المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حقائق حول اعتزال زيدان !!!



King Of All
21-08-2004, 06:13 PM
http://www.mybiznas.com/t7dooh_pic/Zinedine1.jpg

ما الذي قصده زين الدين زيدان عندما قال"شيء ما انكسر داخل منتخب فرنسا؛ فكان ذلك من الأسباب التي دفعتني إلى اعتزال اللعب دوليا"؟
زيزو انسان مرهف و شفاف حتى و لو بدرجة (( زاد في الرقة حتى انفلق)). لم يكن له اعداء ابدأ عندما كان يبرق و يلمع و يتحف و هو يقود المنتخب الى 63 فوز (مقابل 23 تعادلا و 7 هزائم فقط) من أغسطس \\ آب 1994 الى
يوليو \\ تموز 2004 مع لقبين مدويين هما بطل كأس العالم 1998 و بطل أوروبا 2000، وهو لم يشأ الانتظار الى حين اعلان اعتزاله دوليا على الملأ مساء الخميس عبر احدى شبكات التلفزة المحلية حتى يصبح له اعداء.
و خير ما فعل ذلك النجم الذي كان عملاقا خارج الملعب كما كان داخله .. و من حصل على لقب الشخصية الأكثر شعبية و احتراما و حبا منذ 1998 و حتى اليوم لا يمكن ان يتصرف الا كما تصرف . فالحقيقة مرة ، و ستثير الامتعاض لدى الكثيرين في حال كشفها ، و ربما تشوه صورة فنان ذهبي امسك بريشة من ذهب و رسم لنفسه منذ 20 عاما صورة شخصية (( بورتريه )) من ذهب .
لم تكن القضية (( تستاهل ))، و زيدان ليس هو الشخص الذي يعتمد مبدأ((يا رايح كتر القبائح )) و ليس شمشون الذي صرخ ناقما (( علي و على اعدائي )).. ثم ان التوقيت مثالي . اعتزل دوليا و هو في القمة فخلف الآهات ، و تخلى عن المنتخب قبل ان يتخلى المنتخب عنه .... ثم ما الذي يمكن ان يجنيه بعد بقائه في الملاعب الدولية ؟؟؟
أسباب مكشوفة
اتخذ زيدان قرار اعتزاله دوليا بعد تفكير ملي. صحيح انه استشار عائلته بالذات، لكن القرار كان له.. صار في الثانية و الثلاثين من عمره ( ولد في 23 يونيو \\ حزيران 1972 في مرسيليا )، و هو لا يقدر مقاومة عامل السن . و من يتخطى الثلاثين عليه ان يبدأ العد العكسي.
عموما، يثبت رياضي فذ فنيا كزيدان في الملاعب بفعل ثلاثة أعوام رئيسية:
*العامل البدني: لعب زيدان 93 مباراة دولية منذ 1994 بمعدل نحو 10 مباريات في العام الواحد. ولو افترضنا انه يمضي مع المنتخب ثلاثة أيام في كل مباراة فان هذا يعني انه يخصص شعرا واحدا تقريبا في السنة للمنتخب وحده. و ارتفع هذا الرقم بمناسبة بطولة أوروبا 1996 و 2000 و 2004 و كأس العالم 1998 و 2002 مع العلم انه أصيب قبيل المونديال الأخير في مباراته الودية ضد كوريا الجنوبية ولم يشارك إلا في المباراة ضد الدنمارك.
ثم ان زيدان لاعب استثنائي و دافع عن ألوان ناديين استثنائيين هما: اليوفنتوس و ريال مدريد. و حتى يحافظ على صورته اللامعة ويفي كل من الناديين الكبيرين حقه كان لابد ان يعيش عيشة النملة الدؤوب داخل الملعب و الناسك خارجه. و حتى قبل ان يترك فرنسا الى ايطاليا عام 1996 ليبدأ (( التحدي الكبير )) على حد قوله لم يكن يأكل و يشرب و يتنفس إلا كرة القدم حين لعب لناديي ليل و بوردو اللذين كانا بداية الرحلة الأسطورية لهذا اللاعب الذي اختير أفضل لاعب من قيل الفيفا ثلاث مرات والذي انضم الى ريال مدريد صيف 2001 في مقابل رقم قياسي لن يتحطم في المدى المنظور و هو 75 مليون دولار.
