قلم دبلوماسي
16-08-2004, 08:44 PM
http://www.alarabiya.net/staging/portal/Archive/Media/2004/08/16/1816051.jpg
اعتبر ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز أن المملكة اجتازت مرحلة الارهاب, وأنها تقوم حاليا بتصفية آخر جيوبه، وقال إن المملكة ستعمل ما بوسعها لحفظ أمن جاراتها من دول الخليج والقضاء على عوامل التوتر فيها، كما أكد أيضا الحكومة ماضية في خطوات الإصلاح الذي بدأته مع مراعاة خصوصيات المملكة وفي إطار الحفاظ على تقاليد الشعب السعودي وعقيدته.
وأشاد الأمير عبد الله بن عبد العزيز بالدور الذي لعبه المواطنون السعوديون في الحرب ضد الإرهاب، وقال "لقد شعر رجال الأمن ان كل مواطن اصبح خفيرا, وهذا ما ساعدهم على قطع رؤوس الافاعي. لقد تعاون المواطن مع رجال الامن في اجتثاث الطغمة الضالة". وأكد إصرار الدولة على ملاحقة الإرهابيين في جحورهم ولو استمر ذلك دهرا.
تلاحم شعبي ضد الإرهاب
وفي حوار مطول لصحيفة "السياسة" الكويتية أجراه معه رئيس تحريرها في اليوم المخصص للقاء الأمير بالمواطنين.. قال الأمير عبد الله عن المواجهة مع الإرهابيين: "نحن ذهبنا الى رؤوس الثعابين مباشرة لنقطعها, ونعلم ان ذيولها عبارة عن مضللين من ابنائنا نعرف كيف نتعامل معهم, ونعيدهم الى صوابهم. شيطان بعض ابنائنا زين لهم المستحيل فاندفعوا الى اعمال الشغب".
وقال الأمير إن "رؤوس الافاعي قتل منهم من قتل واعتقل من اعتقل، واستسلم من استسلم، وكان لرجال الأمن السعودي دور كبير في ذلك بمساندة المواطنين وهو الأمر الذي يستحقون الشكر عليه"، ونفى أن تكون تلك الأعمال الإرهابية قد أثرت على الجبهة الداخلية السعودية والحركة الإقتصادية والنمو فيها، وقال إنها وحدت الناس, بدليل تلك الوفود التي قدمت إلى قصره من كل اصقاع المملكة مبايعة ومعاهدة ومتضامنة, ومستنكرة للإرهاب. وقال "والله اني اقدر مشاعر هؤلاء الناس, هذا التلاحم كان عرسا نفخر به, وقد ظن الارهابيون ان بوسعهم افساده وتمزيقه بمساندة الارهاب الفكري القادم من الخارج وتتبناه وتتنطح به بعض وسائل الاعلام وتحتفي به".
وطالب الأمير عبدالله الإعلاميين بالتعامل مع قضايا الوطن بمسئولية وتقدير للعواقب، وقال إنه يجب ألا يخشوا احدا وهم يكتبون الحقائق ويناقشونها بصدق وبنصيحة خالصة, وأضاف "اعلموا ان المتاجرة بأمور تؤثر على مشاعر الناس, وتخدش ولاءهم، وتسيء الى حبهم لاوطانهم لا يرضى عنها الله ولا عباده".
وأشار الأمير إلى بعض الدول التي نظرت بتشاؤم إلى الأوضاع في السعودية، واعتبرت أن الاجهزة الامنية فقدت السيطرة على الاوضاع الداخلية، وسحبت رعاياها بناء على ذلك وقال إن هؤلاء رجعوا في النهاية لأن رجال الأمن أثبتوا أنهم يحكمون السيطرة على الأوضاع في كل الظروف.
وقال الأمير ان الارهاب ظاهرة لا تقتصر على السعوديين, وتعتبر من الظواهر السياسية التي تمر احيانا على العالم ويستطيع التغلب عليها وضرب مثلا ما يحدث في أمريكا من ارهاب داخلي, وعنف محلي, وارهاب وارد اليها من الخارج، وقال إن السعودية استطاعت ان تلجم هذه الظاهرة الداخلية وكبحها اعتمادا على بيئة المجتمع السعودي, وخصوصيته غير الدموية التي لا تميل الى العنف.
وأكد الأمير على التعاون بين دول الخليج العربي في مجال مكافحة الإرهاب وقال إن هذا "التعاون بين المملكة وبين إخوتها في الخليج موجود ومستمر، وأمن الخليج وحدة لا تتجزأ فدول الخليج تهم المملكة كثيرا. وأضاف "والله لو تعرضت واحدة منها لاي خطر ستكون صدورنا في المقدمة للدفاع عنها, ولن اذكرك بموقفنا عندما تعرضت الكويت للغزو سنة 1990 .. موقفنا يومها سيكون هو ذات الموقف مع اي دولة خليجية تتعرض للخطر لا سمح الله"، وبين الأمير عبد الله أن السعودية وبعد اجتياز المراحل الصعبة, تبادر بالسؤال عن اوضاع شقيقاتها، وتمنى ان تكون جبهاتهم آمنة ولا تتعرض للتوتر.
الفوائض لتسديد الدين العام
وتعرض الأمير إلى النشاط الاقتصادي في المملكة وقال إنه لم يتأثر بعمليات الإرهاب، باعتبار أن المملكة مساهم رئيسي في الاقتصاد العالمي لا يمكن الاستغناء عنه، وأشار إلى أن مشاريع التنمية والإعمار تتزايد في شوارع المملكة كما يرتفع عدد المصانع فيها, ولكنه قال إنه لو حصلت المملكة على موائمة بين التكنولوجيا والاموال فسيكون مسارها الاقتصادي افضل.
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن أمام المملكة الكثير من الفرص التي يوفرها حيز هذه الارض, شريطة ان لا يكسل المواطن السعودي امام هذه الفرص ويتركها لغيره, وان يتعامل معها بجدية وان يستغلها, "فهي له قبل غيره".
وقال الأمير إن معظم فوائض الميزانية الناتجة عن ارتفاع اسعار النفط ستوجه نحو تسديد الدين العام الداخلي الذي ترتب جزء كبير منه عن حرب الخليج الثانية, باستثناء بعضها الذي سيذهب نحو مزيد من التنمية.
وأبدى الأمير عدم رضاه عن ارتفاع أسعار النفط وقال إن المملكة لا تريد الإضرار بالاقتصاد العالمي الذي تتأثر به وتؤثر عليه, ولذلك يجب أن تتراوح الأسعار ما بين 25 الى 30 دولاراً للبرميل حتى لا يتم إلحاق الضرر بالدول الأخرى. وأضاف "نحن هنا لا نتكلم عن دول كبرى بل عن دول فقيرة ستتضرر حياتها ويتوقف نموها بارتفاع أسعار النفط".
وأكد ولي العهد أن المملكة لديها القدرة على تغطية الاحتياجات الراهنة للسوق "لكن في الوقت نفسه احب ان اؤكد انه لا يد لنا في ارتفاع الاسعار الحالي بهذا الشكل, والمسؤول هو شركات كبرى تتعامل مع السلعة النفطية, إما عبر التخزين وحجب الكميات وإما عبر المضاربة".
وبين أنه لم يكن يتمنى ان تقفز الاسعار الى ما فوق الثلاثين دولاراً مضيفا أن المملكة أعلنت لهذا الغرض أنها ستزيد الانتاج بقدر طاقة حقولها من اجل كبح الاسعار, لكن هذه الإجراءات لم تكبح الأسعار بسبب وضع السوق والشركات التي تضارب فيه.
الإصلاح الداخلي
وتطرق الأمير عبد الله إلى عملية الإصلاح الداخلي في المملكة مشيرا إلى أنها تحتاج إلى بعض الوقت مثل الذي استغرقته الدول الأوربية لإنجاز الإصلاحات فيها، ولكنه أكد أيضا أن الحكومة ماضية في خطوات الإصلاح الذي بدأته مع مراعاة خصوصيات المملكة وفي إطار الحفاظ على تقاليد الشعب السعودي وعقيدته.
وقال الأمير ردا على من يتعجلون الإصلاح إن شعوب الغرب لم تصلح نفسها في سنة او سنتين, "كما ان بيئتهم الفكرية تختلف عن بيئتنا الفكرية المؤسسة على العقيدة ودين الله وسنة نبيه, وهي عقيدة تقدم للبشر نظاما اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وانسانيا متكاملا".
من ناحية أخرى أبدى ولي العهد اسفه وتألمه لما يحدث في العراق وتمنى ان يخرج من محنته الراهنة بأسرع وقت ممكن، وقال إنه في سبيل الوصول إلى هذا الهدف طرح فكرة ارسال قوات إسلامية تحل محل القوات الأجنبية وتكون بأشراف الأمم المتحدة، وقال "لقد قمنا بواجبنا في تقديم هذه المبادرة. ولكن تنفيذها متروك للاطراف المعنية". وأضاف ان ما يحدث في العراق يدمي ويزعج. والدماء تهدر, والتيارات تتصارع, والأبرياء يسقطون قتلى, والقاتلون يشوهون صورتنا وصورة عقيدتنا وعروبتنا, والبلاد تتمزق
اعتبر ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز أن المملكة اجتازت مرحلة الارهاب, وأنها تقوم حاليا بتصفية آخر جيوبه، وقال إن المملكة ستعمل ما بوسعها لحفظ أمن جاراتها من دول الخليج والقضاء على عوامل التوتر فيها، كما أكد أيضا الحكومة ماضية في خطوات الإصلاح الذي بدأته مع مراعاة خصوصيات المملكة وفي إطار الحفاظ على تقاليد الشعب السعودي وعقيدته.
