تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الرجاء قرائته كاملاً



الدوعني
06-09-2004, 07:27 PM
>بسم الله الرحمن الرحيم
>والصلاة والسلام على الرسول الامين
>
>هل انت مستعد!!!
>
>جردوها من ثيابها وابنها وزوجها واقفون وراضون !
>شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه
الهودج ..
>في ارتفاعه وحركته ...
>
>سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم .... ماله لا يمنعهم من أخذها
...
>
>صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن .... ونسائم فجرية باردة تلامس
ثيابها
>البيضاء .. ورغم أنها لا ترى الا أنها تخيلت الجو من حولها ضبابيا ...
وتخيلت
>الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
>
>أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت الى
>جوارها حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها
...
>وأحست بالظلام ينخر عظامها ...
>
>ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ... لعله آت
لانقاذها
>
>لكن ... ماذا تسمع انه يناديها بصوت خفيض : أمي ..
>ومن بين الدموع يتحدث زوجها اليه قائلا :
>تماسك ... انما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع لها يا بني ... هيا بنا
..
>
>غلبته غصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن
قال
>بصوت يقطر ألما : لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... انا لله وانا
اليه
>راجعون ...
>
>كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسد
الفتحة
>الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
>
>صوت الخطوات تبتعد ... الى أين أين تتركوني كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة
وهذه
>الظلمة
>
>نظرت حولها فاذا هي ترى ........ ترى
>أي شيء تستطيع أن تراه في هذا السرداب الأسود
>ان ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر ..
وشعاع
>النجوم ..
>فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
>أما هنا فانها لا تكاد ترى يدها ... بل انها تشعر بأنها مغمضة العينين
تماما
>..
>
>تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالها ونهضت
تبغي
>اللحاق بهم ... كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة
>
>لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
>
>حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره من قبل ... رأت الهول قد
تجسد
>في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغم الحلكة
>
>قالت بصوت مرتعش : من أنت
>
>فسمعت صوتا عن يمينها يدوي مجلجلا : جئنا نسألك ...
>التفت .. فاذا بكائن آخر يماثل الأول ...
>صمتت في عجز .... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنها
تذكرت
>أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
>
>تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذي لامفر منه .... فحارت لأمانيها التي
لم
>تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
>
>- من ربك
>- هاه ..
>- من ربك
>- ربي .. ما عبدت سوى الله طول حياتي ..
>- ما دينك
>- ديني الاسلام ..
>- من نبيك
>- نبيي .......
>اعتصرت ذاكرتها ... ما بالها نسيت اسمه ألم تكن تردده على لسانها دائما
ألم
>تكن تصلي عليه في التشهد خمس مرات يوميا
>بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
>- من نبيك
>- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
>ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت
...
>وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه في عقلها فصرخت بأعلى صوتها :
>- نبيي محمد ... محمد ...
>ثم أغمضت عينيها بقوة .... لكن ..
>
>لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
>
>فتحت عينيها مستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت
>ترددينها دائما ( اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
>
>سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أن تبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس
هذا
>موضع ابتسام .... يا ربي متى تنتهي هذه اللحظات القاسية ..
>
>بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاة الفجر .....
>
>اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب
الصواب
>... دفعها أمامه .... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام
منكر
>ونكير في سرداب طويل حتى وصلت الى مكان أشبه بالمعتقلات ....
>
>شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ...
>فاستمرت في التفرج على المكان الرهيب ...
>
>في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويل وثبور ... وعظام تتكسر ...
وأجساد
>تحرق ... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلا تستجيب لكل هذا الرجاء
..
>
>دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميها تعجزان عن حملها ...
واذا
>بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقف ملك من أصحاب
الوجوه
>الباردة الصلبه .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقى الملك بالحجر
على
>رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا .... صرخت .. بكت .. ثم ذهلت
>ذهولا ألجم لسانها ..
>
>وسرعان ما عاد الرأس الى صاحبه .. فعاد الملك الى اسقاط الصخرة عليه ....
>هنا .. قيل لها :
>- هيا .. استلقي الى جوار هذا الرجل ..
>- ماذا
>- هيا ..
>دفعت في عنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. ان
مصيرها
>لمظلم .. مظلم حقا ..
>
>استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبواب الدعاء
كلها
>مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ... ألا ياليتها دعت في رخائها
..
>ياليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع
لها
>..
>
>نظرت الى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يده بصخرة عاتية يقول
لها :
>- هذا عذابك الى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامين عن فرضك ...
>
>ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى الى موضعها ..
>ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..
>
>وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
>فقال له :
>- ما جاء بك
>- أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك
>- أهذا أمر من الله عز وجل
>- نعم ..
>لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقي الشاب حسن الوجه ..
هل هي
>في حلم
>
>مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألته بامتنان :
>- من أنت
>- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو
لك
>حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن له بالاستجابة والمجيء الى هنا ..
>
>أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتت اليهما فاذا بهما يقولان :
>انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله الله بمقعدك من الجنة ..
>
>
>(( وولد صالح يدعو له ))
>منقوووووووووول

Angel- lady
06-09-2004, 07:51 PM
جزاك الله خير على الموضوع

شهداء_الأقصى
07-09-2004, 12:38 AM
اللهم اجرنا من النار....