مشاهدة النسخة كاملة : الحياة الأسرية معا نصنع الحياة
Aimar 21
14-08-2004, 02:44 AM
السلام عليكم
صناع الحياة برنامج لداعيه عمرو خالد وهو برنامج رهيييييب شييييييق وتقدر منه تحسن وضع الامة الاسلاميه
وانا حبيت في هذا الموضوع احط حلقات عمرو خالد حتى يستفيد منها غيري
وهذي البدايه
Aimar 21
14-08-2004, 03:02 AM
إذا كانت أحوال العرب والمسلمين قد وصلت إلى درجة خطيرة من التردى.. فإن الحل ليس باليأس أو التغنى بأمجاد الماضى ، بل بالبحث عن أقصر طريق لنعيد صنع الحياة.
وهذا المفهوم . كما يؤكد الداعية عمرو خالد له السند القوى فى ديننا الحنيف ، ولكننا ابتعدنا عنه ..
عمرو خالد يعتمد في مناقشته لفكرة صناع الحياة على الشباب بمجلة "كل الناس"
وهذا هو نص الموضوع:
وأبسط مثال هو الآية الكريمة " إياك نعبد وإياك نستعين " .. فنحن انشغلنا بالعبادة فقط، ولم نفهم المعنى الحقيقى للاستعانة بالله ، والاستفادة من كل ما أنعم الله به علينا ، فى العمل والبناء ، وليس التواكل.
عمرو خالد يعتمد فى مناقشته لفكرة " صناع الحياة " على الشباب ..فهم أساس أى تقدم ولابد أن نحرره أولاً من السلبية ومن كلمة " وأنا مالى" ومن عدم الجدية وضعف الإرادة وغياب الهدف فى حياته ..
سألت عمرو خالد
كيف نبتت لديك فكرة "صناع الحياة"؟
قال:
البداية كانت عملى لبرنامج "نلقى الأحبة" الذى شرحت فيه كيف نجح الصحابة فى الدنيا والدين . ثم قدمت سلسلة شرائط " العبادات " التى تحدثت فيها عن : كيف نعبد الله حق العبادة؟
أما "صناع الحياة" فهو استكمال طبيعى للسلسلتين . بمعنى: يا ناس يا من رأيتم كيف صنعت الحياة فى الماضى، تعالوا نصنع الحياة فى الحاضر.. ويا من سمعتم سلسلة العبادات عليكم أن تدركوا أن من جوهر عبادة الله: أن نجعل أرض الله تعبد الله. ولا تعبد الأرض الله إلا بالتفوق الحضارى. وبالتالى فإن فكرة صناع الحياة، هى امتداد طبيعى لما سبق أن شرحته.
سر نجاح الغرب
أنت تفترض أنك مقبل على مرحلة تحلم فيها ببعث حضارة إسلامية عربية جديدة.. أليس كذلك؟
أريد أن أقول للشباب وللناس جميعاً، معنى جديداً يتعلق بمفهوم "إياك نعبد وإياك نستعين". الآية التى نقرأها كل يوم فى الصلاة 17 مرة. المسلمون الآن عرفوا "إياك نعبد" فصلوا وصاموا وخشعوا فى رمضان وأدوا العمرة والحج وأخرجوا الزكاة. هم طبقوا "إياك نعبد". لكنهم لم يستعينوا بما سخره الله فى الكون، ليتفوقوا بحضارة. فلم يحققوا "إياك نستعين". أما الغرب فحقق- دون أن يقصد- "إياك نستعين"، بأن فهم وسخر سنن الله فى الكون، واستعان بما أودعه فى الكون ، ليتمتع ويسعد. ولكنه لم يحقق "إياك نعبد".
إعادة صناعة الحياة
أنت هنا تعطى مفهوماً جديداً للاستعانة :
المسلمون طبقوا نصف الآية وأغفلوا تطبيق النصف الآخر.