وأشاد الأمير عبد الله بن عبد العزيز بالدور الذي لعبه المواطنون السعوديون في الحرب ضد الإرهاب، وقال "لقد شعر رجال الأمن ان كل مواطن اصبح خفيرا, وهذا ما ساعدهم على قطع رؤوس الافاعي. لقد تعاون المواطن مع رجال الامن في اجتثاث الطغمة الضالة". وأكد إصرار الدولة على ملاحقة الإرهابيين في جحورهم ولو استمر ذلك دهرا.
تلاحم شعبي ضد الإرهاب
وفي حوار مطول لصحيفة "السياسة" الكويتية أجراه معه رئيس تحريرها في اليوم المخصص للقاء الأمير بالمواطنين.. قال الأمير عبد الله عن المواجهة مع الإرهابيين: "نحن ذهبنا الى رؤوس الثعابين مباشرة لنقطعها, ونعلم ان ذيولها عبارة عن مضللين من ابنائنا نعرف كيف نتعامل معهم, ونعيدهم الى صوابهم. شيطان بعض ابنائنا زين لهم المستحيل فاندفعوا الى اعمال الشغب".
وقال الأمير إن "رؤوس الافاعي قتل منهم من قتل واعتقل من اعتقل، واستسلم من استسلم، وكان لرجال الأمن السعودي دور كبير في ذلك بمساندة المواطنين وهو الأمر الذي يستحقون الشكر عليه"، ونفى أن تكون تلك الأعمال الإرهابية قد أثرت على الجبهة الداخلية السعودية والحركة الإقتصادية والنمو فيها، وقال إنها وحدت الناس, بدليل تلك الوفود التي قدمت إلى قصره من كل اصقاع المملكة مبايعة ومعاهدة ومتضامنة, ومستنكرة للإرهاب. وقال "والله اني اقدر مشاعر هؤلاء الناس, هذا التلاحم كان عرسا نفخر به, وقد ظن الارهابيون ان بوسعهم افساده وتمزيقه بمساندة الارهاب الفكري القادم من الخارج وتتبناه وتتنطح به بعض وسائل الاعلام وتحتفي به".
وطالب الأمير عبدالله الإعلاميين بالتعامل مع قضايا الوطن بمسئولية وتقدير للعواقب، وقال إنه يجب ألا يخشوا احدا وهم يكتبون الحقائق ويناقشونها بصدق وبنصيحة خالصة, وأضاف "اعلموا ان المتاجرة بأمور تؤثر على مشاعر الناس, وتخدش ولاءهم، وتسيء الى حبهم لاوطانهم لا يرضى عنها الله ولا عباده".
وأشار الأمير إلى بعض الدول التي نظرت بتشاؤم إلى الأوضاع في السعودية، واعتبرت أن الاجهزة الامنية فقدت السيطرة على الاوضاع الداخلية، وسحبت رعاياها بناء على ذلك وقال إن هؤلاء رجعوا في النهاية لأن رجال الأمن أثبتوا أنهم يحكمون السيطرة على الأوضاع في كل الظروف.
وقال الأمير ان الارهاب ظاهرة لا تقتصر على السعوديين, وتعتبر من الظواهر السياسية التي تمر احيانا على العالم ويستطيع التغلب عليها وضرب مثلا ما يحدث في أمريكا من ارهاب داخلي, وعنف محلي, وارهاب وارد اليها من الخارج، وقال إن السعودية استطاعت ان تلجم هذه الظاهرة الداخلية وكبحها اعتمادا على بيئة المجتمع السعودي, وخصوصيته غير الدموية التي لا تميل الى العنف.
وأكد الأمير على التعاون بين دول الخليج العربي في مجال مكافحة الإرهاب وقال إن هذا "التعاون بين المملكة وبين إخوتها في الخليج موجود ومستمر، وأمن الخليج وحدة لا تتجزأ فدول الخليج تهم المملكة كثيرا. وأضاف "والله لو تعرضت واحدة منها لاي خطر ستكون صدورنا في المقدمة للدفاع عنها, ولن اذكرك بموقفنا عندما تعرضت الكويت للغزو سنة 1990 .. موقفنا يومها سيكون هو ذات الموقف مع اي دولة خليجية تتعرض للخطر لا سمح الله"، وبين الأمير عبد الله أن السعودية وبعد اجتياز المراحل الصعبة, تبادر بالسؤال عن اوضاع شقيقاتها، وتمنى ان تكون جبهاتهم آمنة ولا تتعرض للتوتر.
