المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (الجبال أوتادا)



ALcATRAZ
08-09-2004, 04:14 AM
حين تتعارض "حقيقة علمية" مع (آية قرآنية) يعود ذلك لأحد أمرين:

إما أن تكون تلك الحقيقة مفبركة، أو ان نكون - نحن - قد أسأنا فهم الآية الكريمة. أما حين تتفق الآية القرآنية مع الحقيقة العلمية فهذا تأكيد لتلك الحقيقة وشاهد على إعجاز القرآن..

ومن الاعجاز العلمي قوله تعالى {وألقى في الأرض رواسي ان تميد بكم}.. والرواسي هنا هي الجبال الضخمة، في حين يشير الجزء الباقي من الآية إلى نظرية "زحزحة القارات"، فالقشرة الأرضية التي نعيش فوقها (وتدعى السيال) تتكئ مباشرة على طبقة تحتها تدعى (طبقة السيما)، وهي طبقة لزجة ذات قوام عجيني يسهل انزلاق القارات عليها. ويعتقد العلماء ان قارات العالم كانت قديماً كتلة واحدة متماسكة قبل ان تنفصل وتذهب كل منها في اتجاه. ولو نظرت لخريطة العالم للاحظت أوجه التطابق بين أطراف القارات (خصوصاً بين قارتي أفريقيا وأمريكا الجنوبية)!

ولو لم يضع الله في الأرض رواسي لانزلقت القارات وتباعدت بسرعة تضر بالحياة فوقها؛ فالجبال التي نراها لها جذور تمتد في طبقة السيما اللزجة بمسافة تزيد على خمسة أمثال ارتفاعها فوق سطح الأرض (ويمكن تشبيه ذلك بجذور ضرس مقلوع)!!

ولو رجعنا لقوله تعالى {ألمء نجءعل الأرضَ مهَاداً* والجبَال أوتاداً} لوجدنا تطابقاً مذهلاً بين دقة اللفظ والحقيقة الجيولوجية؛ فالجبل يشبه الوتد (من حيث انغراس اسفل الوتد في الأرض). والجبل أيضاً يشبه الوتد (من حيث عمل الأخير على تثبيت التربة ومنعها من الاضطراب والتحرك).. ويؤكد هذا المعنى قول ابن منظور في لسان العرب:

وتدَ الوتِدُ، وتدَه، ووتّد، وكلها بمعنى: ثبّت والجمع أوتاد.. وقال عن تميد: ماد الشي يميد ميداً، إذا تحرك ومال.. ويقول الامام الرازي في تفسير {والجبال أوتادا}: أي أوتاداً للأرض كي لا تميد بأهلها. وقال القرطبي "أوتاداً لتسكن ولا تتكفأ ولا تميل بأهلها".. وجاء في الحديث الشريف: "لما خلق الله الأرض جعلت تميدُ فأرساها بالجبال"!!.

ومن هذا يتضح ان القرآن الكريم شرح بدقة طبيعة ومهام الجبال قبل علماء الجيولوجيا بزمن طويل؛ فحتى عام 1835م كان تعريف الجبال في القاموس الاوروبي انها "كتل صخرية مرتفعة عن سطح الأرض"؛ واستمر هذا التعريف إلى ان نبه "بيير بوجر" إلى ان قوى الجذب المسجلة لجبال الانديز اكثر بكثير مما هو متوقع فاقترح اتصالها بـ (جذور) ضخمة في أسفلها. وفي سنة 1865م افترض "جورج ايري" ان سلاسل الجبال التي نراها مجرد (رؤوس) لكتل ضخمة تنغرز في المواد المنصهرة أسفل القشرة الأرضية. وفي سنة 1889م طرح الجيولوجي "داتون" نظرية سماها "التعادل الهيدروستاتي" تشير إلى وجود توازن طردي بين ما يقع فوق الأرض وما يوجد أسفلها (بمعنى انه كلما ازداد ثقل الجبل فوق سطح الأرض ازداد عمق جذره داخل السيما في الأسفل). وفي عام 1969م طرح العالم الامريكي "مورجان" نظرية تتضمن اعتماد الجبال كـ (أوتاد) تحافظ على توازن الألواح القارية أثناء انزلاقها.. ويقول العالم فان انجلن في كتابه (Geomorphology) (ص: 27) "ومن الضروري الآن الاعتراف بوجود جذر ضخم أسفل الأرض مقابل كل جبل نراه فوقها"!!.

بقي أن أشير إلى سؤال محير قد يطرحه البعض - وهو:

كيف تعمل الجبال كـ (رواسي) وهي في نفس الوقت (تمر مر السحاب) كما جاء في سورة النمل؟.. نذكر هنا بأن الجبال قد تبطئ من عملية انزلاق القارات ولكنها لا تمنعها نهائياً؛ وبما انها جزء من تلك القارات فانها تتحرك معها في النهاية أينما ذهبت فنحسبها (جامدة وهي تمر مر السحاب)!

منقو و و ل من مقال

أبوجمـــال
08-09-2004, 10:51 AM
موضوع راااائع جدا ...

موفق أخي ...

موفق جداً أنت اليوم ...

ومتألق وهو ليس بالأمر الغريب عليك أخي فأنت دائماً متألق....

أخــــوك ...

أبوجمــــال

ALcATRAZ
08-09-2004, 01:18 PM
موضوع راااائع جدا ...

موفق أخي ...

موفق جداً أنت اليوم ...

ومتألق وهو ليس بالأمر الغريب عليك أخي فأنت دائماً متألق....

أخــــوك ...

أبوجمــــال

تســــلم والله
الف شكر على الإطراء الجميل...
نورت الموضوع بطلتك اخوي أبوجمال:)