المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العمر.. وسلسلة الأحلام المؤجلة



*spider_ man*
24-08-2004, 07:12 PM
العمر.. وسلسلة الأحلام المؤجلة

في رأس كل منا طموحات وأمنيات يصعب تحقيقها.. فهي إما بعيدة عن الواقع أو - ببساطة - أكثر مما قدر لنا وكتب بأرزاقنا؛ لذا فإن معظمنا سيموت قبل أن يحقق شيئاً منها - وإن حقق منها شيئاً ستبقى في ذهنه أشياء كثيرة لا يتسع لها العمر.
وحين فكرت في أعظم الأمنيات التي تدور في رؤوس الرجال وجدت ان معظمنا سيموت قبل أن: يصبح مليونيراً - قبل أن يصبح مفتول العضلات - قبل أن يصبح مشهوراً - قبل أن يملك فيلا - قبل ان يملك فيلا بها مسبح وملعب تنس - قبل ان يشتري مرسيدس - قبل أن يلف العالم - قبل أن يمارس رياضة العدو - قبل ان يظهر في التلفزيون - قبل أن يتزوج الثانية .. - قبل أن يترك الأولى - قبل أن يتخلص من السمنة - قبل أن يهجر التدخين - قبل ان يتحدث الإنجليزية .. - قبل أن يتحدث الإنجليزية بطلاقة - قبل أن يحضر نهائي كأس العالم - قبل أن يصبح مديراً - قبل أن يصبح طويلاً - قبل أن يسافر إلى الخارج - قبل أن يسافر إلى الخارج في الدرجة الأولى..
÷ أما إن كنت امرأة فإنك في الغالب ستموتين قبل أن:
تصبحي برشاقة سيندي كروفر - تشتري ملابسك من باريس - قبل أن يصبح زوجك غنياً - قبل أن يصبح خاتماً في اصبعك - قبل أن يصبح لديك سواق خاص - قبل أن تبدلي مجوهراتك كل عام - قبل أن ينجح الريجيم - قبل أن تنعمي بالريجيم لأكثر من عام - قبل أن تسكني في قصر فخم - قبل ان تطمئني لعدم زواج زوجك ثانية - وبدون شك، قبل أن تملكي ما تملكه جارتك المغرورة!!
.. وفي الحقيقة يمكن لهذه القائمة أن تطول أكثر ولكن الفكرة - التي أريد إيصالها - هي أن حياتنا سلسلة من الأحلام المؤجلة حتى آخر العمر. ورغم أن التسليم بعدم حدوثها يشكل نوعاً من "الصدمة" إلاّ أن مجرد الحلم بها يعد عنصراً مهماً في بناء وتقدم المجتمع (كلام خطير..!؟).
خذ أول عنصر مثلاً: (الحلم بأن تصبح مليونيراً).. إن مجرد سعيك - مع العشرات أمثالك - لتحقيق هذا الحلم يعني أنك ستعمل وتنجز وتكدح لآخر العمر - وبالتالي يستمر العطاء في المجتمع ككل. ولكن من حسن الحظ ليس المفروض بعد كل هذا العناء أن تنجح في مسعاك (لماذا من حسن الحظ!!؟) لأنه لو أصبح الجميع أثرياء سيستغنون عن الأعمال والوظائف الخدمية ولن يحتاج مخلوق إلى 2000ريال في الشهر. وحين يحدث شيء كهذا ستتوقف عجلة الإنتاج وتختفي السلع والخدمات ولن تجد من يقدم لك خدمة من أي نوع - لأن الملايين التي تملكها لا تشتري شيئاً غير موجود!
إذاً ليس عيباً أن نفكر في باريس ونعجز عن زيارتها، وليس ممنوعاً إن نحلم بالمرسيدس ولا نركبها، وليس كثيراً أن نسعى للشهرة ولا نفلح في نيلها؛ فالأحلام هي الدافع والحافز، وتحقيقها هو التوقف والتكاسل..
(أقول هذا ولست متأكداً من مسألة الزوجة الثانية)!!

للمراسلة: alzahrani2005@hotmail.com