والغرب طبق الصف الثانى "إياك نستعين" ولم يوظفه من أجل تطبيق "إياك نعبد". وهذه مشكلة معظم الأمم ، وأغلب الحضارات ، أنها نفذت نصف الآية العظيمة ، التى افتتح ربنا سبحانه وتعالى بها كتابه "إياك نعبد وإياك نستعين " عملياً .. هو " الحضارة الإسلامية ". لأنها الحضارة الوحيدة التى استطاعت أن تسخر التفوق الحضارى الذى حققته ، لعبادة الله واستمر تحقيق هذه المعادلة ثمانية قرون. وفى ما بعد .. عندما قررنا نحن المسلمون أن نعبد الله ونستعين به ، لم نستطع أن نعبده كما نريد ، لأن الغرب والأجنبى عموماً هو المسيطر على كل وسائل الكون .. فحتى فى العبادة . نجد أن سجادة الصلاة والمسبحة وجلباب الصلاة صنع فى الصين !
نحن حين فقدنا " إياك نستعين " تعثرنا فى تحقيق "إياك نعبد ". أريد أن أقول بعد كل هذا .. آن الأوان لشباب الإسلام أن يتفوقوا حضاريا. وأن يتفهموا أن الإسلام ليس فقط عبادة ، إنما هو عبادة ونجاح فى الحياة . نحن نريد معاً .. أن نعبد صناعة الحياة فى أفكارنا ، قبل أن نعيد صناعتها فى أرض الواقع.
أزمة الشباب
هل لديك تصور عملى لكيفية بدء تنفيذ الاستعانة بالله بمفهومها الصحيح؟
أنا أبدأ طرح أفكارى حول هذا الموضوع بمقدمة ، أشرح فيها المعنى الذى أقصده من الاستعانة. أناقش أحوال الأمة ، وأحوال المسلمين الآن.
وهل هناك أسوأ مما نحن فيه الآن ، أم أن هذا أسوأ ما يمكن الوصول إليه ؟ بالتالى نحن الآن فى الحضيض عند الصفر.
وآن الأوان أن نعلو ونرتفع لأى درجة فوق مستوى الصفر . علينا أن نناقش الوضعين الاجتماعى والاقتصادى للأمة . ثم ننتقل لنرى أوضاع الآخرين : فى الصين واليابان وماليزيا وألمانيا كيف استطاعوا أن يصنعوا حياتهم ويخرجوا من مرحلة الانحدار الشديد التى كانوا فيها ؟
هنا .. نبدأ فى تقديم الصورة بشكل متحرك : شاب يجلس فى غرفة مظلمة . مغلقة مكتئباً . فاقد الأمل . يائس وبينما هو كذلك ، جئنا لنقول له : تعال نصنع الحياة.
كيف تضع خطة لحياتك؟
هذا الشاب سنجده مكبلاً بأغلال كثيرة قيد اسمه السلبية . هنا نناقش معالجة السلبية . قيد اسمه "عدم الجدية"، فنناقش كيف نجعله يتحمل المسئولية. ونظل نفك قيوده قيداً قيداً.
نفك له قيد : عدم وجود هدف فى الحياة ".. لا نقول له كلاماً عاطفياً ، إنما نقول له كلاماً عملياً : كيف تضع خطة لحياتك ؟ .. كيف تقيس قدراتك وتستثمرها ؟ .. كيف تستفيد من منحنى الصعود والهبوط فى حياتك وتتعلم ؟..
هنا نقول له : تعال أيها الشاب نتعاون فى هذا الأمر. أول مرحلة هى فك قيود الشباب نحو النجاح .. هنا نقول له : أنت فككت قيودك ، فتعال نخرج من هذه الغرفة المظلمة إلى النور إلى الحياة . إلى النجاح . ولكى تفعل ذلك ، فأنت أصبحت من صناع الحياة المتميزين .