الفوائض لتسديد الدين العام
وتعرض الأمير إلى النشاط الاقتصادي في المملكة وقال إنه لم يتأثر بعمليات الإرهاب، باعتبار أن المملكة مساهم رئيسي في الاقتصاد العالمي لا يمكن الاستغناء عنه، وأشار إلى أن مشاريع التنمية والإعمار تتزايد في شوارع المملكة كما يرتفع عدد المصانع فيها, ولكنه قال إنه لو حصلت المملكة على موائمة بين التكنولوجيا والاموال فسيكون مسارها الاقتصادي افضل.
وأشار ولي العهد السعودي إلى أن أمام المملكة الكثير من الفرص التي يوفرها حيز هذه الارض, شريطة ان لا يكسل المواطن السعودي امام هذه الفرص ويتركها لغيره, وان يتعامل معها بجدية وان يستغلها, "فهي له قبل غيره".
وقال الأمير إن معظم فوائض الميزانية الناتجة عن ارتفاع اسعار النفط ستوجه نحو تسديد الدين العام الداخلي الذي ترتب جزء كبير منه عن حرب الخليج الثانية, باستثناء بعضها الذي سيذهب نحو مزيد من التنمية.
وأبدى الأمير عدم رضاه عن ارتفاع أسعار النفط وقال إن المملكة لا تريد الإضرار بالاقتصاد العالمي الذي تتأثر به وتؤثر عليه, ولذلك يجب أن تتراوح الأسعار ما بين 25 الى 30 دولاراً للبرميل حتى لا يتم إلحاق الضرر بالدول الأخرى. وأضاف "نحن هنا لا نتكلم عن دول كبرى بل عن دول فقيرة ستتضرر حياتها ويتوقف نموها بارتفاع أسعار النفط".
وأكد ولي العهد أن المملكة لديها القدرة على تغطية الاحتياجات الراهنة للسوق "لكن في الوقت نفسه احب ان اؤكد انه لا يد لنا في ارتفاع الاسعار الحالي بهذا الشكل, والمسؤول هو شركات كبرى تتعامل مع السلعة النفطية, إما عبر التخزين وحجب الكميات وإما عبر المضاربة".
وبين أنه لم يكن يتمنى ان تقفز الاسعار الى ما فوق الثلاثين دولاراً مضيفا أن المملكة أعلنت لهذا الغرض أنها ستزيد الانتاج بقدر طاقة حقولها من اجل كبح الاسعار, لكن هذه الإجراءات لم تكبح الأسعار بسبب وضع السوق والشركات التي تضارب فيه.
الإصلاح الداخلي
وتطرق الأمير عبد الله إلى عملية الإصلاح الداخلي في المملكة مشيرا إلى أنها تحتاج إلى بعض الوقت مثل الذي استغرقته الدول الأوربية لإنجاز الإصلاحات فيها، ولكنه أكد أيضا أن الحكومة ماضية في خطوات الإصلاح الذي بدأته مع مراعاة خصوصيات المملكة وفي إطار الحفاظ على تقاليد الشعب السعودي وعقيدته.
وقال الأمير ردا على من يتعجلون الإصلاح إن شعوب الغرب لم تصلح نفسها في سنة او سنتين, "كما ان بيئتهم الفكرية تختلف عن بيئتنا الفكرية المؤسسة على العقيدة ودين الله وسنة نبيه, وهي عقيدة تقدم للبشر نظاما اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وانسانيا متكاملا".
من ناحية أخرى أبدى ولي العهد اسفه وتألمه لما يحدث في العراق وتمنى ان يخرج من محنته الراهنة بأسرع وقت ممكن، وقال إنه في سبيل الوصول إلى هذا الهدف طرح فكرة ارسال قوات إسلامية تحل محل القوات الأجنبية وتكون بأشراف الأمم المتحدة، وقال "لقد قمنا بواجبنا في تقديم هذه المبادرة. ولكن تنفيذها متروك للاطراف المعنية". وأضاف ان ما يحدث في العراق يدمي ويزعج. والدماء تهدر, والتيارات تتصارع, والأبرياء يسقطون قتلى, والقاتلون يشوهون صورتنا وصورة عقيدتنا وعروبتنا, والبلاد تتمزق