المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من يرفع الظلم عن المرأة؟



Aimar 21
13-09-2004, 08:34 PM
مجلة كل الناس بتاريخ25 أغسطس
أحلام "صناع الحياة" لا تتوقف.. وبعد أن حصدت دعوة الداعية عمرو خالد إلى المشاركة في تدوين أفكار وأحلام النهضة والتي اقتربت من نصف مليون فكرة.. يؤكد أن مشروعه يشمل أيضاً حلم رفع الظلم عن المرأة.
هذا الظلم كما يقول عمرو خالد. موجود بنسبة أكبر في الغرب، ولكنّ البعض في بلادنا، يحمله ظلماً للإسلام رغم أنّه هو الذي دعا إلى المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة.

ويكشف عمرو خالد جوانب الظلم ضد المرأة..والمسؤول عنها..ويؤكد أن من يشارك في رفعه يكسب ثواباً عظيماً.

في انتظار مليون صوت

سألت عمرو خالد:
لماذا تصر على تصويت مليون شخص على الأفكار الأربعة التي طرحتها؟
لأن تصويت مليون شخص على الاكتفاء الذاتي في الزراعة، والبحث العلمي، ومحو الأمية والتعليم، ووحدة الأمة، ينقلها من مجرد أفكار إلى مشروع قومي للأمة. وبمجرد التصويت الإيجابي على هذه الأفكار، فإننا سوف ننشرها من خلال وسائل الإعلام والإنترنت، وسنقوم بتوصيل مشروع النهضة إلى 10 ملايين شخص.
هذه الأفكار لا تحتاج إلى الحكومات لتنفيذها لأنّ الشعوب قادرة على إنجازها بالإصرار والجهد. ولهذا فإن التصويت على هذه الأفكار يجعلها ملكاً للناس، وتنفيذ المشروع يحتاج إلى عدة سنوات.


المرأة مظلومة عالمياً


ما المجال الذي تطرحه هذا الأسبوع للتنفيذ؟
إنه مجال مليء بالمشكلات، لكنّه من أهم المجالات التي تعتمد عليها النهضة. إنه مجال المرأة.
بم نحلم أن تكون المرأة بعد 20 سنة؟
المرأة مظلومة جداً. ونحن لن نقبل أن تظل المرأة مظلومة بعد 20 سنة.
ما الذي تطرحه في برنامج "النهضة" لكي لا تظل المرأة مظلومة اجتماعياً؟
المرأة مظلومة في العالم كله، وهي مظلومة في الغرب أكثر مما هي مظلومة في بلادنا. المرأة العربية مظلومة. والمرأة المسلمة مظلومة. والمرأة الفرنسية والروسية ، والهندية، والأمريكية..كلهن مظلومات.
وأود أن أشير إلى براءة الإسلام من ظلم المرأة في بلادنا.
هل يُعقل أنّ الله العظيم الذي خلقنا جميعاً من ذكر وأنثى، يضطهد الأنثى؟! هناك من يشرح القرآن والسنة بطريقة خاطئة. وهناك عادات وتقاليد ظلمت المرأة المسلمة، والإسلام بريء منها، وسوف نعمل على إصلاح حال المرأة في العالم كله. هذا هو طموحنا وأملنا.
المرأة ظُلمت في كل المجالات: عبودية، بطالة، عدم تعليم، في حقوقها الاجتماعية والمالية. ظُلمت بالإهانة من الرجل والإيذاء والقتل، والنبي "صلى الله عليه وسلم" يقول: "الظلم ظلمات يوم القيامة" ولذلك فإنّ من يشارك في رفع الظلم عن المرأة سيكسب ثواباً كبيراً. والنبي "صلى الله عليه وسلم" يقول: "دعوة المظلوم على ظالمه مستجابة. ليس بينها وبين الله حجاب" ويقول الله تعالى في الحديث القدسي: "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين".
تُرى من تشكو المرأة في بلادنا إلى الله؟ هل ستشكو المجتمع كلّه أم ستشكو الذي فسّر الآيات والأحاديث بتأويل خاطئ أدّى إلى ظلم المرأة؟ ودعوة المرأة المظلومة مستجابة. نحن لا ندعو مثل الجمعيات النسائية إلى مناصرة المرأة ضد الرجل. نحن نريد رفع الظلم عن المرأة لا نريد أن نختزل قضية المرأة في موضوع الحجاب من الإسلام، ورغم أنّه من الأمور التي نعتز ونفخر بها.
الغرب يُحمِّل ظلم المرأة على الإسلام، والإسلام بريء. والنساء في العالم العربي يُصدِّقن – مع الأسف – أن الإسلام هو السبب.

مفهوم المساواة الكاملة

نريدك أن توضح الفرق بين نظرة الإسلام للمرأة ونظرة الغرب لها؟
الإسلام يدعو إلى مساواة كاملة بين المرأة والرجل أمام الله في الواجبات والحقوق. في الحساب والعقاب. في الجنة والنار. القرآن يقول ذلك والسنة تقول ذلك. مساواة كاملة في المجتمع مع مراعاة اختلاف الأدوار بين المرأة والرجل نتيجة الطبيعة الفسيولوجية للمرأة، والطبيعة النفسية. الأصل هو المساواة الكاملة.
الرسول "صلى الله عليه وسلم" يقول: " النساء شقائق الرجال لا يكرمهن إلا كريم، ولا يُهينُهنّ إلا لئيم.". ويقول الله تبارك وتعالى: (للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن).
وكذلك المساواة في الحساب يوم القيامة وفي الدنيا. يقول الله تبارك وتعالى: (فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض). ويقول الله تبارك وتعالى: (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا).
ويقول تبارك وتعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله).
الأصل مساواة كاملة، والآيات تدل على ذلك. فماذا عن نظرة الغرب للمرأة؟
الغرب يقول مساواة كاملة دون مراعاة لاختلاف الأدوار ودون مراعاة لاختلاف طبيعة المرأة عن طبيعة الرجل، ونسيان الناحية البيولوجية والفروق الفسيولوجية.


سلبيات المجتمع المادي

ماذا نتج عن تفكير الغرب من سلبيات؟
نتج أن المجتمع المادي فرض على المرأة إذا أرادت أن تأكل أن تنزل للعمل مثلها مثل الرجل. والإسلام لا يرفض عمل المرأة، لكنّه يوصي بأن يكون مناسباً لطبيعتها، وأن يكون من اختيارها.
في الغرب نزلت المرأة لتعمل في كل المجالات بلا استثناء. فبدأت تفقد أحلى ما عندها: أنوثتها. وعندما تتزوج تتقاسم مع زوجها الإنفاق على البيت. الزوج هنا لا ينفق عليها. لهذا عملت المرأة في الغرب سائق أتوبيس وعامل قطار..ونتج عن ذلك أيضاً عدم وجود شكل واحد للارتباط العائلي: زوج وزوجة وأطفال. صارت هناك أشكال أخرى متنوعة، منها أن يكون رجل وامرأة شركاء في بيت واحد. بعد فترة يَفُض الرجل الشركة ويرحل، ويجيء رجل آخر لينشئ معها شراكة جديدة ومعها أطفال من الرجل الأول. ثم تنجب أطفالاً من الرجل الثاني والثالث والرابع وهكذا، وهكذا نشأت حالة الأسرة من أم واحدة والأب غير معروف.


الزواج الشرعي 20% فقط

ونتج عن ذلك تراجع حالات الزواج الشرعي بالشكل التقليدي الذي عرفته البشرية للأسرة، فأصبح الزواج الشرعي أقل من 20% من العلاقات بين الرجال والنساء في المجتمع.
وتكتشف المرأة الحقيقة المرة عندما تتجاوز سن الأربعين وتذوى أنوثتها، فيعافها الرجل، وتصبح امرأة بلا رجل، لا تستطيع أن تكون أماً أو زوجة أو عشيقة. وتبدأ معاناتها من الاكتئاب.
وكلما تقدمت سن المرأة في الغرب، كلما شعرت بالضياع والتعاسة، فالأبناء لا يعرفون آباءهم، وهي مسؤولة عنهم، ثم إنّها فقدت جمالها وحيويتها وجاذبيتها للرجال، فتعيش وحيدة مع أن الإسلام يكرم المرأة كلما تقدمت في السن " أمك ثم أمك ثم أمك". و"الجنة تحت أقدام الأمهات" وبالتالي لا يصيب الاكتئاب امرأة مسلمة هذا من ناحية المبدأ.


الإسلام بريء من ضرب النساء

ما أوجه ظلم المرأة على مستوى العالم؟
المرأة مظلومة في العنف الذي يمارس ضدها، ومظلومة في حقوقها الاجتماعية والسياسية والمالية. هذه عناصر ظلم المرأة التي تريد تغييرها بعد 20 سنة على مستوى العالم كله، العنف ضد المرأة وصل في الغرب إلى أن امرأة من كل 6 نساء تتعرض للاعتداء الجنسي، أو التحرش. 50% من حالات قتل النساء في أمريكا، تتم على يد الزوج أو " البوي فريند".
عشرات الآلاف من نساء البوسنة انتهكت إعراضهم عام1993 في أوروبا. كذلك الإهانة والضرب – الذي قيل ظلماً أن الإسلام يدعو إليهما – الضرب في الغرب للنساء أكثر بكثير. وهناك شركات عملها أن المرأة لو ضُربت تتصل فوراً بالشركة التي تأتي لإنقاذها. وهناك أماكن إيواء للنساء اللاتي يُضربن. والإعلانات في التليفزيون تعلن عن معدلات رهيبة، وصل إليها ضرب النساء في الغرب. وفي العالم الإسلامي توجد حالات مشابهة من الظلم. المؤسف أن هذا الظلم يمارس باسم الإسلام والإسلام بريء منه.


