المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يريدالتخلص من ابيه(قصةواقعية )



superstar070889
25-08-2004, 01:55 PM
حمد صبي في العاشرة من عمره ، يعيش مع أمه و أبيه و جده في منزل كبير حياة

سعيدة هنيئة ، كان صبيا مجتهدا في دراسته ، محبا لأسرته ، مطيعا للكبار ، حريصا

على الصلاة في أوقاتها ، و كان يحب جده العجوز كثيرا و يقضي معه معظم وقته ،

يتجاذبان أطراف الحديث و يتسامران و يتضاحكان .


في أحد الأيام بعد أن انتهى حمد من واجباته المنزلية ، و أنهى جميع ما عليه من

دروس ، ذهب كعادته إلى غرفة جده و سلم عليه و جلس معه يحدثه عما تعلمه في

المدرسة من أمور ..


دخل والد حمد على والده و ابنه الدار و ألقى التحية عليهما ثم جلس نائيا و التزم

الصمت لبرهة قصيرة و كأن أمرا ما يشغل باله ، سأله أبوه برفق :


- ما بك يا ولدي تبدو منشغل البال .. هل هناك ما تود أن تخبرني به ؟



رد أبو حمد : الحقيقة يا أبي أنني أراك وحيدا طوال الوقت .. و أخشى أن تسبب لك

هذه

العزلة الحزن و الاكتئاب ، فلماذا لا تحاول أن تكون بعض الصداقات مع غيرك ؟

استغرب كلا من الجد و حمد من هذا السؤال ، فهذه هي المرة الأولى التي يطرح فيها
هذا الموضوع .

قال الجد : ماذا تحاول أن تقول يا بني ؟

رد أبو حمد : لقد أخبرني أصحابي عن دار يجتمع فيها الكثير من الشيوخ و الرجال للسمر
و تكوين الصداقات و الترويح عن النفس بالأحاديث اللطيفة .. فما رأيك لو ذهبنا غدا إلى

هناك ؟

بدا الأمر لحمد غريبا مثيرا للشك ، فهو لم يسمع بهذه الدار من قبل ، إلا أن جده أبدى
حماسة شديدة لهذا الأمر الذي بدا له مشوقا و مثيرا ..


قال الجد و الحماسة تلمع في عينيه : خذني إليها غدا يا ولدي إن استطعت .

ابتسم أبو حمد ابتسامة غريبة و قال : حسنا .. ليكن !

و لكن حمد .. ما زال مرتابا بخصوص هذه الدار .. فماذا يكون سرها يا ترى ؟

قال حمد لأبيه : هل تأذن لي بمرافقتكم يا أبي ؟


تجهم وجه الأب و قال : لا يمكنك أن تأتي معنا ، الأفضل أن تباشر دروسك ..


تدخل الجد بمرح كعادته قائلا : يمكنك أن تأتي معنا يا صغيري حمد إذا أنهيت دروسك

باكرا .



و هكذا كان .. حرص حمد على أن ينهي واجباته و دروسه بسرعة ، و عندما حان موعد

الانطلاق كان أكثرهم استعدادا و فضولا لكشف سر " الدار " التي تحدث عنها والده .

و ركب ثلاثتهم السيارة و انطلقوا في طريقهم ، كان الجد منتشيا مسرورا ، و كان حمد

متوجسا متشككا يكاد الفضول يقتله ، في حين كان الأب – و يا للعجب – متوترا عصبيا

منزعجا .. ترى ما السبب ؟

كانت الطريق التي سلكتها السيارة طويلة جدا ، و لكنهم وصلوا أخيرا ..


و فعلا ، رأى حمد الدار التي تحدث عنها والده ، و كان فيها الكثير من الشيوخ و العجائز

الذين سرعان ما وجد الجد مكانا بينهم ، و كانت هناك لائحة كبيرة معلقة على باب الدار

كتب عليها بخط أسود عريض (( دار العجزة و المسنين )) !!

دهش حمد مما رآه ، هل كان والده يقصد التخلص من الجد العجوز بنقله إلى دار العجزة

؟ هل يعقل ذلك ؟ لماذا يتخلى الابن عن أبيه الذي لم يتخل عنه قط ؟


تساؤلات حائرة ثارت في عقل حمد الذي تملكه القلق الشديد و الخوف على جده

المسكين ، أما بالنسبة للأب فما إن رأى أن الجد قد استقر في مكانه و انغمس في

الحديث مع غيره حتى شد حمد من يده و غادر الدار .. !


أدرك حمد أن والده يريد التخلص من الجد العجوز ، و سرعان ما فكر بطريقة ذكية لإنقاذ

جده .. و لكن الوقت لا يسعفه ، فسرعان ما انطلقت السيارة به و بوالده تشق طريقها
قافلة إلى المنزل .


كان الأب متوترا و كأنه يتحاشى خوض حديث مع ابنه الذي بادر و سأله :

- أبي .. أين جدي ؟

- تركناه في الدار .
- لماذا ؟

- لأنها مكان الكبار .

لزم حمد الصمت لبرهة ثم قال : أبي .. ما اسم هذا الشارع ؟

رد الأب بضجر : شارع (السعادة) .

- و ما اسم هذه المنطقة ؟

- منطقة ( الشهيد )

- و ما اسم ..

قاطعه الأب بحدة و ضجر و صرخ فيه : أما من نهاية لهذه الأسئلة المزعجة ! لماذا

تسأل
عن هذه الأمور ؟!

رد حمد بهدوء و دهاء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا عندما تكبر كما

أحضرت جدي ، أولم تقل بأن هذا مكان الكبار ؟

أصيب الأب بذهول مفرط حتى أنه عجز عن قيادة السيارة و أوقفها جانب الطريق و راح

يحدق في ابنه بدهشة و بلسان معقود لا يدري ماذا يقول ..
و فوجئ حمد بأبيه يغطي وجهه بكفيه و يبكي ندما و هو يردد " سامحني يا أبي ! "

جزع حمد من بكاء أبيه و لكنه أدرك أنه ندم على تخليه عن أبيه في كبره و إلقائه

في

دار العجزة ، وضع حمد يده على كتف أبيه و قال : أبي .. أرجوك .. لنعد إلى جدي و

نأخذه معنا إلى البيت .

و لم يملك الأب أمام براءة حمد و نقاء قلبه و بره بجده إلا أن ينفذ ما طلبه ، عاد الأب و

قبل يد والده ندما – و إن كان الجد لا يعرف سببا لذلك !

المهم فقط ، أن أبا حمد قد تعلم شيئا من ابنه الذكي ذو العشرة أعوام وهو وجوب

البر و الوفاء للآباء ..

قال تعالى { و قل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا }

اختكم superstar070889

sailormoon41285
02-09-2004, 07:07 PM
جزاكي الله خيرا اختي على القصة المحزنه لعلنا نتعلم منها شيئا
الحمدلله:(

superstar070889
04-09-2004, 07:18 PM
مشكورة اختي سيلرمون:)

Pr.Game
05-09-2004, 03:41 AM
جزاكي الله خيراً على هذه القصة المحزنة : (

نسأل الله السلامة : (

The Spirit
05-09-2004, 06:03 AM
هذا مايسمونه التربيه الحسنه من غير الاب والام أنا متأكد ان الذي أكسب الحنيه ل حمد هو جده لماراعه ممن مشاعر تجاهه لا كن مازلت مذهولا من دهائ الولد يالسخريت القدر عندما رد على اباه قائلا:رد حمد بهدوء و دهاء : أريد أن أسأل عن العنوان حتى أحضرك إلى هنا عندما تكبر كما

أحضرت جدي ، أولم تقل بأن هذا مكان الكبار ؟

AUSTIN_3:16
05-09-2004, 09:29 AM
مشكور أخوي على القصه المؤثره والمحزنه

وفعلا البار بوالديه هو من يبره أولاده

أبوجمـــال
05-09-2004, 01:03 PM
قصة حزينة جدا.... :wow:

superstar070889
05-09-2004, 05:09 PM
مشكورين على الردود:)

بدون اسم ؟
05-09-2004, 06:15 PM
قصه حلوه .. :)
وتسلم ايديكي .. ;)

superstar070889
05-09-2004, 07:00 PM
مشكور على ردك اخي بدون اسم؟:)
اسم غريب:أفكر:

الفضي
06-09-2004, 01:45 PM
الله يجزاكي خيراً

superstar070889
06-09-2004, 01:47 PM
مشكور على ردك اخي الفضي:)

Nistelrooy
08-09-2004, 03:50 AM
قصه محزنه ومفيده وشكرا

Grand-rap
08-09-2004, 06:43 AM
حلللللللللللووووووووووووووووووووووووووووه.

arlin
13-09-2004, 02:29 PM
الجزاء من جنس العمل
:33: ومن يدري قد نكون مكانهم ذات يوم