المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شبهة حول المسخ طالما رددها أهل الأهواء.



حسام الدين حامد
14-09-2004, 06:35 PM
هذا ما تيسر في الرد علي شبهة كثيرًا ما سمعناها من أهل الأهواء سواءً من العقلانيين - بزعمهم - أو من تبعهم من أتباع كل ناعق .



و هذا نص كلام من نرجو الله أن يهديه ، فيقول :

(((("وهذا نمط آخر أي الروايتين تسقطها من البخاري ومسلم ام انك لا تعمل بالشذوذ والعلة .

2997 حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى العنزي ومحمد بن عبد الله الرزي جميعا عن الثقفي واللفظ لابن المثنى حدثنا عبد الوهاب حدثنا خالد عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم فقدت أمة من بنى إسرائيل لا يدري ما فعلت ولا أراها إلا الفأر ألا ترونها إذا وضع لها ألبان الإبل لم تشربه وإذا وضع لها ألبان الشاء شربته قال أبو هريرة فحدثت هذا الحديث كعبا فقال آنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت نعم قال ذلك مرارا قلت أقرأ التوراة - قلت و هنا غش في النقل فالجملة استفهام استنكاري و ليست خبرًا -قال إسحاق في روايته لا ندري ما فعلت .

<LI>********************************* 2663حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب واللفظ لأبي بكر قالا حدثنا وكيع عن مسعر عن علقمة بن مرثد عن المغيرة بن عبد الله اليشكري عن المعرور بن سويد عن عبد الله قال قالت أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ثم اللهم أمتعني بزوجي رسول الله صلى الله عليه وسلم وبأبي أبي سفيان وبأخي معاوية قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم قد سألت الله لآجال مضروبة وأيام معدودة وأرزاق مقسومة لن يعجل شيئا قبل حله أو يؤخر شيئا عن حله ولو كنت سألت الله أن يعيذك من عذاب في النار أو عذاب في القبر كان خيرا وأفضل قال وذكرت عنده القردة قال مسعر وأراه قال والخنازير من مسخ فقال إن الله لم يجعل لمسخ نسلا ولا عقبا وقد كانت القردة والخنازير قبل ذلك . "))))

للرد علي هذه الشبهة لابد من ذكر مقدمات لا يرضي مدعو اتباع العقل بدونها

أولًا : الفئران تتضرر من اللبن القليل الكالسيوم

1- "observed that young rats fed long heat-treated milks, evaporated, condensed, and pasteurized by the ‘hold’ method failed to grow normally, but if the precipitated calcium salts were incorporated into the various milk, growth was normal "

الترجمة : لوحظ أن الفئران الصغيرة المغذاة علي لبن عولج لفترة طويلة بالحرارة و بخر و كثف و تمت بسترته بطريقة "hold method " فشلت في النمو بشكل طبيعي ، و عندما تم إدخال أملاح الكالسيوم المترسبة في الألبان المتنوعة كان النمو طبيعيا.

ثانيا : اختلاف ألبان الإبل عن غيرها و قلة محتواها من الكالسيوم

1- يقول جان كلود لامبرت خبير الألبان لدي منظمة الأغذية و الزراعة " إن صناعة الجبن من لبن الأبقار أو الماعز أو حتي الياك عملية سهلة " ثم يقول " قبل ست سنوات لم يكن أحد يعتقد أنه من المستطاع تحويل لبن الإبل إلي جبن ".

2- كلفت المنظمة السابقة الذكر أحد أعضائها ببحث الموضوع ، و بعد بحوث في السعودية و تونس وضع كتيبا عنوانه " تكنولوجيا صناعة الجبن من لبن الإبل " و فيه أنه لابد من إضافة : الفوسفات و منفحة نباتية و الكالسيوم

3- محتوي لبن الإبل من الكالسيوم : 106 مجم ، بينما نفس الكمية من الماعز : 129 مجم8 ، و الخراف : 193 مجم8 .

تنبيه : المعلومات السابقة موجودة علي الشبكة العنكبوتية لمن يبغي التأكد.

الآن نصل للمقدمة الأولي : الفئران تتضرر من ألبان الإبل و لا تشربها ، شهد بذلك الواقع و التجربة العملية.

قلت : أف لعقول تحوجنا للنقاش و البحث في أمور كهذه .

المقدمة الثانية : اليهود حرمت عليهم ألبان الإبل

قال تعالي " كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين " ( آل عمران : 93 ).

و مما حرم اسرائيل - عليه السلام - علي نفسه ألبان الإبل.

المقدمة الثالثة : وقوع المسخ في بني إسرائيل

دل علي ذلك قوله عز و جل ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبدة الطاغوت أولئك شر مكاناً وأضل عن سواء السبيل ) { سورة المائدة : 60}.

و المسخ أو جعلهم قردة و خنازير حقيقي لا معنوي كما دلت علي ذلك لغة القرآن الكريم.

