفه، وقدمت له رسومي وبعد ان رأى الرسوم قال لي: افكارك جيدة جدا لكن ريشتك في حاجة لتدريب، واصطحبني الى الدور الرابع الذي كان مقرا للرسامين الكبار مأمون وحجازي ورجائي وجورج البهجوري وناجي كامل ويوسف فرنسيس·· وعرفني بهم وطالبهم بان يتولوا تدريبي· وبعد ستة اشهر اصطحبني لمقابلة احسان عبدالقدوس الذي شاهد رسومي· وبعد أسبوع اصدر قرارا بتعييني·· وعملت بالقسم الفني في روز اليوسف ·· حيث كان يجاورني الشاعر الغنائي محمد حمزة الذي كان يعمل وقتها مساعد خطاط· ولم يكن قد كتب أي شيء بعد لعبدالحليم حافظ، وهكذا تم تعييني عام 1962 في نفس الوقت الذي تم فيه تعيين محيي اللباد الذي بدأ قبلي بكثير والراحل صلاح الليثي الذي كان يكبرنا بكثير، لكنه كان قد سافر الى ايطاليا قبل ان يستقر في روزاليوسف·
بدأت العمل داخل المطبخ الصحفي واساهم في اخراج المجلة لمدة سبع سنوات، الى ان قرروا فجأة ان اتفرغ لرسم الكاريكاتير· وفي البداية كنت متأثرا جدا بحجازي وكانت خطوطي تشبه خطوطه·
ورغم انني في البداية كنت متأثرا بصلاح جاهين· لكني كنت أرى ان حجازي به شيء عبقري·· كنت أرى انه جاد أكثر من صلاح جاهين خاصة في الكاريكاتير الاجتماعي· لانه في المجال السياسي كان الجميع مقتنعين بالمشروع القومي لجمال عبدالناصر ومن ثم لم تكن هناك معارضة· اما في المجال الاجتماعي فقد كانت رسوم حجازي اكثر حدة· صلاح جاهين يتميز بأنه يوظف لغته الشعرية الجميلة في كتابة تعليقات مبتكرة على الكاريكاتير وهذه مسألة مهمة، لا ينتبه لها رسامو الكاريكاتير حاليا، خاصة الشبان حيث انه من المهم جدا ان يكون التعليق موسيقيا وله ايقاع معين حتى يلاقي قبولا لدى القاريء، وصلاح جاهين كان يتميز بهذا· في حين كان حجازي اكثر حدة في رسومه، لذلك لم يخش صلاح جاهين احدا مثلما خشي حجازي، ولم يخش حجازي احدا مثل صلاح جاهين· وكان هذا غير معلن بينهما·
كنت معجبا بخطوط حجازي اكثر من اعجابي بخطوط صلاح جاهين· وفي نفس الوقت كنت معجبا بقدرة جاهين على الابتكار وتناول الاشياء بشكل جديد· ففي الوقت الذي كان حجازي فيه ملتزما برسم الطبقات الشعبية كان صلاح جاهين يقدم بيئات متنوعة·
كان وجودي بين هؤلاء العمالقة اكبر عامل اثر في تكويني الذي لم يتأثر فقط بصلاح جاهين وحجازي، حيث لا يمكن ان اغفل بهجت عثمان الذي كان قصة اخرى، حيث كان في الستينات يرسم كاريكاتيرا فنيا يتندر فيه على المطربين، وكانت لديه سلسلة المجمع اللغوي التي يسخر فيها من الاتجاهات الرجعية في المجتمع· وكذلك ابتكر ثنائية الفرخة والديك ، وفي عام 1964 انتقل بهجت مع احمد بهاء الدين الى مجلة المصور · وفي هذه الفترة انتج بهجت رسوما جميلة جدا، لكنه لم يجذب انتباه الناس وقتها، مثل الرسوم التي كان يرسمها في روز اليوسف·
رحل بهجت الى المصور ثم اصبح صلاح جاهين رئيسا لتحرير صباح الخير فحولها الى مجلة كاريكاتير وكان يكتب افتتاحية المجلة بالكاريكاتير· وبعد سنة استقال صلاح جاهين من رئاسة التحرير· وقال: لا استطيع ان اكون رئيس تحرير وذهب الى الاهرام حيث خاض عدة معارك ضد مسؤولين مختلفين· ولا يمكن ايضا ان نغفل رجائي الذي سافر في رحلة لليابان مع الصحفي مفيد فوزي واعجبه الجو هناك فمد رحلته ثم هاجر الى استراليا واستقر هناك·· واصبح يدرس العلاج النفسي بالرسم· ومع الوقت اصبح الرسام الرئيسي لصباح الخير وحدث تجاور للاجيال وان كان العقد قد انفرط فيما بعد·