الى ذلك، فان بطولة الدوري في كل من ايطاليا و اسبانيا متطلبة جدا ولا لقاءات سهلة فيها خلافا لبطولات كثيرة أخرى يمكن التراخي في بعض محطاتها.
و مع تقدم اللاعب في السن تبدأ معضلة تقنين المجهود تفاديا للسقوط في الإرهاق.
*العامل العاطفي: و كما أن هناك إرهاقا بدنيا هناك يؤدي الى نوع من التشبع خصوصا لدى اللاعبين الذين
تعني لهم العائلة الشيء الكثير.
ولطالما تحدث زيدان عن عائلته الكبرى و عائلته الصغرى. النقاد هم الذين دفعوا الى الحديث عن العائلة الكبرى، وحده دون اللاعبين الآخرين،حتى يتعرفوا الى مصدر هذا الخلق الحميد الذي صار مضرب الأمثال بالنسبة الى الفرنسيين. فحتى يقدم فرنسي على تقليد زيدان مثلا على شاشة التلفزيون يجب ان يصبغ وجنتيه بلون احمر خفيف تلميحا الى خجل غير عادي كما يجب ان يتحدث بصوت خافت تأكيدا على ادب جم: (( أنا لا أتقن الحديث التلقائي.. وبما ان كل حديث هو بمثابة امتحان لي فإنني إذا ما خيرت بين الأدلاء به مرة في الأسبوع أو مرة في الشهر لقلت مرة في الشهرين))!!
القيم العائلية مهارة فطرية عند زيدان، هو الذي بكى كثيرا ووالدته عندما تركها في مرسيليا ليقيم في مدرسة الكرة بنادي ليل حين كان في سن الرابعة عشر. عاش وحيدا جسديا و ليس روحيا، و قد نسجت قيمه الجزائرية نوعا من السياج الأخلاقي الذي حماه و أبعده عن كل الموبقات و الرذائل دائما و ابدا الى ان صار فعلا مضرب الأمثال فنا و سلوكا. و مع الوقت يصبح المرء في حاجة متزايدة الى عائلته و البقاء معها لأطول وقت ممكن، هو الذي رزق ثلاث صبيان ويقودهم الى المدرسة الفرنسية في مدريد ( منح ترخيصا استثنائيا للدخول بسيارته الى داخل الحرم المدرسي) مع ان بمقدوره الاستعانة بمليون سائق.. و مع الوقت يكون من الأفضل تخصيص الشهر المذكور لعائلته و ليس للمنتخب، فينتعش النجم روحيا و عاطفيا و نفسيا فضلا عن الانتعاش البدني و التركيز فقط على واجباته تجاه ناديه الكبير ريال مدريد.
*العامل النفسي: و بالنسبة الى ريال مدريد فان زيدان مدد قبل أسابيع قليلة عقده مع ريال مدريد سنتين إضافيتين أي حتى صيف 2007 في إجراء يؤكد تماما مدى ارتياحه للمحيط الصغير و المحيط الكبير اللذين يعيش فيهما. مدريد، المحيط الكبير، تلائم زيدان وزوجته و الأولاد كثيرا و أكثر مما كانت عليه الحال في مدينة تورينو عرين يوفنتوس، هو الذي يفضل طعام زوجته على مآكل أي مطعم في العالم، كما يفضل السهر في المنزل على السهر في أندية ليلية لا يعرف لها اسما أو معنى. و ريال مدريد، المحيط الصغير، خلية للمحترفين بكل ما في الكلمة من معنى عنوانها الاحترام المتبادل بين الجميع، من لاعبين و جهاز فني و جهاز إداري، و مع كل هذه الراحة النفسية التي يشعر بها زيدان في ريال مدريد لم يكن تمديد العقد امرا مفاجئا.
و سبب غير معلن
و أغلب الظن ان ما وجده زيدان في ريال مدريد وجده على مدى سنوات طويلة في المنتخب (( الأزرق و الأبيض و الأحمر )): هدوء و صفاء و احترام متبادل وحسن نوايا و توزيع عادل للصلاحيات.. كان المنتخب بمثابة عائلة أخرى لزيدان و ديشان و دوغاري ( صديق العمر ) و ليزارازو و بلان و تورام و دوسايي و بوتي و فييرا و لوبوف، و كذلك اكثر من شخص له فضل علي و منهم جاكيه)).. هذا الاخير أشرك زيدان للمرة الاولى 23 أغسطس \\ آب1994 في بوردو بعد 63 دقيقة من المباراة ضد تشيكيا التي كانت متقدمة 2 \\ 0 فسجل هدفين و صرخ جاكي:
(( نجم ولد )).... و كانت تلك أفضل هدية الى الشعب أصيب بإحباط هائل لفشل منتخبه في بلوغ نهائيات 1994 لأن البلغاري كوستاديوف سجل هدفا في شباك لاما في الثانية الأخيرة على استاد بارك دي برانس.
و انتقل الحب المتبادل بين اللاعبين الى حب جارف من الجماهير لهم فبادرت الى تكوين ناد اسمه نادي فرنسا من دون حاجة الى علم أو خبر.
و هطلت الانتصارات و انتزعت الالقاب و صارت الكرة الفرنسية مدرسة و انخرط الجدد امثال تريزيغيه وويلتورد و ماكيليلي في صفوف المنتخب و نضج بعض الشبان ممكن كانوا احتياطيين من قبل امثال هنري فكانت بطولة اوروبا 2000 بعد لقب بطل العالم 1998. و بطريقة ولا أحلى الى ان بدأ النزف، و كم اثر اعتزال الكابتن ديدييه ديشان و نائبه لوران بلان اللذين تميزا بقوة الشخصية و القدرة على ان يكونا همزة الوصل بين الجهاز الفني و اللاعبين، و عندما رأى البعض ان زيدان هو الكابتن الجديد ثارت ثائرة دوسايي و بعض من أفراد شلته فآثر زيدان الصمت و اعتذر عن قبول الشارة.
ثم حصل ما حصل من انهيار في النتائج في مونديال 2002، و صرح زيدان لصحيفة (( ليكيب )) في 27 ديسمبر \\ كانون الأول 2003: (( سأرى ما سيحصل في أمم أوروبا، و على ضوئه سأعلن موقفي مع المنتخب )). و كرر هذا الموقف في 8 يونيو \\ حزيران 2004، و في 13 منه قال: (( يبدو أنني قريب من الاعتزال و ليس بالعكس)).
وداعا أيها الرائع
و حارب زيدان في بطولة أمم أوروبا وحده. حمل شارة الكابتن و بذل من الجهد ما لم يبذله من قبل، في حين وقف آخرون كثيرون يتفرجون من دون ان يكون المدرب جاك سانتيني قادرا على شيء فاستسلم للخسارة امام اليونان في الدور ربع النهائي.. شعر بأنه معزول و كأن اكثر من زميل ( و على رأسهم تييري هنري ) لا يريدون ان يزداد تألقا على حسابهم فقاطعوه و فرضوا عليه الشعور بالقرف و دفعوه الى التفكير في الاعتزال.
أحس زيدان بمزيد من الوحدة في الأيام الأخيرة بعدما أعلن تورام و ليزارازو بالذات اعتزالهما ( فضلا عن دوسايي)
و بعدما شكل المدرب الجديد ريمن دومينيك جهازا فنيا جديدا خلا من المعاونين الفنيين القدامى و بينهم هنري ايميل صديق زيدان القديم و المعاونون الطبيين الذين عملوا مع زيدان على مدى سنوات طويلة. ثم اتخذ زيدان قراره بعدما صار موجوعا نفسيا و لم يعد يشعر بلذة في اللعب الى جانب زملاء غرباء.
و لم يتمكن دومينيك من إقناع زيدان بالعودة عن قراره، وأقفل النجم الكبير كل الخطوط الهاتفية، تأكد انه ترك المنتخب نهائيا، و لكن بقي الجمهور يأمل بنوع من المعجزة الى ان ظهر زيزو على شاشة التلفزيون مساء الخميس و لمدة ربع ساعة. تحدث في العموميات وهو يتنهد و لم يشأ ان يتحدث عن الأسباب الخفية التي فرضت عليه الاعتزال لأن أخلاقياته لاتسمح له بذلك.
و طويت صفحة ذهبية، و تحول حبنا جميعا من منتخب فرنسا ليتركز في ريل مدريد وحده. و الكحل أفضل من عمىّ
ووداعا لزيدان الدولي الرائع..

زحيفان ...