من المقدمات الثلاث نصل إلي النتيجة التي جمعها رسول الله صلي الله عليه و سلم حيث يقول ( فقدت أمة من بني إسرائيل لا يدري ما فعلت ، و إني لا أراها إلا الفأر ، ألا ترونها إذاوضع لها ألبان الإبل لم تشرب و إذا وضع لها ألبان الشاء شربت ) { صحيح الجامع : 4247}.

و الحديث صحيح نقول بصحة مضمونه لمجرد ثبوت أن رسول الله صلي الله عليه و سلم نطق به ، و لكن ما سبق من باب الرد علي المخالف.

الإشكال الأول :

قد يرد بعض من يدعون اتباع العقل الحديث بحجة أنه إخبار بغيبٍ و الغيب لا يعلمه إلا الله ، كما صرح بهذا المقياس جمال البنا هداه الله ، و جواب ذلك قوله تعالي :

( عالم الغيب فلا يظهر علي غيبه أحدًا ، إلا من ارتضي من رسول فإنه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدًا ) {الجن : 26،27}.

الإشكال الثاني - و هو ما ذكره صاحب الشبهة في بداية الرد:

قد يتعارض مع هذا الحديث ما ورد في الحديث الصحيح ( ذكرت عنده القردة و الخنازير هن مسخ ، فقال : إن الله تعالي لم يمسخ شيئًا فجعل له نسلًا و لا عقبًا ) .

أو الحديث الصحيح الآخر ( إن الله لم يجعل لمسخٍ نسلًا و لا عقبًا ، و قد كانت القردة و الخنازير قبل ذلك ).

و جوابها

1- قبل ضرب الأحاديث بعضها ببعض نحاول الجمع بينها ، فإن لم يتيسر الجمع اتجهنا إلي الترجيح ، و الجمع متيسر للتالي :

2- نحمل ما ورد من نفي الاعتقاد بأن الخنازير مسخ ، علي نفي كون الخنازير التي في عهده عليه الصلاة و السلام مسخًا - أي من اليهود الممسوخين - و إن كانت من نسل خنازير ممسوخة ، حيث إنه لا تزر وازرة وزر أخري ، و يؤيد ذلك :

3- ( الحيات مسخ الجن ، كما مسخت القردة و الخنازير من بني إسرائيل )

قال الشيخ الألباني رحمه الله " إن الحديث لا يعني أن الحيات الموجودة الآن هي من الجن الممسوخ و إنما يعني أن الجن وقع فيهم مسخ إلي الحيات " { الصحيحة : 4 \ 439}.

4- فإن قيل فأين نسل الفئران التي كانت قبل المسخ ؟

فالجواب :

دل مفهوم حديث رسول الله صلي الله عليه و سلم علي أن نسلها قد تضاءل حتي انتهي و لم يبقَ إلا الفئران التي لا تشرب لبن الإبل كما دل علي ذلك الواقع و التجربة العملية و قبلها حديث رسول الله صلي الله عليه و سلم ، و من يخالف في ذلك ليس له دليل علمي ولا نقلي من باب أولي ، و اعتراضه ينبني علي رجم بالغيب ، و حق فيه و في أمثاله من أتباع داروين قولُه تعالي :

( ما أشهدتهم خلق السموات و الأرض و لا خلق أنفسهم و ما كنت متخذ المضلين عضدًا ) { الكهف : 51}.

و بالتالي

1- كانت الفئران و القردة و الخنازير موجودة قبل وقوع المسخ في بني إسرائيل.

2- وقع المسخ في بني إسرائيل.

3- تناسلت الفئران الممسوخة و كان نسلها من الفئران و لكن غير ممسوخة.

4- الفئران القديمة أخذ نسلها في التناقص و لم يبقَ منه شيئٌ، دل عليه النقل ثم الواقع و التجربة العملية.

5- الفئران الموجودة الآن ليست مسوخًا.

و بذلك

يتم الجمع بين الأحاديث الواردة و قوله عز و جل ( و لا تزر وازرة وزر أخري ){ الأنعام : 164} و لم يبق للمخالف دليلٌ يرد به أو يشكل علينا به ، و الحمد لله رب العالمين.

و أخيرًا

فلسان حالي و مقالي كما قال السيوطي رحمه الله (اعلموا يرحمكم الله أن من العلم كهيئة الدواء ، و من الآراء كهيئة الخلاء ، لا تذكر إلا عند داعية الضرورة ) ثم قال ( و هذه آراء ما كنت أستحل روايتها لولا ما دعت إليه الضرورة من بيان أصل هذا المذهب الفاسد الذي كان الناس في راحةٍ منه من أعصار) { الاحتجاج بالسنة : 5،6}.

و أخيرًا ، فما كان من توفيق فمن الله وحده ، و ما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني و من الشيطان و الله و رسوله منه براء. سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك.