المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : .. فلن يقبل منه!



ALcATRAZ
18-08-2004, 07:02 PM
هل تحوَّل العلم (في الغرب) إلى دين بثوب جديد!!؟
خطر ببالي هذا السؤال الغريب وأنا اقرأ إحصائية عن ازدهار عمل المستشارين النفسيين في أمريكا وتقلص دور القساوسة في تقديم المشورة وبث الهموم!!
وبالطبع هذا الجانب ليس إلاّ جزءاً من المظهر الديني العام؛ إلاّ ان البدائل التي تم تبنيها في الغرب (خصوصاً من غير المتدينين) تداعت في رأسي على نفس السياق.. فعلى سبيل المثال:
÷ استغنوا عن فكرة الخالق.. وتورطوا في نظرية التطور كتفسير لظهور الكائنات!!
÷ انكروا القضاء والقدر.. وسلموا بالحتمية الوراثية!!
÷ انكروا وجود مبدئ للكون.. وتبنوا أزلية الوجود الساذجة.
÷ لجأوا إلى فرضية الصدفة والعبطية؛ للتهرب من وجود مسبب للمظاهر المتقنة.
÷ تخلوا عن الطقوس الدينية.. وتورطوا في طقوس وطنية وأعياد سنوية.. وقس على هذا كثيراً.
ما أود قوله أن العلم احتل في أذهان الكثيرين - وبدون أن يشعروا - مكان الدين في تفسير نشوء الكون والحياة والانقراض وحتمية المصير.
ليس هذا فحسب بل إن العلم تدخل في حياتهم من خلال أعمدة تقليدية للدين؛ فجميع الأديان مثلاً تتضمن نعيماً للمؤمنين وعذاباً للكافرين ووعداً بالأفضلية على الآخرين.. والعلم أيضاً يقتحم هذه المجالات فينعم الغافلون بابتكارات لا تنتهي، ويرعبهم من السرطان والإيدز، ويعدهم بالمال والصحة وطول العمر.. وقس على هذا كثيراً.
وكما هو معروف يقوم العلم على برهان محسوس يمكن تكراره في حين يعتمد الدين على التسليم والإيمان المطلق.. ولكن إن راجعنا البدائل أعلاه لا نجد أياً منها تقوم على دليل قوي أو كامل؛ فلا نظرية داروين ولا التحليل النفسي ولا أزلية الكون ولا فرضية الصدفة يمكن وصفها بالعلمية. وحين يتبنى أحدهم هذه البدائل بحجة أنها (علمية) فإنه يتحول إلى (مؤمن) يملك مسلماته الخاصة.. مما يعود به إلى الدائرة التقليدية للدين!
- وقد يقول قائل ولكن هذه أمثلة انتقائية حيث توجد بدائل علمية قوية وراسخة!؟
.. وأنا أقول صحيح؛ ولكن الدين بدوره لا يتعارض مع الحقائق الثابتة لأنها لا تخرج عن إرادة الخالق سبحانه وتعالى - كما أن مجرد الاعتراف بأنها "قوية" و"راسخة" يعني انتقاء صبغة العشوائية عنها وتقريرها من قبل لدن حكيم!
المحزن بالنسبة للعلمانيين أنهم يتهربون من الحقيقة الدينية (لمجرد التهرب).. فبرأيك أيهم مقبول أكثر (حتى بالمعايير العلمية) ان نعترف بوجود منشئ للخلق أم نقبل بنظرية داروين المرقعة، وأيهم مقبول أكثر الاعتراف بالقضاء والقدر (وما يشمله من حتمية وراثية وظرفية) أم حصر مصيرنا بعبطية الحظ وشفرة الـ DNA!!؟؟
العجيب أن كل من يتنصل من دائرة الدين ينسج حول نفسه بدون أن يشعر مفاهيم دينية خاصة به. فحين يعلن أحدهم الإلحاد فإن الخطوة التالية هي تبنيه لبدائل يفسر من خلالها هذا المظهر أو ذاك. وغالباً ما تكون هذه البدائل أفكاراً علمية واهية أو ناقصة فيشكل بدون أن يدري دينه الخاص.
المأزق هنا أن البشر لا يستطيعون العيش بدون (دين) لأنهم لا يستطيعون إيقاف عقولهم عن التساؤل وطلب الأجوبة الشافية.. فحين تقع أعينهم على النجوم يتساءلون تلقائياً عمن صنعها، وحين يراقبون الطيور يفكرون فيمن علمها، وحين ينظرون لتجمعات الخلايا يتساءلون عمن وجهها. ولأن التساؤلات الحائرة لا تتوقف ترى كل من ادعى العلمانية يتبنى بالتدريج مبادئ وتفسيرات تعود به إلى المفهوم العام للدين.. ولكن {ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه}!

منقول..من مقال

ALcATRAZ
19-08-2004, 03:39 PM
وين الردود؟:)

Pr.Game
19-08-2004, 03:55 PM
مشكور على الموضوع الرائع :) ...

ALcATRAZ
19-08-2004, 04:05 PM
تسلم
شكرا على المرور :)