وكيف تنمى مواهبك ؟
فى ثانى مرحلة .. نتحدث عن الإرادة . كيف تكتشف موهبتك وتنميها ؟ كيف تستخدم عقلك وتنميه ؟ ..
ليس من المعقول أن تكون إنساناً وهناك شخص آخر يفكر نيابة عنك ! ويجب أن يفهم الشباب أنه : مثلما عضلات الجسم لو تركت فترة ، فإنها تضمر وتضعف ، فإن خلايا المخ ، لو أهمل استخدامها فى التفكير والإبداع فإن عضله العقل أيضاً تضمر وتضعف.
فكرة "صناع الحياة " قائمة على بناء أساسى عظيم هو : من الإيمان عودة إلى الإيمان.
المرتكز الذى بنيت عليه هذه الفكرة هو : الثقة بالله والعبودية لله . وطبيعى أن ابنى على هذا المرتكز ، لأنه ، البعد الراسخ فى أعماق المسلمين . رجالاً ونساءً وشباباً .
فالبعد الإيمانى هو الدافع لصنع الحضارة الجديدة التى سنسعى إليها معاً، بالوقوف بين يدى الله ، وسؤال الله تبارك وتعالى يوم القيامة . وهنا نتذكر الحديث النبوى الشريف : " لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع : عن علمه ماذا عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه؟.
وبالتالى فإن الأسئلة يوم القيامة سوف تكون عن النجاح فى الحياة : المال والعلم والعمر والهدف من الحياة.
بر الأوطان
ما الذى سوف يعود على الأمة من هذا الطرح الذى تفكر فيه؟
هذا الطرح يركز تركيزاً شديداً على فكرة "بر الأوطان" مثلما أن هناك "بر الوالدين " الذى هو فرض من فروض الإسلام ، فإن هناك نوعاً آخر من البر ، اسمه "بر الوطن" والله تبارك وتعالى يقول : " وقل رب ارحمها كما ربيانى صغيراً ". والذى قام بتربيتك صغيراً ليس أباك وأمك فقط ، إنما أيضاً بلدك. فإذا كان أول الآداب فى برك لأبيك وأمك هو ألا تقول لهما أف، فيجب علينا بالتالى ألا نتأفف من بلادنا . وكفانا جلداً للذات ، وحديثاً عن العيوب والأخطاء فى بلادنا.
الشباب فى مصر مثلاً ، لا يعبرون عن حبهم لبلادهم إلا فى مباريات الكرة الدولية ، فيهتفون ويشجعون فريق بلادهم ، وفى غير ذلك يتحدثون بلا مبالاة عن وطنهم.
نموذج أحمد زويل
أستاذ عمرو خالد.. نريد أمثلة لعدم البر بالأوطان كأن يسافر الشاب للحصول على الدكتوراه من جامعة أجنبية ، فتراوده البلاد الأجنبية عن نفسها خاصة أنه نابغ فى أحد المجالات العلمية. فتعرض عليه العلم والجنسية ، فينسى وطنه.
د. أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل فى الطبيعة جاء إلى بلاده إلا أن البيروقراطية طاردته كيف ترى ذلك ؟
الذى ينبهر بالحياة الجيدة فى بلاد الإفرنج ويختارها بديلاً للحياة فى بلده .. هذا نوع من أنواع العقوق ، إلا إذا كان وجود هذا الشاب أو العالم فى الخارج أفيد للإنسانية من وجوده فى بلده ، مثل الدكتور أحمد زويل .. ولكن ماذا ينقصنا لكى ننجح ونتفوق ، ويخرج من بلادنا من هو أفضل من أحمد زويل مئات المرات ؟. هل تنقصنا الموارد المادية؟. هل تنقصنا الحضارة والتاريخ؟.. هل ينقصنا المنهج الواضح وعندنا القرآن ؟ أزمة بشر يفكرون !
