تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الباطل يحشد أجناده تحت شعار [حرب الوهابية]



شهداء_الأقصى
10-09-2004, 09:43 PM
الباطل يحشد أجناده تحت شعار [حرب الوهابية]







إن من سنن الله الكونية .. سنة التدافع بين الأضداد والفرقاء .
والفرقة والانشقاق مرض بشري يحصل في كل المجتمعات .. ولكن كل هذه الانشقاقات والتكتلات مآلها لفرقتين ريئسيتين لا ثالث لهما :

الـحـق <---------> والبـاطل!

وفي ذلك قال الشاعر :


كل العداوات ترجى مودتها *** إلا مودة من عاداك في الدين

قد ينشغل الباطل في حروب جانبية مصلحية .. وقد ينشغل الحق كذلك بحروب جانبية ... ولكن هناك حربا واحدة يتناسى كل من الطرفين خلافاته الجانبية أمامها .. ويوحد الجهود فيها لمواجهة خصمه .. ويحشد فيها الحلفاء .. وتتميز فيها معادن الناس وحقيقة عقائدهم هي : حرب الوجود .. التي لا تكون إلا بين الحق وبين الباطل

الحق من طرفه لن يرضى بأقل من إجلاء الظلام .. والباطل لا هم له كذلك إلا نشر باطله وظلماته !

وحرب النور والظلام هي حرب وجود !

ومن الظواهر الملفتة للنظر لكل عاقل متأمل بصير .. هي ظاهرة حرب السنة ومنهج سلف هذه الأمة الصالح والذي ينعته خصومه بلقب : "الوهــــابية" ..!

ننظر فنرى كثيرا من الفرقاء .. الذين فرقتهم الأسماء والأهواء .. ولكن على حرب "الوهابية" .. فكلمتهم جميع .. وشملهم موحد !!

من قبل كان الصوفية والرافضة يلهجون بذكر هذه الكلمة .. حتى أصبحت علما على أهل السنة .. !

أتى الأحباش .. فأكدوا ذلك بفجورهم .. ولم يجعلوا لعاقل منصف إلا أن يوقن بأنهم يتكلمون عن جماعة حق وسنة !

العلمانيين والحداثيين من المنتسبين للإسلام ... لا هم لهم إلا .... الوهـــابية ..!

والآن .. ومنذ حوالي عقد من الزمان .. بدأنا نسمع بالروس ... ومن بعدهم الأمريكان .. يركزون في حربهم على...........الوهــابية ....!!

ثم بدأ الجميع .. كل ينبح من طرفه .. وبدأت بعض القطط - من الجماعات التي كانت تتلحف بالسنة - تستأسد عندما رأت أن الموجة مالت إلى غير صالح أهل السنة .. وبدأت تحاول أخذ دورها في "خرمشة" أهل السنة الذين آووها وأسبغوا عليها من فضلهم في مواجهة الأبعد من أهل البدع .. ولكن لا عجب .. فهذا حال القـــطـط ... !!

حرب شعواء .. وفجور رهيب استحلت فيه كل المحارم .. وانتهكت فيه كل الحدود الأخلاقية والإنسانية .. واستبيحت لأجله كل المبادئ ..

لماذا ؟

هل يعقل أن هذا كله .. من أجل خلافات فقهية او حتى عقدية ؟

وما الذي جمع بين هؤلاء في هذا العداء القذر .. الذي لا يعرف شرفا ولا مبدءا ؟

كيف استطاع أعداؤنا أن يسير أناسا من جلدتنا .. وأن يعبئهم ضد دينهم وأمتهم .. وأن يملأ قلوبهم بكل سخيمة .. وأن يعلف عقولهم بكل متردية ونطيحة .. ثم يمتطي ظهورهم لحرب الإسلام وأهله ؟!

ثم .. ما هي دلائل هذه الحرب .. ؟

وإلام ستصير إليه الصفوف من بعد ؟!

وما هي النتيجة .. على مستقبل هذه الأمة ؟!

أسئلة تلح على المرء .. وما تلبث الأحداث أن تزيد الجواب وضوحا ... والسؤال إلحاحا .. !

.......

في هذه المقدمة أود أن أذكر بعض المواقف الشخصية التي عرفتني بهذا المصطلح .. ودفعتني إلى مزيد من البحث فيه .. واستقراء أطياف من يعاديه .. وما يجمعهم من أصول .