الجيل الجديد
ما رأيك في الجيل الجديد من الشباب؟
- الرسامون الشبان لم يستفيدوا مما استفدنا منه، حيث كان الاساتذة يشرفون علينا ويساعدوننا، أما الآن فلا يوجد مثل هذا المناخ·
لدي تحفظات على 80 في المئة من الرسامين الشبان، وأرى ان 20 في المئة فقط من هؤلاء يصلحون لمواصلة المسيرة، وعلى رأسهم رسام روز اليوسف عمرو سليم الذي ساعدته في رسم مشروع تخرجه وهو شاب·
جيل الشباب متعجل جدا وهذا عكس طبيعة الكاريكاتير الذي يقوم على الموهبة في الاساس، حيث لا يوجد قسم في كلية الفنون الجميلة يسمى قسم الكاريكاتير، والذين درسوا من رسامي الكاريكاتير لم يدرسوا الكاريكاتير· فعلى سبيل المثال درس بهجت النحت ودرس جورج البهجوري التصوير وحجازي مثلا لم يدرس ولم يصل للثانوية العامة، وصلاح جاهين كان مثلي طالبا في الحقوق وتركها· وهما الاثنان العبقريان في تاريخ الكاريكاتير المصري·
الشبان متعجلون جدا وليست لديهم الثقافة أو الخبرة كما انهم لا يتابعون والمسألة كلها تعتمد على السماع، هذا مختلف عما حدث معنا حيث كنا نلازم الرسامين الكبار ليل نهار ونتعلم منهم، وهذا لم يتح لهذا الجيل من الشبان واذكر ان احدهم قابلني وقال لي إن جيلكم لم يقدم لنا أي مساعدة، فقلت له هل جئت الى صباح الخير أو روز اليوسف وطلبت ان تقابل اي رسام؟ لم يحدث لكنكم تكتفون بالرؤية والسماع·· هم غير مقتنعين باهمية التعلم، والوحيد الذي يبشر بالخير هو عمرو سليم الذي مازال متأثرا بخطوط حجازي·· لكن لديه فكرا جيدا جدا·· كما ان روز اليوسف اتاحت له الفرصة· وهناك شاب آخر اعتقد ان له مستقبلا واعدا هو عمرو عكاشة وهناك شاب آخر توفاه الله وكان واعدا جدا هو عجور ·
المسألة ليست بالسن حيث ان هناك شخصا بدأ معي ويكبرني في السن اسمه كمال الصاوي لم يتغير على مدى أربعين سنة، وهناك أيضا الرسام ناجي وهو من جيل الرواد لكنه يكرر نفسه منذ سنوات طويلة ويعيد نفس ما رسمه في صباح الخير، ولم يستغل الانفراج الديمقراطي ويطور رسومه·· وانا شخصيا ارسم منذ أربعين عاما وارحب جدا بأي موهبة شابة لانه لابد ان يكمل احد المشوار·
الجيل الرابع
أنت تنتمي للجيل الرابع في الكاريكاتير المصري·· هذا الجيل وجه له اتهام بمهادنة السلطة بعد معاهدة كامب ديفيد وبانه استغل الفراغ الناجم عن منع بهجت وحجازي من الرسم ليحقق مكاسب سريعة على حساب مبادئه؟
- أوافق على هذا الكلام· ولكنه لا ينطبق على الجيل كله· وهناك نموذجان ينطبق عليهما هذا الكلام احدهما رسام شهير من مدرسة روز اليوسف يكاد يستولي على الساحة حاليا هذا الزميل جاء بعدي بست سنوات لكنه الان هو الأكثر شهرة بعد مصطفى حسين الذي اعترض على انه يرسم افكار أحمد رجب رغم انه رسام ممتاز، الفنان الذي احدثك عنه نموذج للتنقل بين مختلف الاتجاهات السياسية·· وهذا مخالف لطبيعة الفنان صاحب الرأي، انا مثلا اعتقلت في السودان نتيجة انضمامي للجبهة الوطنية المعادية للاستعمار وهي جبهة يسارية، وظللت حتى يومنا هذا مخلصا لافكاري لم اغيرها· في حين تجد هذا الفنان بدأ عضوا في منظمة الشباب وهي في السلطة ثم بعد عهد السادات رسم في صحيفة الشعب ثم الوفد الليبرالية ثم الاهالي اليسارية ثم العربي الناصرية هذا يقلل من مصداقية الرسام كصاحب رأي· في حين ان هناك رسامين كثيرين رفضوا هذا التنقل بين المباديء السياسية، اذا هذا الاتهام له اساس من الصحة ولا انكره، لكنه لا ينطبق على الجميع· ويجب ان نضع في الاعتبار ان السادات قلل من نشر الكاريكاتير السياسي قبل ظهور المنابر السياسية، واعتقد انه قمع الكاريكاتير· اما المهادنة في ذلك الوقت فقد تمثلت في ان الجميع توجهوا لرسم الكاريكاتير الاجتماعي، مع وجود بعض التلميحات السياسية، وأيضا من اشكال المهادنة الامتناع عن مناقشة أمور السياسة الخارجية والحديث عن السياسة الداخلية، لكن الامور سرعان ما عادت لشكلها الطبيعي·
