ALcATRAZ
18-08-2004, 07:32 PM
هل تعتقد أنك ذكي وتملك أفكاراً رائعة!؟..
وإن اتفقنا معك في هذا؛ فمن له الفضل يا ترى في تحديد مستوى ذكائك ونبوغك على الآخرين؟.
.. حكاية انك ذكي - ووحيد زمانك - فهذا طبع عام وغرور شائع نادراً ما يسلم منه إنسان (وهي من نواقص العقل البشري التي اتفق عليها الفلاسفة وأجمع عليها الحكماء).. أما من له الدور الحاسم في تحديد درجة ذكائك فهما بدون شك: البيئة، والوراثة!.
السؤال هو: هل يولد الإنسان وقدر ورث من أبويه سقفاً معيناً من الذكاء لا يتجاوزه مهما فعل، أم أن البيئة (من تعليم وخبرة) توفر مستوى مفتوحاً وغير محدود من الذكاء!!.
الفيلسوف نيتشه وعالم الأحياء جولتن يعتقدان أن العوامل الوراثية هي حجر الأساس في مسألة الذكاء وظهور العبقرية. وقد استدلا على ذلك بأن معظم العباقرة ظهروا في أسر وجد فيها عباقرة آخرون. ولكن العلماء ممن يغلبون دور البيئة يستخدمون نفس الدليل لصالحهم ويقولون إن تلك الأسر "راقية بطبعها" توفر لأبنائها بيئة تعليمية واجتماعية استثنائية أوصلهم لمستوى العبقرية!.
@ أما شخصي المتواضع فكان دائما من أنصار الرأي الثاني لسبب أخلاقي بحت؛ فلو كان الذكاء موروثاً لكان مقدراً لبعض العائلات توارث الغباء والحمق وأخرى توارث الذكاء والرشد.. ولكن - على عكس ما أريد - بدأت الأبحاث تميل في السنوات الأخيرة لتغليب الدور الوراثي تاركة للبيئة هامش مناورة ضئيل. فآخر الدراسات تشير إلى أننا نرث معظم ذكائنا من آبائنا - أحببنا ذلك أم لم نحببه. ولكن هذا لا يعني أننا نرث قالباً متحجراً من الذكاء الـ "الحد الأعلى" من القدرات لا نستطيع تجاوزه؛ فعلماء النفس في كامبردج قاسوا ذكاء 300من العباقرة المشهورين فلاحظوا ان أياً منهم لم يبتعد أكثر من (20%) عن ذكاء أبويه.
بمعنى أن التحصيل الأكاديمي والخبرة العملية (وكل الجهود الشخصية) لم تفلح في زيادة نسبة ذكائهم عن "خُمس" ما قدر لهم منذ ولادتهم!.
وهذه النتيجة تم إثباتها أيضاً في أمريكا من قبل عالمة متخصصة في تعليم الأطفال.. فقد صنفت 320روضة من رياض الأطفال في ثلاثة مستويات (ممتازة، وجيدة، ورديئة).
وفي البداية توقعت أن تعمل الرياض الممتازة على رفع ذكاء الأطفال بسبب بيئتها الثرية والمتنوعة. ولكنها اكتشفت أن الطفل الذي لا تسمح إمكاناته الوراثية بتجاوز قدر معين من الذكاء (لن يتجاوزه) مهما كان مستوى البيئة ممتازاً. وفي المقابل اكتشفت - في الرياض الرديئة - أطفالاً أذكياء بالفطرة لم تؤثر البيئة الفقيرة في مستوى ذكائهم.. بل اكتشفت أن بعضهم رفعوا نسبة ذكائهم بأنفسهم (من خلال القراءة والملاحظة والسؤال) رغم وجودهم في رياض يرثى لها!!
على أي حال.. نعود ونقول أننا لا نرث ذكاء جامداً بقدر ما نرث سقفاً من القدرات لا نستطيع تجاوزه.. ولو كان باستطاعة البيئة الممتازة اختراق الحاجز الوراثي لرأينا جامعات اليوم "تفرخ" ملايين العباقرة والمخترعين؛ ولكن - صدق أو لا تصدق - أن نسبة العبقرية (مقارنة بعدد السكان) لم تتغير منذ عهد الإغريق وحتى يومنا هذا!!.