جرائم العرض والختان

من أمثلة الظلم ضد المرأة في بلادنا: جرائم العرض أن يشك الرجل في أخته أو ابنته، بدون دليل أو شهود، ويقوم بقتلها ويذهب إلى المحكمة فيخفف عليه الحكم لأنها جريمة عرض.
وهذا يحدث بسبب تأويل خاطئ لحديث لا سند له: "لا يؤخذ الرجل بالمرأة" أي أن الرجل إذا قتل امرأة، لا يُقتل قصاصاً لها، مع أن القرآن واضح: (النفس بالنفس) (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبداً). ومن الظلم الواقع على المرأة في العالم الإسلامي: الختان. والمؤسف أن هذا يتم تحت اسم الإسلام ولا توجد أدلة حقيقية قوية تؤيد الختان. وما يحدث في أفريقيا في المرأة شيء رهيب. شيء يؤدي في حالات كثيرة إلى قتل المرأة أو تشويهها.


إذلال الزوجة باسم الإسلام!

ومن أشكال الظلم الموجود في العالم الإسلامي ضد المرأة: الطرد والإهانة والإيذاء النفسي. الطرد من البيت، ومعايرتها بأهلها، وتهديدها بالطلاق أو الزواج عليها، وحرمانها من حقوقها الشرعية. كل هذا الإيذاء ينهي عنه الإسلام، ومع ذلك يُلصق بالإسلام.
هذا الزوج الظالم حين وضع يده في يد حماه قال له الأب: زوَّجُتك ابنتي على كتاب الله وعلى سُنة رسول الله وكتاب الله يقول: (وعاشروهن بالمعروف) ومع ذلك بقوم بإذلالها بعد الزواج لسنوات طويلة تحت اسم الإسلام. ويقول في نفسه: هن ناقصات عقل ودين، ومن حقي أن أفعل معها ما أشاء.
وهذا الرجل لا يفهم الظرف الذي قيلت فيه عبارة "ناقصات عقل ودين" بسبب سوء الشرح والتفسير. وهذا ظلم لابد أن يتغير من خلال "صناع الحياة".
المرأة تطرد من بيت زوجها بعد ضربها.. بينما القرآن يقول: (ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة).
ما ضرب رسول الله امرأة قط. والآية الكريمة تقول: (واللاتي تخافون نشوزهن) فيضربها زوجها وهو يظن أن معه حق القرآن، بسبب عدم فهمه لكلمة نشوزهن أو سوء تأويلها. ليس هناك صحابي ضرب امرأته، والنبي قبلهم جميعاً. الذي يستعمل هذه الآية في غير موضعها ظالم ومسيء للإسلام.


الميراث..حق ثابت للمرأة

ماذا عن الحقوق المالية للمرأة؟
هناك ظلم في الحقوق المالية في الغرب للمرأة. فمتوسط مرتب المرأة أقل من متوسط مرتب الرجل دون سبب سوى أنّها امرأة.
ومتوسط مرتبات المرأة في أمريكا التي تعمل في وظائف مشابهة لوظائف الرجل أقل بحوالي عشرة آلاف دولار. وهذا ظلم.
أما في العالم الإسلامي.. فتُحْرم المرأة من الميراث، خاصة في الريف والأقاليم لمجرد أنّها امرأة. فيسلب أخوتها الرجال أرضها الزراعية، لكي لا تذهب الأرض إلى حيازة زوجها، مع أنّ الآية واضحة، (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها).
ومع ذلك يُظْلَم الإسلام ويُنْسب إليه عكس ما يدعو إليه، فيقول الرجال إنّ النساء ناقصات عقل ودين وأنّهن سفيهات، ولهذا يحق حرمانهم من الميراث!. ويقوم الأب خلال حياته بالتفرقة في توزيع ثروته بين الابن والابنة.
ومن أشكال الظلم: حرمان المطلقات من النفقة سنوات طويلة بسبب بطء إجراءات التقاضي، والآية التي تقول: (للذكر مثل حظ الأنثيين) التمييز هنا ليس للتفضيل، لكنّه لفارق المسئوليات. فهو ينفق عليها وعلى أمه، لكنها غير مسئولة عن الإنفاق على أحد، بعكس الغرب. وهناك أشياء كثيرة في الميراث تحصل فيها المرأة على أكثر من حق الرجل أو تكون مساوية له.