متى وصلت السلطة في الذروة في ضغطها على الكاريكاتير؟ وهل يمكن ان يمثل هذا مبررا للرسام كي يتحول الى رسام نكات ؟
- انا ضد ان يتحول الكاريكاتير الى مجرد نكتة· ولا اعترف بأن هذا كاريكاتير، وإن كانت هناك نماذج لمن يحترفون هذا النوع· من بينهم رسام زميل في صباح الخير يقدم برامج تليفزيونية ورسومه ليست نقدا سياسيا ولا حتى اجتماعيا ولكنها تعتمد على فكرة الايفيه المسرحي بمعنى انك لو حذفت الرسم- رغم أنه ليس رسما- وقرأت التعليق تضحك، ولو حذفت التعليق واكتفيت بالرسم فانه لن يعبر عن أي شيء· هذه مرحلة مازال البعض يعيشون فيها وهي مرحلة بدائية جدا·· وتختلف بالتأكيد عن الكاريكاتير الاجتماعي الذي تستطيع من خلاله ان تمرر مفاهيم سياسية وهي حيلة لجأ لها رسامون كبار مثل حجازي واللباد وغيرهما، وكان كل هؤلاء من مدرسة اليسار في صباح الخير وكانوا يلجأون لهذا كنوع من التحايل بعد عام 1977 حين تم عزل عبدالرحمن الشرقاوي وصلاح حافظ·· وفي هذه الفترة كان هناك نوع من الرقابة الشديدة على الصحف· وكانت هناك رسوم يحتفظ بها كل رسام وخلفها توجد علامة إكس * للرسوم الممنوعة· الى ان وصلنا للمرحلة الاخيرة التي اختفى فيها أيام السادات لكن بقيت هناك تعليمات غير مكتوبة، اما الآن فهناك انفراجة كبيرة وفي نفس الوقت لم يتخل الكاريكاتير عن النقد الحاد· ولكن تستطيع ان تقول ان المسألة اصبحت تخضع لرئيس التحرير نفسه، حيث تبقى نقاط حمراء معينة لا يستطيع تجاوزها ولا ان يدافع عنها الرسام اذا اقترب منها، واذكر واقعة معينة·· تمت جرجرتي فيها للنيابة، حيث كان الفنان عادل إمام يخوض معركة قضائية ضد مجموعة من المحامين بسبب فيلم الافوكاتو رسمت رسما اهاجم فيه المحامين فطلبتني النيابة للتحقيق، ثم حدث تصالح، وهكذا يتحمل المسؤولية رئيس التحرير الذي يتسم عادة بنوع من الحذر· خاصة وأنه يتلقى اللوم من المسؤولين، واذكر ان رؤوف توفيق رئيس تحرير صباح الخير تلقى عتابا اكثر من مرة من رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري بسبب سماحه بنشر عدة رسوم لي انتقد فيها سياسات الحكومة·
ضد الكمبيوتر
هل أثر تغير المناخ الاجتماعي على فن الكاريكاتير؟
- ظهور التيارات المتشددة واتساع موجة التكفير اثر جدا في هذه المسألة· ففي الستينات كان صلاح جاهين يرسم سلسلة تحمل اسم نادي العراة ينتقد فيها الطبقة الثرية واعضاء نادي الجزيرة، وكان يرسم رجلا وامرأة عاريين والآن لا تستطيع ان ترسم امرأة عارية، وفي احدى المرات هاجمتني صحيفة الشعب لسان حال حزب العمل الاسلامي هجوما شديدا يصل الى حد السب والقذف لانني رسمت كاريكاتيرا عن قضية البوسنة والهرسك واستغلال التيارات الاصولية لهذه القضية·· هذه الفترة احدثت انقطاعا في مسيرة الحرية الاجتماعية، حيث تأثر المجتمع المصري بالافكار الوافدة·
هل تعتقد ان تطور التقنيات في مجال التصوير الفوتوغرافي والكمبيوتر يمكن ان يقضي على فن الكاريكاتير؟