منقوول
وإن اتفقنا معك في هذا؛ فمن له الفضل يا ترى في تحديد مستوى ذكائك ونبوغك على الآخرين؟.
.. حكاية انك ذكي - ووحيد زمانك - فهذا طبع عام وغرور شائع نادراً ما يسلم منه إنسان (وهي من نواقص العقل البشري التي اتفق عليها الفلاسفة وأجمع عليها الحكماء).. أما من له الدور الحاسم في تحديد درجة ذكائك فهما بدون شك: البيئة، والوراثة!.
السؤال هو: هل يولد الإنسان وقدر ورث من أبويه سقفاً معيناً من الذكاء لا يتجاوزه مهما فعل، أم أن البيئة (من تعليم وخبرة) توفر مستوى مفتوحاً وغير محدود من الذكاء!!.
الفيلسوف نيتشه وعالم الأحياء جولتن يعتقدان أن العوامل الوراثية هي حجر الأساس في مسألة الذكاء وظهور العبقرية. وقد استدلا على ذلك بأن معظم العباقرة ظهروا في أسر وجد فيها عباقرة آخرون. ولكن العلماء ممن يغلبون دور البيئة يستخدمون نفس الدليل لصالحهم ويقولون إن تلك الأسر "راقية بطبعها" توفر لأبنائها بيئة تعليمية واجتماعية استثنائية أوصلهم لمستوى العبقرية!.
@ أما شخصي المتواضع فكان دائما من أنصار الرأي الثاني لسبب أخلاقي بحت؛ فلو كان الذكاء موروثاً لكان مقدراً لبعض العائلات توارث الغباء والحمق وأخرى توارث الذكاء والرشد.. ولكن - على عكس ما أريد - بدأت الأبحاث تميل في السنوات الأخيرة لتغليب الدور الوراثي تاركة للبيئة هامش مناورة ضئيل. فآخر الدراسات تشير إلى أننا نرث معظم ذكائنا من آبائنا - أحببنا ذلك أم لم نحببه. ولكن هذا لا يعني أننا نرث قالباً متحجراً من الذكاء الـ "الحد الأعلى" من القدرات لا نستطيع تجاوزه؛ فعلماء النفس في كامبردج قاسوا ذكاء 300من العباقرة المشهورين فلاحظوا ان أياً منهم لم يبتعد أكثر من (20%) عن ذكاء أبويه.
بمعنى أن التحصيل الأكاديمي والخبرة العملية (وكل الجهود الشخصية) لم تفلح في زيادة نسبة ذكائهم عن "خُمس" ما قدر لهم منذ ولادتهم!.
وهذه النتيجة تم إثباتها أيضاً في أمريكا من قبل عالمة متخصصة في تعليم الأطفال.. فقد صنفت 320روضة من رياض الأطفال في ثلاثة مستويات (ممتازة، وجيدة، ورديئة).
وفي البداية توقعت أن تعمل الرياض الممتازة على رفع ذكاء الأطفال بسبب بيئتها الثرية والمتنوعة. ولكنها اكتشفت أن الطفل الذي لا تسمح إمكاناته الوراثية بتجاوز قدر معين من الذكاء (لن يتجاوزه) مهما كان مستوى البيئة ممتازاً. وفي المقابل اكتشفت - في الرياض الرديئة - أطفالاً أذكياء بالفطرة لم تؤثر البيئة الفقيرة في مستوى ذكائهم.. بل اكتشفت أن بعضهم رفعوا نسبة ذكائهم بأنفسهم (من خلال القراءة والملاحظة والسؤال) رغم وجودهم في رياض يرثى لها!!
على أي حال.. نعود ونقول أننا لا نرث ذكاء جامداً بقدر ما نرث سقفاً من القدرات لا نستطيع تجاوزه.. ولو كان باستطاعة البيئة الممتازة اختراق الحاجز الوراثي لرأينا جامعات اليوم "تفرخ" ملايين العباقرة والمخترعين؛ ولكن - صدق أو لا تصدق - أن نسبة العبقرية (مقارنة بعدد السكان) لم تتغير منذ عهد الإغريق وحتى يومنا هذا!!.
منقوول