تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ماء من النور



شريعة الغاب
27-08-2004, 12:59 AM
مـــاء مـــن نــــــور ..!!

سألني صاحبي وهو يحاورني : كيــف تتوضأ ؟
قلت ببرود : كما يتوضأ الناس ..!!
فأخذته موجة من الضحك حتى اغرورقت عيناه بالدموع ثم قال مبتسماً :
وكيف يتوضأ الناس ..؟!
ابتسمت ابتسامة باهتة وقلت : كما تتوضأ أنت …!
قال في نبرة جادة : أما هذه فلا .. لأني أحسب أن وضوئي على شاكلة أخرى

غير شاكلة ( أكثر ) الناس ..
قلت على الفور : فصلاتك باطلة يا حبيبي .. !!
فعاد إلى ضحكه ، ولم أشاركه هذه المرة حتى الابتسام ..
ثم سكت وقال : يبد أنك ذهبت بعيداً بعيدا ..
إنا أعني ، أنني أتوضأ وأنا في حالة روحية شفافة _ علمني إياها شيخي _ فأجد للوضوء متعة ، ومع المتعة حلاوة ، وفي الحلاوة جمال ، وخلال الجمال سمو ورفعة ومعانٍ كثيرة لا أستطيع التعبير عنها ..!!
وارتسمت علامات استفهام كثيرة على وجهي ,, فلم يمهلني حتى أسأل وواصل :
أسوق بين يديك حديثاً شريفاً فتأمل كلمات النبوة الراقية السامية جيداً :
- يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" إذا توضأ المسلم فغسل وجهه :

خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع آخر قط الماء ..

فإذا غسل يديه : خرج من يديه كل خطيئة بطشتها يداه ..

فإذا غسل رجليه : خرجت كل خطيئة مشتها رجلاه ..

حتى يخرج نقياً من الذنوب .."
- وفي حديث آخر :

" فإن هو قام وصلى وحمد الله وأثنى عليه ،

وفرّغ قلبه لله تعالى : انصرف من خطيئته كيوم ولدته أمه ."
-
- وسكت صاحبي لحظات وأخذ يسحب نفسا من الهواء العليل

منتشيا بما كان يذكره من كلمات النبوة .. ثم حدق في وجهي وقال :
لو أنك تأملت هذا الحديث جيداً ،

فإنك ستجد للوضوء حلاوة ومتعة وأنت تستشعر أن هذا الماء الذي تغسل به أعضاءك ، ليس سوى نور تغسل به قلبك في الحقيقة !!
قلت : ياااااه !! كيف فاتني هذا المعنى ..!؟
والله أنني أتوضأ منذ سنوات طويلة غير أني لم أستشعر هذا المعنى .. إنما هي أعضاء أغسلها بالماء ثم أنصرف ، ولم أخرج من لحظات الوضوء بشيء من هذه المعاني الراقية …!
-
- قال صاحبي وقد تهلل وجهه بالنور ..:
وعلى هذا حين تجمع قلبك وأنت في لحظات الوضوء ، تجد أنك تشحن هذا القلب بمعانٍ سماوية كثيرة ، تصقل بها قلبك عجيباً ، وكل ذلك ليس سوى تهيئة للصلاة ..!!
المهم أن عليك أن تجمع قلبك أثناء عملية الوضوء وأنت تغسل أعضاءك ..

– قلت : هذا إذن مدعاة لي للوضوء مع كل صلاة ..

أجدد الوضوء حتى لو كنت على وضوء ..نور على نور .. ومعانٍ تتولد من معانٍٍ ..!!
- قال وهو يبتسم :

بل هذا مدعاة لك أن تتوضأ كلما خرجت من بيتك لتواجه الحياة وأحداثها

بقلب مملوء بهذه المعاني السماوية !!
- قلت وأنا أشعر أن قلبي أصبح يرف ويشف ويسمو:
أتعرف يا صاحبي ..

أنك بهذه الكلمات قد رسمت لي طريقا جديداً في الحياة ، ما كان يخطر لي على بال ،

وفتحت أمام عيني آفاقاً رائعة كانت محجوبة أمام بصري .. فجزاك الله عني خير الجزاء .
- منذ ذلك اليوم .. كلما هممت أن أتوضأ ،

سرعان ما أستحضر كلمات صاحبي ، فأجدني في حالة روحية رائعة وأنا أغسل أعضائي بالنور لا بالماء ..!!
يا لله كم من سنوات ضاعت من حياتي ، وأنا بعيد عن هذه المعاني السماوية الخالصة ..

يا حسرة على العباد …!!
- لو وجد الناس دفقة من هذه المعاني السماوية تنصب في قلوبهم ،

لوجدوا أنسا ومتعة وجمالا وصقلا واضحا لقلوبهم أثناء عملية غسل أعضائهم

بهذا النور الخالص .
- اللهم جاز عني صاحبي خير ما جازيت داعية عن جموع من دعاهم إليك ..


* * *

- عدت أقرأ الحديث من جديد فإذا بي أقول :
- ما أعظم ربنا وأحلمه وأكرمه ..! جل شأنه ، وتبارك اسمه ..
أجر عظيم لا يتصور .. بعمل قليل لا يذكر ..!
لو قيل للناس : من توضأ في المكان الفلاني وأحسن الوضوء ، فله ألف درهم مع كل عملية وضوء جديدة !!
- لو قيل ذلك : : لرأيت الناس يتدافعون ويتزاحمون على ذلك المكان ،

وقد يقتتلون ، ليبادروا إلى الوضوء بين الساعة والساعة ..!

بل بعد كل خمس دقائق وضوء جديد …!!
- عجيب أمر هؤلاء الناس ..!!
- انظر بماذا وعدهم الله جل جلاله .. ومع هذا تكاسلوا عن الوضوء ..
- وانظر بماذا وعدهم الناس وكيف تزاحموا وتقاتلوا …!
لا إله إلا الله .. !
اللهم خذ بنواصينا إليك أخذ الكرام عليك .

وأكرمنا ولا تهنا ..وزدنا ولا تنقصنا



وشكراً

soe_lover
27-08-2004, 01:23 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

جزاك الله كل خير عن الموضوع يا أخى ( شريعة الغاب )

أخوك

:jester: Soe_Lover :08:

Ceaser
27-08-2004, 02:24 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ الفاضل / شريعة الغاب بارك الله فيك ووفقك لكل خير

على هذا الموضوع الرائع جعله الله في ميزان حسناتك

تكلم اخونا الحبيب عن الطهارة وقد ورد فيه ايات واحاديث

عظيمة احببت ان اورد بعضها

قال تعالى :

{فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين} [سورة التوبة آية رقم 108 ]


وقال عز وجل :
{ إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين } [ سورة البقرة: الآية 222 ]


بين الله في محبته للمتطهرين على نوعين المتطهرين للصلاة بالوضوء

والمتطهرين من الذنوب بالتوبة , الا يكفي ان يحبك الله ؟ كفى بها نعمة.


وفي الحديث الصحيح العظيم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم


من توضأ فأحسن الوضوء ثم قال : أشهد أن لا الله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. اللهم

اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين، فتحت له ثمانية أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء.

وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:

"الطهور شطر الإيمان. والحمد لله تملأ الميزان. وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السماوات والأرض.

والصلاة نور. والصدقة برهان. والصبر ضياء. والقرآن حجة لك أو عليك. كل الناس يغدو. فبايع نفسه. فمعتقها أو موبقها ".

وفي الحديث الصحيح دعاء كان يدعي به النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يقول :

اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين.

وهي سمة امة محمد صلى اله عليه وسلم حيث قال النبي صلى الله عليه في الحديث الصحيح:

"إن أمتي يأتون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الوضوء. فمن استطاع أن يطيل غرته فليفعل".

وفقنا الله الا كل مافيه الخير والثواب انه ولي ذلك والقادر عليه

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك