ابو فيصل احمد
07-09-2004, 10:19 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
تقرير إخباري
تشديد الإجراءات الأمنية في أمريكا ألحق أضراراً كبيرة بالتجارة والتعليم
واشنطن تيم جونسون الخليج
بعد نحو ثلاثة أعوام من الإجراءات الأمنية القوية والتدابير المشددة التي اتخذتها الولايات المتحدة لتجنُّب دخول الإرهابيين إلى أراضيها وما شملته هذه التدابير من احتياطات براً وبحراً وجواً، فإن سلسلة كبيرة من الشركات والمؤسسات التجارية والمجموعات الاقتصادية والجامعات والمعاهد ومراكز وجمعيات البحوث تشكو من آثار هذه الإجراءات.
وتحتج الشركات الأمريكية على عدم تمكُّن الأجانب من الحصول على تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة لشراء الآلات والمعدات وفحصها وعقد صفقات تجارية أخرى، في حين تقول الجامعات، خصوصاً المهمة والبارزة منها، إن الطلبة الأجانب الأذكياء والمتفوِّقين لا يُسمح لهم بالدخول، وتتم إعادتهم إلى بلادهم عند المداخل ومراكز الحدود الأمريكية.
وتشير المؤشرات الاقتصادية والتجارية إلى أن الشركات الأمريكية تخسر فرصاً وصفقات تجارية تذهب لمصلحة دول أخرى بسبب تعقيدات وصعوبات حصول التجار ورجال الأعمال الأجانب على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة حيث ينظر المديرون والاقتصاديون ورجال الأعمال الأجانب جدياً في كيفية الحصول على التأشيرة ومدى سهولة ذلك قبل مجرد التفكير في السفر إلى أمريكا.
كما ان عدداً كبيراً من الأكاديميين والطلبة في الهند والصين ودول أخرى، تخلَّي عن حلمه بالدراسة والعمل في الجامعات الأمريكية، حيث قال هو شنكو المحامي الذي عاد أخيراً إلى شنجهاي بعد أن تخرَّج في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة: إن الطلبة توقفوا تماماً عن محاولاتهم للالتحاق بالجامعات الأمريكية وتخلَّوا عن خططهم بهذا الشأن، وبعد هجمات “القاعدة” في سبتمبر/ أيلول 2001 عبَّرت شريحة محدودة وصغيرة من الأمريكيين عن قناعتها وتأييدها لتشديد إجراءات الأمن على الحدود ومراكز العبور الأمريكية، ومنذ ذلك الوقت يقوم موظفو قسم التأشيرات في 211 سفارة وقنصلية أمريكية في العالم بإجراء مقابلة شخصية مع كل أجنبي يتقدم بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، حيث لا تستغرق المقابلة في معظم الحالات أكثر من دقيقة أو اثنتين قبل أن يقرِّر الموظف منحه التأشيرة أو رفض طلبه لها.
وقالت مايورا هارتي مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون القنصلية أمام هيئة تابعة لمجلس النواب الأمريكي: “إن هدفنا إبعاد التهديد الإرهابي ودفعه أبعد مسافة ممكنة عن الحدود ومراكز العبور الأمريكية وتحديد الإرهابيين قبل أن يسافروا وحرمانهم من فرصة الدخول إلى الولايات المتحدة”.
وقبل تعزيز الإجراءات الأمنية وتشديدها، كان موظفو القسم القنصلي الأمريكي في الصين وغيرها يقرِّرون بأنفسهم منح تأشيرات لبعض المتقدمين من دون الحاجة إلى إجراء مقابلة شخصية، لكن هذا لم يعد قائماً، وتقول كيلي شانون الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون القنصلية إن تلك المقابلات ضرورية لتوفير معلومات وبيانات عن المتقدم للحصول على التأشيرة وإثبات ارتباطه الوثيق والعميق ببلاده وتأكيد مواطنته فيها من خلال جذوره الاجتماعية والعائلية والاستثمار والمصالح الاقتصادية.
ويقول أكاديميون ورجال أعمال إن تكلفة الإجراءات والاحتياطات الأمنية الأخيرة والتي اتُخذت بحجة ردع الإرهابيين ترتفع عالياً بصورة لا يمكن قبولها.