أنا أعتقد أن أهم ما ينقصنا هو الأفكار . لدينا أزمة فى الفكر والأفكار . وأقصد بذلك قدرة المجتمع على إنشاء أفكار مفيدة تكون سبباً فى نجاحه ونجاح البلد.
وسأضرب لك مثلاً :
لو أخذنا الشعب الألمانى وقمنا بتهجيره إلى دولة نامية فى أفريقيا مثلاً ، وأخذنا شعب هذه الدولة يعيش فى ألمانيا .. ماذا يمكن أن يحدث بعد عام؟
"ضاحكاً " .. ستتحول ألمانيا إلى دولة متخلفة ، وستكون الأخرى قطعة من ألمانيا .. أما ألمانيا فستجد المجارى فيها تملاً الشوارع ، والدجاج يزاحم الناس على الأرصفة .. وهكذا .
الأزمة هى أزمة بشر يفكرون . وبالتالى فالدكتور أحمد زويل إذا كان قد تعثر فى حلمه لخدمة بلده ، فإن ذلك كان نتيجة وجود أزمة مسبقة ، تتعلق بقدرة المجتمع على استيعاب وإبداع الأفكار الجديدة، التى تجعل المجتمع كله ينمو بقوة.
والحل كما قلت مسبقاً أن يثق الشباب فى نفسه، وفك قيود السلبية وعدم الجدية ، وأن يضع لنفسه أهدافاً كبرى ، ويتسلح بالإرادة والعلم والإصرار ، فإذا وجد مثل ذلك ، لا بد أن ننجح.
وهناك قاعدة تقول :
تبقى الفكرة ضعيفة ، حتى تراها مجسدة فى شخص أمامك . وعندها يغار باقى الأشخاص ويتساءلون : ولماذا لا أنجح أنا ؟ فبذور النجاح . نجاح !
Aimar 21
14-08-2004, 03:10 AM
أُفَضِلْ دائماً أَنْ أتصور أنَّنِي سمَّيت مُحمداً محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وليس تَشَبُّهاً بجدي محمد الأول .. وُلِدت في 26 رجب سنة 833 هـ ونشأت في هذا القصر الكبير أمير .. ابن ملك.. حفيد ملوك .. وأنا ولي العهد .. لا تفزعوا مِنْ ذلك فأنا أشعر أنَّها مسئولية وتكليف ..
بين الزهور الكثيرة والأشجار العجوز كنت أقضي أغلب وقت فراغ طفولتي...نعم .. فراغ .. فلقد كان أبي رحمه الله يُدَرِّبُني ويُعلِّمُني فنون القتال، وتفاريع الحكم والسياسة .. ولا يَدَع لي إلا القليل لنفسي أقضيه في طبيعة حدائق القصر الجميلة .. فأحْبَبْتُ الشعر والموسيقى.
كُنْتُ أجلس أتأمل السماء والأرض وصوت معلمي الشيخ (آق شمس الدين) يَرِنُّ في أُذُنِي : نِعْمَ الأميرُ أَمِيرُها .. أنت هذا الأمير يا ولدي .. أنت هُو
ما الذي رَآهُ في حتى يَتَصَوَّرني صاحب نُبؤة الرسول .. لست أدري ولكنِّي أَيْقَنْت أنَّه إن لَمْ أكن أنا فلابُدَّ أَنْ أكون هو .
مازلت أَذْكُرُ دروس اللغات والشعر و القتال والمبارزة وركوب الخيل .
القسطنطينية من أيام معاوية بن أبي سفيان ومحاولات فتحها المستمرة تتحطم .. فهل سيكون الفتح على يدي؟
أَعْشَق اِمْتِطَاءَ صهوة جوادي ولست أدري متى كانت أول مرة ولكن أذكر الخوف من هذا الظهر العالي الذي وضعني أبي عليه فظللت مُتَعلِّقاً به ولكنَّه انتزع ذراعي برفق مِنْ أكتافه وأمسكهما بشيء .. كان اللجام.. وبدأ الشيء الكبير يتحرك وأنا خائف أنظر حولي وأبكي وظل صوت أبي ومدربي يُدوِّيان : انظر أمامك وارفع رأسك .. فعلتها !! وبدأت أُحِبّ إِحْسَاس السيطرة .. والقيادة ,.. والتحكم في الفرس.. أَنْبَل الحيوانات ..
عند العاشرة كنت فارساً لا يَشُقُّ له غبار أمتطي جوادي يومياً عند الغروب لأدور حول المدينة وأدخل به في البحر .. البوسفور ..وأظل أركض في اتجاه القسطنطينية حتى أكاد أغرق أنا وجوادي .. فأعود.
اعتدت طريقي في الماء وأحببته .. وعيني وقلبي على الشاطئ الآخر العالي .. يوما ما سأصل حتى الشاطئ الآخر وأستلقي على رِمَاله يأكل فرسي من حشائشه ويَهُزُّ ذَيْلَه الكبير حول رأسي.
حين بلغت التاسعة عشرة ولاََّني أبي إمارة مغنسيا لأتدرب على شئون الحكم والسياسة وكان أستاذي ومعلمي معي آق شمس الدين والمُلا كوراني كانت حياتي قاسية نظراً إنها لأمير ..وأي أمير .. وَرِيثُ أكبر وأرقى امبراطورية على وجه الأرض .. الخلافة الاسلامية .. كنت أطوف الشوارع محاولاً التأسي بسيدنا عمر بن الخطاب لأقف على حال الناس ... ونداء أبي إرفع رأسك وانظر دائماً أمامك.. لم يعد تدريباً للفروسية بل شِعَارَ حياةٍ .. أحوال كثيرة دَوَّنْتُها .. وأشخاص اختبرتهم وتقنيات اكتشفتها .. ولما توليت الحكم سلطاناً فوجئ الشعب بقدرات ابن الواحد و العشرين سنة فَحَدَّثْتُ كُلَّ شئ " دوواين الإدارة – المدارس – الجيش – الأسلحة " فرضت تعلم القرآن والعربية .. ولم يكن يتولى عندي إلا المعروف بصلاحه وتقواه .. كانت تُدَاخِلني كلمات سيدنا عمر إنَّما ننتصر عليهم بالتقوى فلنكن إذن أول المتقين .
ما سمعت عن عالم أو شاعر أو كل محترف في أي مجال إلا واستدعيته للأستانة و أجزلت له لنستفيد من اقتداره .
الكفاءة وحدها كانت مؤهل العاملين .. وبَنَيْت أكبر مِدْفع في العالم وأكثرت من المدافع ومن السفن الخفيفة ..
ومازلت كما كنت صغيراً أنزل إلى الماء بفرسي في انتظار الوصول لغايتي ..فانْغَرَسَت الفكرة في قلوب جنودي وأمرائي . كان الجميع يعمل لهدف واحد .. أن نحظي بشرف كوننا نِعْمَ الأمير ونِعْمَ الجنود ..
وبنيت قلعة على مضيق البوسفور لأمنع وصول المدد من طربوزان إلى القسطنطينية ثم حاصرتها من كل الجهات ولكن ظل البحر مشكلتي .. سلسلة عملاقة تقطع طريق السفن تنتصب فجأة في عرض الماء كسد منيع تتكسر عليه القلاع والأشرعة .
وظللت أحاصرها من كل اتجاه ورفضت كل محاولات الحلول غير دخولها وفتحها وكل ما يُقْلِقُنِي هو هذه السلسلة الغبية التي تنتصب قاطعة علينا الطريق .. ويبدو أنَّ الله قد قَبِل سعيي و اجتهادي فوجدتني أَعْثُر مصادفة أثناء حصاري على قبر سيدي أبي أيوب الأنصاري .
