المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في كم فضاء تعيش المخلوقات!



*spider_ man*
30-08-2004, 11:28 PM
في كم فضاء تعيش المخلوقات!

لا أعرف متى بدأ الإنسان إطلاق اسم "الفضاء" على كون الله الفسيح؛ ولكن من الواضح ان الاعتقاد القديم بوجود فراغات هائلة بين النجوم ومسافات شاسعة بين الأجرام هو مصدر هذه التسمية (فالفضاء كما نعرف عكس الامتلاء).
غير ان الكون أبعد ما يكون عن الفضاء والفراغ؛ فبين النجوم والكواكب توجد مادة سوداء تشكل 90% من مادة الكون. وهي "سوداء" لأنها غير مضيئة بذاتها (كالنجوم) ولا تعكس ضوء غيرها (كالقمر). فهي مادة غير مرئية ولا ملموسة ولكن استنتج العلماء وجودها من خلال تصرفاتها وتأثيرها على الأجرام.. أضف لهذا ان ضوء النجوم وموجات الراديو لم تكن لتصل إلينا لو كان الكون فراغاً مطلقاً.. فهي بسبب طبيعتها الموجية تحتاج إلى وسط مادي تنتقل من خلاله حتى تصل إلينا.. ووجود كتلة (غير مرئية) تملأ الكون حقيقة وردت في آيات كثيرة مثل قوله تعالى {رب السموات والأرض وما بينهما} {ولله ملك السموات والأرض وما بينهما يخلق ما يشاء} وكذلك {خلق السموات بغير عمد ترونها}.
÷ ورغم اقتناع العلماء بوجود كتلة غامضة غير مرئية إلاّ انهم في نفس الوقت لا يستطيعون رصدها أو قياسها أو رؤيتها (فهي موجودة وغير موجودة في نفس الوقت).. ومؤخراً اقترح عالمان من جامعة شيكاغو فرضية غريبة لتفسير هذا التناقض. ففي العدد الأخير من مجلة الفيزياء النووية Nuclear Physics اقترح العالمان تيد وسيرفانت وجود الكتلة السوداء في (بعد كوني آخر) وبالتالي لا يمكن ان نراها أو نقيسها.. وحسب رأيهما فإن ما نعتبره "كتلة سوداء" ليس الا محتويات أكوان أخرى غير مرئية تتداخل مع كوننا وتؤثر فيه!!
.. ولا نستطيع الادعاء أنهما سهلا الأمر بهذا الاقتراح، ولكن سأضرب لكم مثلاً لا يبتعد كثيراً عما نعرف؛ فالقول بوجود الكتلة السوداء في (بعد آخر) يشبه القول بوجود الجن بيننا ولكننا لا نستطيع رؤيتهم أو اخضاعهم للتجارب لأنهم يعيشون في (بعد آخر) يختلف عن عالمنا.
÷ وحين نتحدث عن الأبعاد فإننا نقصد - مبدئياً - المكان والزمان والجسم ذاته. وكنت قد ضربت مثلاً - في مقال قديم - بمواعدة صديقك عند باب المحكمة في التاسعة صباحاً. فبهذه المواعدة تكون قد حددت لصديقك ثلاثة أبعاد للقاء هي المكان والزمان وهو ذاته. ولو أخل صديقك بأحد هذه الشروط فمن الطبيعي أنك لن تراه ولن تسمعه وقد لا تعلم ان كان حياً أو ميتاً!!
تصبح الأمور أكثر تعقيداً حين تتدخل أبعاداً إضافية - أو أخرى لا نعرف عنها شيئاً -.. أضف لهذا ان انحصار حواسنا في نطاق معين يمنعنا من ادراك العوالم الأخرى. فنحن مثلاً نعجز عن رؤية وسماع الجن لتفاوت الأبعاد وقصور الحواس - في حين قد ترى الجن وتسمعهم مخلوقات أخرى كما جاء في الحديث عن نهيق الحمار حين يرى الشيطان. وبالنسبة للبصر لا يمكن للعين ان ترى إلاّ من خلال الضوء. وبما ان الضوء لا يوجد اطلاقاً في المادة السوداء فمن الطبيعي ان لا نراها (ناهيك عن شفافيتها ورقتها المتناهية)!
ويقترح تيد وسيرفانت وجود مجموعات متداخلة من الأكوان (لا تبدو مرئية لبعضها البعض) ولكنها تؤثر على غيرها وتظهر نتائجها من خلال التصرفات الغريبة للأجرام السماوية!
وبطبيعة الحال لا يوجد دليل على فكرة الأكوان المتداخلة؛ ولكن وجودها كفرضية يفسر كثيراً من المشاكل الفيزيائية.. وظواهر ما وراء الطبيعة!

للمراسلة: alzahrani2005@hotmail.com

sam jericho
30-08-2004, 11:32 PM
مشكور خيو وموضوعك مهم