المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ميمونة الصغيرة



meedoing
03-09-2004, 10:41 PM
ميمونة الصغيرة




شموعٌ مضاءةٌ، وُلعبٌ كثيرةٌ جميلة،،، كعك شهي وعيدُ ميلادٍ سعيد.


استقظت ميمونة، يا له من حُلم رائع، ليتني أنام قليلا و أحلم من جديد




لم يبقى من الوقت يا ميمونة،،، صباح الخير يا حبيبتي الصغيرة " قال والد ها الحنون"


صباح الخير يا بابا،،،


ونهضت ميمونة كالفراشةِ تقبّلُ والدها،أحبك يا بابا، ماذا سوف تُهدين؟ أصبح عمري خمس سنين




و إذا باليوم،،، عيد ميلاد ميمونة،،،


حملها والد ميمونة،،، و ضمها الى صدره ،،، و راح في ازدحام الشعور


ياله من شعور


شعور لا وصف له،


و لا ُيكتَبُ عنه الا بفرح الدمع ،،،


على صحائف الحب،،،


من ُمقلَتي ناظر لبراءة الكون




أهديك عمري ياعمري،،،




وفاض الدمع ،،، و أرشَفَ الصدرُ حبّاً و دفئا ، حتى دارت الدنيا و جاءت،،، بكل صورة لميمونة الصغيرة


و يَحْبس الدمع حتى تألم الحلقُ،،،


ما أخفًّ ميمونة،،، وما أثقل حبها




كبرت ميمونة و صارت تمشي وتقول...أحبك يا بابا


يا ِلروعَةِ الحب من الحب ،،، في قلب براءة النبض


و يا لذكرى الصِّغر


سبحان من أنطق و من صَوّر




و هدأت العاصفة،،،استعدي يا حبيبتي




ولما طرق الباب،،، ثلاثُ زهراتٍ أخرياتٌ،،، ريمٌ، و هندٌ ، و منسية


هيا ياميمونة، الى جنة الأزهار حيث روضة الأطفال...




و للحديث بقية ...


















هناك،،، طموحُ طفلةٍ ما أتمّت من عمرها الا خمسَ سنين




أُرْجوحةٌ، وحَوضُ وردٍ


حقيبة صغيرة، وكراسة رسم لميمونة




لعِبٌ،،، وضَحِكٌ، وصُراخ أطفال،،، والكُلُّ مَدعُوٌّ لحفلة الطفولة




فَرْحَةٌ ما بعدها فرحة،،، والمناسبَةُ: مؤتَمَرٌ للطفولة




و لما جاءت حصّة الرسم،،، تحدّث الرسمُ،،، ونطق الفنُّ، بلسان الأنامل الوردية




تُرى،،، الى أي حد وصل الخيالُ في روضةِ الأطفال ِ!




الشتاء والمطر،،، ترسم ريمٌ شتاءً، لا عواصِفَ فيه،،، لا برقٌ ولا رعدُ


و ما زاد النّاظِرَ الا دفءاً من حنينٍ لأيام الطفولةِ




عُصفورةٌ صَغيرةٌ،،، ترسم هندٌ عصفورةً وقعت من عُشِّها،، فأصبحت جريحَةً


وحزنَتْ هندُ كحزن العصفورةِ




الصَيّادُ الصغير،،، ترسم منسِيَّةُ صياداً صغيراً لا يُؤذي صِغارَ الطيور


جاء الصياد الصغيرُ، ُيداوي عصفورةَ هندٍ،،، هكذا قالت منسية




و ماذا عن ميمونة ،،، اه لو تدري يا ميمونة!




حُلمي والعيد،،،


حائرةٌ هي ميمونة،،، ماذا يُهديني والدي،،، وماذا أرسم في العيد


كيف ترسم عُمْرَ والدِها،،، ودموعَهُ المحبوسة


أحِبُّك يا بابا،،، كيف تُرْسَمُ هذهِ!


وهل لِدِفْءِ صُبْح اليوم منْ شكلٍ،،، وهل للحب من حدِّ!!




معذرةً،،، قالت الألوانُ والقلمُ،،،ليس للدِّفءِ شكلٌ ولا للحبِّ من رسم ِ






وللحديث بقية...




















ما كان من ميمونة الا أن ترسم حلمها الجميل،،،




هذا أبي وبيَدِهِ الهدية،،، و هذه أمي تُحضُِر الحلوى وتضع الصحون ...




واحدٌ ِلهِنْد،،، و اخرُ لريم،،، و لم تنس منسية




و هذه أزهارٌ جميلة،،، وتلك قِطتُنا الصغيرة




ضحكت ريمُ وهندٌ ومنسية ُ!




تعجَّبَتْ ميمونة،،، ولِما الضَّحِكُ يا ريم ويا هند ويا منسية !




لقد نَسيْتِ يا ميمونة أن ترسمي ميمونة " قالَتا هندٌ ومنسية"




خجلت ميمونة، و ضحكت ،،، لا بأس... سأرسِمُ ميمونة




اه لو تدري يا ميمونة




قرع الجرسُ،،، و لا وقتَ للرّسْم،،، و ما كان من ميمونة الا صِدْقُ الألوان والرسم




انطلق الأطفال،،، فرحٌ ومرحٌ لا ينتهي


هنا موطن الصّدْق ، وها أنا البراءةُ، و ليس لي من الدنيا اِلا طفولتي






لا يَدْرون،،،


الأطفالُ لا يدرونَ، ماذا يجري خلفَ الأسوارِ




أناسٌ يصرخون،،، رعبٌ وخوفٌ ودمارْ،،، وأعمدةُ دخانٍ


و الأرضُ تهتزُّ،،، والبيتُ يُهْدَمُ




لا تخافي يا ميمونة،،، تقولُ هندٌ




لا تخافي يا هندُ،،، تقول منسيةُ




جاء الصيادُ،،، وسُحْقا للصَّيْدِ والصّياد


هذا لا يُداوي عصفورةَ هندٍ و ليس من رسَمَتهُ منسية




هنا موطِنُ الحِقدِ، و ها أنا الغدرُ، وليس لي من الدنيا الا القتلُ




هؤلاءِ وحوشُ البشر،،، جاء وحوشُ البشر




ماؤهم دماءٌ،،، وغذاؤهم فرحة الصِّغَرْ




من يا ترى،،،من يجرؤ على حمى الطفولة




من ُيلقي بالنار على علم البراءةِ فيحرقُ الحُلمَ و العلم




صحراء الأنسانية،،، جفاف البشرية،،، يهودُ ظلام الحقدِ لا نهارَ له




كلها تجرؤ،،،


كلها تجرؤ،،،




أن تَجْرحَ هنداً، وتَحصدَ زهرة اِسمُها ميمونة




اه يا هند أصبحت العصفورة




و أوّاه أوّاه يا أحلام ميمونة




من لهندٍ يداوي جُرحَها، ومن لميمونة يُلمْلِمُ رَسْمَها




غابت هند عن وعيها،،، كغياب ميمونة عن الرسم


و غابت ميمونة




حصدوا ميمونة،،، في ذات يوم تفتحَتْ فيهِ زهرةً




وتبكي منسية،،، حبيبتي ميمونة




اهٍ، تفرّقَ الجمعُ،،،




أنا خائفة،،، بصوت الألم....... اخر ما قالت ميمونة


و عمَّ الصّمْتُ،،،


كصَمْتِ ميمونة،،، وتَبَعْثرَ الرسم،،، وانتهى الحلم


حتى راح شتاءُ ريم يَعْصِفُ بكلّ مافي الأرض من الحزن


وُيمطر بكل ما في الأرض من الدّمع


غياهِبُ اللوع،،، أين أنتِ،،


لا تغيبي...


صديقي أيها الحزن،،، لا تغب عن القلب


.


.


.




معذرة،،، قالت الدنيا لعش العصافير




في زمان يهود،،، لا حمى طفولة ولا أحلام عصافير


لا حوضُ وردٍ،،، ولا أرجوحةً،،، ولا لعِبُ


لا أقلامٌ ولا ألوانُ ولا رسم


هُنا موطن الحقدِ،،، هنا مَرسَمُ القتل،،، و هنا مسرَحُ الرّعبِ


هُنا كيانُ الغَصْبِ،،،


جماجم البشر،،، لونُ الدمِ،،،، ولا قلب له بل حجر




وألف معذرة،،، قالت الدنيا لحمى الطفولة




وألف ألف معذرةٍ،،، أقولُ لكم


فهذا حال من عاش بين النهر والبحر " فلسطين "


.


.


.


.


.




ولما أشرَقَت الشمسُ




بابا،، بابا، اِسْتيقِظْ يا بابا " قالت ميمونة"


لماذا تبكي يا بابا !




وراح الحزن في صمتٍ،،، و غابت غياهِبُ اللوع




واستيقظ الأبُ،،،




ويبكي ويبكي،،، ويَحُضن ميمونة،،، حبيبتي الصغيرة




اللهُمَّ اكفِني شِرَّ ما رأيتَ من حلم " قال والد ميمونة"




صباح الخير يا بابا،،،




أحبك يا بابا، ماذا سوف تُهدين؟ أصبح عمري خمس سنين " قالت ميمونة "






النهاية...

أبوجمـــال
04-09-2004, 06:44 AM
شكرا لك ...

وأتمنى أن تواصل كتاباتك الرااااائعة ...


وإلى الأمام ....

أبوجمــــال

مراقب المنتديات الأدبية ...

Pr.Game
06-09-2004, 12:09 AM
شكراً لك أخي ..
وواصل إبداعك ^________________^