- انا ضد استخدام الكمبيوتر في الكاريكاتير وأرى ان الكمبيوتر عبقري في كل شيء ما عدا الرسم، لذلك ليس هناك برنامج للكاريكاتير في الكمبيوتر يمكن بالطبع ان تستفيد من الكمبيوتر في طبع رسوم قديمة مع تغيير التعليق عليها· وانا لا اعتبر هذا تطورا تقنيا لانه يمكن انجازه بدون الكمبيوتر، انا اتحدث عما لجأ اليه الرسامون في استعمال الكمبيوتر في التلوين· وانا ضد هذا لأني مازلت اعتقد ان متعة الرسم الاساسية هي خلق الألوان واستعمال الريشة في التلوين، هذا يعطيك إمكانية التنويع في حين ان الكمبيوتر يمنحك لونا ثابتا· وتستطيع ان تشبه الفارق بين التلوين باليد والتلوين بالكمبيوتر بالفارق بين الطعام السريع التجهيز الذي يمكن ان تحصل عليه من مطاعم الوجبات السريعة والاكل الذي تعده على مهل· الكمبيوتر يكون مشروعا اذا كنت تصمم اغلفة الكتب مثلا، اما في الكاريكاتير فلا·· واذكر ان الرسام الكبير زهدي ظل يرفض استخدام ألوان الفلوماستر في التلوين·· وظل مصرا على ان يستعمل الريشة ودواة الحبر وكانت تعطي اثرا جميلا جدا· التقنية تسهل اشياء كثيرة في الطباعة، لكن الرسم يجب ان يبقى عملية يدوية خالصة·
خطأ فادح
ولكن بالنسبة للتوسع في استخدام الصور الفوتوغرافية كبديل للتعبير عن الكاريكاتير الا ترى في هذا تهديدا للكاريكاتير؟
- الصورة الفوتوغرافية تمثل تهديدا كبيرا للكاريكاتير واعتقد ان التوسع في استخدام الصور الفوتوغرافية كان من الاخطاء الفادحة التي وقعت فيها ادارة مجلتي روز اليوسف و صباح الخير في أواخر السبعينات، حيث ان شخصية المجلتين تقوم على الكاريكاتير الذي يعود له سر تميزهما، كما ان فقد الامكانات الطباعية واستخدام ورق رخيص في الطباعة يعطيك نتيجة سيئة في استخدام الصورة ويجعلك تدخل في منافسة غير متكافئة مع المجلات ذات الطباعة الفاخرة·
واذا نظرت لمجلات عالمية مثل التايم و النيوزويك فستجد ان كافة صفحات المجلة ملونة في حين ان صفحة الكاريكاتير تبقى بدون ألوان للحفاظ على شخصية الكاريكاتير، اما روز اليوسف وصباح الخير فتتميزان بالرسوم التي لا توجد في أي مكان آخر، وعندما تستبدل هذا الكاريكاتير بالصور الفوتوغرافية غير المتميزة فهذا معناه انك تمحو شخصيتك التاريخية، وتقع في خطأ كبير جدا· هذا الخطأ مواز لخطأ آخر هو تغيير شكل الغلاف· حيث اصبحت العناوين هي البطل الرئيسي في حين ان روز اليوسف في الماضي كان غلافها يعتمد على الرسوم·· مثل رسوم عبدالسميع· وصباح الخير قدمت اغلفة لفنانين كبار مثل جمال كامل وابوالعينين والآن اصبحت العناوين هي البطل بحجة ان العناوين تساهم في زيادة التوزيع، وهذا أصبح منطقا سائدا في كل المجلات الآن وانهى دور الكاريكاتير بالفعل·
هل هناك اسباب اخرى لأزمة الكاريكاتير؟
- بالنسبة لجيلي الأزمة تكمن في أنه حدث خلط بين الاجيال، وحدث اتجاه لمنح مساحات للرسامين الصغار الذين يقبلون انتاج رسوم مواكبة للموضوعات، في حين يرفض الرسامون الكبار ذلك وهذا يحدث نوعا من الخلط لدى القاريء·
في هذا الحوار يتحدث رؤوف عياد عن رفاق الرحلة وجدلية الكاريكاتير والسلطة واسباب ازمة الكاريكاتير المصري· يقول: أنا ولدت في السودان·· ثم عدت مع اسرتي من السودان بعد ان انهى والدي خدمته هناك وقرر العودة الى مصر رغم انه مولود في السودان· وبدأت علاقتي بالرسم وأنا طالب في المدرسة الثانوية حيث كنت مغرما بالرسم· وكنت اقلد رسوم جورج البهجوري وحجازي التي اطالعها في مجلة صباح الخير ، ولم يكن لدي طموح في ذلك الوقت سوى ان ارسم في صباح الخير· وعندما حصلت على الثانوية العامة التحقت بجامعة القاهرة فرع الخرطوم في كلية الحقوق، ثم عدت للقاهرة لالتحق بكلية الحقوق جامعة عين شمس، حتى أكون قريبا من الصحافة، وفي احدى المرات وانا طالب بالسنة الثانية بالكلية حملت رسومي وتوجهت لمقابلة الفنان جمال كامل المستشار الفني لروز اليوسف دون ان اعرفه، وقدمت له رسومي وبعد ان رأى الرسوم قال لي: افكارك جيدة جدا لكن ريشتك في حاجة لتدريب، واصطحبني الى الدور الرابع الذي كان مقرا للرسامين الكبار مأمون وحجازي ورجائي وجورج البهجوري وناجي كامل ويوسف فرنسيس·· وعرفني بهم وطالبهم بان يتولوا تدريبي· وبعد ستة اشهر اصطحبني لمقابلة احسان عبدالقدوس الذي شاهد رسومي· وبعد أسبوع اصدر قرارا بتعييني·· وعملت بالقسم الفني في روز اليوسف ·· حيث كان يجاورني الشاعر الغنائي محمد حمزة الذي كان يعمل وقتها مساعد خطاط· ولم يكن قد كتب أي شيء بعد لعبدالحليم حافظ، وهكذا تم تعييني عام 1962 في نفس الوقت الذي تم فيه تعيين محيي اللباد الذي بدأ قبلي بكثير والراحل صلاح الليثي الذي كان يكبرنا بكثير، لكنه كان قد سافر الى ايطاليا قبل ان يستقر في روزاليوسف·
بدأت العمل داخل المطبخ الصحفي واساهم في اخراج المجلة لمدة سبع سنوات، الى ان قرروا فجأة ان اتفرغ لرسم الكاريكاتير· وفي البداية كنت متأثرا جدا بحجازي وكانت خطوطي تشبه خطوطه·
ورغم انني في البداية كنت متأثرا بصلاح جاهين· لكني كنت أرى ان حجازي به شيء عبقري·· كنت أرى انه جاد أكثر من صلاح جاهين خاصة في الكاريكاتير الاجتماعي· لانه في المجال السياسي كان الجميع مقتنعين بالمشروع القومي لجمال عبدالناصر ومن ثم لم تكن هناك معارضة· اما في المجال الاجتماعي فقد كانت رسوم حجازي اكثر حدة· صلاح جاهين يتميز بأنه يوظف لغته الشعرية الجميلة في كتابة تعليقات مبتكرة على الكاريكاتير وهذه مسألة مهمة، لا ينتبه لها رسامو الكاريكاتير حاليا، خاصة الشبان حيث انه من المهم جدا ان يكون التعليق موسيقيا وله ايقاع معين حتى يلاقي قبولا لدى القاريء، وصلاح جاهين كان يتميز بهذا· في حين كان حجازي اكثر حدة في رسومه، لذلك لم يخش صلاح جاهين احدا مثلما خشي حجازي، ولم يخش حجازي احدا مثل صلاح جاهين· وكان هذا غير معلن بينهما·
كنت معجبا بخطوط حجازي اكثر من اعجابي بخطوط صلاح جاهين· وفي نفس الوقت كنت معجبا بقدرة جاهين على الابتكار وتناول الاشياء بشكل جديد· ففي الوقت الذي كان حجازي فيه ملتزما برسم الطبقات الشعبية كان صلاح جاهين يقدم بيئات متنوعة·
كان وجودي بين هؤلاء العمالقة اكبر عامل اثر في تكويني الذي لم يتأثر فقط بصلاح جاهين وحجازي، حيث لا يمكن ان اغفل بهجت عثمان الذي كان قصة اخرى، حيث كان في الستينات يرسم كاريكاتيرا فنيا يتندر فيه على المطربين، وكانت لديه سلسلة المجمع اللغوي التي يسخر فيها من الاتجاهات الرجعية في المجتمع· وكذلك ابتكر ثنائية الفرخة والديك ، وفي عام 1964 انتقل بهجت مع احمد بهاء الدين الى مجلة المصور · وفي هذه الفترة انتج بهجت رسوما جميلة جدا، لكنه لم يجذب انتباه الناس وقتها، مثل الرسوم التي كان يرسمها في روز اليوسف·
رحل بهجت الى المصور ثم اصبح صلاح جاهين رئيسا لتحرير صباح الخير فحولها الى مجلة كاريكاتير وكان يكتب افتتاحية المجلة بالكاريكاتير· وبعد سنة استقال صلاح جاهين من رئاسة التحرير· وقال: لا استطيع ان اكون رئيس تحرير وذهب الى الاهرام حيث خاض عدة معارك ضد مسؤولين مختلفين· ولا يمكن ايضا ان نغفل رجائي الذي سافر في رحلة لليابان مع الصحفي مفيد فوزي واعجبه الجو هناك فمد رحلته ثم هاجر الى استراليا واستقر هناك·· واصبح يدرس العلاج النفسي بالرسم· ومع الوقت اصبح الرسام الرئيسي لصباح الخير وحدث تجاور للاجيال وان كان العقد قد انفرط فيما بعد·
الجيل الجديد
ما رأيك في الجيل الجديد من الشباب؟
- الرسامون الشبان لم يستفيدوا مما استفدنا منه، حيث كان الاساتذة يشرفون علينا ويساعدوننا، أما الآن فلا يوجد مثل هذا المناخ·
لدي تحفظات على 80 في المئة من الرسامين الشبان، وأرى ان 20 في المئة فقط من هؤلاء يصلحون لمواصلة المسيرة، وعلى رأسهم رسام روز اليوسف عمرو سليم الذي ساعدته في رسم مشروع تخرجه وهو شاب·
جيل الشباب متعجل جدا وهذا عكس طبيعة الكاريكاتير الذي يقوم على الموهبة في الاساس، حيث لا يوجد قسم في كلية الفنون الجميلة يسمى قسم الكاريكاتير، والذين درسوا من رسامي الكاريكاتير لم يدرسوا الكاريكاتير· فعلى سبيل المثال درس بهجت النحت ودرس جورج البهجوري التصوير وحجازي مثلا لم يدرس ولم يصل للثانوية العامة، وصلاح جاهين كان مثلي طالبا في الحقوق وتركها· وهما الاثنان العبقريان في تاريخ الكاريكاتير المصري·
الشبان متعجلون جدا وليست لديهم الثقافة أو الخبرة كما انهم لا يتابعون والمسألة كلها تعتمد على السماع، هذا مختلف عما حدث معنا حيث كنا نلازم الرسامين الكبار ليل نهار ونتعلم منهم، وهذا لم يتح لهذا الجيل من الشبان واذكر ان احدهم قابلني وقال لي إن جيلكم لم يقدم لنا أي مساعدة، فقلت له هل جئت الى صباح الخير أو روز اليوسف وطلبت ان تقابل اي رسام؟ لم يحدث لكنكم تكتفون بالرؤية والسماع·· هم غير مقتنعين باهمية التعلم، والوحيد الذي يبشر بالخير هو عمرو سليم الذي مازال متأثرا بخطوط حجازي·· لكن لديه فكرا جيدا جدا·· كما ان روز اليوسف اتاحت له الفرصة· وهناك شاب آخر اعتقد ان له مستقبلا واعدا هو عمرو عكاشة وهناك شاب آخر توفاه الله وكان واعدا جدا هو عجور ·
المسألة ليست بالسن حيث ان هناك شخصا بدأ معي ويكبرني في السن اسمه كمال الصاوي لم يتغير على مدى أربعين سنة، وهناك أيضا الرسام ناجي وهو من جيل الرواد لكنه يكرر نفسه منذ سنوات طويلة ويعيد نفس ما رسمه في صباح الخير، ولم يستغل الانفراج الديمقراطي ويطور رسومه·· وانا شخصيا ارسم منذ أربعين عاما وارحب جدا بأي موهبة شابة لانه لابد ان يكمل احد المشوار·
الجيل الرابع
أنت تنتمي للجيل الرابع في الكاريكاتير المصري·· هذا الجيل وجه له اتهام بمهادنة السلطة بعد معاهدة كامب ديفيد وبانه استغل الفراغ الناجم عن منع بهجت وحجازي من الرسم ليحقق مكاسب سريعة على حساب مبادئه؟
- أوافق على هذا الكلام· ولكنه لا ينطبق على الجيل كله· وهناك نموذجان ينطبق عليهما هذا الكلام احدهما رسام شهير من مدرسة روز اليوسف يكاد يستولي على الساحة حاليا هذا الزميل جاء بعدي بست سنوات لكنه الان هو الأكثر شهرة بعد مصطفى حسين الذي اعترض على انه يرسم افكار أحمد رجب رغم انه رسام ممتاز، الفنان الذي احدثك عنه نموذج للتنقل بين مختلف الاتجاهات السياسية·· وهذا مخالف لطبيعة الفنان صاحب الرأي، انا مثلا اعتقلت في السودان نتيجة انضمامي للجبهة الوطنية المعادية للاستعمار وهي جبهة يسارية، وظللت حتى يومنا هذا مخلصا لافكاري لم اغيرها· في حين تجد هذا الفنان بدأ عضوا في منظمة الشباب وهي في السلطة ثم بعد عهد السادات رسم في صحيفة الشعب ثم الوفد الليبرالية ثم الاهالي اليسارية ثم العربي الناصرية هذا يقلل من مصداقية الرسام كصاحب رأي· في حين ان هناك رسامين كثيرين رفضوا هذا التنقل بين المباديء السياسية، اذا هذا الاتهام له اساس من الصحة ولا انكره، لكنه لا ينطبق على الجميع· ويجب ان نضع في الاعتبار ان السادات قلل من نشر الكاريكاتير السياسي قبل ظهور المنابر السياسية، واعتقد انه قمع الكاريكاتير· اما المهادنة في ذلك الوقت فقد تمثلت في ان الجميع توجهوا لرسم الكاريكاتير الاجتماعي، مع وجود بعض التلميحات السياسية، وأيضا من اشكال المهادنة الامتناع عن مناقشة أمور السياسة الخارجية والحديث عن السياسة الداخلية، لكن الامور سرعان ما عادت لشكلها الطبيعي·
متى وصلت السلطة في الذروة في ضغطها على الكاريكاتير؟ وهل يمكن ان يمثل هذا مبررا للرسام كي يتحول الى رسام نكات ؟
- انا ضد ان يتحول الكاريكاتير الى مجرد نكتة· ولا اعترف بأن هذا كاريكاتير، وإن كانت هناك نماذج لمن يحترفون هذا النوع· من بينهم رسام زميل في صباح الخير يقدم برامج تليفزيونية ورسومه ليست نقدا سياسيا ولا حتى اجتماعيا ولكنها تعتمد على فكرة الايفيه المسرحي بمعنى انك لو حذفت الرسم- رغم أنه ليس رسما- وقرأت التعليق تضحك، ولو حذفت التعليق واكتفيت بالرسم فانه لن يعبر عن أي شيء· هذه مرحلة مازال البعض يعيشون فيها وهي مرحلة بدائية جدا·· وتختلف بالتأكيد عن الكاريكاتير الاجتماعي الذي تستطيع من خلاله ان تمرر مفاهيم سياسية وهي حيلة لجأ لها رسامون كبار مثل حجازي واللباد وغيرهما، وكان كل هؤلاء من مدرسة اليسار في صباح الخير وكانوا يلجأون لهذا كنوع من التحايل بعد عام 1977 حين تم عزل عبدالرحمن الشرقاوي وصلاح حافظ·· وفي هذه الفترة كان هناك نوع من الرقابة الشديدة على الصحف· وكانت هناك رسوم يحتفظ بها كل رسام وخلفها توجد علامة إكس * للرسوم الممنوعة· الى ان وصلنا للمرحلة الاخيرة التي اختفى فيها أيام السادات لكن بقيت هناك تعليمات غير مكتوبة، اما الآن فهناك انفراجة كبيرة وفي نفس الوقت لم يتخل الكاريكاتير عن النقد الحاد· ولكن تستطيع ان تقول ان المسألة اصبحت تخضع لرئيس التحرير نفسه، حيث تبقى نقاط حمراء معينة لا يستطيع تجاوزها ولا ان يدافع عنها الرسام اذا اقترب منها، واذكر واقعة معينة·· تمت جرجرتي فيها للنيابة، حيث كان الفنان عادل إمام يخوض معركة قضائية ضد مجموعة من المحامين بسبب فيلم الافوكاتو رسمت رسما اهاجم فيه المحامين فطلبتني النيابة للتحقيق، ثم حدث تصالح، وهكذا يتحمل المسؤولية رئيس التحرير الذي يتسم عادة بنوع من الحذر· خاصة وأنه يتلقى اللوم من المسؤولين، واذكر ان رؤوف توفيق رئيس تحرير صباح الخير تلقى عتابا اكثر من مرة من رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري بسبب سماحه بنشر عدة رسوم لي انتقد فيها سياسات الحكومة·
ضد الكمبيوتر
هل أثر تغير المناخ الاجتماعي على فن الكاريكاتير؟
- ظهور التيارات المتشددة واتساع موجة التكفير اثر جدا في هذه المسألة· ففي الستينات كان صلاح جاهين يرسم سلسلة تحمل اسم نادي العراة ينتقد فيها الطبقة الثرية واعضاء نادي الجزيرة، وكان يرسم رجلا وامرأة عاريين والآن لا تستطيع ان ترسم امرأة عارية، وفي احدى المرات هاجمتني صحيفة الشعب لسان حال حزب العمل الاسلامي هجوما شديدا يصل الى حد السب والقذف لانني رسمت كاريكاتيرا عن قضية البوسنة والهرسك واستغلال التيارات الاصولية لهذه القضية·· هذه الفترة احدثت انقطاعا في مسيرة الحرية الاجتماعية، حيث تأثر المجتمع المصري بالافكار الوافدة·
