تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : بعض العلماء يحيون إسرائيل بدون خوف قضية



شهداء_الأقصى
05-09-2004, 06:59 PM
السلام عليكم
هذه القضية تم إعلانها في أحد القنوات وقيل فيها بأن العدوان تهريج وإليكم النص بحاله : : : (التهريج ** ماالمقصود منه )-
وقال بأن هذه المهرجانات هي دليل على حياة الأمة ويجب علينا أن نؤيدها ونستثمرها..الخ
وأنا أقول: يجب أن نعلم جميعا بأن الله عز وجل قد عذر الذين لا يستطيعون الجهاد ولكنه لم يعذر سبحانه الذين يزيفون الجهاد ويجعلون المهرجانات(التهريج السياسي) بديلاً عنه ثم يسبغون عليه زوراً وبهتاناً النصرة بالكلمة!
* ولعل البعض يحتج علينا بأن من الذين يدعمون هذه المهرجانات ويؤيدونها بل ويحضرونها ممن هم من الأعيان وممن صار لهم حظوة ومكانة شرعية عند عوام المسلمين كالدكتور القرضاوي مثلاً..في قطر والذي شاهده جميع الناس عبر الفضائيات وهو متوشحاً للعلم القطري ( رمز الوطنية والولاء!!) ويهتف بالشجب لإسرائيل ( ودونه السفارة الإسرائيلية)! ونحن نقول بأن الحق لا يعرف بالرجال..وحضور أمثال هؤلاء ممن يتوشحون بالعلم القطري تارة أو بالعلم المصري تارة أخرى ليرعبوا به العدو الإسرائيلي!! ليس دليلاً شرعياً بل لعله دليل مضاد على من يتترس بهم! بل لو أن ممن يلقبون بالعلماء ـ وسواء جاء التلقيب رسمياً من الحكومات أو من الجماعات ـ اجتمعوا في صعيد واحد وتوشح كل منهم علم بلاده ‍! ليبدءوا مسيرة للمهرجانات! فلن نصفهم سوى بأنهم أدوات للحكومات شاءوا أم أبوا..حيث أن هذه المهرجانات المزعومة ما هي إلا صك براءة مجاني لكل حكومة عميلة لإسرائيل وقبلها أمريكا!
أصلاً مبدأ المهرجان هو مبدأ ليس بشرعي وليس له علاقة بالدين لا من قريب ولا من بعيد بل هو منهج المحترفين في تسجيل المواقف السياسية لصالح حكوماتهم والتي ترعي مثل هذه المهرجانات وتؤيدها..وهو في النهاية سلب للمعاني الشرعية الكامنة في كل المفردات الشرعية بل إن المهرجان والذي جاء معناه من الهرج ليس مفهوما شرعياً لا اصطلاحا ولا لغة.. بينما أنظر أخي القارئ إلى التعبير بـ( جاهدوا فينا) وانظر إلى كلمة ( الجهاد) فهي جاءت من كلمة الجهد واستفراغ الوسع وهي مفاعلة بين طرفين بينما المهرجان هو الذي تختلط فيه كل المسميات الهزيلة فهو اليوم مهرجان غنائي! وغداً مهرجان شعبي! وبعد غد مهرجان تسويقي …الخ ثم يقولون وبكل جرأة إنها مقدمة للجهاد أو أنه نموذج عصري للنصرة بالكلمة! كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا..
إن من يقوم بمثل هذه الأعمال التهريجية لا يسعهم لقب العلماء بل هم في أكثر الأحوال مثقفون فقط.. وهم مثقفون سياسيون وليسوا شرعيين أيضاً.. حيث إن العلماء هم من يقومون بالعمل الشرعي الموافق للكتاب والسنة ( ولو) كانت نهاية عملهم تؤدي إلى معتقل أو مشنقة أو طلقة في الرأس! أما هؤلاء المثقفون السياسيون بالمعنى الحديث والعصري فوجود أذى في نهاية الطريق ووجود معتقل يجعلهم لا يغيرون المنهج الرباني فحسب.. وإنما يغيرون حتى جلودهم! بل إن جلودهم تتغير بما هو أقل من المشنقة أو المعتقل بكثير كثير..كسحب الجنسية مثلاً أو خسران جواز أو وظيفة أو حتى الظهور بالفضائيات! أما العلماء الربانيون والذين استبانوا وفرقوا بين طريق المجرمين وطريق المؤمنين.. فهم الذين تتغير مواقعهم ولا تتغير مواقفهم ولنا في النبي صلى الله عليه وسلم وهو سيد العلماء بل وسيد الخلق أجمعين عبرة حيث أن كلامه ومنهجه لم يكن ليتغير عندما كان ضعيفا في مكة وعندما قوي أمره في المدينة..ولم يردد يوماً بأنه كان تثويرياً ثم صار تنويرياً! بل كان يميز أعداؤه ويفاصل بين الحق والباطل ولم يكن لمثله وحاشاه عليه السلام أن يخلط بينهما بحجة ما يسمى (بمصلحة الدعوة) المزعومة.. قال تعالى ( وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين).
لقد انهزم المسلمون في غزوة أحد لأنهم خالفوا أمراً واحدا من أوامر الرسول الكريم! بينما قومنا يجتمعون للمهرجان (الجهادي!) و في ساحة العلم الكويتي أو القطري أو المصري! وقد ذابت بينهم جميع الفوارق العقدية.. التي أصبحت لا قيمة لها ولا حتى وزن! حيث إن القيمة الآن والاحترام للوحدة الوطنية!! ليقف الرافضي مع خطيب الجمعة والليبرالي مع السلفي! والاخواني مع العلماني!! جنباً إلى جنب ومثل بنيانهم المرصوص كمثل بنيان مسجد ضرار!! ثم بعد هذا التراصص والتكاتف الوطني! يجاهدون بالمشي سيرا على الأقدام!! ثم يقفون عند صرح التوحيد!!! ( مجلس الأمة الوضعي!) ثم يهتفون باسم رئيس مجلس الأمة وهو الذي تربى على كره أمريكا وإسرائيل!! يا خرافي يا خرافي! وبعدها ينسحبون بكل هدوء..منضبطين بإرشادات وزارة الداخلية وكل منهم يذهب إلى حيث أتى وقد أدوا حق العبودية لله وعملوا بمفهوم وحق ( لا إله إلا الله) كما ينبغي … وكل من يشكك بهذا فهو ساخر بإخوانه منتقص لجهودهم … بل ناقص للقريحة الوطنية! كيف لا وقد حضر هذا المهرجان من هم في مثل جده وعمه أيضا! ولكن.. رحم الله سيد قطب الذي لم يكن له جد أو جدة يحضرون المهرجانات فيحتجون بحضورهم علينا! رحمه الله الذي لم يبق لكم من مدرسته سوى التغنى باسمه وتلحين رثائه وشعره.. رحمه الله وهو يقول (أشق ما تعانيه هذه الحركات هو الغبش والغموض واللبس الذي أحاط بمدلول لا إله إلا الله، ومدلول الإسلام في جانب، وبمدلول الشرك وبمدلول الجاهلية في الجانب الآخر..أشق ما تعانيه هذه الحركات هو عدم استبانة طريق المسلمين الصالحين، وطريق المشركين المنحرفين واختلاط الشارات والعناوين، والتباس الأسماء والصفات، والتيه الذي لا تتحدد فيه مفارق الطريق).
( الاستحقــاقات المرحلية!!)
إن من يزعم انه ينصر القضية الفلسطينية ويجعل النصرة حجة له ودليلاً على مسايرة العهر الفاضح في الفضائيات العربية حيث تقف الراقصة الخليعة والممثلة العاهرة لحشد الرأي العام ضد إسرائيل!! ثم يقبل بأن يكون جنباً إلى جنب معها حيث إن الضرورات تبيح الوقوف مع العاهرات! كل هذا ليس إلا نموذجاً صارخاً لما يسمى باستحقاقات المرحلة.. ونعني به أن المرحلة تفرض عليه أن يغير جلده أو موقفه أو رأيه أو يأتي بالغرائب أو أن يظهر مهرجاً..وكل هذا لكي لا يسحب البساط من تحته.. لأن الذي صنعه قد ادخره لمثل هذه المراحل.
إن هؤلاء الذين يقبلون على أنفسهم أن يكونوا أداة رخيصة وطيعة لتلميع الحكومات وتبرئتها من عمالتها المكشوفة.. ما هم سوى أرقاء لهذه الحكومات وهم أحوج إلى عتق رقابهم فضلاً عن أن يكونوا موجهين ودعاة!
قال تعالى على لسان سيدنا موسى عليه السلام (رب بما أنعمت علىّ فلن أكون ظهيراً للمجرمين)
نموذج آخر … تخيلوا يا إخواني أن تكون قطر التي تفوح عمالتها وصداقتها لإسرائيل بل وشريكة اقتصادية لليهود وسفارتها بين ظهرانيهم ومع هذا يقوم من يسمي نفسه زوراً وبهتاناً موجها للمسلمين ليبرأ قطر من عمالتها! بأن يرفع علمها ويتوشحه أمام الناس.. ليحفظ ماء وجوه الذين أكرموه بالجنسية والمنصب العالي!!
إنني أسأل كل من يزعم أنه على المنهج القويم بينما هو يدور في رحم وفلك الحكومات.. هل أنتم النموذج العظيم الذي عناه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( الغرباء)!!؟ هل تتحقق الغربة في منهجكم الرسمي!
ولعل سائل يسأل ماذا تريدنا أن نفعل؟ هل نسكت؟ ألا نعترض على الأقل.. ألا نرفض هذا الظلم؟
أقول له إن النصر والعزة والمنعة قادمة للمسلمين جميعاً وليس لمسلمي فلسطين فقط وهذا وعد الله الذي سيتحقق بإذنه وكرمه فلقد جاء في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ فَيَقْتُلُهُمْ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوْ الشَّجَرُ يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ إِلَّا الْغَرْقَدَ فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ.
رواه الإمام مسلم0
انظروا يا إخواني إلى كلمة ( يقاتل المسلمون) ألا تعنى لنا الكثير … ألا تعني لنا بأن هناك جيشاً مسلماً وله قيادة واحدة.. كيف لا وهو وصف من الوحي..وصف جاء من إله السماء.. بأنه جيش إسلامي.. وجميعنا يعلم أنه لا وجود لهذا الجيش ولا لمثل هذه القيادة..وحيث إن إثبات عكس ذلك دونه يحتاج إلى خرط القتاد..
وكلنا يعلم بأن ما يسمى بالجيوش العربية بأنها جيوش جاهلية..مصنوعة لأغراض ليست لها علاقة لإعلاء كلمة الله في بلدانها فضلاً عن أن تكون في الأرض!!
* إذن (صبرا آل ياسر هو شعار هذه المرحلة) هاهو النبي صلى الله عليه وسلم يمر على آل ياسر وهم يعذبون فلا يزيد على قوله اصبروا آل ياسر فإن موعدكم الجنة! لم يكن النبي عليه السلام مخذلاً لهم وحاشاه بأبي هو وأمي... يأتيه خباب بن الأرت رضى الله عنه شاكياً إليه العذاب الشديد الذي حل بهم فيذكره الرسول عليه السلام بما ابتلي به الدعاة إلى الله قبلهم ثم يبشره بوعده لهم بالأمن والأمان والتمكين لهم في الأرض..لكن الرسول الكريم يستدرك ليقول له كلمة هي سر الداء الذي أصاب الكثير من الإسلاميين اليوم (ولكنكم قوم تستعجلون) ولكن فرق بين عجلة الصحابة الكرام وبين عجلة أصحابنا الإسلاميين اليوم! فأولئك كانوا يستعجلون الجهاد في سبيله.. وهؤلاء يستعجلون تزييف الجهاد والشجب والإنكار الذي ينصب في صالح حكوماتهم ويسجل لهم مواقفهم السياسية بالمجان فشتان بين النور والظلام!
لم يقل أحد من الصحابة أن الرسول الكريم تخلى عن أتباعه وإخوانه وتركهم يتعذبون في الميدان وحدهم!
ولم يقم سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه وحشرنا معه ومع باقي الصحابة ليثورا في وجه الظلم العلني ويجتمعوا في ساحة مكة! لينددوا بالظلم.. لا أبدا ولكنها الإرادة الإلهية وتحقيق السنة الكونية التي لم يكن ليبدلها الله لنبيه حتى يبدلها لمن هو دونه.. حيث ( كف) الرسول يده وعمل على تصبير صحابته حتى عملوا من
أنفسهم دولة وقوة حقيقية..عندها جاءت الآية (قاتلوا الذين يلونكم من الكفار).
ليعلم المسلمون في فلسطين جميعا بأن ديننا لم يكن يوما دين الهلكة..وأوهام القوة وأنه يجب عليهم الآن أن يكفوا عن العبث بالحجارة ولم تكن للمعجزات أن تتنزل على الصحابة الكرام لكي تتنزل على من هو أقل منهم بسنين ضوئية! فليتقوا الله في نفوسهم وأن لا يجعلوا من أنفسهم طعماً رخيصاً للاتفاقات الدولية..وليعلموا بأن حتى نيتهم الصالحة لا تكفي لقبول العمل عند الله..وبأن مواجهة اليهود التي يريدها الله لن تكون مواجهة وطنية ولا حتى إقليمية وإنما مواجهة ما بين حزب الرحمن..وحزب الشيطان وأن الوقت لم يحن بعد ولم يأت حتى الآن 0
إن الانتفاضة برمتها هي عصفور في فخ إسرائيل ولكن قومنا أقل من تحمل هذا الفهم لذلك يكتفون بسفاسف الأمور ويسمونها عظائم بل يذمون من نبههم لتفاهتها ويخاصمون عليها!
ثم تعالوا لنفكر قليلاً..هب أن إسرائيل أعطت للمنظمة الفلسطينية المشبوهة حاجتها مما تريد..فهل سوف تستمر الانتفاضة؟ ألستم معي بأن قتلى الانتفاضة تذهب دماؤهم هدرا لتحقيق مصالح هذه المنظمة!
إذن نقولها واضحة: إذا كان هناك من سوف يستفيد من هذه الانتفاضة فهي إسرائيل بالدرجة الأولى حيث إنها ستجد المسوغ لها للفتك بكل المسلمين هناك..وعندها بل وهذا ما يحدث الآن أن دماؤهم وأرواحهم قد ذهبت رخيصة ولا عزاء لهم عند المسلمين سوى المهرجانات والتي هي تحت رعاية رسمية أيضاً! ثم تعالوا يا مسلمي فلسطين..ما الذي تريدونه من هذه الانتفاضة؟ هل هو تحقيق ما يسمى ( بالحق الفلسطيني)؟ وعلى هذا تجتمع جهود حركة أمل العميلة وحركة فتح المشبوهة ومقاتلي بما يسمى بحزب الله من النصيريين والروافض.. ومع جنود المنظمة الفلسطينية ( الأكثر من مشبوهة) ومع منظمة (حماس) التي تورطت مع علاقات أكثر من وطيدة مع إيران..فأي راية عمياء تبذل الأرواح وتزهق من أجلها؟ وهل قتلى النصارى من الفلسطينيين معكم الذين صاروا يسمون شهداء أيضاً! كان من أجل تحرير القدس من دنس اليهود وإقامة دولة التوحيد أم من أجل الحق الفلسطيني والقومي!؟ كفوا أيديكم يا مسلمي فلسطين واصبروا كما صبر المؤمنون من قبل ولا تجعلوا من أنفسكم أداة رخيصة لتحقيق مصالح المنظمة العميلة..ثم تحسبون أن ما تقومون به جهاد في سبيل الله! وليكن كما أسلفنا في صبر الصحابة والرسول معهم وهم ضعفاء في مكة عبرة لكم حتى يفتح الله عليكم وعلى المؤمنين من قوته وفضله ومنعته..وهو آت لا محاله..
ويجب أن تعلموا بأن كل ما تقومون به لا ينقل للناس بأنه صراع ما بين المسلمين واليهود..لا أبداً بل هو صراع قومي ليس إلا.. وإذا نحن أردنا أن نفسر كل ما حولنا من أنشطة الحكومات واتباعها من الشعوب فيجب علينا أن نقرأ العناوين بصورة صحيحة ( لا) كما يراد لنا أن نقرأها ونفهمها..وسأضرب أمثلة لذلك:
الحكومات كلها ومن دون استثناء لا تقول أن هناك صراعاً بين المسلمين واليهود..ولكن بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ومن هنا كان اختيار مفهوم (أطفال الحجارة) للابتعاد به عن أي مفهوم شرعي..ولتختلط اليد المسيحية مع اليد المسلمة.. ولكي تـئد أي فكرة بأنه جهاد ما بين المسلمين واليهود..ولكنه الحق الفلسطيني!
مثال آخر..يتقاتل المسلمون والنصارى في اندونيسيا فيقولون (تيمور الشرقية مع اندونيسيا!!) والحقيقة أن النصارى في تيمور مدعومون من استراليا لاقتطاع هذه الجزيرة من اندونيسيا المسلمة كشعب لا كحكومة طبعا!
وتماماً كما يحدث في جنوب السودان يقولون جون قرنق مع البشير.. بينما الحقيقة مسلمون مع نصارى..
وكذلك الصرب والبوسنيون وحقيقة المسلمون والنصارى.. ولا يتجاوز أي قارئ لهذه المفاهيم إلا أنه يريد أن يكون غبياً أو يتغابى! فإن كان غبياً فإن الله سبحانه قد قسم بين الناس أحلامهم كما قسم بينهم أرزاقهم كما نص على ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، فلا نطالبه بما هو خارج حدود عقله..حيث لا يكلف الله نفساً إلا وسعها..واما أن يتغابى فهذا الذي يجب أن يُحاكم ويحقق معه على جادة الشرع القويم وعندها سنكتشف الكثير من الغرائب بل والمفاجآت وربما المآسي!!
( إذا كان ولا بد من الانتفاضة!!!)
دعونا نقول بصراحة أيضاً..إذا اعترض البعض علينا وتحمس وقال لا بد من التحرك الفعلي والآني لما يسمى بتحرير القدس فنقول له بكل وضوح وصراحة: بأنه إن كان صادقاً ولا يريد سوى أن يكون باذلاً لروحه ونفسه..إذن فليبدأ بداية صحيحة..ونقصد بالصحيحة والمنضبطة بضابط الشرع: هي أن يبدأ بإزالة المعوقات..سواء على صعيد النفس أو الأسرة أو المجتمع أو السلطة أو الأنظمة السياسية القائمة والتي هي السد الأول والمنيع لدولة إسرائيل.. إذا كان ولا بد من انتفاضة فلتكن إذن ضد الأنظمة العميلة حيث إنها التي ستمنع من يفكر جدياً برفع السلاح على إسرائيل بل أنها ستقطعه إلى أشلاء بمجرد أن يبدأ أول خطوة للمضي إلى إسرائيل..نعم ستنهيه وهو داخل حدودها ولم يخرج بعد..وإنما فقط نما إلى علمها أنه سيخرج جاداً!
وإذا كانت هذه هي الحقيقة الجلية..فكيف نجعل من انفسنا أداة ومادة إعلامية لتبرئتها وحفظ ماء وجهها!!؟
ولكن إن لم يستطع الشجاع فينا وهو يريد ذلك من قلبه وروحه..فكفى بالله شهيداً..وكفى بالله وكيلاً.. وكفى بالله عليماً.. ( ولن يكلف الله نفساً إلا وسعها)
* لعل بعض فاقدي الأولويات يردد بين آن وآخر بما يسمى (إرجاع بيت المقدس) ولنا أن نسأل من قال بأن الله يريد إرجاع بيت المقدس ودينه معطل في أرضه؟ أليس العمل على تحكيم كتاب الله وشريعته في أرضه هو أولى المهمات التي يطالبنا الله بها بل هي رأس العبودية وزمامها التي خلقنا الله من أجلها (وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون)؟ نحن في ظل ضياع الدين وتعطيل شرع الله نرفض مبدأ حتى الحوار في قتال اليهود وإخراجهم من بيت المقدس.. بل أن المسلم الحق والمنضبط بالشرع لا يعنيه كل من رفع سلاحاً وقاتل اليهود إذ لو صح ذلك لكان ( هتلر) هو إمام المجاهدين! لكن الذي يعنينا هو الراية التي يقف ورائها المسلم هل هي راية على التوحيد الخالص والصحيح؟ وهل انطلقت من أرض استكملت حق الله عليهم في تطبيق شريعته على أنفسهم واهليهم وبيوتهم وأرضهم؟ وعلى هذا فاختلافي مع مجاهدين المهرجانات! جاء من أصل الفكرة وليس من تفرعها وهؤلاء الذين استماتوا في نصرة المهرجانات واشغلوا الناس حتى عن القضية الفلسطينية إنما أخطئوا في أصل الفكرة حيث أنهم يريدون أن يجعلونا جزءا من هذا الواقع المجازي والمسمى زورا إسلامياً..أما نحن فنرفض أن نساير المجاز ونزيف حقيقة تعطيلنا للشريعة وتقاصرنا وذلنا الذي نسأل الله سبحانه أن يبدله لنا إلى قوة وعزة فنقيم شرعه كما يريد على انفسنا وأهلنا وبيوتنا وديارنا..وبعد أن يتم لنا ذلك ـ ولن يتم لنا ذلك إلا بعد أن نبدأ بذلك ـ بإذن الله نفكر جدياً بموضوع القدس.
السادة القراء
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه..ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه..وأن يجعلنا هادين مهديين غير ضالين ولا مضلين..اللهم إن كنت قد اصبت فمن فضلك وكرمك وإن كنت قد أخفقت وأخطأت فمن نفسي والشيطان..وأسال الله أن يعز الإسلام ويذل أعدائه.. آمين.