* قبل حوالي 15 عاما .. وبعد أن انتهيت من صلاة الظهر إماما لبعض الشباب في أحد مساجد استانبول.. ثم التفت لأسأل أحد الشباب الأتراك الذي قطع الصلاة وصلى منفردا : لماذا فعلت هذا .. هل أنا كافر ؟؟
قال : أنت وهابي !!
كانت هذه أول مرة أسمع بالمصطلح !! فقلت له ما تقصد ..!
قال : أنت ترفع يديك عند الركوع والاعتدال منه .. وهذه يفعلها الوهابية .. !
طبعا .. أنا مازلت لا أدري عم يتكلم .. ولكنني طولت بالي وشرحت له .. أننا شافعية .. وهذه هيئة الصلاة عندنا !
وطبعا .. لم يفهم .. لسبب واحد .. لأنه مبرمج ....!

حيرني أمره .. فالحق أنني – مع معرفتي بالعالم المصلح الشيخ محمد بن عبد الوهاب – إلا أنني لم أكن قد قرأت كتابا كاملا له .. ولم أكن أستبعد أن يكون عنده أخطاء لم أطلع عليها ... إلا أن ما أثار استغرابي وحيرتي .. هو حجم العداء ...!!

* مرت الأيام .. وكنت في نقاش مع إخوة جامعيين .. عن الاستغاثة برسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقلت لهم : الرسول صلى الله عليه وسلم .. أغاثك بالشريعة .. وببيان طريق العبودية لله عز وجل .. فاستغث بالله .. لا برسوله ..!!
قال لي : أنت وهابي ؟
قلت : ماذا تقصد .. من هم الوهابية ؟
قال لي : هم .. فرقة ... لا تعترف بمحمد صلى الله عليه وسلم !! ( أشهد الله أنه بهذا أجاب !! )
قلت في نفسي : هذا مثل صاحبه .. مبرمج على عداء فاجر رهيب ... فمهما قد يكون من الرجل لا يصل إلى هذا ..!!

* مرت أسابيع وشهور .. وإذا بي أزور أحد "الإخوة" من لبنان .. وإذا بي في أثناء كلامي ذكرت الله .. وأشرت إلى السماء .. فما راعني إلا وصاحب البيت .. يقول لي بلهجة لا خلق فيها : أنت كفرت .. !!
وبدأ يشرح لي أن هذا قول ..الوهــــابية !!
إذن ؟ أين الله ؟
فبدأ يروي طلاسمه : منزه عن الجهة .. لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال .. ولا أمام ولا خلف .. منزه عن الزمان والمكان .. ...إلخ من ذاك الكلام السمج الذي لا روح فيه .. والذي بنتيجته ينفي وجود الله عز وجل .. بدعوى باردة هي تنزيهه .. !!!!
وختم كلامه بالتنبيه على كفر سيد قطب ... وابن تيمية ..!
ولم ينس وأنا أغادر بيته .. أن يرجع لي ما أحضرته له معي كهدية .. لأنه لا يقبل هدية من كافر !!!
عرفت فيما بعد .. أنه من الأحباش .. !!

وإذ لم أكن قد قرأت كتابا كاملا للشيخ ابن عبد الوهاب .. فقد كنت قد قرأت كتاب "العبودية" لشيخ الإسلام ابن تيمية الذي يكفره ذاك المستهتر المسعور .. فقررت أن أترك التسويف وابدأ بقراءة بعض كتب الشيخ محمد بن عبد الوهاب .. فما وجدت إلا خيرا !! .. وازداد عجبي !!

* روى لي أحد الإخوة أنه حصل نزاع في مسألة فقهية في أحد مساجد مدينة السلط في الأردن حول صلاة الجنازة .. فسأله الإمام الـ"أزهري" : من قال بهذا ؟ .. فعدد له الأخ حتى وصل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية .. ! فانتفض ذلك الأزهري وقال له : "يا بني ، ده ابن تيمية "وهابي!!" .. ضال مضل" !!

عندما رواها لي استغربت أيما استغراب .. كيف ينسب السابق إلى اللاحق ..!!!
ولكن زال عجبي عندما رأيت أقواما من هؤلاء .. ينسبون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل عاش بعده بقرون ..بل ويحصرونها فيه !!!! (وهذا غير أن تنسب الرجل للسنة .. فهذا هو الطبيعي )

وهذه القصة دليل آخر على أن الذين يعادون ما يسمونه بالوهابية .. إنما هم مبرمجون .. دون وعي ودون تفكير .. حتى لو كان يدعي العلم .. مثل هذا الـ"أزهري" .. وغيره من ألـمتمزهرين !

* الرافضة لم يكونوا بحاجة لأحد ليتوسط لديهم لحرب الوهابية .. ولكن الغريب أنهم كانوا يبرمجون من يسقط بأيديهم من أهل السنة مباشرة على كره "الوهابية" .. !
عرفت ذلك عندما قال لي أحد الإخوة الفلسطينيين الذين غرتهم دعايات الثورة الإيرانية وحزب اللات اللبناني .. وكان في بداية تورطه معهم ( قبل أن يخونوه ويشوا به عند أسيادهم اليهود وينفض يده من عفنهم وينقذه الله منهم – بحمد الله- ) .. قال لي أن الوهــابية هي فرقة ماسونية !!!

طبعــا .. هذا الكلام عندي ( وعند أي أحد في رأيه مسكة عقل ) كان يصب في مصلحة ما يسمونه بالـ"وهابية" .. فشهادة الروافض ( ذوي التاريخ الأسود الملوث بخيانة الإسلام والمسلمين) ضد أحد هي في حقيقتها شهادة كمال له.. المثير للاستغراب .. هو حجم العداء !!

ثم مؤخرا ..ومنذ حوالي عقد من الزمان .. أسفر الباطل عن قبيح وجهه .. وصارت الفرق تتكتل إما على حق صريح .. أو باطل قبيح ..وأعلن قادة الباطل عن أنفسهم .. وبدأ أعداء الدين المباشرين .. الروس ثم الأمريكان ...يعلنون أن حربهم مع "الوهـــــابية" .. !

لقد بدأوا يحشدون أجنادهم لحرب .................الوهــــــابية ...!!

..........

عندما بدأ الروس يتشدقون بكلمة "وهابية " .. خلت أن الأمر قد بان .. وظهر لكل ذي عينين حقيقة الحرب وأهدافها .. ولكن صدق المولى عز وجل إذ يقول : ( فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) !

السؤال الطبيعي الذي يتبادر إلى ذهن أي عاقل مسلم عندما يسمع روسيا أو أمريكيا يتكلم عن الوهابية ويستعدي الناس عليها .. هو : " وإنت مالك ؟!!....ما شأنك بين المسلمين .. !!!"

وعلى فرض أن دعوى أنهم خوارج صحيحة..( وما هم بخوارج والذي بعث محمدا بالحق !)
فلا يملك مسلم إلا أن يقول فيهم مقالة خليفة المسلمين وأسد الإسلام على بن أبي طالب رضي الله عنه : "هم إخواننا بغوا علينا " ...!
أما أن يخرج ممن يتسمون بأسماء المسلمين وبل ويدعون العلم .. ويدعون الناس إلى التكتل تحت مظلة الباطل المحض لحرب .. الوهـــــابية !!! .. فوالله ما يبقى لأحدهم حظ من الإسلام !! ولا يستحق أمثالهم من الخونة أن يحملوا شرف الانتساب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم !

شهداء_الأقصى
10-09-2004, 09:50 PM
في هذه الأيام .. نشهد هذه الهجمة الشرسة على منهج سلف الأمة الأطهار .. السابقين والأولين من المهاجرين والأنصار.. ومن تبعهم بإحسان .. وصار الرافضة الخانسين يستقوون بالاحتلال الأمريكي على أهل السنة .. وصار لقب الوهابية .. علما على أهل السنة في العراق والشيشان وغيرهما .. ولله الحمد والمنة .

ولمزيد من الاطلاع على أبعاد الحرب الرافضية المسعورة على أهل السنة في العراق :
http://www.muslm.net/showthread.php?s=&threadid=81241

و بعد كل هذا الذي يلقاه أهل السنة من أذى في العراق .. وبعد كل هذه الفضائح والجرائم .. يخرج علينا علماء مذاهب الضلالة بدعوى التقريب مع الرافضة ... ويجتهدون في ترويجها اجتهادا عجيبا !
في نفس الوقت الذي يشددون فيه على منابذة أهل السنة .. وأتباع السلف الصالح .. ويرمونهم بشتى النعوت والتهم والتي يعلم كبراؤهم أنها كذب وبهتان ...!!

لقد بدأ أشباه قديروف بخلع بقايا من مزع حياء كانت في وجوههم .. وأسفروا عن قلب حاقد على السنة وأهلها .. وأعلنوا حربهم بعد استخفاء بها ..
وبدأ طواغيطهم .. من أمثال حسن فرحان المالكي .. وسعيد فودة .. والجفري .. والبوطي ... وأضرابهم ... يعلنون الحرب على أهل السنة ... باسم السنة .. !!
في نفس الوقت الذي أعلن فيه أعداء السنة ( من علمانيين ورافضة وروس وأمريكان ) الحرب عليها من الخارج......!!!

وكل هذا ما هو إلا دلالة واضحة على أن الصفوف إلى تمايز... وأن أهل الباطل ينادون على أنفسهم بالخسران .. ويشهدون عليها بالضلال .... وأن معركة الفصل معهم تقترب ... والحمد لله أنها محسومة لصالح الحق الأبلج .. بوعد من الصادق المصدوق عليه صلاة ربي وسلامه .. خلافة سلفية راشدة على منهاج النبوة .

...

أريد أن أنوه إلى أن السلفية التي أعنيها في مقالي هي :

" وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "

علما .. وعملا ..
عقيدة .. وخلقا ..
أخذا .. وتركا ..
فهما .. ومنهجا ..
ولاء .. وبراء ..

وليست سلفية الدعاوي العريضة أوسلفية الوراثة أو التجارة .. كدعاوى المنتسبين للسنة والسنة منهم براء !

أكتب هذه الكلمات إقامة للحجة ..وإبراء للذمة .. وتنبيها للغافلين ..

{ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ }

أما السلفية .. فلا قبل لأهل الأرض كلهم بها .. فإنه لا يضرها من خالفها ولا خذلها .. وإن وعد الله بخلافة راشدة على منهاج النبوة آت .. ولو كره الكافرون .. ولو كره المخالفون .. ولو كره الخاذلون .. ولو كره الخائنون !

..........

معلوم أن كثيرا من الأسماء تحمل معان لغوية معينة ومعان اصطلاحية ..

فالمعنى اللغوي للصلاة مثلا : الدعاء ..
والمعنى اللغوي للزكاة : التطهير ...
والمعنى اللغوي للجهاد : بذل الجهد ....
والمعنى اللغوي للهاتف : المنادي ..
وهكذا ..

وأما المعنى الاصطلاحي لما سبق ذكره ..
فالصلاة : هي شعيرة يؤديها المسلم في أوقات محددة وبهيئة محددة ولا يجزئ عنها القيام بالدعاء (المعنى اللغوي ) ..
كذلك الزكاة : فريضة مالية يدفعها المسلم في أوقات محددة وبمقادير محددة ..
كذلك الجهاد : قتال الكفار بالسيف ( كما عرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم )
وكذلك الهاتف : فهو جهاز آلي للاتصال له تقنية معينة ..

وقس على ذلك ..

نأتي لاسم " الوهابية" !

في اللغة : هي نسبة للوهاب .. وهو الله .. ولا يطلق هذا الاسم على غير الله .

فالنسبة للــوهاب هي = وهابي

في الاصطلاح .. هنا بدأ تلاعب أهل الأهواء ..وأعداء السنة !!

فلا يوجد أي جماعة معروفة تتبنى هذا الاسم ( وهابية) وتتسمى به .

فماذا يريد مستخدمو هذا المصطلح منه ؟!
هل يريدون منه التزكية والنسبة للوهاب كما هو المعنى اللغوي ؟!

نظرة سريعة على تاريخ هذا اللقب نعرف من خلالها أنه أطلق على حركة إصلاحية قادها الشيخ المصلح محمد بن عبد الوهاب ونسبت إليه ( مع أن النسبة لمحمد بن عبد الوهاب لغةً ليست وهابي !! ) .. وهي حركة سلفية المعتقد قمع الله بها البدع والشركيات التي انتشرت في جزيرة العرب .. وحاربت الدولة العثمانية التي كانت تتبنى هذه البدع والخرافات وتحميها وتوفر لها مناخا رطبا لتنشر عفنها في المجتمعات الإسلامية التي تسيطر عليها..

ولكن كأي حركة بشرية .. شابها بعض الأخطاء التي لا تخلو منها حركة البشر .

تعالوا نحلل بعض العوامل العامة التي كونت هذا المصطلح :

* فنظرا للعقيدة السنية السلفية التي اعتنقتها هذه الحركة ... بدأ استخدام هذا المصطلح من قبل خصوم السلفية عقيدة ومنهاجا من أمثال الرافضة وغلاة الأشاعرة والمعتزلة والإباضية ومن لف لفيفهم ..
فتكونت المعادلة التالية : الوهابية = السلفية ............ مع أنها ليست أول حركة إصلاحية سلفية !!

* وبما أنها حركة سنية تعظم السنة وتعظم شعائر الإسلام ولو كانت شعائر مندوبة .. وتشدد على الالتزام الكامل بالدين وبشعائره … اصبحت الوهابية علما عند الحداثيين والعلمانيين ودعاة الانحلال على التشدد في الدين … فتكونت المعادلة الثانية :
الوهابية = التشديد في الالتزام بشعائر الدين …………. مع أن هذه ليست أول حركة تفعل ذلك !

* وبما أن بركة عقيدة السلف سرت فيها وجذبت إليها الأفئدة .. ومكن الله لها في قلوب الناس .. استغل خصومها الإصلاح المسلح الذي قامت به الحركة ليقرنوا الحركة بالعنف
فصارت عندنا معادلة ثالثة : الوهابية = عنف ............ مع أنها ليست أول حركة مسلحة في تاريخ الإسلام !!

* وبما أن الشيخ القائد محمد بن عبد الوهاب حنبلي المذهب .. والبيئة النجدية التي نشأت فيها هذه الحركة بيئة حنبلية .. صار عندنا معادلة رابعة : الوهابية = حنبلية ………… ومعلوم أنهم ليسوا أول الحنابلة !

* وبما أن الشيخ عقد اتفاقا سياسيا مع آل سعود ... وآل سعود كان فيهم وفيهم .. وموقعهم السياسي انحرف بهم كثيرا عن مبادئ الإسلام .. وارتكبوا ولا يزالون يرتكبون أخطاء شرعية جسيمة .. نتج عن هذا المعادلة الخامسة :
الوهابية = آل سعود .............. مع أن آل سعود نسبة عرقية .. والوهابية نسبة عقيدية إيدلوجية !!

* وبما أنهم قاتلوا الأتراك ... وكان معظمهم من العرب الأقحاح .. صارت في ذهن الأعاجم مقرونة بالعرب .. فنتجت المعادلة السادسة خصوصا عند الأعاجم :
الوهابية = العرب ……..… مع أن هناك كثيراً من العرب لم يشاركوا فيها .. فهي حركة عقدية وليست عرقية !

* و بما أنها أتت على غربة للدين بين أهله .. ودعت إلى أمور وعقائد وعبادات نسيها كثير من الناس .. ونهتهم عن عقائد وعبادات ألفها الكثير لانتشارها وتحولها تقاليد قبلية أوطنية … تكونت المعادلة السابعة .. خصوصا عند العوام :
الوهابية = كل أمر جديد ضد العادات و التقاليد بغض النظر عن شرعيته …….. مع أنها ليست الحركة الوحيدة التي فعلت ذلك !!

نعم لم تكن الأولى ولا الوحيدة ... ولكنها كانت الحركة الوحيدة التي جمعت كل هذا .. فكتب عليها أن تتحمل خصومة كل هؤلاء .. وخصوما آخرين خبأهم لها القدر !

............

من هذه المعادلات الرئيسية .. بدأت يتشكل مصطلح الوهابية في أذهان الخصوم .. وصارت تطبخ هذه المعادلات على نار تتأجج من الأحقاد لدى كل طرف ..

1- فأهل البدع الذين أصاب الانحراف والكدر إما مصدر تلقي الدين .. أو منهج تلقيه .. من قبورية .. أورافضة .. وغلاة الأشاعرة الجهمية … والمعتزلة التي تقدس العقل … لم يكن ليحتاجوا لاستيراد أحقاد على السنة وأهلها .. فالإنتاج المحلي من الأحقاد عندهم يفيض عن الحاجة .. ويخزن للتصدير !
وعلى رغم ما بين هذه الفرق من خلافات ظاهرة كبيرة .. إلا أن وضعية مناهجهم ومصادر تلقيهم وخسة أصلها وحدتهم ضد الخطر الداهم الذي يتهدد وجودهم : السنة ذات المنهج الرباني .

2- ودعاة الانحلال والإباحية .. ثم من بعدهم الحداثيين والعلمانيين وأصحاب المناهج الوضعية في الحياة .. لم يختلفوا عن أصحابهم أصحاب المناهج الوضعية في الدين .. فلم تكن تنقصهم الأحقاد على الفضيلة وشعائر الدين التي لا تخدم وضاعة حياتهم ومناهجهم !! ولم يكونوا بحاجة لمن يتوسط لهم لحرب الحق وأهله !

3- طبعا .. كل من خسر مكتسباته في هذه الحرب التي ربحها الحق .. صار يولول ويتهم الحركة بأنها من حركات الخوارج !! جاهلا أو متجاهلا حقيقة الخوارج وصفاتهم ... والتي لا تشترك معها الحركة الشيخ بن عبد الوهاب إلا بمسألتين
أولها : قتال من يدعون الإسلام .. وهذه إن كفت أن تجعل الإنسان من الخوارج لكان أبو بكر الصديق أول الخوارج والعياذ بالله . ..
ثم من قاتلتهم حركة الشيخ لم يكونوا ممن شهد لهم بالإيمان كالصحابة الذين قاتلهم الخوارج ؟
ثانيها : الخروج على الحاكم .. وشتان .. بين من خرج عليه الخوارج .. والدولة المهترئة التي خرجت عليها حركة الشيخ والتي كان الشرك يعشش فيها .. وتحكم بالقوانين الوضعية التي استجلبها من سويسرا وفرنسا لأن مشايخ الدولة العثمانية كانوا قد حجروا الاجتهاد وأحكموا إغلاق الباب عليه !!
ولكنهم استخدموا هذا العنف فزاعة ليخيفوا الناس .. وصارت تنسج الحكايات .. وتضخم الحوادث .. وتعمم الأحكام لضرب لب هذه الحركة وهو التوحيد .

4- المذهبيون كان لهم موقف عجيب ..
فمنهم من استغل الموقف لتصفية حساباته مع المذهب الحنبلي الذي طالما أفرى أكباد المبتدعة من لدن شيخه الإمام أحمد بن حنبل الذي استحق بجدارة لقب إمام أهل السنة لمواقفه البطولية الكريمة في وجه أحفاد لبيد بن الأعصم اليهودي من الجهمية والمعتزلة ... والذين عادوا مرة أخرى على الساحة متسترين بالأشاعرة والأشعرية بعد أخزى الله أجدادهم ودحرهم بفضل مواقف الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله .. وهؤلاء لم تكن تنقصهم الأحقاد أساسا على المذهب الحنبلي ..
ومنهم من التزم بقواعد اللعبة المذهبية .. خصوصا المنتسبون للحنابلة الذين شعروا أنهم في ورطة .. فوجدوا المخرج في أن يتهموا الشيخ بأنه يخطط لــ "إنشاء !!!" مذهب " خامس" !! ..وبدؤوا بحربه بين أتباعهم من هذه الجهة .. وهذا يكذبه تصريح الشيخ بن عبد الوهاب بأنه حنبلي .. وله شعر معروف في مدح الحنبلية ودعوة الناس أن "يتحنبلوا" !.. ولذلك كان هؤلاء أضعف الناس عداء للشيخ وحركته .

5- أما أعداء آل سعود فقد يجتمع فيهم بعض الأسباب السابقة في العداء لحركة الشيخ .. وقد تكون دوافعهم سياسية سلطوية محضة .. وهي من أخس الدوافع .. وأقذرها .. لا تعرف دينا ولا مبدأ .. وهي من جنس عداوة رأس النفاق بن أبي سلول لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الرغم من إيمانه قلبيا بدعوته ( وأرجو ملاحظة أنني اتكلم عن الدافع السلطوي المحض .. وليس عن العداء لآل سعود .. فهم مثل غيرهم فيهم الصالح والطالح .. وقد تكون دوافع بعضهم سلطوية محضة )