وطبقاً لدراسة اقتصادية قامت بها ثماني مجموعات اقتصادية أمريكية، فإن خسائر المصدِّرين الأمريكيين المباشرة بلغت ثلاثين ملياراً وسبعمائة ألف دولار، إضافة إلى الخسائر والتكاليف غير المباشرة والتي قد تزيد كثيراً على هذا الرقم، إلى جانب الأضرار الكبيرة التي لحقت بقطاعي السفر والصناعة، في حين ينظر رؤساء الجامعات والمعاهد الأمريكية وعمداء الكليات فيها إلى الوضع المستمر منذ ثلاث سنوات وإلى المستقبل نظرة قلق وتشاؤم.
وفي ظل تمسك الولايات المتحدة بإجراءاتها الأمنية المشددة، فإن دولاً مثل بريطانيا واستراليا تستقطب عدداً ضخماً من الطلبة الصينيين والهنود يزيد على ضعف ما تستقبله الجامعات والمعاهد الأمريكية، حيث يعترف هيث براون من مجلس خريجي الجامعات بأن الجامعات والكليات والمعاهد الأمريكية تواجه منافسة شديدة ومتزايدة من السوق العالمية. كما يقول نيلز هاسلمو رئيس اتحاد الجامعات الأمريكية إن الأمريكيين سيلاحظون ويشاهدون أجيالاً من الخريجين الجامعيين والقادة الأجانب الذين لا تربطهم صلات أكاديمية أو ثقافية بالولايات المتحدة، لأنهم لم يتخرَّجوا فيها، وهذا سيشكِّل خسارة حقيقية وخطرة لها ويقلِّل من تأثيرها في أولئك القادة والخريجين وشعوبهم في المستقبل. وفي مايو/ أيار الماضي، حثّت عشرون جماعة من الأكاديميين والجامعيين والمهندسين والباحثين الحكومة الفيدرالية الأمريكية على مواجهة الفكرة التي تحاول بعض الأوساط ترويجها وتكريسها وهي أن الولايات المتحدة لا ترحِّب بالطلبة والعلماء والباحثين والأكاديميين الأجانب. وأكدت في بيان لها أنه ما لم يباشر المسؤولون الحكوميون خطوات عملية حاسمة وسريعة، فإن أذىً وضرراً كبيرين سيلحقان بعملية التقدم العلمي والتكنولوجي في أمريكا وسيكون من الصعب والمتعذّر إصلاح هذا الضرر.
“كي.آر.تي”
الحمد لله
تقرير إخباري
تشديد الإجراءات الأمنية في أمريكا ألحق أضراراً كبيرة بالتجارة والتعليم
واشنطن تيم جونسون الخليج
بعد نحو ثلاثة أعوام من الإجراءات الأمنية القوية والتدابير المشددة التي اتخذتها الولايات المتحدة لتجنُّب دخول الإرهابيين إلى أراضيها وما شملته هذه التدابير من احتياطات براً وبحراً وجواً، فإن سلسلة كبيرة من الشركات والمؤسسات التجارية والمجموعات الاقتصادية والجامعات والمعاهد ومراكز وجمعيات البحوث تشكو من آثار هذه الإجراءات.
وتحتج الشركات الأمريكية على عدم تمكُّن الأجانب من الحصول على تأشيرات الدخول إلى الولايات المتحدة لشراء الآلات والمعدات وفحصها وعقد صفقات تجارية أخرى، في حين تقول الجامعات، خصوصاً المهمة والبارزة منها، إن الطلبة الأجانب الأذكياء والمتفوِّقين لا يُسمح لهم بالدخول، وتتم إعادتهم إلى بلادهم عند المداخل ومراكز الحدود الأمريكية.
وتشير المؤشرات الاقتصادية والتجارية إلى أن الشركات الأمريكية تخسر فرصاً وصفقات تجارية تذهب لمصلحة دول أخرى بسبب تعقيدات وصعوبات حصول التجار ورجال الأعمال الأجانب على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة حيث ينظر المديرون والاقتصاديون ورجال الأعمال الأجانب جدياً في كيفية الحصول على التأشيرة ومدى سهولة ذلك قبل مجرد التفكير في السفر إلى أمريكا.
كما ان عدداً كبيراً من الأكاديميين والطلبة في الهند والصين ودول أخرى، تخلَّي عن حلمه بالدراسة والعمل في الجامعات الأمريكية، حيث قال هو شنكو المحامي الذي عاد أخيراً إلى شنجهاي بعد أن تخرَّج في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة: إن الطلبة توقفوا تماماً عن محاولاتهم للالتحاق بالجامعات الأمريكية وتخلَّوا عن خططهم بهذا الشأن، وبعد هجمات “القاعدة” في سبتمبر/ أيلول 2001 عبَّرت شريحة محدودة وصغيرة من الأمريكيين عن قناعتها وتأييدها لتشديد إجراءات الأمن على الحدود ومراكز العبور الأمريكية، ومنذ ذلك الوقت يقوم موظفو قسم التأشيرات في 211 سفارة وقنصلية أمريكية في العالم بإجراء مقابلة شخصية مع كل أجنبي يتقدم بطلب للحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة، حيث لا تستغرق المقابلة في معظم الحالات أكثر من دقيقة أو اثنتين قبل أن يقرِّر الموظف منحه التأشيرة أو رفض طلبه لها.
وقالت مايورا هارتي مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون القنصلية أمام هيئة تابعة لمجلس النواب الأمريكي: “إن هدفنا إبعاد التهديد الإرهابي ودفعه أبعد مسافة ممكنة عن الحدود ومراكز العبور الأمريكية وتحديد الإرهابيين قبل أن يسافروا وحرمانهم من فرصة الدخول إلى الولايات المتحدة”.
وقبل تعزيز الإجراءات الأمنية وتشديدها، كان موظفو القسم القنصلي الأمريكي في الصين وغيرها يقرِّرون بأنفسهم منح تأشيرات لبعض المتقدمين من دون الحاجة إلى إجراء مقابلة شخصية، لكن هذا لم يعد قائماً، وتقول كيلي شانون الناطقة بلسان وزارة الخارجية الأمريكية للشؤون القنصلية إن تلك المقابلات ضرورية لتوفير معلومات وبيانات عن المتقدم للحصول على التأشيرة وإثبات ارتباطه الوثيق والعميق ببلاده وتأكيد مواطنته فيها من خلال جذوره الاجتماعية والعائلية والاستثمار والمصالح الاقتصادية.
ويقول أكاديميون ورجال أعمال إن تكلفة الإجراءات والاحتياطات الأمنية الأخيرة والتي اتُخذت بحجة ردع الإرهابيين ترتفع عالياً بصورة لا يمكن قبولها.
وطبقاً لدراسة اقتصادية قامت بها ثماني مجموعات اقتصادية أمريكية، فإن خسائر المصدِّرين الأمريكيين المباشرة بلغت ثلاثين ملياراً وسبعمائة ألف دولار، إضافة إلى الخسائر والتكاليف غير المباشرة والتي قد تزيد كثيراً على هذا الرقم، إلى جانب الأضرار الكبيرة التي لحقت بقطاعي السفر والصناعة، في حين ينظر رؤساء الجامعات والمعاهد الأمريكية وعمداء الكليات فيها إلى الوضع المستمر منذ ثلاث سنوات وإلى المستقبل نظرة قلق وتشاؤم.
وفي ظل تمسك الولايات المتحدة بإجراءاتها الأمنية المشددة، فإن دولاً مثل بريطانيا واستراليا تستقطب عدداً ضخماً من الطلبة الصينيين والهنود يزيد على ضعف ما تستقبله الجامعات والمعاهد الأمريكية، حيث يعترف هيث براون من مجلس خريجي الجامعات بأن الجامعات والكليات والمعاهد الأمريكية تواجه منافسة شديدة ومتزايدة من السوق العالمية. كما يقول نيلز هاسلمو رئيس اتحاد الجامعات الأمريكية إن الأمريكيين سيلاحظون ويشاهدون أجيالاً من الخريجين الجامعيين والقادة الأجانب الذين لا تربطهم صلات أكاديمية أو ثقافية بالولايات المتحدة، لأنهم لم يتخرَّجوا فيها، وهذا سيشكِّل خسارة حقيقية وخطرة لها ويقلِّل من تأثيرها في أولئك القادة والخريجين وشعوبهم في المستقبل. وفي مايو/ أيار الماضي، حثّت عشرون جماعة من الأكاديميين والجامعيين والمهندسين والباحثين الحكومة الفيدرالية الأمريكية على مواجهة الفكرة التي تحاول بعض الأوساط ترويجها وتكريسها وهي أن الولايات المتحدة لا ترحِّب بالطلبة والعلماء والباحثين والأكاديميين الأجانب. وأكدت في بيان لها أنه ما لم يباشر المسؤولون الحكوميون خطوات عملية حاسمة وسريعة، فإن أذىً وضرراً كبيرين سيلحقان بعملية التقدم العلمي والتكنولوجي في أمريكا وسيكون من الصعب والمتعذّر إصلاح هذا الضرر.
“كي.آر.تي”