هل تعتقد ان تطور التقنيات في مجال التصوير الفوتوغرافي والكمبيوتر يمكن ان يقضي على فن الكاريكاتير؟
- انا ضد استخدام الكمبيوتر في الكاريكاتير وأرى ان الكمبيوتر عبقري في كل شيء ما عدا الرسم، لذلك ليس هناك برنامج للكاريكاتير في الكمبيوتر يمكن بالطبع ان تستفيد من الكمبيوتر في طبع رسوم قديمة مع تغيير التعليق عليها· وانا لا اعتبر هذا تطورا تقنيا لانه يمكن انجازه بدون الكمبيوتر، انا اتحدث عما لجأ اليه الرسامون في استعمال الكمبيوتر في التلوين· وانا ضد هذا لأني مازلت اعتقد ان متعة الرسم الاساسية هي خلق الألوان واستعمال الريشة في التلوين، هذا يعطيك إمكانية التنويع في حين ان الكمبيوتر يمنحك لونا ثابتا· وتستطيع ان تشبه الفارق بين التلوين باليد والتلوين بالكمبيوتر بالفارق بين الطعام السريع التجهيز الذي يمكن ان تحصل عليه من مطاعم الوجبات السريعة والاكل الذي تعده على مهل· الكمبيوتر يكون مشروعا اذا كنت تصمم اغلفة الكتب مثلا، اما في الكاريكاتير فلا·· واذكر ان الرسام الكبير زهدي ظل يرفض استخدام ألوان الفلوماستر في التلوين·· وظل مصرا على ان يستعمل الريشة ودواة الحبر وكانت تعطي اثرا جميلا جدا· التقنية تسهل اشياء كثيرة في الطباعة، لكن الرسم يجب ان يبقى عملية يدوية خالصة·
خطأ فادح
ولكن بالنسبة للتوسع في استخدام الصور الفوتوغرافية كبديل للتعبير عن الكاريكاتير الا ترى في هذا تهديدا للكاريكاتير؟
- الصورة الفوتوغرافية تمثل تهديدا كبيرا للكاريكاتير واعتقد ان التوسع في استخدام الصور الفوتوغرافية كان من الاخطاء الفادحة التي وقعت فيها ادارة مجلتي روز اليوسف و صباح الخير في أواخر السبعينات، حيث ان شخصية المجلتين تقوم على الكاريكاتير الذي يعود له سر تميزهما، كما ان فقد الامكانات الطباعية واستخدام ورق رخيص في الطباعة يعطيك نتيجة سيئة في استخدام الصورة ويجعلك تدخل في منافسة غير متكافئة مع المجلات ذات الطباعة الفاخرة·
واذا نظرت لمجلات عالمية مثل التايم و النيوزويك فستجد ان كافة صفحات المجلة ملونة في حين ان صفحة الكاريكاتير تبقى بدون ألوان للحفاظ على شخصية الكاريكاتير، اما روز اليوسف وصباح الخير فتتميزان بالرسوم التي لا توجد في أي مكان آخر، وعندما تستبدل هذا الكاريكاتير بالصور الفوتوغرافية غير المتميزة فهذا معناه انك تمحو شخصيتك التاريخية، وتقع في خطأ كبير جدا· هذا الخطأ مواز لخطأ آخر هو تغيير شكل الغلاف· حيث اصبحت العناوين هي البطل الرئيسي في حين ان روز اليوسف في الماضي كان غلافها يعتمد على الرسوم·· مثل رسوم عبدالسميع· وصباح الخير قدمت اغلفة لفنانين كبار مثل جمال كامل وابوالعينين والآن اصبحت العناوين هي البطل بحجة ان العناوين تساهم في زيادة التوزيع، وهذا أصبح منطقا سائدا في كل المجلات الآن وانهى دور الكاريكاتير بالفعل·
هل هناك اسباب اخرى لأزمة الكاريكاتير؟
- بالنسبة لجيلي الأزمة تكمن في أنه حدث خلط بين الاجيال، وحدث اتجاه لمنح مساحات للرسامين الصغار الذين يقبلون انتاج رسوم مواكبة للموضوعات، في حين يرفض الرسامون الكبار ذلك وهذا يحدث نوعا من الخلط لدى القاريء·