المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال عندما تجلس وحدك !!



hedaya
26-08-2004, 01:24 PM
عندما تجلس وحدك، وتسمع صوتك الداخلي يهمس:

ماذا تريد من الحياة؟ ما هو هدفك؟
........... ثم ماذا؟
وإلى متى؟!

http://www.uploadyourimages.com/img/712420intaleq.gif

عندها احرص ألا تنشغل عن الإجابة، احرص أن تعير صوتك الداخلي أعظم اهتمام، عندما تتخيل نفسك وأنت تشهد جنازتك، قف وانظر إلى حياتك التي تعيشها، إنك تمتلك فرصة للتغيير، انطلق.. فحياتك –لا تزال- بيدك..

نبضات قلبك مسؤولة فهل أعددت للسؤال جواباً؟
إن لم يكن فلا تقلق، لا تطرق رأسك:
بعد ماذا؟!
ثم تمضي، إن ربك غافر الذنب قابل التوب، والتوبة عنده تجبُّ ما قبلها، بل وتجعل السيئة حسناتٍ فأبشر،
هاتِ يدك وامنحني أخوتك فإني لك ناصح أمين.. دقات قلبك.. وضعت يدي فوقها أولاً؛ لأنها صدى الهموم، فيها لحظات الترقب والرهبة، فيها (أنتَ) بين الماضي والحاضر، حيثُ كنتَ وكيف تكون.. سمعت أنينها الذي يهز الكيان منادياً:
حائرٌ لست أدري أين أذهب؟!

http://images5.theimagehosting.com/Tajlisuwa7dak.gif

ابدأ من اللحظة ولا تسوّف ، قل:
ربيَ الله ثم استقم، ولتكن دقاتك من اليوم سعادة، الملائكة هم أولياؤك فلا خوف عليك ولا أنت تحزن، لك البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة لا تبديل لكلمات الله.. فلمَ تحتار، وممّ ترهب؟!
ازرع الأمل في قلبك.. واعلم أنك عندما تخلص نيتك، وتهاجر بها لله وفقط لله، عندما تحب خالقك سبحانه بقلبك كله، ثم تجعل كل حب فيه ولأجله، عندما تثق بالله عز وجل وتتوكل عليه، وعندما توجّه اهتمامك نحو عظائم الأمور فإنك لا محالة ستتذوق حلاوة عيشك، وستشعر باللذة والراحة حتى وإن كنتَ في قمة العناء..

جاهد نفسك بدوام المحاسبة، أشعل حماسها الداخلي، وكن مسؤولاً عنها، جدد إشراقة حياتك بالأوراد والذكر والدعاء العريض، اقرأ ثم اقرأ، وتفكر ثم تفكر، بادر واسعَ دوماً للبناء، ، أنت مركز، ومحور، وبؤرة فاستقطب الكلّ حولك، كن قدوة واستعن بهدي الحبيب محمد –صلى الله عليه وسلم-، غيّر.. كن واضحاً ثابتاً عالماً بالغاية والوسيلة، وليكن الصدق شعارك تنجو، اصدق الله، ونفسك، والآخرين، وعاقب من عصى الله فيك بأن تطيع الله فيه، حاول أن تفهم الآخرين ليفهموك، وأعطهم المتنفس للتعبير، احرص ألا تفرض على أحد ما تريد أنت، أحبب بلا شروط، وتقبل الناس على ما هم عليه، وكن متعاوناً..

ابتسم حتى وإن كنت مغضباً.. ولتكن ابتسامتك من الأعماق صادقة، ساعد غيرك: بالكلمة الطيبة، وبالثناء والدعاء، وبنية حسنة، وصوت رقيق مهذب، ولا تقل: أصلح نفسي ثم أصلح غيري! بل.. أصلح نفسي وغيري، وليكن شعارك: (ما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب)، وتذكر أن الكل أعظم من مجموع أجزائه، فالتزم الجماعة وإن خالفوك، واعلم أنه ما خلق أحد ليهمش، فلا تهمش أحداً..

كن غيوراً على دينك، اعمل لنصرته، واحرص أن تفهمه فهماً صحيحاً فلا تقدم نافلة على فريضة، ادرس منهج الأنبياء الكرام والصالحين فأنتَ من سيغسل قلوب الناس ويخرجها من ظلام الفشل إلى نور الأمل، أنتَ من سيجعل الناس أعداداً لها قيمة في الحياة.

ربما أنني استرسلت في نصحك فأطلت، واستعملت أفعال أمر فقسوت، ولكني أسألك أن تلتمس لي عذراً فحبك والشوق إلى لقائك تحت ظلال طوبى بات يملأ قلبي، مع أني لا أعرفك، فأخوة الإيمان كافية..

بعثتُ إليك من قلبي نداءً أجب يا صاحبي رباً دعـــاكَ
أفِق يا صاحِ لم نخلق لنلهو ولا لنصارعِ الدنيا عراكــا
تذكّر يا أخيّ يد المنايا إذا اختطفتك قاطعة هــــواكَ
إذا بكت العيون عليك حزناً وأوهى الموت من نزع قواكَ

قرر ثم حاول، وأبشر..

استعن بالله ولا تعجز فالله كافٍ عبده..

الديناميكي
26-08-2004, 08:00 PM
سلمت يمينكِ يا أختي الكريمة hedaya

وجزيت أعلي الجنان على هذه الكلمات التي هي كالماء البارد في عز الصيف:o


مع تحياتي لكِ :biggrin: :biggrin:

الديناميكي

ScArY_Bo0oY
26-08-2004, 08:06 PM
مشكووووووووووووو ره على الموضوع الجميل الحقيقه ابدعتي ابداع كامل

وفققي الله وسدد خطاك

TiTaN
26-08-2004, 10:55 PM
موضوع متميز من عضو متميز
جزاك الله خيرا

IRON
26-08-2004, 11:57 PM
شكرا على الموضوع :)

ريـــمـي
27-08-2004, 02:38 PM
جزاك الله خير على الموضوع الأكثر من رائع

وجعله الله في ميزان حسناتك

sam jericho
27-08-2004, 02:40 PM
مشكور خيو والموضوع حلو والله

alamid
28-08-2004, 01:03 AM
السلامُ عليكِ وَ رحمةُ اللهِ وبركاتُه أُختي هداية ..

موضوعٌ موفَّقٌ مُسدد أُختي هداية،جعلهُ اللهُ في موازينِ حسناتِكِ يوم القيامة ..

وَ لي إضافة بسيطة حول مسألة إنَّ ربَّك: "غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ"..

جاء في صحيحِ الإمام البُخاري رضي اللهُ عنه أنهُ قال:حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ سَمِعْتُ أَبَا صَالِحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنه - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - « يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِى بِى ، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِى ، فَإِنْ ذَكَرَنِى فِى نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِى نَفْسِى ، وَإِنْ ذَكَرَنِى فِى مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِى مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ بِشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَىَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا ، وَإِنْ أَتَانِى يَمْشِى أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً » ..

وَ جَاء في صحيح الإمام مُسلِم رحمهُ الله أنهُ قال:حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا وَكِيعٌ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنِ الْمَعْرُورِ بْنِ سُوَيْدٍ عَنْ أَبِى ذَرٍّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أَغْفِرُ وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّى شِبْرًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ ذِرَاعًا وَمَنْ تَقَرَّبَ مِنِّى ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ مِنْهُ بَاعًا وَمَنْ أَتَانِى يَمْشِى أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً وَمَنْ لَقِيَنِى بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِيئَةً لاَ يُشْرِكُ بِى شَيْئًا لَقِيتُهُ بِمِثْلِهَا مَغْفِرَةً »..

وَ جَاء في صحيح الإمام مُسلم رحمهُ الله أنه قال:حَدَّثَنِى عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ حَمَّادٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِى عَمْرَةَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِيمَا يَحْكِى عَنْ رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ « أَذْنَبَ عَبْدٌ ذَنْبًا فَقَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِى ذَنْبِى،فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِى ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ،ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَىْ رَبِّ اغْفِرْ لِى ذَنْبِى،فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: عَبْدِى أَذْنَبَ ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ،ثُمَّ عَادَ فَأَذْنَبَ فَقَالَ: أَىْ رَبِّ اغْفِرْ لِى ذَنْبِى،فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَذْنَبَ عَبْدِى ذَنْبًا فَعَلِمَ أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِالذَّنْبِ وَاعْمَلْ مَا شِئْتَ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ ». قَالَ عَبْدُ الأَعْلَى لاَ أَدْرِى أَقَالَ فِى الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ « اعْمَلْ مَا شِئْتَ »..

وهذه الأحاديث تدل دلالة واضحة،على أنَّ العبد الموَحِّد مهما زَلَّت قدمه في أوحال المعاصي والذنوب،ومهما سقط في حُفر الأخطاء والزلَّات،ومهما عظُمت ذنوبه فإنَّ الله عزَّ وجل يغفرها له بالتوبة والإنابة،بل ويبدل الله عز وجل سيئات العبد التائب المُنيب إلى حسنات،قَالَ اللهُ عَزَّ وَ جَل: "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً"..

لَكِنْ هذا لا يعني أنَّ العبد يتمادى في الذنوب والمعاصي،بِحُجَّة أنَّ الله غفور رحيم ،بل عليه أن يستغفر كل ما أذنب،وأن يتوب إلى الله عز وجل،ويبقى بين الخوف والرجاء ..

وَ جَزَاكِ اللهُ خيراً أُختي على هذا الموضوع الرائع،وسيتم نقله للمواضيع المميزة فهو فِعلاً موضوع يستحق القِرآءة ..

hedaya
02-10-2004, 08:47 PM
جزاكم الله الخير كله و بارك الله في ردودكم و تفاعلكم

أختكم

البيولوجيست
04-10-2004, 04:29 PM
والله مشكورة يا أخت هداية ؛ كلامك يروي الظمآن

وين هي مثل هذه المشاركات؟
أخوكم البيولوجيست