د.اسامة الحاتم
10-09-2004, 03:59 PM
السلطان العثماني سليم الأول الذي كان يعرف بالمرعب(ياووز) ، الذي احتل الشرق العربي بآسره ، كان رجلا مخيفا سريع الغضب، وفي يوم من الأيام حكم هذا السلطان على مائة وخمسين رجلا من موظفي القصر بالإعدام لإهمالهم في واجباتهم .
وبينما كان الرعب يسود القصر قبل تنفيذ الحكم ، فوجئ الوزراء بدخول الشيخ علاء الدين الجمالي مفتي الإمبراطورية العثمانية إلى الديوان ، وما كان من عادة المفتي ان يدخل الديوان إجلالا لقدره ، فوثبوا إليه يستقبلونه حتى أقعدوه في صدر المجلس وقالوا له: أي شيء دعا مولانا إلى المجيء إلى الديوان العالي ؟ قال : أريد أن ادخل على السلطان ولي معه كلام .
فاستأذنوا له على السلطان ، فأذن له وحده ، فدخل وسلم عليه وجلس ، والسلطان ينظر إليه وبوادر الغضب على محياه ، وسكت محنقا يرقب ماياتي به الشيخ الذي دخل عليه - في هذا الوقت - بلا دعوة ، وجلس أمامه بلا أذن.
فقال الشيخ : وظيفة أرباب الفتوى ان يحافظوا على اخرة السلطان، وقد أمرت بقتل مائة وخمسين من العمال لا يجوز قتلهم شرعا فعليك بالعفو عنهم .
فطار عقل السلطان من الغضب من هذه الجرأة عليه ، ولم يعد يبصر من أمامه وكاد ان يأمر بضرب عنق الشيخ ثم ضبط نفسه ، فقال له بغضب وجفاء : انك تتعرض لامر السلطنة وليس ذلك من وظيفتك ، ثم اعرض بوجهه عنه ، منتظرا أن يكف الشيخ وينصرف .
ولكن الشيخ قال له : بل أتعرض لامر أخرتك ، وانه من وظيفتي ومهما عشت فانك ميت ومعروض على الله وواقف بين يديه للحساب فان عفوت فلك النجاة، وإلا فأن أمامك جهنم لا يعصمك منها ملك ولا ينجيك سلطان.
ذهل السلطان لهذا الكلام ، ووجم طويلا ثم قال للشيخ :
أعفو عنهم ولكن اطردهم .
ثم جلس مع المفتي ساعة يتحادثان وقد هدأ غضبه فلما قام الشيخ ليخرج قال للسلطان: تكلمت في أمر أخرتك وبقي لي كلام متعلق بالمروءة فقال السلطان : وما هو ؟ قال :هؤلاء من عمال السلطان فهل يليق بشرف السلطنة أن يتكففوا الناس؟
قال:لا ، قال :فأعدهم إلى مناصبهم ،قال :نعم ،إلا أنني سأعاقبهم لتقصيرهم ،فقال الشيخ:هذا جائز لان التعزير مفوض شرعا إلى رأي السلطان ، ثم سلم وخرج .
وبينما كان الرعب يسود القصر قبل تنفيذ الحكم ، فوجئ الوزراء بدخول الشيخ علاء الدين الجمالي مفتي الإمبراطورية العثمانية إلى الديوان ، وما كان من عادة المفتي ان يدخل الديوان إجلالا لقدره ، فوثبوا إليه يستقبلونه حتى أقعدوه في صدر المجلس وقالوا له: أي شيء دعا مولانا إلى المجيء إلى الديوان العالي ؟ قال : أريد أن ادخل على السلطان ولي معه كلام .
فاستأذنوا له على السلطان ، فأذن له وحده ، فدخل وسلم عليه وجلس ، والسلطان ينظر إليه وبوادر الغضب على محياه ، وسكت محنقا يرقب ماياتي به الشيخ الذي دخل عليه - في هذا الوقت - بلا دعوة ، وجلس أمامه بلا أذن.
فقال الشيخ : وظيفة أرباب الفتوى ان يحافظوا على اخرة السلطان، وقد أمرت بقتل مائة وخمسين من العمال لا يجوز قتلهم شرعا فعليك بالعفو عنهم .
فطار عقل السلطان من الغضب من هذه الجرأة عليه ، ولم يعد يبصر من أمامه وكاد ان يأمر بضرب عنق الشيخ ثم ضبط نفسه ، فقال له بغضب وجفاء : انك تتعرض لامر السلطنة وليس ذلك من وظيفتك ، ثم اعرض بوجهه عنه ، منتظرا أن يكف الشيخ وينصرف .
ولكن الشيخ قال له : بل أتعرض لامر أخرتك ، وانه من وظيفتي ومهما عشت فانك ميت ومعروض على الله وواقف بين يديه للحساب فان عفوت فلك النجاة، وإلا فأن أمامك جهنم لا يعصمك منها ملك ولا ينجيك سلطان.
ذهل السلطان لهذا الكلام ، ووجم طويلا ثم قال للشيخ :
أعفو عنهم ولكن اطردهم .
ثم جلس مع المفتي ساعة يتحادثان وقد هدأ غضبه فلما قام الشيخ ليخرج قال للسلطان: تكلمت في أمر أخرتك وبقي لي كلام متعلق بالمروءة فقال السلطان : وما هو ؟ قال :هؤلاء من عمال السلطان فهل يليق بشرف السلطنة أن يتكففوا الناس؟
قال:لا ، قال :فأعدهم إلى مناصبهم ،قال :نعم ،إلا أنني سأعاقبهم لتقصيرهم ،فقال الشيخ:هذا جائز لان التعزير مفوض شرعا إلى رأي السلطان ، ثم سلم وخرج .