ALcATRAZ
17-09-2004, 09:12 PM
أحد القراء سألني عبر البريد الإلكتروني: هل صحيح (أنهم) اخترعوا نظارة ترى ما خلف العباية!؟ ورغم وقاحة السؤال إلا انه ذكّرني بأول مظاهرة نظمت في افغانستان ضد الاحتلال الأمريكي؛ فبعد أسبوعين من دخول كابول نظم المواطنون هناك مظاهرة حاشدة - ليس ضد الاحتلال الأجنبي - بل ضد النظارات السوداء التي يلبسها الجنود وقيل انها تكشف ما وراء الشادوف (أو العباية) الافغانية. وحينها نصحت القيادة الامريكية جنودها بالتقليل من لبس النظارات الشمسية وتقديمها للتجربة لكل مواطن أفغاني يشك في مهمتها الحقيقية!!.
ولسبب مفهوم يدور السؤال السابق في أذهان المراهقين خصوصاً. فقبل فترة اكد لي أحد هؤلاء ان الشرطة قبضت على شاب يلبس نظارة كاشفة أمام ثانوية للبنات. وحين أبديت شكي من وجود نظارة كهذه قال بإصرار: "أختي مديرة المدرسة وهي التي أبلغت الشرطة؟".. حينها افترضت أحد أمرين: إما جهل أخته الفاضلة، أو تسرع الشرطة في اعتقال من يتأنق أمام مدارس البنات!
.. الجواب باختصار (لا توجد نظارات كهذه!) أما أقرب اختراع فشاشات أمنية ضخمة يظهر الجسم خلفها كهيكل عظمي متحرك.. وهي شاشات أمنية (تستعمل الأشعة السينية) لكشف أي أسلحة أو متفجرات يمكن ان يخفيها الشخص تحت ملابسه!
.. على أي حال أستطيع إخباركم بما هو أغرب من الاختراع السابق..
فمن المعروف ان العين البشرية لا ترى الاشياء نفسها بل ترى الضوء المنعكس أو الصادر منها. والدليل على هذا ان العين لا ترى أي جسم يوضع في غرفة مظلمة - حيث لا ضوء ينعكس عنه أو يصدر منه- أما الاجسام التي يمكن للضوء المرور من خلالها فتستطيع أبصارنا رؤية ما خلفها (ولعلك سألت نفسك ذات يوم: لماذا نستطيع الرؤية من خلال الزجاج رغم صلابته!!؟).
الجزء المشوق في الموضوع ان الأشعة الضوئية ليست إلا (جزءاً واحداً) من أشعة كثيرة تدعى "الموجات الكهرومغناطيسية"؛ فبجانب الضوء هناك الأشعة الحرارية والأشعة الراديوية والأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية (.....) ولكن الضوء وحده هو الإشعاع الوحيد المرئي بالنسبة لنا ونبصر بواسطته الأشياء!!.
وحين أدرك الإنسان وجود أشعة اخرى (غير الضوء) استعان بها للرؤية بطرق مختلفة فعلاً:
- فعلى سبيل المثال استعمل الأشعة السينية لرؤية الاعضاء الداخلية في الجسم (كما في أشعة المستشفيات).. ولو كانت أعيننا تستعمل هذه الأشعة للرؤية (بدل الأشعة الضوئية) لرأينا الناس يسيرون في الشوارع كهياكل عظمية متحركة!!
- أما لو كانت أعيننا تستعمل أشعة جاما (التي تملك طولاً موجياً أقصر) لاستطاعت أبصارنا اختراق حوائط الاسمنت وصفائح المعدن والهياكل العظمية (وبهذه الطريقة لن نرى أي شيء.. لأن بصرنا يخترق كل شيء)!.
- أما لو تصورنا أعيننا تستعمل الأشعة الراديوية لغدت (مثل التلسكوبات اللاسلكية) قادرة على رصد الموجات الراديوية التي تطلقها النجوم والمجرات ولرأينا من الكون أضعاف أضعاف ما نراه بالتلسكوبات البصرية العادية!!
- أما لو كانت أعيننا تستعمل الأشعة الحرارية (أو تحت الحمراء) فحينها فقط يتاح لنا الرؤية في الظلام (مثل المناظير الليلية).. فهذه المناظير ترصد الاجسام من خلال توهجها الحراري وتستطيع رؤية أي حيوان يتحرك في الظلام برصد الحرارة الصادرة من جسده!!
- أما أغرب الأعين على الاطلاق فهي التي ترى (الماضي).. فكم مرة جلست على كرسي زميلك فلاحظت انه ساخن (نوعاً ما).. والسبب هنا ان زميلك ترك مجسماً حرارياً (يبقى لفترة فوق الكرسي) قبل تلاشيه تماماً، وباستعمال كاميرات ترصد الحرارة (المتبقية) نستطيع تصوير ما حدث في الماضي القريب!.
.. على أي حال قد لا تملك أعيننا جميع القدرات السابقة، ولكن؛ في المقابل رزقنا الله بعقل أتاح لنا صنع كاميرات ترى ما خلف الجدران، وما بداخل الأرحام، وفي أعماق الظلام، وفي أبعد نقطة في الكون.
المخجل أننا وجدنا من يفكر برؤية ما وراء العباية!!
منقو و و ل من مقال
ولسبب مفهوم يدور السؤال السابق في أذهان المراهقين خصوصاً. فقبل فترة اكد لي أحد هؤلاء ان الشرطة قبضت على شاب يلبس نظارة كاشفة أمام ثانوية للبنات. وحين أبديت شكي من وجود نظارة كهذه قال بإصرار: "أختي مديرة المدرسة وهي التي أبلغت الشرطة؟".. حينها افترضت أحد أمرين: إما جهل أخته الفاضلة، أو تسرع الشرطة في اعتقال من يتأنق أمام مدارس البنات!
.. الجواب باختصار (لا توجد نظارات كهذه!) أما أقرب اختراع فشاشات أمنية ضخمة يظهر الجسم خلفها كهيكل عظمي متحرك.. وهي شاشات أمنية (تستعمل الأشعة السينية) لكشف أي أسلحة أو متفجرات يمكن ان يخفيها الشخص تحت ملابسه!
.. على أي حال أستطيع إخباركم بما هو أغرب من الاختراع السابق..
فمن المعروف ان العين البشرية لا ترى الاشياء نفسها بل ترى الضوء المنعكس أو الصادر منها. والدليل على هذا ان العين لا ترى أي جسم يوضع في غرفة مظلمة - حيث لا ضوء ينعكس عنه أو يصدر منه- أما الاجسام التي يمكن للضوء المرور من خلالها فتستطيع أبصارنا رؤية ما خلفها (ولعلك سألت نفسك ذات يوم: لماذا نستطيع الرؤية من خلال الزجاج رغم صلابته!!؟).
الجزء المشوق في الموضوع ان الأشعة الضوئية ليست إلا (جزءاً واحداً) من أشعة كثيرة تدعى "الموجات الكهرومغناطيسية"؛ فبجانب الضوء هناك الأشعة الحرارية والأشعة الراديوية والأشعة السينية والأشعة فوق البنفسجية (.....) ولكن الضوء وحده هو الإشعاع الوحيد المرئي بالنسبة لنا ونبصر بواسطته الأشياء!!.
وحين أدرك الإنسان وجود أشعة اخرى (غير الضوء) استعان بها للرؤية بطرق مختلفة فعلاً:
- فعلى سبيل المثال استعمل الأشعة السينية لرؤية الاعضاء الداخلية في الجسم (كما في أشعة المستشفيات).. ولو كانت أعيننا تستعمل هذه الأشعة للرؤية (بدل الأشعة الضوئية) لرأينا الناس يسيرون في الشوارع كهياكل عظمية متحركة!!
- أما لو كانت أعيننا تستعمل أشعة جاما (التي تملك طولاً موجياً أقصر) لاستطاعت أبصارنا اختراق حوائط الاسمنت وصفائح المعدن والهياكل العظمية (وبهذه الطريقة لن نرى أي شيء.. لأن بصرنا يخترق كل شيء)!.
- أما لو تصورنا أعيننا تستعمل الأشعة الراديوية لغدت (مثل التلسكوبات اللاسلكية) قادرة على رصد الموجات الراديوية التي تطلقها النجوم والمجرات ولرأينا من الكون أضعاف أضعاف ما نراه بالتلسكوبات البصرية العادية!!
- أما لو كانت أعيننا تستعمل الأشعة الحرارية (أو تحت الحمراء) فحينها فقط يتاح لنا الرؤية في الظلام (مثل المناظير الليلية).. فهذه المناظير ترصد الاجسام من خلال توهجها الحراري وتستطيع رؤية أي حيوان يتحرك في الظلام برصد الحرارة الصادرة من جسده!!
- أما أغرب الأعين على الاطلاق فهي التي ترى (الماضي).. فكم مرة جلست على كرسي زميلك فلاحظت انه ساخن (نوعاً ما).. والسبب هنا ان زميلك ترك مجسماً حرارياً (يبقى لفترة فوق الكرسي) قبل تلاشيه تماماً، وباستعمال كاميرات ترصد الحرارة (المتبقية) نستطيع تصوير ما حدث في الماضي القريب!.
.. على أي حال قد لا تملك أعيننا جميع القدرات السابقة، ولكن؛ في المقابل رزقنا الله بعقل أتاح لنا صنع كاميرات ترى ما خلف الجدران، وما بداخل الأرحام، وفي أعماق الظلام، وفي أبعد نقطة في الكون.
المخجل أننا وجدنا من يفكر برؤية ما وراء العباية!!
منقو و و ل من مقال