هل يتصور أحد سعادة سلطان البلاد باكتشاف مقبرة .. لن يفهم إلا مَنْ يَعْرف معنى أن يجد فجأة بين يديه مَوْضِع وَضَِع فيه أَحَد صحابة رسول الله قَدَمه .. بل ووضع فيه جسده وليس أي صحابي إنَّه ذلك المضيف الذي استقبل نبينا الكريم صلوات الله عليه وسلامه في بيته حين دخل المدينة .. وكأنَّها البشرى إنَّني أيضاً سأكون ضَيْفَه لحين دخول المدينة وبنيت عند قبره مسجداً .. وصارت صلواتي وعباداتي كلها في هذه البقعة الطاهرة .. و.. وأتى النقاء بثماره .. لمعت في رأسي فكرة قد تبدو مجنونة ولكنَّها عبقرية ماذا أفعل إذا وقف سدأ في الطريق ؟.. وعجزت عن هدمه وتخطيه؟ .. الإجابة سهلة و بسيطة " تلف من حوله " نعم .. للتاريخ أن يتصور قادتي و أمرائي وقد فغروا فاهم حين سمعوا بالخطة .. ثم ضحكات السعادة بالعثور على حل بسيط ولكنه داهية ..
بدأت مراحل التنفيذ وتم تمهيد التلال ووضع قضبان خشبية مدهونة بالشحم عليها ثم جررنا السفن عبر التلال لنهبط بعد مستوى السلسلة .. تمَّ كل هذا في ليلة واحدة .
ألم أقل لكم إنَّ جنودي عايشوا معي الحلم .. أن نكون المعنيين بالحديث .
وانتهت القصة هنا لقد فتحت القسطنطينية .. وصليت في آيا صوفيا وانقلبت أكبر كنائسها إلى أروع مساجدها ..
ولكنِّي ظللت أحب الصلاة في مسجد أبي أيوب أَتَمَسَّح باعتاب الصحابة تبلل دموعي لحيتي وأنا أُرسل الصلاة و السلام للمصطفى الهادي ممن حظي بشرف أن يأتي ذكره على لسانه الشريف قبل أن يرى النور .. وبشر به وأنعم عليه بالرضا من الله ... عسى الله أن يقبل صالح أعمالي و يتجاوز عن خاطئ اجتهادي.
هكذا وبعد ثلاثين سنة من الحروب المتواصلة للفتح وتقوية الدولة وتعميرها، فاجأ الموتُ السطانَ محمد الفاتح في 4 ربيع الأول 886 هـ/3 مايو 1481م في أُسكُدار في معسكره وبين جنوده، إذ كان قد أعد في هذه السنة إعداداً قوياً لحملة لا يعرف اتجاهها لأنه كان شديد الحرص على عدم كشف مخططاته العسكرية حتى لأقرب وأعز قواده. وقد قال في هذا الصدد عندما سئل مرة: »لو عرفته شعرة من لحيتي لقلعتها.« .. رحم الله السلطان الفاتح الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: "لتَفْتَحُنّ القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم الجيش ذلك الجيش"
Fly_Batman
18-08-2004, 11:28 PM
صراحة انا من المتابعين لحلاقاته الرائعة....^^
وتشكر اخوي على جهودك..^^
ونستنى التكملة..^^
Veronica_X
19-08-2004, 11:50 PM
السلام عليكم اخوي
موضوعك جميل جدا و اشكر مجهودك اللذي بذلته في هذا الموضوع :)
لكن اطلب منك ان تخص لنا بعض المقتطفات عن الاسرة و الحياه الاسريه و الزوجيه اذا سمحت لي
حتى لا يخالف قوانين هذا المنتدى :)
اشكرك على جهدك ووفقك الله لللخير :) :)
جميع حقوق برمجة vBulletin محفوظة ©2025 ,لدى مؤسسة Jelsoft المحدودة.
جميع المواضيع و المشاركات المطروحة من الاعضاء لا تعبر بالضرورة عن رأي أصحاب شبكة المنتدى .